<h1 style="text-align: center;"><strong>غزوةُ السديم</strong></h1> <h4><strong>عدنان الظاهر</strong></h4> <h4>مرَّ المدُّ ومرَّ الجَزْرُ</h4> <h4>وتهاوى صَرحٌ في السمتِ العالي</h4> <h4>أينَ أُوجّهُ أرسانَ شراعي ؟</h4> <h4>الظُلمةُ بحرٌ ليليٌّ مُسوّدُّ</h4> <h4>شُهُبٌ تُسقِطُ غاباتٍ من نارِ</h4> <h4>الموتُ يُنادي من تحتِ الأنقاضِ</h4> <h4>أتحدّى حتفي والموتُ يمدُّ رؤوسا</h4> <h4>كمّاً كيفا</h4> <h4>أين يولّي مثلي وَجْها</h4> <h4>يستجدي أكفانَ القتلى راياتٍ أنواراً حُمْرا</h4> <h4>يحبو رملاً نعشا</h4> <h4>طاحونَ دماءٍ مُلتفّا</h4> <h4>يبحثُ عن رَسمٍ أو خيطٍ في رؤيا</h4> <h4>يدّلى إسمّاً ظِلاّ</h4> <h4>تهرُسهُ أضراسُ الذؤبانِ</h4> <h4>حَميَتْ فروةُ رأسِ الشمسِ بأوجِ متاريسِ النيرانِ</h4> <h4>فمتى أُنهي مأساةَ الطَرفِ الساهي</h4> <h4>وصفوفَ الموتِ المرصوصِ رصاص</h4> <h4>حيثُ اللونُ الأحمرُ مرآةُ القتلِ قصاصا ...</h4> <h4>أبحثُ عنها بين الساحلِ والمقهى إخلاصا</h4> <h4>بين الموتِ وحدِّ اللُقيا</h4> <h4>لا ظُلمُ الظُلمةِ ينشقُّ</h4> <h4>لا حرُّ النارِ يفكُّ عفاريتَ حديدِ الميدانِ</h4> <h4>أتعرّى ضيقاً صَدْرا</h4> <h4>وأُفكّكُ مخزونَ الليلِ سلاحاً مسنونا</h4> <h4>لا يهدأُ لي عضوٌ نافسني في الشدِّ ضًراما</h4> <h4>طَلْقاً ناريا</h4> <h4>لا الماشي يعشى</h4> <h4>لا الضاربُ في غيبٍ قوسا</h4> <h4>فلماذا يُفشي ما أخفى</h4> <h4>يتعلّقُ منديلاً في ذيلٍ وهما</h4> <h4>يعتبُ لا يُرثي ما في صدرِي</h4> <h4>لا يرفعُ من ثُكلٍ أو قتلٍ أعلاما</h4> <h4>لا يكشفُ عمّا في رأسٍ من أمرِ الجسرِ</h4> <h4>البينُ غُرابُ نزولِ جلالِ النيرانِ</h4> <h4>لا ينفثُ مجاناً آها</h4> <h4>أو يُصغي للوحشِ يُحاولُ إغرائي</h4> <h4>يجبلُ من طينةِ جِذعٍ مُرٍّ شيطانا</h4> <h4>لا يقبلُ ما تحملُ أكتافي من قهرِ.</h4>