ساعةُ أمّي
د. عدنان الظاهر
أمضي ودواليبُ الساعةِ خبّتْ خلفي
تقفو آثاري ظِلاًّ في ظِلِّ
تَسلَخُني جِلْداً مِن عَظمي
مقطوعَ السُرّةِ والحبلِ
وأُطيلُ التسآلَ ولا مِنْ حَلِّ
الساعةُ عينٌ في رأسِ الذئبِ المُختلِّ العقلِ
لا تتوقفُ لا تغفو
لا تعبرُ خطّاً أحمرَ مرسوما
تُحصي دقّاتِ القلبِ ذُريراتٍ من رملِ
تُقصيني عن شأنٍ في أهلي
تمحو في مسقطِ رأسي ميلادي
لا أدنو منها .. أخشاها
لا أُصغي لصدى ما فيها من وطء الجنِّ
ما زالتْ أُمّي تبحثُ فيها عنّي
ساحتْ باباً موصودا
تحملُ داراً في صخرٍ من صبرٍ منحوتا
وملاذاً للغائبِ مقتولا
رحلوا …. فتذكّرنا أمكنةً زاروني فيها
لفّوني بقشورِ النارنجِ وحبّاتِ الرملِ
غلّقتُ الأبوابَ لأسمعَ مِسماراً يبكيني
ماذا لو عاشتْ عَشْراً أُخرى ؟
أتفتّتُ حصوةَ مُرِّ الأكبادِ
أتقلّبُ بين فضاءِ سوادِ العَبرةِ والأحشاءِ
وأخوضُ اليمَّ وحيدا
أبحثُ عنها
أسألُ جُنْدَ السلطانِ وجنَّ الأبدانِ
وأُقلِّدُ حالاتِ الإنذارِ القصوى
برّاً ـ بَحْرا
لوناً ـ لونا
يا خيبةَ أشجانِ المشتاقِ
يا حسرةَ شوقِ النصلِ الساقطِ من حَبْلِ
يتأقلّمُ والكوكبَ دُريّا
يبحثُ عن أثَرٍ من دمعٍ في عينِ
الحُمّى زادتْ أضعافا
الكوكبُ ينحو منحى الأقمارِ الصمّاءِ
الليلُ إذا شئتَ طويلُ
والنجمُ الساقطُ من بُرْجِ الأوهامِ سقيمُ
جازَ القلعةَ والبُرْجَ العاجي
شيخُ الجنِّ الأبرصُ يُعلي من شأني
يَرفِدُني بالصبرِ المُرِّ
يوقدُ شمعاتِ الحُزنِ بحّرِ الصيفِ
يُطلِقُ أصواتاً خُرْسا
الذِكرى عَلَمٌ يتلوّنُ في شدّةِ حُزني.
دكتور عدنان الظاهر / آب 2021