كنتُ في بغداد (5)
عدنان الظاهر
( تشرين الثاني ـ كانون الأول 2011 )
زيارات وتجوالات ميدانية
زيارة طريق الشعب :
هل يُعقلُ أنْ أكون في بغداد ولا أزور مقر طريق الشعب ؟ الصحيفة التي ساهمت ولأربعة أعوام في تحرير الصفحة الأسبوعية المخصصة للمعلمين والتعليم سويةً مع الرجال الأفذاذ صاحب حداد وحسن العتابي وعبد الستار زبير ثم الأخوين محمد حسين وهاتف الأعرجي.
في أمسية اليوم الثاني لوصولي بغداد أخذت أم أمثل معي قاصدين زيارة مقر صحيفة طريق الشعب الواقع على شارع أبي نؤاس مقابل نهر دجلة . كان الظلام دامساً فضيّع سائق التاكسي طريقه عدة مرات وكان الرجل مُحرجاً أنه فشل في إيصالنا إلى العنوان الذي طلبنا . كنا نقف في الشوارع سائلين أين يكون مقر جريدة طريق الشعب ؟ كان رد جميع مّنْ سألنا من السابلة وشرطة المرور واحداً لا يتغير : تقصدون جريدة الحزب الشيوعي ؟ أشفقنا على سائق التاكسي فترجلنا نسأل أين نحن وكيف نصل مقر الجريدة ؟ أخيراً وصلنا بناية كبيرة محترمة محصّنة جيداً تحمل في واجهتها بحروف كبيرة { طريق الشعب } . بعد الأسئلة والتفتيش طلبنا مقابلة الأخوين دكتور مفيد الجزائري والدكتور صبحي الجميلي . أدخلونا حجرة إستقبال وقورة في تنظيمها ومحتوياتها وجاءت ستكانات الشاي مع كؤوس الماء وجاء معها الجميلي أولاً وجاء الجزائري بعده . كان لقاء دافئاً جداً مفعماً بشتى العواطف والذكريات وبعض العتاب . قلت للسيد مفيد إني وصديقك المندائي الأستاذ فاضل خالد فرج نتطرق لذكراك بين الحين والآخر . إفترّت أسارير الرجل الجميل المهيب بفضة شعر رأسه وما يحمل منكباه من تجارب كفاحية وما عانى في صباه من عَنَت سلطات العسف ثم التغرّب الإضطراري الطويل . أشرق وجهه فأدركتُ أهمية ما يحمل من ذكريات مشتركة تجمعه بالأخ فاضل فرج . سألته عن الفنان محمود صبري قال إنه ترك العاصمة الجيكية براغ وأقام في لندن . سألته عن الأستاذ حسين العامل قال إنه متوعك الصحة. إستأذن لأنشغاله بأمور عاجلة تتعلق بطبيعة تحرير العدد الجديد من صحيفة طريق الشعب.
قلت للجميلي مداعباً : أهل الحلة عاتبون عليك ! أدرك القصد فأجاب على الفور : واحد … واحد فقط ! كنت أقصد الأستاذ محمد علي محيي الدين . أجلْ ، كان لقاءً تأريخياً لن أنساه لخشيتي ألاّ يتكرر . ما عرفت الأستاذ مفيد الجزائري أيام دراسته في مدارس الحلة ولكنْ لي ذكريات عزيزة عميقة مع الدكتور صبحي الجميلي حتى شهر تموز من العام 1978 من القرن الماضي شهر وعام النكبة والهجرة القسرية الجماعية .
زيارة مقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي :
ركبت ظهيرة أحد الأيام التاكسي الأصفر اللون ميمماً وجهي صوب ساحة الأندلس للحج والعمرة والسلام على مَن أجد في مقر الحزب من أفذاذ الرجال . سؤال وتفتيش معتادة ومن جهتي سألتُ عن الموجودين هناك قالوا دكتور غازي الخطيب . إعتراني شعورٌ طاغٍ بفرح بريءٍ طفولي أني أجد أمامي الأستاذ إبن السماوة والطبيب البيطري الدكتور غازي الخطيب. تذاكرنا وتذكرنا أموراً شتّى خاصة وقرينته سيدة حلاوية من عائلة الطائي هي شقيقة زميل التدريس في مدارس الحلة الأستاذ كاظم نادى علي وشقيقة السيدة إعتقال الطائي التي عرفها العراقيون على شاشة تلفزيون بغداد في سبعينيات القرن الماضي .
كان مع الدكتور الخطيب رجل فارع الطول أنهى لتوّه محتوى العمود الخاص به . قرأه علينا فوجدته قوياً لا ينسجم مع الخط العام للحزب . سألته سؤالاً إنكارياً : هل يسمح الدكتور الجميلي بنشره ؟ ردَّ على الفور بل وسينشره شاءَ أم أبى . كان الرجل يحمل لقب العطواني .
زيارة السيدة حنان كريمة شقيقي المرحوم فيصل :
فاجأنا السيدة حنان أم أحمد مساءَ أحد الأيام بزيارة لم تتوقعها وكانت مشوقة أنْ ترى عمّها الذي لم تَرَهُ أصلاً في العراق . كانت أم أمثل معي وكانت تعرف عنوان بيت حنان في الكرادة الشرقية داخل . في المكان المضبوط أوقفنا سيارة التاكسي واتجهنا ناحية دار أم أحمد . كانت فرحة أول لقاء بيننا فرحة عارمة لم تستوعب كل ما كنا نحمل من أشواق وذكريات تخص العائلة بكافة أطرافها وفروعها وتفرعاتها . أبو أحمد رجل من الحلة طيب المعشر طيب المجالسة حلو الشكل والحضور . تعرفنا على إحدى بنات هذه العائلة وأحد بنيها وكنت سعيداً أنْ أرى مّنْ رأيتُ من أجيال جديدة أراها وأسمع بها للمرة الأولى. غادرنا بيت مضيّفينا لنتجول في شارع الكرادة الشرقية الرئيس الذي كان غاصّاً بالمتجولين والمتسوقين من كلا الجنسين فالأسواق عامرة مضاءة كأنها في نهار يوم ساطع وأنوار الشارع تزيد الأمكنة أَلَقاً وبهجة . كنت أبحث وأسأل باعة التمور عن المكتوم والأشرسي فلم أعثر إلاّ على الأشرسي فابتعت كيلوغرامين بينما انشغلت الحاجّة بالبحث ـ كما هو شأن كل النساء ـ في محلات الأقمشة والستائر والبدلات وشراشف المخدّات واللحفان وغير ذلك من أمور لا تمل منها النسوان . قطعنا أغلب الشارع محملين بالأكياس حتى شعرنا بالتعب فأخذنا سيارة تاكسي وقفلنا راجعين حيث مقر إقامتنا . وعدت أم أحمد أنْ أزورهم قبل رجوعي إلى ألمانيا وقد نفّذتُ وعدي فزرتهم لوحدي بعد أنْ غادرت الحاجة بغداد وشعرتُ كأني أولد من جديد وأنا أتوسط هذه العائلة المضيافة الكريمة .
زيارة الحاج هادي إبراهيم حبيب :
توجهتُ صباح أحد الأيام ماشياً نحو شارع النهر أجدد فيه ذكريات عقود سلفت بخيرها وشرّها . كان الشارع عاجاً بالبشر متسوقين وباعة وبطرانين من أمثالي . أغلب محلات هذا الشارع مخصصة لبيع الملابس والبدلات والعباءات النسائية . ثم ما كان خالياً من باعة اللبلبي والتكة والشلغم المطبوخ بالدبس . وصلت محل قريبي فلم يعرف من أنا . عرّفته بنفسي فأشرق وجهاً ومحلاً وأسعدتني رؤيتي لأحد أولاده الكثير الشَبَه بأحد أعمامه الراحلين . وعدته أنْ أزوره ثانية لكنَّ المرض حال دون ذلك . تركت شارع النهر لأدخل سوق السراي المسقّف جيداً والغاص بدكاكين القرطاسية وبيع الكتب القديمة . في نهاية سوق السراي المتصلة بشارع المتنبي رأيت محل بائع الكبة القديم شهير زمانه مع تغييرات إقتضتها المراحل فقد تحول المكان إلى مطعم صغير يتناول فيه رواده طعامهم وقوفاً . الصق صاحب المحل على الحائط لافتة بأنواع الكبّة وسعر كل نوع : فهذا سعر الكباية الصغيرة وهذا سعر الكبيرة وتسعيرة ثالثة لكباية خاصة وهذا سعر ستكان الشاي . كل شيء منظّم ومعروف أعجبني كأنه إستثاء في بغداد . إخترقتُ شارع المتنبي مأخوذاً بكثرة المعروض من الكتب تحمل عناوين شتّى وفي شارع الرشيد أوقفت سيارة تاكسي وعدتُ راجعاً لمثواي .
كنتُ في بغداد (6)
عدنان الظاهر
( تشرين الثاني ـ كانون الأول 2011 )
في دائرة عقارات الدولة ومديرية التسجيل العقاري
كانت هناك مراسلات أولية بين إبنتي والأمانة العامة لمجلس الوزراء / دائرة شؤون المواطنين والعلاقات العامة تدور حول قطعة أرض تعود لي بموجب قرار هيئة رعاية أصحاب الكفاءات التابعة لديوان رئاسة الجمهورية أواسط سبعينيات القرن الماضي ( العدد / أراضي / 71 بتأريخ 5/5/ 976 … في حوزتي نسخة من هذا القرار ) . وصلنا في التاسع والعشرين من شهر آب 2011 إيميل صادر عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء هذا نصّه :
{{ نهديكم أطيب التحيات …
إشارةً إلى طلبكم المقدّم إلى معالي الأمين العام لمجلس الوزراء المحترم، والمؤرّخ في 2/3/ 2011 ، نود إعلامكم أنه تمّتْ إحالة طلبكم إلى وزارة المالية / دائرة عقارات الدولة ، فأفادوا بالكتاب ذي العدد : 3450 في 1/8/ 2011 ببيان الآتي :
- بالنظر لعدم توفر معلومات عن العقار ومالكه تمت مفاتحة مديرية التسجيل العقاري في الرصافة الثانية لتزويدهم باستشهاد مفصّل عن العقار ( 542 ) زعفرانية المذكور بشكواكم بالكتاب المرقم ( 7458 ) في 4/4/ 2011 ولم ترد الإجابة إلى الآن .
- تمَّ التأكيد على الكتاب المُنوّه عنه بالفقرة (1) أعلاه بموجب الكتاب المرقم (12101) في 23/5/ 2011 .
3.طلبت المديرية أعلاه بكتابها العدد (10269) في 24/5/ 2011 تزويدها بالرقم الصحيح للعقار مدار البحث .
عليكم مراجعة هذه الدائرة وتقديم المستمسكات المتوفرة لديكم ليتسنى إجراء اللازم في ضوء ذلك
مع التقدير.
الأمانة العامة لمجلس الوزراءـ دائرة شؤون المواطنين والعلاقات العامة }}.
أخذت صورة ملوّنة من هذا الإيميل قاصداً بادئ ذي بدء مديرية أملاك الدولة الواقعة في شارع الرشيد بين جسر السنك وساحة التحرير في بغداد . عناصر أمن كثيرة في هذه المديرية والعديد من الجنود والجو العام بادي التوتر بدون مبرر واضح . قال لي رجل الإستعلامات إذهب إلى قاعة الإنتظار . وجدت هذه القاعة بعد مراحل من التفتيش المزعج فسألت أحد الشباب الجالسين على منصّة عالية كأنها خشبة مسرح : أُقابلُ مّنْ لمتابعة الموضوع الخاص المتعلق بملكيتي لقطعة أرض في الزعفرانية ؟ عرضت عليه صورة الكتاب الصادر عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء وفيه إشارة لرد هذه المديرية عليه تقترح فيه إحالة الموضوع إلى مديرية التسجيل العقاري الرصافة الثانية . كتب لي على قُصاصة ورق صغيرة إسم موظف بعينه وجملة ( يُسمح له بالدخول ) . أخذتها حسب طلبه إلى مسؤول الإستعلامات . طلب مني تسليم جهاز الموبايل وسلّمني [ الباج ] ليتدلى في رقبتي مثل خروف مُعد للذبح . بعد جولة تفتيش ثانية سمحوا لي بالدخول إلى مكتب ذاك الموظف. أخذني الرجل إلى مكتب رجل آخر لينظر في شأني . قرأ كتاب أمانة مجلس الوزراء وسحب بعض الملفات فلم يعثر على أثر لهذا الكتاب. طلب مني مراجعة السيدة ناهدة فزرت مكتبها في الطابق الرابع لكنها كانت في إجازة مرضية . نابت عنها سيدة بالغة اللطف قالت إنها أم صابرين . بحثت في سجل الواردة عن كتاب الأمانة ورد هذه الدائرة عليه فلم تجده. عرضتُ أنْ أتولى بنفسي مهمة البحث بدلاً منها فناولتني السجل مشكورةً . قلّبته حسب التواريخ والأسماء فوجدت أوليات المعاملة مثبّتة بدقة ووضوح . قالت إنها غير مخوّلة بالبت في الموضوع وإنَّ السيدة ناهدة ستستأنف عملها بداية الأسبوع القادم . زرت هذه المديرية للمرة الثانية وأخضعوني لنفس الروتين الممل القاتل من تفتيش وانتظار وتسليم الموبايل وتعليق الباج . في قاعة الإنتظار طلب الشباب مني إنتظار السيد أحمد فهو المسؤول عن القسم الخاص بالسيدة ناهدة . ظهر من فوق المسرح بعد فترة شاب وسيم حاد وجامد القسمات قالوا إنه السيد أحمد . تقدم مني ويداه في جيوب سرواله كأنه نابليون بونابرت . عرضت عليه أمري ففتح التلفون وتكلم مع جهة ثانية ثم طلب مني الكلام مع السيدة ناهدة فتكلمتُ طالباً الإذن لي بالدخول ومقابلتها . تكلمتْ مع الشاب أحمد فكتب لي قصاصة الورق التي تخوّلني القدرة على مراجعتها . المصعد الكهربائي صغير بطئ الحركة ففضلت الصعود إلى الطابق الرابع مشياً . تكلمت بإسهاب مع السيدة ناهدة وكانت متعاونة معي إلى أبعد حد تعرف قيمة ما تقول وتحترم مسؤوليتها . عرفت فيما بعد أنها مسؤولة الأراضي المصادرة والمتنازع عليها . نصحتني بمراجعة مديرية التسجيل العقاري الرصافة الثانية وزودتني برقم وتأريخ كتاب وجهته السيدة قبل شهر لهذه المديرية ولم يصلها الرد حتى ذاك اليوم .
في مديرية التسجيل العقاري / الرصافة الثانية
ركبت التاكسي الأصفر لوناً طالباً مديرية التسجيل العقاري الرصافة الثانية. ماذا وجدتُ هناك ؟ وجدتُ شيئاً لم يخطر يوماً على البال ! الناس بالعشرات وقوف نساءً ورجالاً وفوضى ضاربة الأطناب وصياح هنا وتوسلات هناك وجدالات بين بين . سألت أحد الموظفين أين مكتب الواردة قال قف مع الواقفين في الطرف الآخر خلف حاجز خشبي غير مرتفع . وقفت مع الحشود متحملاً قوة التدافع وثقل ما أسمع من ألفاظ حتى جاءني الفَرَجُ لأجد نفسي أمام فتاة صغيرة السن غطّت وجهها بأشكال الأصباغ والألوان الثقيلة تكلم المراجعين بأنف يابس وإذا قالت شيئاً قالته بهزة أو هزتين من عالي رأسها . سألتها أهذا المكتب الخاص بسجلات الواردة ؟ تبدّلت سحنة وجهها ثم أشارت برأسها صوب الطرف الآخر من الأمكنة التي يشغلها عدد كبير من الموظفين والموظفات . عرضت على موظف الورقة التي تحمل عدد وتأريخ كتاب دائرة عقارات الدولة إلى هذه المديرية وقد مضى عليه شهر دون أنْ تردّ عليه قال شغلتك مع الست خيرية . حاولت الإقتراب من مكان السيدة خيرية لكني كلما دنوت أخذتني الأيدي والمناكب لأجد نفسي بعيداً عنها وخارج السياق . وصلت إليها بعد لآي وعَنتٍ وعناء . كانت السيدة صارمة دقيقة فيما تقول وتفهم دقائق ما تعالج من مشاكل معقدة تختص بالعقارات وسواها . طال إنتظاري حتى لاحظني أحد الشباب من موظفي هذه الدائرة أخذ مني الورقة التي حملتها معي من دائرة عقارات الدولة في شارع الرشيد ثم غاب . إنتظرت في الزحام والهوسة طويلاً حتى لاح أخيراً حاملاً قصاصة ورق فيها رقم وتأريخ ردهم على كتاب عقارات الدولة . هالني ما رأيتُ ! كان التأريخ هو تأريخ يوم مراجعتي لهذه الدائرة أي الثامن والعشرون من شهر نوفمبر 2011 فأين كانوا طوال فترة شهر كامل ولم يردوا على كتاب وردهم من دائرة في بغداد لا من خارج العراق . سألت مَنْ سألتُ أفي الإمكان أنْ أحمل ردهم بنفسي إختصاراً للوقت واقتصاداً بالجهد ؟ أتاني الجواب من أكثر من مصدر واحد كان أقواها وأعلاها نغمة سمعته من تلك الفتاة المتعجّرفة الغارقة بالأصباغ والزينات : راجع المعتمدين ! زودوني بأسماء إثنين من المعتمدين رحت أسأل عنهما فالتقفني أحدهما وقادني إلى تعريشة خارج المبنى كأنها كوخ ريفي بأثاث رث . قلت له أريد أنْ أحمل الرد معي وأتابع الموضوع عن كثب فما رأيك ؟ قال هذا غير ممكن لكنْ إذا أردت السرعة في الإنجاز فأنا مستعد لمساعدتك ! قلت كيف وكم ستكلفني مساعدتك هذه ؟ أجور التاكسي رواحاً ومجيئاً … قال . ومتى يصل رد هذه المديرية إلى دائرة عقارات الدولة ؟ قال غداً صباحاً بعد العاشرة . أعطيته ـ ثم ندمتُ ـ عشرة آلاف دينار فكان لطيفاً وكريماً وردَّ بأن عرض عليَّ أنْ نأكل الكباب معاً في مطعم مجاور لكني شكرته واعتذرتُ .
إنشغلت كثيراً بعد هذه المسرحية / مسرحية المعتمد والكباب وأرجأتُ مراجعتي لدائرة عقارات الدولة للوقوف على رد مديرية التسجيل العراقي . بعد فترة زمنية غير طويلة حملت نفسي على مضض إلى مبنى عقارات الدولة فالإجراءات هناك أراها لا تُطاق أبداً كما سَلَف وبيّنتُ لكن للضرورة أحكام قاهرة وأحياناً قاتلة . زرت الحجرة الخاصة بسجلات الواردة وعرضت رقم وتأريخ رد التسجيل العقاري على السيّدة الختيارة المسؤولة عن هذا القسم فقامت بالواجب أفضل قيام وزودتني ببعض المعلومات لأحملها معي للسيدة مسؤولة قسم عقارات الدولة والأراضي المصادرة والمتنازع عليها . جلست كالمعتاد في قاعة الإنتظار انتظر رحمة السماء مع إطلالة الجنرال نابليون القاسي النظرات والجامد الشخصية والشحيح الكلام . ظهر هذا الشاب بعد زمن فطلبت منه السماح لي بدخول جنات عَدْنٍ عارضاً عليه ما معي من أرقام وتواريخ أخذها من يدي وقال إنتظر . طال إنتظاري ثم أشرق وسمح لي بالصعود إلى الطابق الرابع . كانت السيدة ناهدة واضحة فلم تطل زيارتي لها إلاّ لبضعة دقائق إقترحت عليَّ زيارة مديرية التسجيل العراقي إياها وتقديم مذكرة أطلب فيها تزويدي بسند طابو لقطعة أرضي . هُرعت للتسجيل العقاري وسلّمت السيدة خيرية نص مذكّرتي فقالت إنتظر … حسْبَتك طويلة . انتظرتُ ولم أجد مكاناً فارغاً للجلوس . بعد قرابة الساعة والنصف كتبتْ على المذكرة : لم نجد لهذا الرجل سنداً بملكية قطعة الأرض . أعادتها لي ناصحة أنْ أقابل السيدة المديرة . سألتُ سيدة خلتها إحدى الموظفات أين مكتب المديرة فبيّنت لي الطريق لهذه المديرة . لم يطل وقوفي بباب مكتب السيدة المديرة إذْ جاء دوري فعرضت عليها أمري وقرأتْ ملاحظة السيدة خيرية على مذكرتي . وجدتها سيدة محترمة جداً عالية الخلق متشحة كغالبية الموظفات العظمى بالسواد. قالت إنتظر سأعود بعد قليل . عادت لتؤكد ملاحظة السيدة خيرية في أني لا أملك سند طابو وإنَّ القطعة قد إستغلها في غيابي الطويل غيري ! لم تقل إنَّ حكومات البعث صادرتها فهل كان هذا ما حدث أم أنَّ مؤامرة خبيثة دُبرت تحت جُنح الظلام جرّدتني كل ما أملك في الحياة ؟ قيل لي الكثير وسمعت الكثير عما جرى لممتلكات وعقارات وبيوت الناس خاصة تلك العائدة لأخوتنا المهجّرين حيث بيعت أو تم تداولها شراءً وبيعاً ورهناً وإيجاراً حتى ضاعت المعالم وخفيت الحقائق واغتنى مّنْ اغتنى وافتقر مّنْ افتقر وما زالت هذه المذبحة السريّة ـ العلنية قائمةً حتى اليوم . محامون ومكاتب دلالية ومضاربون ووسطاء سوء يترصدون الأراضي الخالية والدور غير تامة البناء لهم شبكات أخطبوطية تنشط في مديريات التسجيل العقاري والمحاكم المختصة تجمع الأخبار والمعلومات الدقيقة من بعض موظفي هذه الدوائر لقاء رشاوى خيالية . هل أنا بحاجة إلى سند طابو أو أنَّ الكتاب التالي يقوم مقامه ويلعب دوره ؟
{{ رئاسة ديوان رئاسة الجمهورية العدد/ أراضي / 71
هيئة رعاية أصحاب الكفاءات التاريخ/ 5/ 5 / 976
( مبنى وزارة التخطيط )
إلى /
أمانة العاصمة
الموضوع / تأييد
تؤيد هذه الهيئة أنَّ الدكتور عدنان عبد الكريم الظاهر مشمول بقانون رعاية أصحاب الكفاءات رقم 154 لسنة 1974 وقد حصل على القطعة المرقمة (542) 9/11 مقاطعة 2 الزعفرانية .
راجين إجراء ما يلزم لتسجيلها بإسمه مع الإخذ بعين الإعتبار قرار مجلس قيادة الثورة بجلسته المنعقدة بتأريخ 15/3 / 1976 فيما يخصُّ أسعار هذه القطعة ومنع التصرف بها للمدة الواردة بهذا القرار .
مع التقدير.
ع. رئيس هيئة رعاية أصحاب الكفاءات
الدكتور صلاح الدين الشيخلي
نسخة منه إلى /
ـ السكرتارية العامة للهيئة
مُهنّد / .
أليس في هذا الكتاب من قرارات وقوانين تساوي قوة قانونية سند الطابو ؟
لمنْ المُشتكى يا عراق ؟
كنتُ في بغداد (7)
عدنان الظاهر
( تشرين الثاني ـ كانون الأول 2011 )
أسماء لا أنساها
في زحمة وصعوبة المراجعات في دوائر الحكومة وإزعاجات بعض الموظفين تحت دوافع شتّى بعضها واضح شديد اللمعان والآخر غامض يحتاج إلى استيضاح أو إنارة … في هذه الظروف الصعبة الملتبسة والمتشابكة تعاملتُ مع بعض الموظفات والموظفين من ذوي النفوس الكريمة والأخلاق العالية والوجوه الضاحكة قدموا لي كل مساعدة ممكنة دون سابق معرفة بيننا ومن غير وساطة أو رشى . كانوا برفيع نفوسهم أكبر من الرشى والوساطات . كنت حائراً كيف أفسر هذه الظاهرة وكيف شذَّ هذا الرهط الممتاز فعَلا وترفع ولم يتكبّر أو يتجبّر ولم يخنْ شرف ما يحمل من مسؤوليات وظيفية . أنحني لهم جميعاً ولا أذكرهم أو أتذكرهم إلاّ بالإكبار والفخر والهيبة . لا أحسب أنهم وحدهم يمثلون هذه الإستثناءات النادرة لكنها الصدف المحضة التي وضعتني أمامهم ووضعتهم أمامي فكان بهم ومعهم حظي كبيراً وأنْ ما زال في دنيانا الكثير من الخيّرات والأخيار والطاهرات والأطهار .
السيدة إنتصار /
أذكر بالإكبار السيدة إنتصار في قسم الشؤون الإدارية التابع إلى كلية علوم جامعة بغداد . أحاطتني لا أقول بما يليق بي من رعاية واهتمام ولكن بما يليق بها سيدةً كريمة الطبع والمنشأ وبما ينسجم مع تربيتها ونشأتها الأولى . قدّمت كل ما تستطيع لتيسير وتمشية معاملاتي بل وقادتني بنفسها إلى بعض المكاتب ثم هي التي أعدت كتاب كلية العلوم الموجه إلى رئاسة جامعة بغداد . بمثيلاتك إنتصار تفخر نساء العراق سيّداتٍ ووالداتٍ وموظفات في الدولة العراقية .
الدكتور حارث إبراهيم جعفر / معاون عميد كلية العلوم للشؤون العلمية / جامعة بغداد
دخلت عليه بدون موعد مُسبق فاستقبلني بالأحضان والقُبل وأحال طلبي على الفور إلى الست إنتصار . لا أعرف الرجل ولا أظنه سمع حتى بإسمي مُدرِّساً في هذه الكلية في سبعينيات القرن الماضي . سألته هل يعرفني فلم يُجب . في حضرته عاد لي شعوري القديم وافتخاري أني أحد أعضاء هيئة التدريس في قسم الكيمياء في كلية العلوم . حرمني البعثيون حتى من ذاك الشعور وذاك الإحساس بالفخر فضلاً عن حرماني من حقوقي العلمية والأكاديمية والتفرغ العلمي والتمتع ببعض الزمالات المكرّسة للبحث العلمي . عطّل مجلس قيادة الثورة نفسه ( مكتب أمانة السر ) إحدى هذه الزمالات التي رشحتني الكلية لها عام 1977 ووافقت وزارة التعليم العالي والبحث يومذاك على هذا الترشيح . لديَّ نسخة من كتاب الترشيح . كنت أستنشق هواء عذباً نقياً في مكاتب هذه النخبة من الناس علميين وإداريين .
السيد رائد / مكتب الشؤون الإدارية في رئاسة جامعة بغداد
ما أكبر همّة هذا الشاب المؤدب الخلوق الأمين على أداء مستلزمات وظيفته والقادر على تفهم حاجات الناس ومقدار معاناتهم . أشرف بنفسه على تمشية معاملتي خطوة فخطوة حتى بلغت مرحلتها الأخيرة وهي توقيع السيد رئيس جامعة بغداد الدكتور موسى جواد الموسوي. وقّع الرئيسُ فحملها رائد معي بنفسه للصادرة وأتم آخر خطوة وسلّمني كتاب رئاسة الجامعة الموجّه إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي / رئاسة لجنة المفصولين السياسيين المركزية [ نقلتُ نصَّ هذا الكتاب في حلقة سابقة ]. عجزتُ عن شكره .
السيدة ناهدة / مكتب الأراضي المُصادرة والمتنازع عليها / وزارة المالية / إدارة عقارات الدولة .
سيّدة أخرى من بنات العراق اللواتي يزهو بهنَّ العراقُ ويفتخر . ما كانت محجّبةً بل إكتفت بغطاء للرأس ملوّن . لم تُخفِ عني أمراً أو كتاباً وقدمت لي النصائح والمشورات التي ضنَّ بها عليَّ العديد من موظفي الدولة . جمعت بين الوظيفة والدراسة وأضاءَ نورُ وجهها فضاء مكتبها الذي قاسمتها فيه موظفة أخرى لا تُعجبها رؤية الناس إلاّ من خلال مايكروسكوب !
كانت السيدة ناهدة هي حلقة الوصل الروتيني بين مديرية التسجيل العقاري / الرصافة الثانية، والأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي .
الأستاذ جلال الربيعي / في الحاسبة المركزية
أوصاه بي أحد أبنائي المخلصين فزرته فبهرتني أخلاقه وسماحته وقدرته على تفهّم حاجاتي وهي كثيرة وإنها مُعقّدة . كانت معاملاتي متوقفة على إضافة إسمي للبطاقة التموينية التي نحن لسنا بحاجة لها أصلاً كوننا مقيمين في بلد آخر خارج العراق فلماذا نكلف العراق أموالاً لقاء أغذية نحن في غِنى عنها لا تفيدنا ولا نفيدُ منها أولاً وآخراً ؟ أُخذتُ بشهامته وعراقيته العشائرية الأصيلة وطيبة تكوينه الطبيعي الأساس . إلتحق به شابان آخران ما الطفهما كتب لي أحدهما رقم تلفونه المحمول عارضاً عليَّ مساعدته في كل أمر قد يواجهني لكني لم أفعل لأنَّ المشاكل التي واجهتُ لاحقاُ لا يحلها إلاّ نائبٌ في البرلمان أو وزيرٌ أو وكيلُ وزيرٍ أو رئيس حزب أو كتلة سياسية ! أشفقتُ عليه ثمَّ على نفسي وعلى ما كنتُ فيه من يأس وبؤس نفسي محطّم وخيبة بلا حدود . يحطّمنا التعاملُ مع بعض موظفي الدولة إذْ يجعلوننا نُحس أمامهم بالكثير من الذُل والصغار والهوان علماً أنهم ليسوا الأفضل ولا الأكبر ولا الأكثر علماً وأدباً لكنها الوظيفة تُعلي مّنْ تُعلي وتُذلُّ مَن تذلُّ وتُغني وتُفقر .
السيد أبو أحمد / من لجنة المفصولين السياسيين المركزية في وزارة الصناعة والمعادن .
أبو أحمد مَثَلٌ ومثال آخر أذكره بكل إعتزاز وإجلال . جمع عناصر التربية العالية والإعتزاز بشرف المسؤوليات الوظيفية ثم الأدب الراقي في التعامل مع مراجعي مكتبه .
في حجرته العديد من السيدات الموظفات والأخوة الموظفين تعاونوا معي إذْ غاب ذات يوم ولا سيّما سيّدة مُحجّبة بالسواد . أولى أبو أحمد [ السيد باسم ] موضوعي الأهمية القصوى ووعد بمتابعته شخصياً بعد مغادرتي العراق بل وكتب لي أرقام تلفونيه المحمولين للسؤال عن مسارات قضيتي وسأتصل قريباً به سائلاً مستفسراً . تؤسرني وتستعبدني الأخلاق في الناس وتواضعهم ونقاء سرائرهم وإخلاصهم لواجباتهم الوظيفية لذا وجدت السيد أبا أحمد المَثَل والمثال والآسر الكبير فله شكري وامتناني مع كبير توقعاتي .
في ديوان وزارة الهجرة والمُهجّرين /
هنا، نعم هنا، في ديوان وزارة الهجرة والمُهجّرين إستنشقتُ الهواء النقي وشممتُ أريج النزاهة والنظافة والحرص الكامل على الإلتزام بشرف الأداء الوظيفي فما أشد حاجة العراق اليوم لرجالٍ من أمثال السيد وكيل الوزارة الدكتور سلام داوود الخفاجي الرجل المثالي المتعاون والمتفهّم لمشاكل زائريه هو وطاقم مكتبه وسكرتيرته السيّدة أم مصطفى حيث كان مكتبه شبه مفتوحٍ للمراجعين فسلامٌ عليك دكتور سلام الخفاجي يوم وُلِدتَ ويومَ تُبعثُ حيّا . ثم وكيل مدير عام الدائرة القانونية في هذه الوزارة السيد سلوان عامر عبد الستّار ومعاونه الشاب الرائع الأستاذ علي حسن علي والموظف الجدير في هذا المكتب السيد وليد الكُبيسي . لا أنسى شهامة وغَيرة عدد آخر من موظفات وموظفي الدائرة القانونية ومسؤولي الصادرة والواردة حيث أحاطوني وأم أولادي بما يليقُ بنا من حفاوة وتقدير وعميق تفهّم لمشاكلنا وما عانينا في الحياة داخل وخارج العراق . لساني عاجزُ عن شكر هذه النُخبة من العراقيين والعراقيات وإمتناني لهم بلا حدود فليتَ سواهم في الوزارات الأخرى يتعظ بهم ويتخذُ منهم قُدوةً ومثالاً .
في مديرية تموين الرصافة /
هنا قابلت رجالاً من بين أخيار موظفي الدولة العراقية. مشت معاملة إضافة إسمي للبطاقة التموينية بسلاسة ويسر ومن غير عرقلات وطلبات تعجيزية أخص بالذكر السيد المدير ثم الرجل الممتاز مسؤول الذاتية والصادرة والواردة .
كانت سيارات التاكسي التي تقلني لهذه الدائرة تقف مقابل هذه الدائرة على الشارع المقابل حيث حركة مرور السيارات لا تتوقف والشارع مزدحم بالسيارات لذا كنتُ أعطي سائقي التاكسيات ألف دينار عراقي إضافي لكي يأخذ بيدي ويساعدني في عبور الشارع. وكانت شرطة الحراسة تلاحظ ما يجري وتضحك وتجاملني لحظة وصولي إلى الباب الرئيس وكانت أحيانا لا تقوم بتفتيشي لأنها عرفتني ذاك الشيخ الذي يخشى عبور الشارع لوحده.
كان الأمر كذلك في فرع تموين الرصافة حي 14 تموز / شارع فلسطين. مجموعة من السيدات المتشحات بالسواد قمن بالواجب خير قيام وقدمن لي كل مساعدة ممكنة ويسرّن لي أمري ومشيّنَ معاملاتي بسرعة فمتى أجازيهنَّ ومتى أقدّم واجب الشكر لهنَّ ؟
مثال سيء وإسم لا أنساه !
إلى أنظار السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي المحترم / بغداد
من بين غير القليل من الخيّرين تعاملتُ مع عددٍ من الموظفين السيئين الذين وضعتهم الأقدارُ المُبصرةُ والعمياءُ في مناصبَ ومسؤولياتٍ لا يستحقونها وليسوا جديرين بها وليسوا مؤهّلين أصلاً لأنْ يمارسوها وهذا من سوء حظنا نحن المظلومين والمتظلمين والشاكين والمغدورين . أسوق إسماً حين أذكره أذكره بخشية وهيبة وخشوع فهو(( طه )) إسم السورة القرآنية طه ونقرأ في مطلعها [[ طه . ما أنزلنا عليكَ القرآنَ لتشقى . إلاّ تذكرةً لِمَنْ يخشى … سورة طه ]] . أجلْ ، أذكر إسم هذا السيد موظفكم فأحسُّ بالكثير من الهيبة والخشوع ولكن إذْ أقابله أشعر بالرهبة والخوف ذاك أنه ينقلب في ثانية واحدة من مخلوق متنمَر إلى طفل بريء خانع متذلل يخاطبني بالقول : سيّدي … أنا خادمك … أبوس أيدك … أنا مثلك مفصولٌ سياسي . قابلته يومَ أحدٍ في مكتبه بحضور السيد [ أبو زيد ] فأنكر أني قابلته في يوم الخميس المنصرم إثرَ مكالمة له مع السيد معاون المفتش العام . كان فظاً معي في المرة الثانية غليظ القلب خشن الملمس أنكر حتى طلبه مني أنْ أجدد جدول خدماتي في كلية علوم جامعة بغداد . ولكي لا أظلم الرجل ونفسي والتأريخ وأمانة القول والإدّعاء أمامكم أنسخ ما كتب السيد طه بقلمه وخط بنانه علماً أني قادرٌ أنْ أنشر على الملأ صورة للقصاصة الورقية الصفراء التي كتب فيها ما كتب . كتب الأستاذ طه ما يلي :
[[ 1 ـ تقديم طلب يُسجّل واردة، السيد رئيس اللجنة المركزية لإعادة المفصولين السياسيين
2 ـ هويات أحوال مدنية / شهادة جنسية
3 ـ شهادة دكتوراه .. تُقدّم خلاصة خدمة من كلية علوم بغداد مُثبّت فيها … ]]
مع كل ذلك أنكر الرجلُ أني قابلته وأنه طلب مني ما طلب لترحيل الملف الخاص بي إلى وزارة الصناعة والمعادن حسب العائدية . أهكذا يتصرف بعض موظفي وزارتكم وهكذا يعاملون مراجعيها ؟ أهذا جزاء من عارض جبروت النظام السابق وتحمّل ما تحمّل وصبر وجالد وتجلّد واستعفف وبقي رافع الرأس لم يهنْ ولم يساوم ولم يخُنْ ؟
سنرى أخيراً ما سيقرر مجلس الوزراء العراقي فالملفُّ أمام أمانته ولا أعرف كيف سيتصلون بي لو استفسروا عن شيء أو طلبوا وثيقة أخرى إذْ لم يطلب مني أحدٌ في كافة الدوائر التي راجعتُ أنْ أتركَ عنواني أو رقم تلفوني خارج العراق .
يتبع قريبا ـ الحلقات من 8 ـ 11
لمراجعة الحلقات السابقة ابحث تحت اسم الكاتب او عنوان الحلقات : كنت في بغداد