المستقبل المجهول ، قَدر أم مسألة يمكن تغييرها ؟
د . عبادة دعدوش
من منّا لا يريد حياة هانئة؟ من منّا لا يتطلّع إلى مستقبل مشرق؟ من منّا لا يتعارك يوميّاً مع أفكاره بُغية تحسين واقعه؟
لكن كم منّا أخذ أحلامه على محمل الجد، وسار في طريق تحقيقها وَفْق خطّة محكمة مدروسة العواقب؟
صراع يومي ما بين الذّات والآخر، ما بين الخوف والقلق، ما بين الاستسلام للأوهام والتّصديق القلبي بالوعود الإلهيّة، والإيمان بقدرة الوصول، ما بين التّشاؤم من الماضي والتفاؤل بإمكان تغيير الواقع، وتحقيق الأهداف المنشودة .
خائف من المستقبل؟ تعيش في حالة ضياع وترقّب؟ تتخبّط بين الأحلام والواقع، لا تعرف من أين تبدأ، وكيف تبدأ، وإلى أين ستذهب؟ تابع هذه المقالة عزيزي القارئ لتجد الإجابات عن تساؤلاتك.
لا يوجد إنسان على وجه الكرة الأرضيّة إلا ويفكّر في المستقبل، ولكلّ شخص حياته الخاصة و ظروفه في الحياة. و لكن اغلب الأشخاص منقسمون بطريقة تفكيرهم بالمستقبل إلى ثلاث انواع :
شخص غارق في بحر من الضياع لا يعرف اين يذهب يعيش يوميه و حسب .
شخصيّة ذو رؤية و تعرف طريقها إلى المستقبل، لكن الظروف أثقلت خطواتها، وأعادتها إلى الوراء، فصار المستقبل مجهولاً بالنسبة لها.
والأخيرة تعرف طريقها إلى المستقبل، منهم من يعمل بكل قوة عليها .
والسّؤال هنا ما الذي يجعلنا كالنوع الأول لا نعرف إلى أين سنذهب؟ أو بالأحرى ما المشكلات الّتي تواجهنا في المستقبل المجهول هذا؟
يعتري الإنسان مجموعة من الأفكار والمشاعر المتضاربة عند التفكير بالمستقبل، منها: الخوف، القلق، التّشاؤم، عدم وضوح الرؤيا، ضعف الإرادة، ضعف الإيمان، التسويف.
لكن ما أسباب هذه المشكلات؟
الخوف: من أين يأتي الخوف؟ ما مسوغات الخوف هذا؟ يجيب هرم موسلو عن هذه الأسئلة؛ إذ للإنسان احتياجات تدفعه إلى الشعور بالخوف والقلق من المستقبل، وسنتحدّث عن أبرز ثلاثة احتياجات، والتي يمكن أن نطلق عليها اسم مثلث الرّاحة، وهي:
الاحتياجات الأساسيّة: بما فيها من مأكل ومشرب وملبس لضمن البقاء.
الأمان: تحقيق الأمان الاقتصادي والنفسي والمعنوي.
الذات: تحقيق الذات وتقديرها.