بين نظرية الوجود الكوني … والعدمية …. جدلية
د . عبد الجبار العبيدي
العلماء هم الذين سينزعون الفكر المثالي من عقل الانسان العربي الذي لا زال يهرول خلف من يمنيه بالجنة والخلاص من النار ..70% من تفكيرنا مشغول بما يقوله رجل الدين للمغفل العربي الانسان ..نعم ستتحق الكينونة والسيرورة والصيرورة للمجتمعات الدنيوية والأخروية ..بعلم الانسان ، لا بافكار رجال الدين اعداء الفكر والعلم والانسان..
استجابة للحديث الذي دار بيننا في لمة الثلاثاء 12-7-22 في تايسن كورنر بفرجينيا الامريكية الرائعة جمالا وحرية وتمسكا بالقانون .نقول : ان اختلاف وجهات النظر والاصرار على ان التاريخ المكتوب عن الخلفاء والفقهاء بأخطائه وعدميته هو الحقيقة اأصبح لزاما علينا تصديقه وان تناقض مع العلم وعقل الانسان والذي لم يعد له قابلية تغيير فكرالعربي الانسان ..مادام متوافقا مع خرافات فقهاء الاديان ..نقول :مسالة فيها نظر اليوم ..نكتب ما يلي ومن حق الاخرين .. ابداء الرأي والرأي الاخر- دون تشنج- المكفول بقانون الحرية في بلد الحريات لاغير .. فنقول :
لا زال البحث العلمي جاريا بقوة لمعرفة سر الوجود ..والعدمية فيه..وكيف خلق وكيف ستكون النهاية ؟ بالعلم وليس سوى ما جاء في الكتب المقدسة للديانات القديمة وحتى ظهور عقيدة الاسلام..والعلماء جادون اليوم لمعرفة حقيقة الاكوان في المجرات الاخرى التي ترفضها عقلية فقهاء الدين خوفا من كشف حقيقتهم على ما يدعون خلاف الأديان .
وهناك دراسات جديدة تبحث في الفروق الحياتية بين الارض والاجرام السماوية الاخرى،ولربما تُظهر هذه الدراسات نتائج قد تقلب صفحات التاريخ والخلق الى اعتقادات جديدة تتضارب مع العقائد الدينية الحالية…فلو ظهر انسان أخر في اجرام سماوية اخرى .. ماذا ستكون موقف النظريات الدينية الحالية …دعونا ننتظر…هنا هو الاختلاف بين العلم … والاديان ؟
ان العماد الاكبر في هذه الدراسة هي معرفة نشوء الانسان في التاريخ واحوال البشر اجمعين وما تُجمع الدراسات القديمة والحديثة على مر السنين من اراء وافكارٍ مختلفة وما توصلت الدراسات العلمية حتى اليوم من نتائج مبنية على الحقيقة لا الوهم الذي تتبناه مؤسسة الدين .وخاصة ظهور الاكتشافات لانسان النيانتدرال قبل ستة الاف سنة عن الخلق قبل مجيء..نظرية آدم وحواء وكيف هبطا من السماء الى الارض عقابا لهم على اكل الثمرة من الشجرة الملعونة ودور الشيطان الذي لم نعرفه الى اليوم من هو تحديدا ..والتي لا زالت الدراسات تتبناه على الحدس والتخمين لا غير..ومنهجنا الدراسي يخلو من كل علم عليم ..مثلما ساهمت الدراسات الدستورية لتدمير حقوق المواطنين ..حين كتب الدساتير في بلداننا العربية والاسلامية مقيدة بشريعة الدين ..التي فرقت بين المرأة والرجل في الحقوق وبين الأديان السماوية في المعتقدات..وتمسكت بنظرية وماملكت ايمانهم وما ملكت ايمانهن ومتعة النساء بين بعض المسلمين..ليتمكنوا من مزاولته بنص..كما نراهم اليوم يمارسونها بكل صلافة مستندين على نصٍ فسر خطئاً بينهم …..يا لتعاسة الايمان بدين لم يراعِ المساواة في الحقوق..بين الآدميين..في الأيمان والاديان..هم يتمتعون بالزنى..لكن المرأة اذا حصل منها طرفة عين تقتل بجريمة العرف دون تحديد..هذه هي عدالتهم في التطبيق..والقرآن يقول “انا خلقناكم من نفس واحدة”
مصطلحات ثلاثة شكلت محور الفلسفة العلمية والعمود الفقري لكل الأبحاث الآلهية والأنسانية.هي الكينونة بدء الوجود ،والسيرورة هي حركة سير الزمن،والصيرورة هي النتيجة التي انتهت اليها الكينونة بعد مرورها بمرحلة السيرورة فالعدمية . لكن الذي يجب الاجابة عليه هو : من أين جاءت هذه المصطلحات الفلسفية الثلاثة التي بنيت عليها الدراسات العلمية ؟
الأجابة هنا جاءت من حركة التلازم والترابط بين المحاور الثلاثة نفسها ، بحيث لا وجود لأحدها بعيدا عن الاخر.فالكينونة – بدء الوجود- من حيث هي حركة زمن تبقى في فراغ أن لم تقع على شيء كائن متحرك يخضع لها، ثم ينتهي ليصبح بتأثيرها سيرورة أخرى. والصيرورة لا تكون أبداً مع عدم وجود شيء وقعت عليه السيرورة.وهذا كله يقودنا الى الجزم بأنه لا وجود بلا تطور، ولا تطور بلا حدود..وهذا ما يقره العلم الحديث اليوم..وتنكره مؤسسة الدين ..
فالقرآن كله يخضع لهذا القانون الاجتهادي العلمي المرن ليتعايش الانسان مع التقدم ومع كل جديد في عالم المعرفة والدين”علمَ الانسان مالم يعلم”.فلم يأت ِ القرآن مبهما ليقرأ ويجود في زوايا المساجد وتتحكم في تأويله فئة جهلة الدين .. . ليعلومنا كيفية أنحناء الرؤوس ودوامة الزمن الى ما لا نهاية له حتى موتنا وحشرنا مع السالفين. أن مدارس تحفيظ القرآن الكريم والمدارس الدينية وكتاتيب الفقهاء اليوم والحوزات العلمية المنتشرة في طول بلاد أمة الاسلام وعرضها هي موتنا الأكيد… بعد أن أخذت منا صفوة شبابنا وأدخلتهم معامل التفريخ لجهلة المستقبل وعقد المعممين والمعقدين دينياً، لنبقى شعباً بلا فكر ولا مفكرين .. ولنعد الى معرفة سر الوجود والعدمية وما قال فيهما العلم والعلماء على نقيض فكر الفقه والفقهاء..
فالكينونة هي الوجود المادي للكون والانسان ، والسيرورة هي الزمن الذي يحول المادة الى علم وتطور ،اما الصيرورة فهي عملية التحول من الخلق الى العدم..ولكن هذا لايعني ان الحياة ستنتهي للجلوس مع حور العين والولدان المخلدون واباريق الخمر والعسل في جنتهم الوهمية كما يدعون.. وبهذه التحولات العلمية نتيجة الصراع الذي يؤدي الى تحويل الاشياء بعضها الى بعض فحياة اي شيء تقضي موت شيء اخر فحين يتحول التراب الى ماء والماء ينتج الحياة -خلقنا من الماء كل شيء حي- فيصبح في صيرورة جديدة كما في قوله تعالى:(يا أيها الناس ان كنتم في ريب من البعث فأنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مُخلقة وغير مُخلقة لنبين لكم………،الحج5).لكن النهاية تنتهي بأنسان يمشي على الارض،هذه هي المرحلة الاولى لخلق البشرية بوجب نظرية الكينونة ، والخلق لم يأتِ بزمن محدد كما يدعون..بل هو قديم قدم خالقه. فكيف ينكر الانسان محورا هو الان من نتائجه وغاية من غاياته ، وينكر ان يطال جنته هذه التي يقول عنها أنها باقية خالدة ،كخلود رب العالمين وكل شيء متغير الا هو لقوله تعالى:( كل شيء هالك الا وجههُ،القصص 88 ).ألم يكن هذا تناقضاً..
اما السيرورة فهي قانون النفي ونفي النفي كما يقول الفلاسفة ،اي ان الأنفجار الاول الذي فُصلت فيه الارض عن السماء حدث نتيجة نفي النفي ، يقول الحق:( أولم يرَ الذين كفروا أن السموات والارض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون،الانبياء 30). وهذا الانفجار نفى ما قبله.وحين تقوم الساعة بموجب قوانين السيرورة الآلهية ينتهي الى وجود البعث والحساب،وبوجب انتهاء قانون الصيرورة ينتهي قانون صراع المتناقضات ،لان لولا الصراع والخلاف ما ظهر شيء اخر ….لكن هذا العالم سياتي على انقاضه ، عالم جديد على غرار الانفجار الاول.اذ ليس من المعقول أن تنتهي الحياة ويبقى الخالق جلت قدرته بدونها..فمسالة العدمية الحياتية لا تنطبق على قدرة الخالق في البقاء والتجديد..كما يعتقدون ان الانسان سيُخلد في جنة الخلد مع حور العين وانهار الخمر – المحرمة عليه في الحياة كما يدعون– لكنهم نسوا ان الوجود موت يتلاشى،والموت وجود يزول..فالخير والشر والكون والفٍساد أمور تتلازم في النظام العام استمراريتها وفق قواعد الخلق والوجود..هل فهم الفقهاء هذه النظرية ليحكموا على النظرية مثلما يريدون..فأوصلونا الى العدمية في الحياة دون موت يزول.
..من هنا قال ارسطو بهذه النظرية التي جات في القرآن بعد زمن طويل من ظهور الاسلام الذي قال: ان الحياة والموت كلاهما خلق :”انا خلقنا الموت والحياة لنبلوكم ايكم احسن عملا سورة المُلك ” فالموت خلق والخلق موت.اي تفسير فكرة الحركة في الوجود،أي ان الزمان والاشياء الاخرى في تغير وتحول..الا خالقهم.,.ثم يعودون .
لقد تنبه الفكر الماركسي الى هذه الناحية المخالفة للوجود المادي الدائم الذي يدعي به المجتمع الشيوعي كبديل لمفهوم اليوم الاخر وقيام الساعة ونفخة الصور، ويرُد العلماء عليهم في القول:أن هذا لايمكن أن يحصل الا بعملية نفي للوجودالمادي ذاته،,هذا غير ممكن ما دامت ظاهرة الموت موجودة. ان الفكر الشيوعي الماركسي كان عاجزا عن تصور نهاية التاريخ،عندما أكد على الكينونة الانسانية فقط دون الفناء،هنا نفى الانسان من حيث لا يشعر رغم وجوده فعلاً ونفى الحرية في سبيل تحقيق وسائل الانتاج حتى لو كانت قهرية، فسقطت الحرية الأنسانية وجاءت البروليتاريا – لتخضع كل شيء خاضع الى المادة والانسان معاً – وبهذا التصور الذي لايستند الى قانون الوجود والموت … سقط الفكر الماركسي نفسه ،كما رأينا ذلك في نهاية الاتحاد السوفياتي اليوم.
لكن التنزيل الحكيم كان منسجماً مع نفسه تماماً،ومع الوجود المادي ،لكونه وحياً من خالق الوجود وخالق الغائية الكونية، وهو الدليل النظري الوحيد الذي يتفق وقانون الوجود. فحياة الانسان وحريته ورفاهيته غاية دنيوية ، والجنة غاية أخروية تصورية لزرع الاستقامة في البشر،والخير والشر مرتبطان بشكل لا أنفضام فيه،لا ينفي أحدهما الاخر بل يتصارع معه،وهذا مربوط بظاهرة الموت . فهنا نرى ان قانون الجدلية بين الانسان والكون مربوط بظاهرة الموت،يقول الحق:( كلُ نفسٍ ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون،الانبياء 35). هنا نرى ان الغائية التي رسمها التنزيل الحكيم للوجود الكوني المادي هي الساعة والصور والبعث، هي الحياة والحرية والاستقامةالتي تبنتها الوصايا القرآنية العشر ، اما الغائية الاخروية له هي الجنة ويقصد بالجنة قبول فكرة الراحة الابدية والاستقامة الحياتية لاغير. وبين الحياة الدنيوية والاخروية فرق كبير. .ولا زالت هذه المفاهيم غيبية ..لم يتمكنوا الفقهاء من اثبات الدليل فيها والعلم يتحداهم ان اثبتوا الصحيح..كما يدعون..؟
من هذا التصور العلمي نخرج بنتائج محددة من الدراسة:
ان مصداقية الرسالات السماوية لا تظهر الا في كلمات الخالق الاحد اي في الوجود الموضوعي الكوني لذا وجب معرفة قوانين الطبيعة وسنن الله فيها كما وردت في القرآن وفق منطق الكينونة والسيرورة والصيرورة وبالتالي نخرج بنتيجة مهمة جدا وهي: ان القرآن فَهَمُ متطور غير ثابت، بينما كلام الله ثابت في كينونته كنص،فالنص القرآني ثابت لكن المعنى متحرك.لذا فالنص قابل للأجتهاد وفق منطق التأويل الزمني وليس التفسير اللغوي ،ولأن الفقهاء فسروا القرآن وفق نظرية الترادف اللغوي لذاجاءت اراؤهم متناقضة مع النص.،حتى أبقونا في سجن حديدي لا مفر منه أبدا.من هنا فأن مقولة لا أجتهاد في النص مخالف للحقيقة والواقع وليس عندنا بشيء..لذا فأن الرسول(ص) لم يفسر القرآن لا عتقادة بالتأويل المتطور زمنياً.
وهذا مالم يدركه المفسرون والفقهاء -الذين جاؤا وبالا على الامة- في زمن لم تستكمل اللغة العربية تجدريداتها اللغوية بعد ، لذا ظلت الاحرف الاولى التي جاءت في القرآن كما هي دون تفسير والكلمات الاعجمية الاخرى كذلك. مما اضطرهم لنقل الاف الاحاديث النبوية المزورة كما عند مسلم والبخاري والمجلسي صاحب بحار الانوار لقرون خلت حين سيطرت فيها السياسة على الدين فلم يعد النص الديني يشكل المعيار الوحيد لتصرف السلطة شرعياً. فجاءت تفسيراتهم وأراؤهم متضاربة ولدت لنا الفِرق الاسلامية المتناحرة التي هي ليست أجتهادات دينية لنص معين مبنية على أسس علمية ،بل هي مزاجات لخدمة السلطة والحاكم لا غيركما في مؤسسة الدين اليوم الصامتة صمت القبور عن الحق..،لذا فالمذاهب الدينية مبتكرة ولا علاقة لها بالاسلام.. فابعدتنا عن جوهر الاسلام.،فكان المظهر الاول الاعتزال عن التحكيم الذي التزموا فيه موقف الحياد في النزاع الاول في خلافة المسلمين (رأي الخوارج مثالاً)، لكنهم مادروا ان الحياد كان يساوي السكوت عن الحق ، مما مهدوا للباطل بالانتصار ،فخلقت جبهات اخرى لجأ اليها كل متردد وضعيف. من هنا لاح في الافق امكانية أنهزام الحق أمام الباطل ،والحرية أمام الأستبداد، والاحتيال امام الحقيقة ،فكان ابو موسى الاشعري وعمرو بن العاص بداية النكوص بالامة نحو الباطل.حين أصبح الحاكم الظالم وفق التنظير الجديد أفضل من أنعدامه.
ولابد من توضيح ان القول بالتناقض بين قوانين الجدل وقوانين المنطق خاطىء من اساسه،لأن الجدل قانون،أما المنطق فهو مجموعة قواعد للعقل تعُصم عن الخطأ وأولها قانون عدم التناقض.هنا لابد من ان نغوص في قضية قانون الزوجية وقانون الاضداد،فيظهر لنا ان قوانين الزوجية تظهر في العلاقات بين الضدين بعضها مع بعض،وقوانين الاضداد تظهر في الظواهر الاجتماعية المتباينة والمختلفة ولا غير..وهذه القاعدة مجهولة عندهم.
ان ثقافة القرآن الكريم في التـأويل والتقييم ،تحتاج الى من يفهمها ليدخلها شريعة للناس في التعامل أجمعين،فليس بمقدور احد ان يطوع النص لتصوره دون قانون،وليس معقولا ان يأتي النص خلافا لحقوق الناس اجمعين، والفرق الأسلامية جميعا غير مخولة برسم السياسة الدينية والاجتماعية للناس،فلا وساطة بين الله والعباد في الدين ،فالانسان واحد ذكرا او أنثى والله أله الناس لا يفرق بينهم (أنا خلقناكم من نفس واحدة) فهم يقتلون المرأة اذا رأوا عيبا منها..ولا يحسبون الرجل اذا زنى الف مرة كما في متعة النساء اليوم.. وما ملكت ايمانهم .فليس يحق لأحد ان يعيب على الاخر تصرفاته دون قانون،والقرآن يقول لكم دينكم ولي دين..
لقد حاول الفقهاء ورجال الدين ان ينقلوا النص لخدمة الحاكم وخدمة التقليد وذكورية الرجل ،فراحوا يتخبطون في الشعائر،والشعائر ثابتة لا دخل لها بالثقافة، وانما تحدد هوية الانتماء للرسالة المحمدية وما يدخل فيها هو التشريع وحقوق الانسان التي أغتصبها الحاكم دون سائر الناس بعد وفاة الرسول(ص) مباشرة بأسم الخلافة التي الغت آية الشورى -كما هم اليوم- وهذا امر مرفوض لابد من الخلاص منه حتى لو ادى ذلك الى الثورة على الحاكم المستبد الغاصب .والا سنبقى نحن والاسلام في أعداد الأموات .ولا يمكن لهذا الواقع المرير ان يتغير الا بتغييرالمنهج الدراسي لننشأ جيلا على الصحيح.
ليس من حق الفقهاء واصحاب الفرق الاجتهادية التراثيين ان يضيفوا أمورا اخرى على الشعائر الدينية بدعوى أنها ثابتة كالحجاب الشرعي،علماً ان الحجاب من الأعراف والتقاليد لا علاقة له بالأسلام ولا بالايمان ، وهم لم يستطيعوا ان يفرقوا بين حجاب المرأة والستر بموجب الاية الكريمة 🙁 ومن بيننا وبيك حجاب ) وهذا معناه بيننا وبينك حاجزفي النحلة والدين ومع ذلك فقد جعلوا منه شعاراً سياسياً.. لتغييب الحرية الانسانية وحقوق الأنسان عند المرأة…لا بل غيروا دين محمد(ص) واستبداله بدين الفقهاء في طروحاتهم وتجاهل النظريات الاقتصادية الحديثة التي ساهمت بتطور البشرية بكل فروعها وتفرعاتها.أضافة الى طرح شعار حاكمية الله الذي ورد في الآية258 من سورة البقرة حتى اصبحوا يسومون الناس بأفكارهم المنغلقة دون مراعاة لحقوق الناس فهُم ليسوا وكلاء الله في الأرض فالمطلقية لله وحده دون الاخرين من البشر كما في “نظرية قدس سره “والقرآن ينفي التقديس الأية 174 من سورة البقرة ، وهذا الذي أرادوه وطبقوه الذي ألغى بدوره كل مفهوم للخيار الانساني على الارض..وهو ليس من الاسلام بصحيح.
كل هذه المحاولات جاءت منهم تحت شعار الاخرة وحقوق الله،والجنة والنار .. وكأنهم وكلاء الله في الأرض على طريقة الأكليروس المسيحي في العصور الوسطى.فالمؤسسات الدينية تخضع للسلطة السياسية تحت شعار طاعة (أولي الأمر) المفهومة خطئاً منهم ..والحركات السياسية اليوم تريد السلطة تحت شعار حاكمية الله . وهكذا جعلوا من الدنيا مزرعة للاخرة ، وان الذنوب مهما كانت يمحيها الحج الى بيت الله الحرام وهذا تدليس ليخونوا ويقتلوا ويسرقوا اموال الناس دون حسيب او رقيب كما يفعلون اليوم..وكأن التوازن بين الحياة الدنيا والاخرة التي وردت في القرآن أصبحت في خبر كان عندهم..بهذه العقليات المنغلقة يريدون بناء دولة الحقوق..والقانون..؟
هذا مستحيل ففاقد الشيء لا يعطيه.
ان ما ندعو اليه هو سحب سلطة رجال الدين والفقهاء من حقوق الناس والتحكم بهم بحجة الشرعية الدينية ، فالشرعية هي القانون وليست شرعيتهم المبتكرة منهم ..ويجب تعديل الدستور لصاح المجتمع ،ومنع كتابة الدساتير الا من قبل المتخصصين في الفقه الدستوري وليس المتفيهقين اعداء القانون ،فالدستور هو القانون الاساسي لا ورقة بيع وشراء للمبادىء والشعب كما حصل في دستورنا العراقي الجديد الناقص. الذي فرق الأمة وغمط حقوق الشعب ومكن السياسيين من التغلب على الحقوق ،والمطلوب أقرار فقه دستوري جديد معاصر لحفظ حقوق الرجل والمرأة وفهم معاصر للسنة النبوية والحقوق …باستقلالية الفكر المتطور مع الزمن..وابعاد رجل الدين عن التشريع .. فهوالاسرع في التدليس لانه الاقدر على التبرير..ويبقى نظام الوجود نظام آلهي عادل ..وتبقى العدمية هي السقوط في دوامة الفراغ..فأن لكل شيء نهاية..؟
.