<h1 style="text-align: center;"><strong>شكوى للنجمِ</strong></h1> <h4><strong>عدنان الظاهر </strong></h4> <h4>نجمٌ دُريٌّ يهوي</h4> <h4>يقفزُ من قبرٍ في دارٍ لقبورِ مدائنَ أُخرى</h4> <h4>يحملُ أكبرَ جُرْمٍ طاشَ وأخفى أسرارا</h4> <h4>للقُدرةِ يسحبُني للبؤرةِ في منشأِ ميلادي</h4> <h4>الفِطرةُ فيها ريمٌ ورميمُ</h4> <h4>كنتُ أُناديها بلغاتِ النجوى</h4> <h4>والخطِّ المحفورِ على الصخرِ بمسمارِ</h4> <h4>كانت للجُرحِ النازفِ في رأسي أُمّا</h4> <h4>مَلَكٌ ناداها مرفوعا</h4> <h4>أنْ تفنى فيها الدنيا ضمّاً شَمّا</h4> <h4>الجُرمُ الأعظمُ همٌّ في صدري</h4> <h4>يحفرُ للصاحي حيّاً قبرا</h4> <h4>والفاغرِ فاهاً جُرْحاً مفتوحا</h4> <h4>ينزفُ آهاً وصُراخاً مكبوتا</h4> <h4>ناحَ نخيلُ وأسقطَ سَعْفا</h4> <h4>شاخَ الليمونُ تهدّلَ ضَعْفا ..</h4> <h4>سأُسميها الملآَ الأعلى</h4> <h4>وأُسميها مَلَكوتَ الدنيا سَقَطتْ سَهوا</h4> <h4>داعيها أوطأُ منها شأوا</h4> <h4>تنفجرُ الأعينُ لو سَطَعتْ نجما</h4> <h4>فُوضى تتجمّعُ تدريجاً فُوضى</h4> <h4>يتفكّكُ فيها حَجَرُ التلقينِ الماسي</h4> <h4>ويذوبُ الإبريزُ الطاغي وَهْما</h4> <h4>ما أبقتْ للثاوي تحتَ البرجِ العالي حقّاً أو سَهْما</h4> <h4>كسّرتُ ذراعي خوفا</h4> <h4>وجعلتُ الهمَّ الضاغطَ حَتفا</h4> <h4>عينٌ فزعى عينٌ أُخرى لا شَرْقاً لا غَرْبا</h4> <h4>ومساءُ الصوتِ الباكي يجتازُ البابَ ليرقى</h4> <h4>ماذا يبقى مني لي ؟</h4> <h4>هّذيانُ الرحّالةِ في دربِ مَجرِّ التبّانِ</h4> <h4>وهياكلُ من قَصبِ السُكّرِ يرتاعُ لمرآها قبرٌ في البرِّ</h4> <h4>هذا الجدولُ تيّارُ خرابِ أَرومةِ أصلِ النسلِ</h4> <h4>هل من رؤيا للساقطِ أُخرى سَهوا ؟</h4> <h4>إنّي محكومٌ بأساطينِ الجنِّ</h4> <h4>وملاحمِ فُرسانِ الضجّةِ في خبِّ الخيلِ</h4> <h4>أفرشُ بيتي للقادمِ شوقاً مشيا</h4> <h4>والراحلِ يأتيني غيباً طيفا</h4> <h4>قلبي ينهارُ إذا ما رفَّ الجفنُ وطار صوابي</h4> <h4>بيتي يتهدّمُ رُكْناً رُكْنا</h4> <h4>يتهدّمُ يوماً يوما</h4> <h4>ينهارُ إذا مرّتْ ذِكراهمْ أو عَرَضتْ سيماهمْ</h4> <h4>ليتَ الغائبَ يُشفيني من جُرحِ أنيني</h4> <h4>ليتَ الخاطفَ يعفيني</h4> <h4>أتعلّقُ بالنجمةِ ساقطةً من عرشِ الحُمّى في جوفِ المسكينِ</h4> <h4>يا نجمُ تريّثْ</h4> <h4>الزمنُ الراهنُ مرحلةٌ بين الراحةِ والرِحلةِ نحو التسكينِ</h4> <h4>يا نجمُ ترفّقْ</h4> <h4>مَنْ يضمَنُ مَرَّ الهمسةِ في جُرفِ البحرِ القاسي</h4> <h4>لأبثَّ النجوى في غيبةِ مَنْ غابوا</h4> <h4>غابوا فتلاشتْ آثارُ الجدولِ يجري في عمري</h4> <h4>فتلكأتُ أُجرجرُ أذيالَ مصيرِ حضوري</h4> <h4>أسألُ ما جدوى أنْ تأتي تحملُ في صدرٍ مُعتلٍّ قلبا</h4> <h4>يسعى كالجُندُبِ ضدَّ حَراكِ النجمِ ؟</h4>