مع الراحل شمران الياسري “أبو كاطع”..
د. عدنان الظاهر
آخر مرة رأيت فيها الراحل شمران الياسري ( أبو كاطع ) كانت في صيف عام 1979 في مدينة براغ كنتُ قادماً إليها مع عائلتي من العاصمة الليبية طرابلس لقضاء بعض أيام عطلتي الصيفية هناك. كنتُ ذاتَ يومٍ ماشياً في أحد شوارع براغ الرئيسة فمرّت قربي سيارة لادا روسية يقودها أبو كاطع وكان معه الأستاذان علي الشوك وغانم حمدون. توقّفت السيارة ونزل منها المرحوم غانم حمدون مُسلِّماً عليَّ وسائلاً عن أموري بعد أن غادرت العراق في تموز 1978 وكانت تربطنا علاقة زمالة صحافية من خلال صفحة التعليم والمعلم في جريدة طريق الشعب. قال هل رأيتَ ” الجماعة ” ؟ قلت له رأيت فقط الأستاذ المهندس عيسى العزاوي. لم يُبدِ ارتياحاً من إجابتي ! علاقتي في بغداد بالأخ عيسى العزاوي كانت من خلال عملي في نقابة الكيميائيين العراقيين عضواً في هيئتها الإدارية أيام كان رئيسها المرحوم غازي إبراهيم إيوب الذي قتله صدام حسين مع آخرين معروفين في تموز 1979.
كان الثلاثة في طريقهم لتناول الطعام في مطعم كنت وعائلتي من زوّاره الدائمين ( نسيت اسمه ) مشهور بتقديم بعض الأطباق الشرقية منها شيش اللحم المشوي شاشليك / التكّة العراقية. في زيارتي الثانية لمدينة براغ صيف 1981 علمتُ أنَّ أبا كاطع قُتل في حادث طريق وكان متجهاً بسيارته الخاصة اللادا الروسية تلك لزيارة العاصمة المجرية بودابست.
إلتقيت في بغداد بالفقيد شمران الياسري صيف عام 1961 في إحدى أماسي إتحاد الأدباء وكان هناك مظفر النواب وبلند الحيدري وقرأ عبد المجيد لطفي بعض قصصه وبعد أنْ إنفضَّ السامر تأهبنا لمغادرة النادي فالتقينا في الشارع وكانت معي سيارة روسية موسكوفيج فطلب أبو كاطع مني إيصاله وبعض أصدقائه لمكان لا أذكر اسمه لعله مقهى ومشرب على شارع أبي نؤاس ففعلتُ. جلس شمران جنبي فمازحته قائلاً : أهذا أنت أبو كاطع … كنت أتصورك فلاّحاً أملح الوجه ففوجئتُ بهذا الوجه الصبوح المليح الفليح. كان الفقيد جميل الوجه فاحم الشعر مربوع القامة.
ملاحظة : ذكر كاتب عراقي درس في العاصمة الجيكية براغ ـ في معرض كلامه عن الراحل شمران الياسري ـ أسماء بعض القصّاصين العراقيين القدامى فأخطأ في كتابة إسم الروائي الفذ فؤاد التكرلي حيث جاء بشكل : فؤاد التكريتي … فليصححْ معلوماته وما قد كتبْ.