السيد مقتدى الصدر: أن كان هذا نصرا فلا أهلا ولا سهلا به
زكي رضا
أصدر السيد مقتدى الصدر بيانا حول أعانة المظلوم، دعا فيه لعدم زجّ الحشد الشعبي في الخلاقات السياسيّة القائمة بين أركان البيت الشيعي، وكأنّ الحشد لم يكن ولليوم رأس من رؤوس الفساد التي دمرّت البلاد، وهذا ما سنتطرق اليه لاحقا من خلال بيان الصدر نفسه.
لقد قال الصدر في بيانه ” الحمد لله الذي نصر العراق وأهله وأذلّ الإرهاب وأهله فأنت يا ربّي ناصر المستضعفين والمجاهدين أولا وآخرا”!! والنصر لغويا اسم علم مذكر ومؤنث من أصل عربي، ومعناه هو الفوز والانتصار، ومن معانيه أيضا أعانة المظلوم، ومن معانيه أيضا المطر!!! فهل نصرنا الله فعلا نحن العراقيين على أعدائنا كما يقول الصدر في بيانه!!؟؟؟
على من فزنا وأنتصرنا منذ أن جئتم الى السلطة كأسلاميين وبقية قوى المحاصصة على الدبابات الأمريكية، وما هو مفهومكم للنصر؟ أنّ النصر والفوز والظفر أيها السيد مقتدى ليست كلمات عابرة نقولها في بيانات وتصريحات وندوات وصلوات جمعة لتكون حقيقة واقعة. بل هي نتاجات نريدها مترجمة على أرض الواقع، نتاجات نريد أن نعيشها ونلمسها في حياتنا اليومية كبشر نستحق الحياة، نريدها واضحة وظاهرة ليس على المواطن المهزوم فقط، بل وعلى الوطن المأزوم نتيجة سياستكم الكارثية كأسلاميين وبقية قوى المحاصصة بشكل عام.
السيد الصدر، هل أنتصرنا منذ عشرين عاما ولليوم على الأميّة التي تنهش جسد المجتمع؟ هل شاهدنا بيارق النصر ترفرف عاليّا في محطات الكهرباء التي صرفتم كسلطة محاصصة عليها عشرات مليارات الدولارات؟ هل أنتصرنا في زراعة أرضنا وتأهيل مصانعنا التي بعتموها خردة لدول الجوار؟ هل ترى النصر في وجوه المرضى بالمستشفيات العراقية البائسة والفاقدة للأدوية والرعاية، وهنا والعياذ بالله لا أعني مطلقا مستشفيات الكفيل والعتبات المقدسّة، أو تلك التي يمتلكها رجال الدين والميليشيات والعصابات التي يتوفر فيها كل شيء، لكن ليس للفقير البائس. ودعني أن أستعير لغتكم لأقول ليس للمستضعف الذي تتباكون عليه في خطبكم، وهل هناك أكثر بؤسا وفقرا وجوعا وجهلا وتخلفا من اتباعكم!؟
هل أنتصرنا على المخدرات وهي تأتينا من أيران الأسلامية، عن طريق نقاط الحدود التي هي تحت سيطرة الحشد الشعبي والتي تطلق عليها اسم فصائل؟ والم تكن هذه الفصائل ولليوم هي من قوام الحشد الشعبي الذي كان يجب حلّه بعد أن ” أنتصرنا” على الأرهاب بفضل فتوى السيد السيستاني على أعتبار أن فتوى الجهاد كان فتوى كفائية!؟؟ هل أنتصرنا على تهريب النفط وسرقته وحرق الغاز، لنشتري الغاز والكهرباء والمشتقات النفطية من كعبتكم المكرمّة، أي طهران ولي الفقيه ليعيش شعبها على حساب شعبنا لأنّ بلادهم في حالة حصارّ؟
السيد مقتدى الصدر، أن أحد معاني النصر في اللغة العربية كما قلت قبل قليل هو ( المطر)، فأين هو نصرنا وقد حبس الله علينا المطر والجود. ولأنّ الأحتباس الحراري هو السبب الأساس في التقلبات المناخية وليس الملائكة المسؤولين عن المطر، فأننا نريد معرفة النصر الذي حققتموه على زعيمي العالمين الأسلامي الشيعي والسنّي ( أيران وتركيا) وهما يقتلان العراقيين وأرضهم عطشا، من خلال بنائكم السدود أو الشكوى للأمم المتحدة وتدويل قضية المياه وفق قوانين دول المصب؟
النصر يعني أعانة المظلوم والأخذ بيده ضد ظالميه، فمن ظلم شهداء تشرين وقتلهم في المطعم التركي وكراج السنك، ومن قتل المنتفضين في النجف وكربلاء والكوت وبقية المدن والبلدات الشيعية، ومن هي الميليشيا التي كان شعارها ” قتلانا في الجنّة وقتلاكم في خلف السدّة” وهل أمّ مهنّد وأمثالها الكثيرات من المظلومات بنظركم!!؟؟ هل أنتصرنا على العادات العشائرية وأسلحة العشائر وهي تغتال الدولة في مناطقها!؟ هل أنتصرنا على الفساد وأنت ترفع يوما راية أصلاح وآخر راية تغيير، وأتباعكم يدخلون البرلمان ويخرجون منه بأشارة من أصبعكم!!؟
أنّ مجرد قولكم ” إلزام الجميع بتنظيم الحشد وقياداته والالتزام بالمركزية وفصلهم عن ما يسمى بالفصائل وتصفيته من المسيئين…” يعني أعترافكم بفساد الحشد وفصائله وأساءاته لشعبنا ووطننا، خدمة لمصالح ولي الفقيه.
السيد مقتدى الصدر، أن كان ما نراه ونلمسه ونعيشه في عراقنا المبتلى بالاسلام السياسي نصرا، فلا أهلا ولا سهلا بهكذا نصر.. وعلينا رفع أيادينا بالدعاء الى الله أن يخذلنا ويبعد نصره هذا عنّا، عسى أن ننجح في خذلانه لنا بعد أن خذلتمونا وكذّبتم على بسطاء شعبنا بقولكم وباقي رجال الدين من أنّه ناصرنا.
أنّ نصرنا الحقيقي يبدأ وترفرف راياته عالية في سماء الوطن، ساعة قبر نظام المحاصصة الفاسد والمجرم.