أنفاقُ غزّة / إنتصارُ الجالوت
عدنان الظاهر
قتلوها صَبْراً
قالوا انتحرتْ
فقدتْ فنَّ السبكِ وفنَّ الطرقِ على بوّاباتِ الوقتِ
حَمَلتْ قبلَ بلوغِ أوانِ الحملِ
أخبارٌ أُخرى كُثْرُ :
عافوا ما عافوا
دخلوا أنفاقَ الضغط العالي
حفروا حتّى بلغوا ما لم يبلغْ إزميلٌ قبلا
أسعى للفتيةِ في ساحاتِ الأقصى والقُدسِ
أحبابي ؟
جئنا نقبسُ أنوارَ صعودِ بُراقِ الأنواءِ
لا برقَ هنا
بَرْقيُّ النورِ يُشعشعُ في شَبَكاتِ عروقِ الأنفاقِ
سيروا ليلاً أسرى نورُ الإبراقِ
في غزّةَ مِشكاةُ النجمِ الدُرّيِّ القطبي
أسرجها الفتيانُ فسيروا وأسِرّوا النجوى
جَمرٌ يتلهّبُ ما بينَ رميمِ رِكامِ الأنقاضِ
نارُ الشدّةِ أقوى في شقِّ الكهفِ المخفي
أقنيةٌ وجسورُ حديدٍ تتشعبُ إسمنتاً إسمنتا
تتبادلُ أنباءَ قيامةِ نصرٍ في عيدِ
تنفثُ فُوّهةٌ نيرانا
أخرى تنصبُ أفخاخا
تستدرجُ أجنادَ الأعداءِ
” جالوتُ ” يُقاتلُ بيتاً بيتاً.
آب / أيلول 2014
غزّة
عدنان الظاهر
أعددتُ العُدّةَ أنْ أقضي في غزةَ وطرا
أنْ أمسحَ أركانَ المُدخلِ بالمسك وبالدمعِ الجاري
أتعلّقَ بالكوكبِ خوفاً من ضربةِ سيفِ الجلاّدِ
أقطعَ أرضَ اللهِ بسيارةِ إسعافِ
أتركَ قلباً يضربُ أوتاراً تعبى في صدري
أنْ أمضي بحثاً في أرضٍ أخرى عن موقعِ زلزالِ
أو أَثرٍ من سُحُبٍ مرّتْ عجلى
أسألُ ماذا قالتْ أجهزةُ التشخيصِ الطبّي ؟
قالت إنْ غامرتَ فحاذرْ
لا تقطعْ رملةَ صحراءِ الأحساءِ
لا تعبرْ نيلاً في سينا
لا ترفعْ صوتاً أعلى من صوتِ المذياعِ
ـ في الحائطِ آذانُ ـ
الجمرةُ في غزّةَ رأسُ المدفعِ في أولِ سطرٍ للحربِ
طائرةٌ تحرثُ في صدر القتلى قصفاً قصفا
تتسوّقُ إعلامَ الدرجاتِ السفلى ومحطّاتِ التشويشِ
والضربِ على الطبلِ ونفخِ المزمارِ السحري
تُخفي أنيابَ الذئبةِ والذئبِ
في جُبِّ وجلبابِ ملوكِ حقولِ النفطِ العربي
تمحو رسمَ قتالٍ ضارِ
تكشفُ أجداثَ الأجسادِ
وتمدُّ الإرهابَ بأسلحةِ التكفيرِ الكُلّي.
….
طاحونُ الموتِ يدورُ
الصرخةُ صاروخٌ مخنوقٌ
الماءُ ضبابُ
غزّةُ عطشى !
غزّةُ تعبى !
تمّوز 2014