الامتحانات التحريرية التقليدية: قاتلة الإبداع أم ضرورية للتعلم؟ا
د. محمد الربيعي
اعترف باني من الأقلية بين أساتذة الجامعات. ليس من الغريب ان تجد معظم التدريسيين يفضلون الامتحانات ويهتمون بها كأكثر وسيلة للتعلم، ولا يهتمون للسؤال المهم وهو هل حققوا كمدرسين مخارج او نتائج التعلم learning outcomes وهل تم تقييم ذلك الهدف؟ الجامعات والمدارس تبنت الامتحانات كوسيلة لتقييم أداء الطلاب وأثبتت نتائجها انها تستطيع ان تقرر مستقبل الطلبة، وفيما إذا كانوا سيصبحون عاطلين او أطباء. هل يمكنك تخمين ما سيحدث بعد الامتحان؟ فشل قلة من الممتحنين او فشل الجميع، وما يتبع ذلك من محاولات انتحار، وفجأة يدرك الطلاب مدى تأخرهم في الدراسة من خلال قطعة من الورق تسمى النتائج!
في الواقع، يمكن استخدام الامتحانات لمساعدة الطلاب على تحسين أدائهم أو لقياس درجة التحسن. لكن معظم الأنظمة التعليمية لا تساعد أولئك الذين يتخلفون عن الآخرين، لذا فهم لا يرون تحسنا، مما يؤدي إلى تدني احترام الذات وبالتالي التوقف عن تطوير القابليات. لقد سببت الامتحانات المزيد من الالام ولم تدفع إلى التحسن.
الامتحانات لا يجب أن تكون ضرورية كما هي عليه الآن لأنها لا تشجع على الإبداع. ها انت ترى نفس الاجوبة مئات المرات على مدار ما يقرب من مئات الاوراق الامتحانية. انها عملية اجترار المعلومات بالحفظ. يتم تصميم الأسئلة دائما مع وضع الصواب أو الخطأ في الاعتبار أو أنها تسهل عن قصد الإجابة على طريقة أو طريقتين بحيث لا تساعد الطالب بالتأكيد على التفكير الحر والابداعي.
الامتحانات لا تجعلنا أكثر ذكاءً بل يمكن أن يفسده تدريسي منخفض الجودة، وغالبا ما يجعل الطالب أسوأ مما بدأه لأن المنهج بأكمله مصمم حول الامتحانات. بالتأكيد يجب أن يكون الهدف هو تحسين الطلاب أولاً؟ كل شيء كما يبدو يتعلق بالامتحانات بما فيها اساليب التدريس وبعمليات تعليم معينة تضر بالإبداع بحيث تكون لدى الطالب فرصة أفضل للنجاح في الامتحانات إذا ابتعد عن الابداع والتفكير الذاتي النقدي.
سأعترف أن الامتحانات ليست أمرا سيئا بطبيعتها، ولكن التظاهر بأن طريقة من طرقها التي تقدر بحوالي 15 نوعا هي افضل طريقة جيدة أو مطلوبة هو مجرد جهل وقبول لما لدينا حاليا بدلاً مما يمكن أن يكون لدينا في نوع معقول اخر من طرق فحص تعلم الطالب حيث يمكن له ان يظهر مدى قدراته في الأمور التي لها اهمية أكثر مما تدرسه الجامعات والمدارس حاليا.