<h3 style="text-align: center;"><span style="color: #993366;"><strong>نجوى النفس</strong></span></h3> <h4><strong>د. عدنان الظاهر</strong></h4> <h4>1ـ</h4> <h4>أقبلُ نفسي مجروحاً في نفسي</h4> <h4>أتهرّبُ من بحرٍ يمخرُ أشباحا</h4> <h4>أجبلُ من ذِكرى أهلي</h4> <h4>وَثَناً .. صَنَماً .. تمثالاً ربّا</h4> <h4>لا أعبدُ لا أقضي ليلي تسبيحا</h4> <h4>أستهلكُ نفسي دمعاً إسرافا</h4> <h4>الدمعةُ أقوى من صوتِ الطلقةِ في مدفعِ إفطارِ</h4> <h4>ماذا أبقيتُ لشجوِ الليلةِ في شمعةِ حزنِ دُخانِ الميلادِ ؟</h4> <h4>الليلُ يطولُ ثقيلا</h4> <h4>يستوطنُ في رُكنِ الأركانِ مكينا</h4> <h4>يستدعي أهلي جيلاً جيلا</h4> <h4>مَنْ صاحَ ومَنْ طاحَ جريحاً مكسورا.</h4> <h4>2ـ</h4> <h4>أينَ الآنَ مدارُ مصيري</h4> <h4>أينَ مخايلُ ذِكرى ميلادي</h4> <h4>في دارٍ آواني أزحفُ أحبو طفلا</h4> <h4>أدخلني الصفَّ الأوّلَ علّمني أنْ أقرأَ أسماءَ الأجدادِ الحُسنى</h4> <h4>مَرحىً مرحى</h4> <h4>أفرحُ أمْ أبكي</h4> <h4>أتهدّمُ صرحاً صرْحا</h4> <h4>أبكي أتفاوتُ صُعْداً سُفْلا</h4> <h4>أينَ الأحبابُ بواكيرُ سنيِّ شبابي</h4> <h4>كنتُ " الباهشَ " في حُبِّ صبيّةِ صفصافِ الجيرانِ</h4> <h4>أقضمُ نفسي وأسوّدُ صفحاتي</h4> <h4>نزفتْ رئتي جفّتْ شَفَتي</h4> <h4>إنحطّتْ دَرَجاتي في سعي الصفِ الشهري</h4> <h4>هل مِنْ حلٍّ يا أهلي ؟</h4> <h4>3ـ</h4> <h4>لا أعرفُ لا أُنصفُ نفسي</h4> <h4>(( إنَّ الإنسانَ لأمّارٌ بالسوءِ ))</h4> <h4>أُسرفُ حتّى يأسو منّي يأسي</h4> <h4>هل كنتُ أُجيدُ الأدوارَ العليا تمثيلا</h4> <h4>أو كنتُ الملِكَ السكّيرَ الضلّيلَ قتيلا</h4> <h4>أجلسُ فوقَ الشُرفةِ أمسحُ ما حولي مَسْحا</h4> <h4>أدخلُ في نَفَقٍ محفورٍ في رأسي</h4> <h4>أسألُ عنّي مَنْ غابوا</h4> <h4>مسحوني بذيولِ عباءاتٍ سودِ</h4> <h4>لمْ أقرأْ ما كانَ خِلافي مكتوبا</h4> <h4>قصّرَ لمْ يبلغْ شأوا</h4> <h4>يتقلّبُ شِبْراً شِبْرا</h4> <h4>في دُنيا كانت في الأعلى سقفا</h4> <h4>العبءُ الأكبرُ ما زالَ يُدمدمُ في عينِ السنجابِ</h4> <h4>يستجدي عونا</h4> <h4>أَأَقومُ وأقدامي خلفي تجري</h4> <h4>تسألُ هل صلّى أهلي</h4> <h4>هلْ وفّوا نذري</h4> <h4>زاروا مَنْ زاروا صانوا عهدا</h4> <h4>ضحّوا ذبحوا عِجلا ؟</h4> <h4>4ـ</h4> <h4>شمسُ البردِ القاسي</h4> <h4>لا تشرقُ شمسٌ إلاّ</h4> <h4>أنْ يطفو غيري شلواً مطفيّا</h4> <h4>يعلو لسماواتِ نجومِ أخرى نسيّاً منسيّا</h4> <h4>فيها ما لا فيها</h4> <h4>يتحرّى شيئا</h4> <h4>لا جنّةَ فيها لا أُخرى</h4> <h4>رملٌ يترسبُ في جوفِ الجبِّ النفسي</h4> <h4>ورمادٌ أفقدني لونَ الدنيا في عيني</h4> <h4>لا بُلغةَ عندي إلاّ غولا</h4> <h4>يتخفّى في ظلّ الليلِ وبيتاً أقوى</h4> <h4>لا تأريخُ البردِ الأقسى</h4> <h4>لا صولاتُ الطقسِ المتقلّبِ أحوالا</h4> <h4>لا مُدُنُ الثلجِ المستورَدِ ألواحا</h4> <h4>لا الدفءُ الطافي فوقي يعلو سقفي</h4> <h4>لا لا لا ...</h4> <h4>لا تسألْ لا تُلحِفْ في السؤلِ</h4> <h4>حيّرَني زمنُ الماضي</h4> <h4>شوّشني صيّرني شيئا</h4> <h4>ضيّعني في الباقي منّي.</h4>