هل في مقدور الجاليات العراقية في الشتات عمل شيء لتغيير النظام الطائفي الفاسد في العراق؟
كاظم حبيب
هل في مقدور الجاليات العراقية في الشتات عمل شيء مناسب ومفيد لشعبنا بما يسهم في تغيير النظام الطائفي المحاصصي الفاسد الذي يكلكل على رؤوس شعبنا ويضغط على صدورهم ويمنع عنهم التنفس الطبيعي؟ كان هذا السؤال، على امتداد السنوات المنصرمة، يواجهني ويواجه نسبة عالية جداً من بنات وأبناء شعبنا المستباح، وكنا نتوصل إلى تنظيم مظاهرات وتجمعات في ساحات المدن أو المشاركة في ندوات ومؤتمرات أو تنظيم حملات احتجاج ودعم للمتظاهرين من خلال جمع تواقيع…الخ. ولكنها كلها وبالرغم من فائدتها النسبية لم تستطع تحريك الرأي العام العالمي ولا المجتمع الدولي بما يسهم في تقديم دعم حقيقي لحركة شعبنا المناهضة للنظام السياسي الطائفي الفاسد الجاثم بثقله الجسيم على صدور شعبنا ويخنق أنفاسه. واليوم أيضاً نتحرى عن سبل جديدة لحركة شعبية واسعة ومؤثرة تصدر عن الجاليات العراقية في الشتات لتزيد من حركة احتجاج الشعب العراقي وتسهم في تنشيط الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي لاسيما الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومن ساهم في صنع النظام الطائفي المحاصصي الفاسد ووضع جمهرة من الأحزاب الطائفية الفاسدة على رأس النظام منذ 18 عاما في بلاد السلام التي لا تنعم بالأمن والسلام والعمل والعيش الكريم، بل يواجه الناس الموت والاختطاف.
قبل فترة وجيزة نشر الصديق الدكتور فالح مهدي مقالاً بعنوان “هل لنا أن نناضل على نحو أخر”، نشر في موقعه وموقعي وفي الحوار المتمدن ومواقع أخرى بتاريخ 20/03/2021 بالعدد 6846، جاء فيه المقترح التالي:
“… الطريقة الأمثل في تقديري تتمثل بخروج عدد من العراقيين ممن يعيش في الولايات المتحدة برفع شعار واحد وباللغة الإنكليزية You break It You fix it (كسرتها، عليك بإصلاحها) يرافق هذا الشعار صور من قُتل واختطف على يد عملاء إيران في العراق ويمكن لسوريين ولبنانيين ويمينين المساهمة في هذه الفعالية التي يراد لها التوجه الى الرأي العام الأمريكي .هذا الصنف من الفعاليات المسالم سيحتاج الى صبر طويل كما فعل الشرفاء في بريطانيا عندما تظاهروا ضد نظام الفصل العنصري في أفريقيا الجنوبية. المناهضون لنظام الفصل العنصري قاموا بحراك لم يشهد له العالم مثيلاً حسب معرفتي. فمن عام 1986 والى عام 1990 اعتصموا وبدون توقف خارج سفارة جنوب أفريقيا في لندن حيث مثلت تلك المبادرة الدعوة لأطلاق سراح نيلسون مانديلا. وعندما نقول اعتصام فهدا يعني حركة احتجاج سلمية لم تتوقف ليلا ونهاراً وخلال أربع سنوات. هل يتمكن العراقيون المقيمون في الولايات المتحدة وهم كثر القيام بهذا العمل العظيم؟ وهل يتمكن العراقيون المقيمون في بريطانيا وفي لندن وضواحيها بالذات من التظاهر يومياً أمام البرلمان البريطاني وبرفع نفس الشعارات؟ وفي تقديري يجب دعم هذا الحراك في كل الدول الأوربية على ان يكون الحراك أمام السفارة الإيرانية هذه المرة، وستقوم الشعارات على مبدأ (اخرجوا من بلادنا يا قتلة). حراك عراقيّي الخارج يمثل خطوة عظيمة لدعم شباب الانتفاضة والمساهمة لأحيائها مجددا، ذلك إن العوامل التي أدت الى قيامها لم تزل، بل تراكمت.” وقد لاحظت ضعف ردود الفعل على هذا المقترح. بودي هنا أن أضيف بأن المطلوب ليس عراقيي الخارج فحسب بل وعراقيات الخارج وكل من يرغب المشاركة في هذه الفعالية العراقية-الدولية التي يمكن ألّا تطول كثيراً، بسبب وجود حركة شعبية عراقية متوثبة حالياً وقادرة على الانطلاق مجدداً، لاسيما وأن الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات ماتزال مستمرة في عدد متزايد من المحافظات.
إنها دعوة لمنظمات المجتمع المدني العراقية والعربية وغيرها كافة للتفكير بهذا المقترح والعمل على إيجاد أفضل السبل لتنفيذه، إنه الفعل المناسب الذي يمكن أن نقوم به احتجاجاً على القوى المناهضة للتغيير في بلادنا وضد النظام الإيراني الداعم والمتدخل بكل السبل والأدوات في شؤون بلادنا وضد كل أشكال التدخل الخارجي ومن أي دولة جاء ضد شعبنا وضد استقلال وسيادة وطننا.
هل في مقدورنا القيام بذلك؟ أقول نعم هذا ممكن لو تسنى لنا البدء بحوارات مباشرة بين تنظيمات المجتمع المدني العراقية في الولايات المتحدة والدول الأوروبية لاسيما بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا والسويد وروسيا لتنظيم اعتصامات أمام مقر الأمم المتحدة أو أمام السفارات الإيرانية في هذه الدول على وفق المقترح. إننا نريد أن نحرك العالم لدعم قضية شعبنا ومساعدته في الخلاص من الفساد والمال والقتلة والسلاح المنفلت بأيدي الميليشيات الطائفية المسلحة والحشد الشعبي والقوانين الجائرة التي تمنع التصويت الصحيح في الانتخابات القادمة. لنتحرك جميعاً لصالح شعبنا، ولنقدم له ما يمكن أن يساهم في إنقاذ شعبنا من القوى الشريرة الحاكمة.
أقترح على لجنة التنسيق في ألمانيا، ومقرها برلين، أن تبدأ بدراسة هذا المقترح والحوار مع تنسيقيات ومنظمات أخرى في دول أخرى بهدف الوصول إلى اتفاق حول هل يمكن تنفيذ هذا المقترح وسبل تنفيذه. أنا شخصياً مستعد، وبعمري الذي دخل ال 86، أن أساهم في تلك الوقفات الاحتجاجية بهدف التحرك الإيجابي لصالح نضال شعبنا في الداخل، وهو أقل ما يمكن أن أقدمه لهذا الشعب المستباح بالطائفية والمحاصصة والفساد والتبعية وثلم الاستقلال والسيادة الوطنية.