الحربُ في القدسِ
د. عدنان الظاهر
( لشهداء وأبطال إنتفاضة القدس وكل ثوّار العالم )
1ـ الأقصى فخٌّ يتلظّى جنْباً جَنْبا
يَدَعُ الدُنيا تتساقطُ أقمارا
يحرقُ ما فيها طَلْقاً ناريّا
الساحةُ ميدانُ قتالٍ ضارِ
مُدُنٌ تَزّلزلُ زِلزالا
الحارسُ في ” القُبّةِ ” مقطوعُ الرأسِ
تسألُ عمّا يجري
مَنْ يسبحُ ضدَّ التيّارِ
مَنْ يوقدُ في عيدٍ نِبراسا
أو يحملُ إكليلاً ـ قُدّاسا
هل يقرعُ عيسى أجراسا ؟
لا مَنْ يسمعُ تغريداً أو ضرباً في طبلِ.
2ـ النوءُ غريبُ الأطوارِ
يعلو حيناً يهدأُ أحيانا
يتركُ أمري لمحطّاتِ التسفيرِ القسري
لولاها ما كنتُ سوايا
ما سرتُ على أضواءِ الدربِ كأعمى
أتعثّرُ لا طبٌّ يُجدي لا ساحاتُ التحريرِ
أقضي فيها من عُمري وَطْرا
ما أسرعَ مجراها خطوا
يتقصّى فجراً نورانيّا
يتبرأُ منها بيضاً سودا
والساعةُ ألقت مرساتا
لا موجُ البحرِ ولا نورُ النجمِ يُخفّفُ وطأةَ شكواها
دَعْها …
الشأنُ خطيرُ.
3ـ تَبّاً تَبّا
للحربِ تقضُّ مضاجعَ أحبابي في القدسِ
يحترقُ اليابسُ والأخضرُ فيها عُوداً عُودا
طُرُقٌ تتمدّدُ فيها عَجَلاتٌ لدروعِ الموتِ الفولاذي
تتكسّرُ أحجارا
الصوتُ المتفرّدُ إطلاقُ النارِ العشوائي
يسقطُ مَنْ يسقطُ فيها
تخترقُ الأنوارَ السبعةَ ظلّا ظِلّا
أثرٌ لي فيها
يسألنُي ما أنتَ ؟
جئتُ فلسطينَ لأنّي أسعى للأقصى مِعراجا
الأقصى أدنى منّي أشواطا
شمعةُ أشباحٍ تمشي في ظلّي.
4ـ القوّةُ حُبلى بالكونِ المسكونِ عفاريتا :
هاروتَ وماروتَ وديكِ ديوكِ ملوكِ الجِنِّ
تتقاسمُ أكفانَ القتلى نِصفاً ـ نِصْفا
هذا .. أو هذا
يافا .. أو حيفا ؟
لا تطرقْ باباً
مُشرَعَةً لهبوبِ جهاتِ الريحِ القصوى
إيّاكَ وتسريبَ الأنباءِ
العَتمةُ في الشدّةِ أولى
تصرخُ عشوائيّاً ها ها ها
تنظرُ بالعينِ اليُسرى شَزْرا
إيهٍ يا دُنيا
أكلتني مشويّاً ـ مَقليّا
باعتني للربعِ الخالي مُلْكاً صِرْفا
هلْ مَنْ يُحيي الموتى
أو ينفخُ في [ الصخرةِ ] روحا ؟