مبنى البرلمان العراقي لايمثّل سلطة الشعب ولا القانون
زكي رضا
دخل الصدريون مبنى البرلمان، غادر الصدريون مبنى البرلمان. هرب نوّاب “الشعب” من المبنى، عاد نوّاب ” الشعب” الى المبنى. لعبة سمجة كرّرها مقتدى الصدر وتيّاره دون أن يكون هناك أي تغيير على الساحة السياسيّة للبلاد الّا نحو الأسوأ. فالصدر بلعبه المستمر على حبال السياسة كالبهلوان، هو جزء من سيرك سلطة المحاصصة والفساد والجريمة البارعين في اللعب على الحبال مثله، ولا فرق بين عربيّ منهم وأعجمي الّا بسقف فساده وجرائمه، علما أن “براعتهم” لا تنطلي الا على عقول السذّج والذين يصفهم أبناء شعبنا بالذيول .
ما أن دخل الصدريون مبنى البرلمان وهرب ” نوّاب” الشعب بمساعدة الحمايات والقوّات الأمنيّة، حتى خرج علينا الكاظمي كلاعب من لاعبي السيرك السياسي العراقي بتصريح يُضحك كل ثكالى العراق حينما قال في بيان صحفي ” أدعو المتظاهرين الى الأنسحاب الفوري من مبنى مجلس النوّاب، والذي يمثّل سلطة الشعب والقانون”!!! كيف يمثّل مجلس النوّاب اليوم الشعب العراقي يا سيادة رئيس الوزراء وهم أقليّة حسب نتائج الأنتخابات الأخيرة، وأين هو القانون وهذه الأقليّة تريد تشكيل الحكومة!!؟؟ أنّ هذا المبنى ليس سوى وكر للجريمة والسرقة والخيانة، ولا يوجد مبنى بحجم جرائمه وسرقاته في جميع أنحاء هذا العالم. أنّ مجلس الفساد والجريمة هذا لن يتطهر من تهم الجرائم التي أرتكبها بحق الشعب والوطن، ولو كسوتموه بكل كسوات الكعبة التي تحجّون اليها لتعبدوا فيها الله زلفا.
ولأنّ لاعبي السيرك لهم أدوارهم المحدّدة في لعبهم داخله، فأنّ مقتدى الصدر خرج علينا بتغريدة كعادته ليقول ” بسمه تعالى
ثورة محرّم الحرام
ثورة أصلاح ورفض للضيم والفساد
وصلت رسالتكم أيها الأحبّة
فقد أرعبتم الفاسدين..
جرّة أذن
صلّوا ركعتين وعودوا لمنازلكم سالمين.
مقتدى الصدر”.
السيّد مقتدى الصدر، لقد خرج الحسين في محرّم طمعا في السلطة، كونها الطريق الوحيد للأصلاح الذي كان ينادي به، وفي الحقيقة أنّ مشروعه كان لتغيير السلطة الفاسدة والشروع بعدها بمشروعه الأصلاحي، أمّا أنت فلم تتجرأ لليوم على رفع شعار التغيير الحقيقي، والأمر المهم الآخر هو أنّ الحسين خرج من مكّة الى ساحة المعركة مع أصحابه وعدد لا يتعدى أصابع اليدين من شيعته، أمّا أنت فتريد الأصلاح من الحنّانة ولا أظنّ أنّ مكانة الحنّانة كما مكانة مكّة عند المسلمين.
أيّ فاسدين تمّ أرعابهم من مريدك وأتباعك اليوم!؟ ها قد عاد القوم الى مبنى ” الشعب” من جديد، ليقرّروا ومعهم قا آني مصير العراق لأربع سنوات عجاف قادمة. وهل جرّة أذن اليوم بخروج مريدك من البرلمان بشكل سلس، هي نفس جرّة أذن ميليشياتك بحقّ متظاهري تشرين حاملي شعار التغيير!!؟ السيّد مقتدى الصدر، أنّكم وتياركم بمسرحية اليوم البائسة، منحتم الاطار الشيعي الشرعيّة بعدما منحتموه كل مقاعدكم البرلمانية سابقا، لتشكيل الحكومة القادمة.
لم يشذّ لاعبوا سيرك الأطار الشيعي ببيانهم عن أحداث اليوم والذي جاء في أحدى فقراته ” بعد أن أكملت قوى الإطار التنسيقي الخطوات العملية للبدء بتشكيل حكومة خدمة وطنية واتفقت بالإجماع على ترشيح شخصية وطنية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة رصدت ومنذ يوم أمس تحركات ودعوات مشبوهة تحث على الفوضى وإثارة الفتنة وضرب السلم الأهلي”. أنّ الشخصيات الوطنية يحددها الشارع العراقي وهو من يرفع شعار نزاهتها ووطنيتها وكفاءتها، وقد رفض هذا الشارع في ثورة تشرين كل المشاركين بالعملية السياسية ومنهم شياعكم السوداني هذا، كما وتستطيعون العودة الى تسريبات زعيمكم لتعرفوا من هم الذين يثيرون الفتنة ويهددون بضرب السلم الأهلي!؟
ولم يشذّ محمد صالح العراقي وزير القائد عن غيره فخرج علينا بتغريدتين أحداهما لبنانيّة ” كلّن يعني كلّن” والتي تقابلها ” شلع قلع” التي لم يستخدمها وهي المفهومة أكثر عراقيّا!! والأخرى وكأنّها كلمة سر حينما غرّد بكلمة واحدة ” يا زهراء”!! إن كانت كلمة تغريدتك كلمة سرّ أيّها السيد العراقي، فكانت أكثر وطنية لو أستبدلتها بـ ” يا عراق”.
تجدّد أنتفاضة تشرين ونجاحها هي الكفيلة بغلق السيرك السياسي العراقي للأبد.