جدارية الفنان ناظم رمزي للعالم والطبيب الاسلامي الكبير ابن سينا
رائد فهمي
اللوحة الجدارية المهملة للفنان ناظم رمزي ، وهي من اعمال الفسيفساء الجدارية المتميزة للعالم ابن سينا التي تزين مدخل مستشفى فيضي في بغداد قبل تنتقل المستشفى وتحولها إلى ساحة لوقوف السيارات ويصبح المبنى مهجورا…هذه الجدارية لم تلق اهتماما جديا من قبل وزارة الثقافة او اي جهة أخرى تعنى بالثقافة والفن والتراث. منذ سنوات اتجه التفكير في وزارة الثقافة إلى نقلها إلى مكان آخر ؛ ربما طريق المطار، ولكن لم يتم ذلك في حينها صعوبات فنية، ويبدو أن الاهتمام قد انصرف عنها، وقد اصبحت الجدارية الآن معرضة للاندثار. مت يتطلب ان يجدد كل الحريصين على الحفاظ على الاعمال الفنية والنصب والجداريات لكبار فنانينا ، والتي تمثل تراثا جماليا لمدينة بغداد يجري اهماله وتركه للخراب والاندثار ىدون ادنى صيانة، النداء والمطالبة والضغط على الجهات الرسمية المعنية، وبشكل خاص وزارة الثقافة ، لاتخاذ اجراءات ملموسة لانقاذ هذا المعلم الجمالي.
ادناه مقالة نشرت عام 2012 تضمنت نداءات من فنانين تشكيليين إلى وزارة الثقافة للاهتمام بهذه الجدارية.
رسمها ناظم رمزي على جدار مستشفى .. فنانون تشكيليون يناشدون لانقاذ لوحة عمرها 60 عاما
عبدالجبار العتابي
اعرب فنانون تشكيليون عراقيون عن حزنهم لما ستؤول اليه لوحة كبيرة للفنان التشكيلي الرائد ناظم رمزي موجودة على جدار بناية كانت في السابق مستشفى، حيث هي الان تتعرض للهدم والاندثار لان بناية المستشفى اصبحت مهجورة بعد ان تركها اصحابها لاسباب غير معلومة.
اللوحة التي هي بطول 6 أمتار وعرض 4 أمتار تمثل العالم الاسلامي ابن سينا، يقال ان الفنان ناظم رمزي اشتغلها قبل اكثر من ستين عاما لمستشفى حمل اسم (ابن سينا) يقع في الكرادة بين شارعي النضال السعدون خلف بدالة العلوية، قبل ان تتحول الى اسم اخر هو (مستشفى فيضي) لصاحبه الدكتور الشهير فيضي الفيضي، بعد ان نقل مستشفى ابن سينا الى داخل المنطقة التي فيها القصر الجمهوري (المنطقة الخضراء حاليا) وظلت اللوحة علامة دالة في باب المستشفى الى ان تم التخلي عنها ومن ثم نسيانها وسط الاحداث الكبيرة التي عاشها العراق، حتى جار الزمن على البناية وتحولت الى (خرابة)، ولا احد يعلم تفاصيل ما جرى، ولم تعد اللوحة ترى بسهولة بعد ان بني امامها جدار وتحول المكان امامها الى (ساحة وقوف للسيارات) لكن الفنانين انتبهوا الى وجودها وتحركوا من اجل انقاذها، فذهبوا اليها وعاينوا المكان واعلنوا قيامهم بزيارات لمن يهمهم الامر من اجل الحفاظ على هذا الارث الفني لفنان كبير، واعرب المدير العام لدائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة الدكتور جمال العتابي عن تأسفه للحال الذي اصبحت عليه هذه اللوحة من الاهمال الذي نالها، وسوف نبذل جهودنا من اجل ان لا تتهدم اللوحة ونحاول العمل على انقاذها ومن ثم ترميمها وصيانتها لانها تمثل ارثا فنيا خالدا ومعبرا ولانها من اللوحات الرائعة.
وقال النحات منذر علي: ازددت ألما عندما سمعت ان هذه اللوحة يراد تهديمها وتدميرها، يا اخي هناك عمارة في نيويورك من 16 طابقا استطاعوا تحريكها 100 متر، وهذه اللوحة لا تتجاوزر ستة امتار في اربعة امتار، الا يستطيعون نقلها الى باب وزارة الصحة كونها علامة مميزة للوزارة، انها عملية سهلة، فلماذا الفن العراقي يطمر بسهولة وينتهيب، المفروض نحن سادة الفن التشكيلي في الشرق الاوسط والعالم، وفنانونا الكبار يموتون ومثل لوحاتهم تموت وتندثر، هذه قيمة رائعة لان الذي رسمها هو الفنان الكبير الرائد ناظم رمزي، الفنان البغدادي، وبصراحة نحن نتساءل: هل نحافظ على اعمال الرياديين ام نزيلها، فهم جزء من تكوين المجتمع الثقافي والخطاب الجمالي، نحن يجب ان نكون بمستوى المسؤولية لنحافظ على مستوى الفن والابداع في العراق، فلماذا نزيله ونزداد كآبة
خالد الدرة:هذه اللوحة من روائع الفن العراقي ولها مكانتها وتاريخها وهي عمل رائع اتمنى من المسؤولين الاهتمام بها وصيانتها ومن ثم نقلها الى مكان اخر ومن الافضل ان يكون محلها باب وزارة الصحة، لان اللوحة ترمز الى العالم ابن سينا، عالم الطب الشهير، وهذه اللوحة تمثل عملا رائعا وكل ما فيها من حركة والوان جميلة، ولها تاريخها الذي يمتد الى سنوات طويلة، واتمنى من الدولة ووزارة الثقافة ووزارة الصحة ان تنتبه اليها
مؤيد البصام: هذه اللوحة يمتد عمرها الى زمن عبد الكريم قاسم، وهذه مستشفى فيضي، واقيمت اللوحة مع المستشفى، وهي لوحة رائعة حقيقة في تكوينها وفي اللون والخط وفي كل جزء من اجزائها، والحركة التي فيها، كلها لوحة من اللوحات الرائعة وليس من الصعوبة نقلها او حملها من هذا المكان حيث يقال ان هذه البناية عليها ضرائب وما شابه ذلك وربما تتهدم، فهذه اللوحة يجب ان ترفع من هناك وتتم المحافظة عليها، وهذا نداء نوجهه الى امانة بغداد او محافظة بغداد لرفعها بسرعة خشية ان يقوم صاحب الملك بتهديم البناية مما يؤدي الى ضياع اللوحة.
وقال الصحفي والناقد التشكيلي حسن عبد الحميد: حينما كنا نمر بهذا الطريق الذي هو ما بين شارع النضال وشارع السعدون،كنا نلتفت اليها بشكل عفوي لانها كانت واضحة وهي تقف على باب مستشفى معروف، وكنا نعتقد انها لوحة للفنان الكبير الراحل فائق حسن لانها تشبه الاسلوب الذي يعمل به، وحين تساءلنا اكد لنا الفنان فالح المريوش، ابو رمزي،ان هذا العمل يعود الى فنان تشكيلي مهم جدا وله تأثير في الحركة التشكيلية في العراق،الا وهو ناظم رمزي الذي تربطه به علاقة طيبة.
واضاف: من المؤسف ان نقول ان هذه البناية اهملت، وهي التي كانت تحمل اسم (مستشفى فيضي) التي تعود للطبيب الشهير فيضي، وتعد هذه المستشفى من ارقى المستشفيات ومن اقدمها في العراق، ولكن بسبب ظروف معينة وخاصة بالزمن، تغير شكل المستشفى وتحول الى شيء اخر، وهو ما سشيؤدي الى تلف هذه اللوحة الجدارية الرائعة، وربما اصحاب هذه البناية لا يعون اهمية هذا العمل الفني.
وتابع: في العالم المتحضر والمتقدم هذه الاعمال تكون هناك لجنة عليا تتبناها وانقاذها من الاندثار، نحن لا نريد ان نحمل الدولة اكثر مما ينبغي ولكن عليها الاهتمام بهذا الارث الذي يمتد عمره الى ستين عاما،نحن ليس بأيدينا حلول ولكننا نقترح على الجهات المعنية وهي التي تحدد عملية انقاذها واعادة ترميمها ولا اعتقد ان القضية صعبة، وفي العالم تم انقاذ ابنية تراثية ضخمة قامت بها منظمات عالمية مثل اليونسكو، نحن نطالب من الجهات المعنية ان تنتبه الى هذه اللوحة وانقاذها لانها مهمة.