<h1 style="text-align: center;"><strong>فارسُ الطوفان</strong></h1> <h4><strong>عدنان الظاهر</strong></h4> <h4>( كلكامش سومر)</h4> <h4>آهٍ لو تدري !</h4> <h4>كم عانى المقتولُ بحُبِّ جمالِ التمثالِ العصري</h4> <h4>كمْ أنفقَ من باقي عُمْرِ الدهرِ</h4> <h4>كمْ فُلْكاً أبحرَ في دمعِ العينِ ولم يغرقْ</h4> <h4>حاولَ أنْ يستلقي في وادٍ أجوفَ للرملِ ..</h4> <h4>أغلقْ بابَ الرحمةِ في وجهِ الطوفانِ الآتي</h4> <h4>جهّزْ أخشابكَ لليمِّ</h4> <h4>السفرُ الصعبُ طويلُ</h4> <h4>النجمُ الثاقبُ ظلُّ الساقطِ في الوحلِ</h4> <h4>وظلامُ الكونِ خيامُ</h4> <h4>فترّجلْ يا فارسَ نجمِ الطوفانِ</h4> <h4>صوتُكَ في البحرِ زعانفُ تجديفِ الحيتانِ</h4> <h4>وذراعُكَ في المدِّ عبورٌ للبحرِ الثاني</h4> <h4>فكّرْ .. لا ترحلْ</h4> <h4>رحلَ الأهلُ وطفّوا نيرانَ الدارِ الفاني</h4> <h4>ما قيمةُ مَن يبقى حيّا ؟</h4> <h4>المعنى في قلبِ الغائبِ قَسْرا</h4> <h4>ينتظرُ الإعلانَ بصبرِ الماشي للفوضى ليلا</h4> <h4>يحملُ أمطارَ الدُنيا فوقَ رؤوسِ المرضى</h4> <h4>ماذا لو دارَ الدارُ وقلّبَ أوراقَ اللُعبةِ في حظِّ المنكوبِ</h4> <h4>إلعبْ ما شئتَ ولامسْ</h4> <h4>أحجارَ القلبِ المحمولِ على أكتافِ النجمِ الهاوي</h4> <h4>يضربُ أرضاً كرّتْ فرّتْ مِحورَ إيقاعِ الناسِ</h4> <h4>فانشّقَ البحرُ وغاضَ الماءُ وحاقَ البدرُ فلا يدري</h4> <h4>ما يصنعُ مصعوقُ عصاةِ السِحْرِ</h4> <h4>مخنوقاً معصوباً بأكاليلِ الجمرِ</h4> <h4>ماذا لو عادتْ من قبري أُمّي</h4> <h4>هل أرفعُ رأسا</h4> <h4>أو أنصبُ شاراتِ الضربِ على ناقصِ أوتارِ العُمْرِ</h4> <h4>الغائبُ لا يأتي</h4> <h4>لا يحملُ للحاضرِ أخبارَ أفولِ الأقمارِ</h4> <h4>حُزني حُزنُ الموتى في صيفٍ أو مشتى</h4> <h4>الدربُ تُرابٌ صخريُّ الممشى</h4> <h4>والزائرُ يمشي معصوبَ العينينِ يفورُ ويغلي</h4> <h4>فالشمسُ الفُرنُ غطاءٌ للرأسِ.</h4>