إيران تحارب الولايات المتحدة في العراق وسوريا واليمن ولبنان بعيداً عن أراضيها وشعبها!
د. كاظم حبيب
تشير المعطيات التي تحت تصرفي كافة، سواء أكانت تقارير دولية وأبحاث علمية، أم معلومات من داخل إيران ومن تلك الدول التي تجري الحروب الإيرانية على أراضيها، إلى أن إيران تصر بعناد لا إنساني ودون أي اعتبار سياسي وأخلاقي إلى تشديد حربها ضد الولايات المتحدة بواسطة عملاءها وأعوانها من أحزاب إسلامية سياسية وقوى وميليشيات طائفية مسلحة وقوى إرهابية دولية تابعة لها ومتعاونة معها، والادعاء الكاذب مثلاً بأنها تحارب في العراق مثلاً ضد إسرائيل واستعادة القدس، في أراضي دول أخرى لا تحمل لها الصداقة والود والاحترام، بل تسعى بكل السبل المتوفرة الهيمنة عليها، إنها تحارب في الأراضي العراقية وسوريا واليمن وقبل ذاك في لبنان والبحرين، وتسعى لمدِّها لدول أخرى وأينما أمكن، على أن تبقى أراضيها بعيدة كل البعد عن أراضيها.
فمنذ فترة غير بعيدة شنَّ أعوان وعملاء إيران المفضوحين ما يقرب من 27 هجوماً صاروخاً، وأخيراً بطائرات مسيرة إيرانية، كان أخرها على قاعدة عين الأسد العراقية صباح يوم السبت المصادف 08/05/2021، على قواعد عسكرية عراقية فيها قوات أمريكية أو قوات تحالف دولي، بذريعة فرض خروج القوات الأمريكية والأجنبية من العراق ليخلو لها ولإيران الجو بالكامل لجعل العراق عملياً جزءاً من إيران ومن سياسات الدولة العنصرية والطائفية الإيرانية في منطقة الخليج والشرق الأوسط. ولم يعد يخشى عملاء إيران وأعوانها الخانعين والماسكين بزمام الحكم من خلال الدولة الموازية أو العميقة في البلاد من إعلان ذلك على الملأ، كما في تصريحات حزب الله والعصائب وبدر وغيرها من الميليشيات والقوى السياسية الإسلامية الطائفية المسلحة المعادية للشعب العراقي. فإيران تقوم بإرسال خبراء عسكريين وسياسيين وجيش جرار من الجواسيس والعيون، إضافة إلى الأسلحة والعتاد، إلى هذه الدول بهدف مواصلة توجيه أتباعها للهيمنة على الحكم وفرض سياساتها فيها ومنع حصول أي تغيير فيها إلا بإرادة علي خامنئي المهيمن من إيران على الساحات السياسية لهذه الدول واستجابة لمصالحها. (ويلاحظ ذلك في المفاوضات الحوثيين وبقية الأطراف اليمنية واتحالف العربي السعودي، أو بقاء إيران بدون حكومة فعلية في لبنان بسبب سياسات حزب الله اللبناني الإيراني).
فعلى سبيل المثال لا الحصر وصلني يوم أمس 07/05/2021 من صديق فاضل في العراق بوستر وضعته قوى الانتفاضة كما يبدو يشير إلى ما التزم به مصطفى الكاظمي حين تسلم، بتأثير مباشر من قوى الانتفاضة التشرينية، السلطة التنفيذية في العراق والتي تبلورت في النقاط التالية والتي أخل بها الكاظمي: (البوستر مرفق بهذا المقال وعليه صورة الكاظمي).
“عام من عمر حكومة مصطفى الكاظمي
** أدى اليمني في 7 مايو 2020. ** تعهد بحصر السلاح بيد الدولة. ** تعهد بحماية سيادة العراق. ** تهد بإصلاح الاقتصاد. ** تهد بوقف نفوذ الميليشيات. ** تعهد بكشف قتلة المتظاهرين.”
والسؤال المشروع والعادل هو: هل حقق الكاظمي أياً من هذه التعهدات، أم أن الوضع يشير إلى مزيد من التدهور في الوضع العام العراقي واتساع رقعة استخدام الهجمات العسكرية والقتل والاختطاف للمتظاهرين والفقر والبطالة وفشل اللجان التحقيقية كلها في الوصول إلى ما هو معروف مسبقاً لرئيس الحكومة والمؤسسات الأمنية والاستخبارات العراقية والمسكوت عنها كلية؟
كل المؤشرات المتوفرة تؤكد حقيقة أن الكاظمي أخل بها جميعاً، إذ لم يحقق أياً من تلك التعهدات الأساسية، وأن القوى التابعة لإيران في البلاد لا تزال تفرض هيمنتها على الدولة العراقية بسلطاتها الثلاث، وأن إيران مصممة على استخدام الأراضي العراقي ساحة لحربها ضد الولايات المتحدة بواسطة أعوانها وتوابعها في البلاد.
فالقتل والتدمير وعرقلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وسرقة المال العام وتهريبها إلى إيران واستمرار الاستيراد الواسع للسلع وكثير من الخدمات من إيران، كلها تجري في العراق، بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيرة تتساقط في العراق أيضاً، وليس في إيران، إنها حرب حماية إيران من الحرب والتدمير والموت في مقابل تدمير شعوب واقتصاديات وموت في الدول الأخرى التي تجرب الحرب الإيرانية ضد الولايات المتحدة في أراضيها وعلى حساب شعوبها واقتصاداتها ومعيشتها اليومية.
إن المطالبة الشعبية المتسعة والمظاهرات غير المتوقفة واتساع رقعتها يوما بعد أخر تصب كلها في الدعوة من أجل التزام رئيس الحكومة بتعهداته وتنفيذها قبل بدء الانتخابات المبكرة التي وضع موعداً لها لم يعد بعيداً بأي حال. فهل هذا ممكن؟ أترك الإجابة عنه لمن هم في خضم الوضع المهلهل في البلاد.