مرت في التاسع من نيسان الذكرى العشرين للاحتلال الامريكي لبغداد بعد الغزو الوحشي الذي دمر العراق كدولة كان يعتد بها عسكريا في الشرق الاوسط بالرغم من الحكم الدكتاتوري الفاشي القائم انذاك ولاينبغي ان ننسى بان تلك الحرب المدمرة كانت حربا عدوانية وقامت على اسس كاذبة ومفبركة في مقدمتها مزاعم امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل وهذا ما اكده سكوت ريتر منذ سنين واعترف به زلماي خليل زاده في مذكراته المنشورة مؤخرا حيث اكد ان قرار الحرب العراق كان قد اتخذ منذ سنوات بانتظار الحجة المناسبة لتحقيقه. لقد نصب الامريكان بعد الاحتلال المدمر عناصر امريكية ذات ماضي اجرامي في امريكا اللاتينية وطبقوا الكثير من اساليبهم القذرة المجربة من التخريب والتعذيب والفساد واغتيال المئات من الكفائات المدنية والعسكرية وماحصل في سجن ابو غريب من الجرائم وامتهان كرامة الانسان العراقي لاينبغي تناسيه ولن تسقط تلك الجرائم بالتقادم ولابد ان ياتي يوم يدار العراق بحكومة وطنية تطالب بمحاكمة الامريكان والبريطانيين وقوات التحالف على جرائمهم ومسئوليتهم عن استشهاد مئات الالاف من ابناء شعبنا وليس هذا فحسب بل ومطالبة تلك القوات الغاشمة باعادة بناء العراق الذي دمروا مؤسساته وبناه التحتية وصناعاته ليس في الحرب فحسب بل ايضا في الحصار الجائر الذي سبق الحرب وفي تنصيب مجموعة فاسدة وفاشلة استمرت في تدمير العراق طيلة العشرين سنة الماضية .
جاءت الحرب على اساس كاذب بادعاء امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل وعندما عجزوا في ايجاد اي دليل على ذلك تحول المبرر الى مهمة نشر “الديمقراطية” وها نحن نتمتع بنتائج تلك الديمقراطية المزعومة المتمثلة في قمع وحشي للاحتجاجات وسرقة مهولة لمليارات الدولارات وتزوير الانتخابات ونشر الفساد الذي ينخر كافة الوزارات والمؤسسات والفشل الكامل في توفير الخدمات الصحية وايصال التعليم الى الحضيض والفشل في توفير الكهرباء والمضحك المبكي وباعتراف احدهم انهم عجزوا حتى عن انشاء مجاري في المنطقة الغبراء التي عزلوا انفسهم فيها عن الشعب واستولوا على قصور ومباني تعود ملكيتها للشعب العراقي الذي لا يرى حكامه الا وهم محاطين بحمايات مدججة بالسلاح ولايمكن الخلاص من هذه العصابات الحاكمة الا بانتفاضة شعبية قادمة مستفيدة من انتفاضة تشرين 2019 التي لازالت تشكل كابوسا مرعبا للقتلة والفاسدين الحاكمين بالكذب والتزوير .
لقد تمكن الثلاثي الامريكي القذر المتمثل في بترايوس ونيكروبونتي وجيمس ستيل بالقيام بنفس جرائم القتل والاغتيال التي سبق وان طبقت في العديد من دول امريكا اللاتينية وقاموا باثارة النعرات الطائفية وكان لايمر يوم في بغداد الا وتكتشف العديد من الجثث وتتعرض المدينة اسبوعيا لعشرات التفجيرات الارهابية والاغتيالات فى محاولات اشعال حرب اهلية ومن العناصر التي اعتمدوها المجرم الشرطي الامريكي بيرنارد كيرك الذي كان الامر الناهي في المجال الامني والعديد من المجرمين الأخرين ولا ننسى المجرمين الرئيسين كجرج بوش الابن وتوني بلير وكوندليزا رايس ورمسفيلد وشيني وولفيتس وبيرل ولو كانت هناك عدالة دولية لكانوا جميعا امام محكمة دولية تضعهم في السجن كمجرمي حرب كما اسخدموا ايضا جنود مرتزقة من شركة بلاك وتر وامثالها تحت واجهات “شركات امنية”.
ان التقليعه الجديدة لبعض مراكز الدراسات الامريكية هي انهم ارتكبوا خطأ ستراتجيا في شن الحرب واحتلال العراق وفشلوا لسوء تقديرهم ولم يتمكنوا من تحقيق اية ديمقراطية في العراق الا ان الواقع هوعكس ذلك لان الذي تحقق من ماساة متواصلة لمدة عشرين عاما يعاني الشعب العراقي فيها الامرين هي ستراتيجيتهم الحقيقية عبر ما سموه بالفوضى الخلاقة التي كانت فوضى مدرة للعراق والشرق الاوسط وهي التي لعبت اسرائيل والصهاينة الامريكان دورا اساسيا في تخطيطها وتنفيذها وخاصة عبر تدمير وحل الجيش العراقي الذي كان قوة يحسب لها الحساب في المنطقة اما الهدف الآخر فهو السيطرة والتحكم بقطاع النفط وفي واقع الحال فان امريكا نجحت عبر حربها الاجرامية المخالفة لكل القوانين الدولين في تحقيق اهدافها بالهيمنة والسيطرة على مقدرات العراق وحكوماته المتوالية التي تخدم المصالح الاقليمية والدولية وبعيدة كل البعد عن تحقيق مصالح ومطامح الشعب العراقي .
ان الحروب الاستعمارية هي وسيلة فعالة في تحقيق الارباح الخيالية للدول الاستعمارية وخاصة شركات السلاح والمئوسسات المالية واحدى وسائلها في معالجة ازماتها الاقتصادية في حين تعاني مجتمعاتها من الغلاء الفاحش ومشاكل حقيقية في كافة القطاعات اي ان الدول الرأسمالية تحاول حل مشاكلها على حساب المستعمرات السابقة حتى وان كان ذلك عبر شن حروب وحشية غير عادلة وتنصيب مجاميع طفيلية تخدم المصالح الاستعمارية كما يجري حاليا في العراق حيث قام الامريكان بتجميع العصابات الارهابية في العراق منذ الزرقاوي حي البغدادي ومحاربتهم بدماء وتضحيات شعبنا العراقي ونجح الامريكان في تفتيت بنية المجتمع العراقي وتفريقه مذهبيا وعرقيا وتثبيت اسس المحاصصة البغيضة وهناك معاناة ماساوية اخرى وهي التلوث الاشعاعي لمئات المواقع والذي يسبب ارتفاع هائل في الاصابات السرطانية ووولادات بتشوهات خلقية ويلوث التربية والهواء لمئات السنين القادمة .
ان اوضاع المجتمع العراقي وخاصة الشبيبة منهم يتعرضون لافات اجتماعية خطرة تاتي في مقدمتها آفة انتشار المخدرات كما ان مئات الالاف منهم يعانون من البطالة والفقر ولاتتوفر اية ثقة باجهزة السلطة الحاكمة سواء التشريعية او التنفيذية اوالقضائية وكل ذلك هو من النتائج المباشر لتلك الحرب العدوانية الاجرامية بالرغم من انه كان بامكان الامريكان تجنب كل ذلك واستخدام اساليب اخرى للخلاص من صدام دون تدمير العراق ولكن ذلك لم يكن ليخدم نواياهم الحقيقية التي تستهدف تنفيذ مخططات صهيونية وهلوسات دينية .
ان الطبقة الفاسدة الحاكمة قد تجاوزت في فسادها وفشلها كل المقاييس ولا يمكن الخلاص منها الا عبر انتفاضة جماهيرية عارمة تحقق امال وتطلعات شعبنا العراقي التي طرحها بشعارات معبرة في انتفاضة تشرين 2019 الباسلة وخير شعار فيها هو “نريد وطن” وقدم من اجل ذلك اكثر من 800 شهيد والاف المعوقين ولم تقم الحكومات المتعاقبة بتقديم اي من المجرمين للمحاكمة بل بالعكس يحاولون مستميتين ارجاع عقارب الساعة للوراء من خلال العودة الى طريقة سانت ليغو لمصادرة ارادة الناخبين واصدار قانون جديد للانتخابات هو القانون المستخدم في الانتخابات قبل الاخيرة وكذلك تفصيل مفوضية انتخابات غير مستقلة وعاسس المحاصصة والطائفية .
ان امال الشعب معقودة على انهيار هذا النظام الكريه والذي لن يتم الا على ايدي السواعد العراقية الباسلة والقرار هو لشعبنا العراقي اولا واخيرا .