في زاوية في مقهى في مدريد
د. مشرق محمود
في زاوية في مقهى في ركن في حي
في مدريد,
تجلس امرأة في الخمسين,
ترتشف, مع القهوة
رياح العمر الماضي و ربيع العشرين.
كنا نمشي من نصب المادرونيو!!
في باب الشمس
إلى ساحة مدريد الكبرى,
إلى الرتيرو المترامي الأطراف,
إلى أتوجا و القصر الملكي و لا نتعب,
كانت تحملنا خطوات القدر الوردي
إلى اجمل ابواب المستقبل,
هل كنا نحلم!, و نحن في ساحة أسبانيا
بشئ غير الحب!
هل تذكر كيف تطوقني بذراعيكّ!
هل تذكر ذاك العاشق مدريد القادم من اقصى الشرق؟
صورنا و عانقناه معًا, كنا نضحك, نضحك
هل تذكر ذاك الخاتم؟
من قلبك لي, في ميلادي, كان هدية.
هل تذكر كلمات كنا نحفرها في قلب اليوكالبتوز؟
ما زالت تلك الشجرة تشهد وعدا بالحب,
نحن كتبناه سويا,
مزيدا من تلك القهوة يا حلوة؟
سأل الكاماريرو الطيب,
لم تنتبه العينين له,
غاصت في أحلام الغفلة والماضي ليس بعيدا
ف ربيع العشرين
مازال بموسيقاه الحية ينبض,
هنا في هذا المقهى,
في هذا الركن,
و على هذا المَقْعَد,
في حي في مدريد,
يردد بالحب,
نغمات التسعين,
و زحامات الكايياو و باصات الطلبة,
و قطارات المترو والعشاق الفقراء
يشتركون بكوب القهوة من حلو الحب,
و امرأة في الخمسين تراقب كالعادة
من زاوية ما في حي في مدريد…
(مشرق, مدريد, في الطريق إلى الجَنُوب.)