النقد الأدبي الاحترافي وعلاقة وعيه الفلسفي بعلم الإجتماع السياسي
د. شعوب الجبوري / د. إشبيليا الجبوري
ترجمة: عن الالمانية أكد الجبوري
المتشيء والمتفكر في النقد الادبي الاحترافي
تبدأ رحلة كل سؤال من معارفنا متشيئا مع التجربة٬ ومما لا شك في ذلك البتة٬ لأن المتفكر يستهيأ قدراتنا المعرفية الضعيفة الإمكان وتيقظها للعمل٬ إن لم يكن ضمن صميم الهدف الرئيسي٬ يمكن أم يتهم ذلك من خلال موضوعات تثير الأهداف الثانوية تؤثر في حواسنا “الضمنية” تجاه معارفنا “الصريحة”٬ فتسبب من جهة؛ حدوث التصورات المفتوحة تلقائيا٬ وتدفع بالتحرك من جهة أخرى٬ أنشطة مشاريع أخرى٬ ديمومة قيمية نحو مستقبل المشاريع النقدية الاحترافية نحو البناء وعمران المعرفة المستدامة٬ تغذية الفهم عندنا إلى مقارنتها٬ وربطها داخليا أو فصلها لغرض تخزينها أو دفعها لأنشطة الابتكار والتحديث٬ وبالتالي أي معرفة النقد الاحترافي عندنا يترافق زمنيا على خصائص التجربة٬ بل المعارف النقدية وخصائصها تتفاعل معها بالعمل جميعا بنظام موحد في فروق تكامل مداخل ومخارج الوعي في انتاج المجتمع.
عناصر النقد الأدبي الاحترافي يستمد دورته الاستفهامية من قيمة الجمال المتجاوز ـ المتعالي في معارف نقديته العقل الاجتماعي التشغيلي٫ بمعنى٬ التحول القيمي؛ استراتيجيات النظام الأساسي للنجاح٬ أي قدرة النقد الأدبي المعرفي الذي يقدمه للأطراف المشاركين٬ الأفهوميات٬ العوامل العديد المؤثرة من فلسفة فعل الأفهوم؛ الأساليب والطرق التي تحول بها الموضوعات المرتبطة بالشبكات الأدبية وفنونها الجمالية؛ توفير استراتيجيات لتصميم برامج نقدية أدبية احترافية؛ ربط استثمارها وإطلاقها كمشاريع معرفة متقدمة؛ ضمن فضاءات التطوير والبحث والتطوير والتدريب٬ بل معها تبدأ جمعه عند العلاقات مع باقي فلسفة علم الاجتماع السياسي الاحترافي .
في هذه المقالة٬ سوف تتعرف على أساسيات التحول القيمي للنقد الأدبي الاحترافي٬ وتحديد سبب تفوق الموضوعات على المنتجات وكيف يمكنك جعل عملك أنموذجا للبرامج. سوف تتعلم كيفية إطلاق برامج رقمية وتنميتها وتحديد؛ كيفية الاستفادة من الابتكار المفتوح للنظام الأساسي الخاص بك. تزودك هذه الدورة أيضا بمعرفة كيفية إدارة النظام الأساسي الخاص بك وتقييم استراتيجياتك بشكل استراتيجي وتوفر لك رؤية مستقبلية للتحول القيمي للنقد الأدبي الاحترافي عبر الصياغات الاستراتيجية وبالتالي إلى تحويل خام الانطباعات المعرفية الحسية إلى معرفة أحترافية بالموضوعات تسمى النقد الادبي الاحترافي بالتجربة. إذن٬ لا تتقدم أي معرفة نقدية أدبية زمنيا مفارق على الخبرة ـ التجربة٬ بل تترافق معا بتجاور المعرفة المحضة
لكن٬ على الرغم من أن كل أدوات معرفتنا النقدية الأدبية تبدأ احترافيتها مع التجربة٬ مأسسة المعارف ومزاولة المدخلات في الفرق بين المعارف النوعية والكمية استراتيجيا في الإقرار واتخاذ القرار٬ فإن معرفتنا الاحترافية مع ذلك لا تنبثق بأسرها من التجربة. لأنه من الجائز أن معرفتنا الاحترافية عينها مركبة مما نستقبله من بالاضافة إلى التصورات التلقائية نتيجة صراع وحدات عناصر القبلية المعرفية المركبة٬ أيضا مما نتلقاه من الانطباعات الحسية٬ وما عن مدركاتنا المعرفية٬ أي المحفزات التي تجعل وقتها فاعلة العمل مؤثرة٬ وبحسب تلقي الانطباعات الحسية وتحركها من جهة أخرى٬ بانبعاث تلقائية قدرتها وتشكل إضافة لا نفصلها عن مركبات عناصرها الأولية قبل أن يكون مدة المرونة التي تنبهنا وتجعلنا أكثر تنبها و ماهرين في تمييزها من بواعثها.
ثمة إشكالية إذن٬ ما تزال يحتاج لفهم أسفها ميتها على الأقل إلى بحث أكثر دقة٬ ولا يجاب عنه بتلقائية فورية مذ اللمحة الأولى وهو: هل يوجد من النقد الأدبي الاحترافي معرفة مستقلة عن تجربة علم الاجتماع السياسي٬ وحتى عن جميع الانطباعات الحسية؟ ويمكن أن نطلق عليها بتنبه وتمييز منها كمعارف نقدية أدبية أحترافية قبلية٬ وتفصل بتفريق عن المعرفة التحليلية الكمية التي مصدرها العلمي الاجتماعي السياسي ٬ مصدر بعدي٬ أي في خضوعها إلى التجربة النقدية.
التجربة النقدية المقارنة أو التوليفية في ـ وحدات استراتيجية ـ وعلاقة وعيه الفلسفي بعلم الاجتماع٬ مثل؛ وحدة التحول القيمي النقدي الاحترافي: من المنتجات النقدية إلى البرامج الاحترافية منها تعززها (المنابر٬ الندوات٬ الدورات٬ الموضوعات) مع التخصصات الأكاديمية المتقدمة؛ تأثير شبكة علاقات النقد الأدبي الاحترافي مع العلوم والفنون والآداب. وحدة مفاهيم التحول النقدي الاحترافي: التموضعات٬ البيئة الثقافية٬ والأبنية. وحدة تصميم نموذج الناقد الاحترافي للنجاح. وحدة إطلاق وتوسيع برامج نقدية احترافية مستدامة. وحدة مراجعة وتقييم الاستفادة من الابتكار الاحترافي المفتوح.
غير انه لا تزال هذه التجربة النقدية٬ أي المتشيء والمتفكر في النقد الأدبي الاحترافي ودراسة البعدية لها بعلم الاجتماع السياسي في الفضاء العربي النقدي الادبي٬ غير متعينة النظر بما فيه الكفاية٬ في تنبه التخصصات عينها مركبة مما تتلقاه من انطباعات وتصورات حسية في أخذ المعرفة بدأها مع التجربة٬ غير متعينة بما يكفي على كل الحقول وعلاقات علميتها المفيدة٬ والنافعة على كل المعنى المناسب للاستفهام المطروح؛ إذ حين يردد النقد الأدبي العربي عامة والعراقي بوجه خاص؛ عادة بصدد بعض المعارف المستمدة من مصادر التجربة٬ مرجعية حسبها عن مادتها الاولية المعرفية٬ المعارف الصراعية القبلية٬ اللحمة التنافسية في تموضع الموضوعات والمعرفة المحضة في الصراع٬ المعارف المستمدة التي تهيأ : هل إننا قادرون عليها٬ في محمولاتها ميتافيزيقا٬ أي هل نمتلك قدرة ضوابط سيطرة المعايير والتقييمات الخاصة بنا على تلك الانطباعات القبلية أو نشارك فيها على وحدة الافاهيم والتصورات للمشاريع المستقبلية في نظرة نقدية ادبية احترافية٬ تمتزج فيها ما لدينا من اشتقاقات مباشرة من التجربة٬ بل من قاعدة عامة متضمنة الصياغات الاستراتيجية في التجربة. وحين يقال عن النص الأدبي أي الاخد بمؤلف العمل الإبداعي الادبي قوض ناقديته على أساس منزلته: إنه أخذ بوسعه أن يوجه ويثقف قبليا أنه سيتهار ويتهدم ٬ أي الناقد يتوجه مباشرة للأخذ “بتراجيديا: موت المؤلف٬ موت النص …إلخ٬ بمعنى أنه لم يكن بحاجة إلى أنتظار أو النأي حتى يتلقى تجربة تحقق الانهيار٬ أو تحقيق المطلب التراجيدي. ومع ذلك٬ لم يكن بوسعه أن يبلغ ما يعلم ه قبليا على نحو كلي تماما. ذلك إنه كان يجب إن تكون المعرفة المحضة مبنية على التجربة٬ التي قد تشكل من خلالها إن الوعي الفلسفي القبلي أفادته أن الصراعات الثقيلة التي تجهد التفكير والعمل في نقدها الادبي الاحترافي ثقيلة وأنها ٬ تقع ما إن ترفع دعائمها الاجتماعية السياسية.
أخيرا٬ سنفهم مما جاء٬ وما عليه لاحقا بموضوعات النقد الأدبي الاحترافي٬ من معارف متصلة واعية دورها الفلسفي في علاقتها بعلم الاجتماع السياسي٬ معارف احترافية قبلية لا تلك تلقائية المستقلة عن التجربة هذه أو تلك٬ بل الإن التجربة المستقلة بالمحض عن كل تجربة. وتصارعها تضاداتها المعرفية “تحليلها الكمي” أو تلك التي هي ممكنة بعديا بحقل علم الاجتماع السياسي٬ وحسب إطار صياغة استراتيجية لنقد أدبي احترافي٬ أعني الميل المعياري القيم على التجربة في إضافته المستقبلية. لأن التغيير أو التحول القيمي الاحترافي هو أفهوم صراعي ضمن إطار الوحدات الاستراتيجية الفاعلة لعلم الاجتماع السياسي وشبكة القوى المهيمنة في علاقات ما يمكن أن يستخرج من التجربة٬ لتحقيق النقد الأدبي الاحترافي المتقدم.
وعن ذلك٬ اتقدم بالشكر والاحترام إلى فريق عمل تحرير (صعاليك) والأستاذ عصام الياسري عن الجهود الكريمة والتعاون النبيل في سعيهم الكريم في إضاءات ما يبذلون من خير العطاء وضرورة تقدم معارف التجربة وميزات وقائعها.
المتشيء والمتفكر يلزمان ما لدينا من عناصر معرفية مسبقة معنية بالنقد الأدبي الاحترافي٬ موغلة علامة التجربة الفاهمية الشاملة التي لا تنقطع من امتثالها الموضوعي. بمعنى ان النقد الأدبي الاحترافي يلزم المتشيء علامة يمكن له معها المتفكر النقدي أن يميز بارتياح واستقرار بين أصل المعرفة الخالصة ـ النوعية وأخرى المركبة ـ الكمية ـ العددية. فالنقد الأدبي الاحترافي يرتقي بتجارب تعلمنا عن “متفكرنا المحض”٬ دون شك٬ أن ثمة شيئا ما هو على السياق أو ذلك٬ غير أن٬
لا يعني أنه لا يمكن أن يكون على ثابت به عليه. إذن٬ وقبلية عليه إشارة عن ذراعين:
ـ بأولا: إن تشيئت قضية النقد الأدبي الاحترافي نحو المتفكر ـ تفكره به٬ هي وضرورياتها معا فستشيء ناقدية ادبية ميتافيزيقية٬ فإن كانت على هذه التشيئية٬ إلى ذلك المتفكر٬ تكون غير مشتقة إلا من قضية ضرورية هي الأخرى فستكون ميتافيزيقية صارمة. بمعنى يلزمنا قبلية معرفة متشيئة في النزوع النقدي الأدبي نحو الفعل الفلسفي الاحترافي.
ـ وثانيا: ما يلزم المتفكر به من نضج الوعي الفلسفي بمقتضيات الوجود التاريخي. بمعنى٬ أن النقد الأدبي الاحترافي نحو التجربة ـ المتشيء يدعو المتفكر أن تكون تجاربه لا تعكس قط لأحكامها النقدية بكلية احترافية٬ لا تمنح عطاءا لقواعد كلية حقيقية شديدة الصرامة٬ بل شمولية مفترضة ومعارف اقترانية (من خلال مقدمات وفقا لمرح الأدبيات) بما تشير إليه صرامة الاستقراء وما يلحق بمعناه تحديدا: في كل ملاحظاتنا حتى الآن٬ ما نتج وبلغ إليه من أحكام تحليلية وتوفيقية في نزوعه النقدي الأدبي٬ لم نعثر على أي استثناء لهذه القاعدة لدى الناقد العربي أو العراقي تحديد (من خلال الاستقراء في قبليته النقدية ومقارباته الاقترانية).
ما يعني٬ إذن٬ وبحسب ما ينتج٬ أن تشيئا متفكرا يستقرئ بكلية وحاسمية٬ بمعنى اثارة حكما متفكر قبليا٬ أي على نحو لا يتقبل أي استثناء ممكن٬ هو تشيئ لا يشتق المتفكر فيه٬ ولا يستنبط احترافيته من التجربة٬ بل يقبس على مصدر مصداقيته ميتافيزيقا صارما. وما جودة النقد الأدبي الاحترافي الشامل ـ بالأسلوب المنهج الكمي ـ العددي إلا تجاوز لرفع تعسفي لما هو مألوف عليه في معظم الحالات المتشيئة إلى ما هو صادق في معظم المتشيئات٬ رفعا صادقا إلى ما هو مرتبط بالتجربة المتفكرة٬ تغيبا لأحكامها كلية حقيقية صادقة وصارمة لمتشيء المشاريع النقدية الأدبية الاحترافية مستقبلا٬ كما في هذه القضية٬ مثلا: كل المطارحات النقدية لها مرجعيات ثقيلة المتفكر به.
وعلى العكس٬ إذا ما تعارض حكم بشمولية صارمة ماهويا٬ فإن ذلك يقف على أن دلالة مصدره ذو مرجعية معرفية خاصة٬ هو السعة على تمكن المعرفة القبلية فيه. فاللزومية والشمول٬ أو نقد الذوق الأدبي الاحترافي٬ هو احد خصائص الحس الخارجي في المتفكر فينا ـ أنا ـ نتصور الموضوعات النقدية بوصفها خارجة عن متفكرنا الموضوعي في السبب والمعلول عنا ٬ ما جعل لنا المتفكر المحض يتشيأ بوصفها جميعا في ماهيات متبادلة في خصائص أذهاننا٬ وترتبط إحداها بالأخرى ارتباطا لا ينفصل عن عضويتنا الادبية النقدية.
لكن٬ عند إظهار محدوديتها المنهجية كميا/عدديا في التوظيف الاحترافي يكون أسلوبا٬ حينا٬ أسهل تحليلا من إظهار عرضية المعايير والأحكام. أو يشكل بروز الشمولية/الكلية المطلقة التي نتبنى انتسابها إلى التشيء ـ الحكم الالمع إقناعا من إبراز لزومياته كضرورة حينا آخر٬ فإنه ـ المتفكر به يجد به أن يستعمل٬ بشكل منفصل التشيؤوات٬ كلا من اضلعا المثلث المذكورين (أعلاه) في تعيين إطر النقد الأدبي الاحترافي٬ عمليته الاستراتيجية في معمارية تمكنها إلا تنحرف في تراكمات من الأخطاء والتزييف في صناعة المعرفة أو إنتاجها.
والواقع٬ أنه من الأيسر إبراز وجود مثل هذه المعايير من الأحكام اللزومية والشمولية بالمعنى الادق لوحدات الاحتراف الاستراتيجي للنقد الأدبي٬ والميتافيزيقية المحضة بالتالي٬ حالا متحققا في المعرفة الإنساني٬ بإعادة إنتاج الصراع المجتمعي لمعارفه الاحترافية القبلية. وما علينا في النظر إلى المتشيء ـ المتفكر فيه٬ إذا سعينا الاستعمال مثلا من معمارية العلاقة ما بين النقد الأدبي الاحترافي بصلة رحم الترابط مع باقيات العلوم٬ سوى أن القيام بمسح نطالع فيه كل قضايا المنهج النقدي الذوقي والجمالي في الاحترافية القبلية المحضة٬ أما إذا تمعنا السعي مثلا في جعل الافهوم الاحترافي أخذا الاستعمال الاستقرائي في المعايير الأكثر ابتذالا٬ فسنجد المتشيئات تقع ضمن تأويلات جدلية وصراع لقضية تنسب نفسها في مرحلة لأفهوم التغير الذي ينسب له جعل لسبب ومعلول لقادم من إظهار عرضية الأحكام. ففي هذه القاعدة٬ يتضمن أفهوم العلة٬ بالغ الوضوح٬ متفكرات ضامنة الضرورة بالاقتران المسبب٬ وبالشمولية الصارمة لقاعدة أضلع المثلث (المشار إليهما في أولا٬ وثانيا أعلاه) بحيث إنه سيفقد إطلاقا فيما لو تشيئناه اشتقاقيا٬ كما فعل النقد الاحترافي الإنكليزي الكلاسيكي٬ من تكرار إقتران ما يحصل بما يتقدمه٬ ومما يتلاحق من سلسلة إقران التصورات من مجرد ضرورة متفكر لأجله٬ إلى متفكرة ذاتية فيه.
ولأجل التدليل على آهلية النقد الأدبي الاحترافي على حقيقة معايير الأحكام الذوقية والجمالية الميتافيزيقية الخالصة في معرفتنا الاحترافية٬ قد تجعلنا أيضا إبراز أنه لا فكاك عنها من أجل إمكان التجربة٬ وإبراز ذلك ميتافيزيقيا بالتالي.
إذ من أين يمكن للوعي الفلسفي أن يستخلف معان نقدية للتجربة عينها أن تستشيء يقينها لو كانت جميع المعايير والأحكام النقدية تستمد قواعدها التي تجري بموجبها المنهجية بأسلوبها الكمي دائما؟٬ وبالتالي تخضع لإظهار عرضية النقد الأدبي الاحترافي٬ صراعات اجتماعية يقينها المتفكر فيه عن متشيئاته: إنه ليصعب علينا عندها أن نعد أهليته الاحترافية بمثابة خضوعها لدقة إطره ممارسة عملياته الأولية المنتظمة بدقة. وعلى كل حال٬ يمكن أن نكتفي هنا بما عرضناه لأضلع المثلث الاحترافي من الاستعمال النقدي الأدبي المحض لقدرتنا المعرفية بوصفه٬ هو وميزتاه المضلعة٬ إمكان من القدرات و واقع من الوقائع الاحترافية.
وأخيرا للغرض ذاته يتكشف٬ لا في المعايير والأحكام عن آهلية النقد الأدبي الاحترافي وحسب٬ بل أيضا السمات الأفهومية في الاستقراء القبلي: مرجع صنوفها القبلي٬ انتزاع أصل بعضها تمرحلا ـ سلسلة إدارة خدمة استبيان طبقات المعرفة ـ مراحل بناء معمار الاحتراف الذوقي ـ لكل جذر مرجعه٬ كل ما هو منهجية أساليب المنطق التحليلي الكمي/العددي من متفكر أفهومات الاحتراف التجريبي للنقد الأدبي الذوقي للجمال؛ الصريح والمضمر؛ الوضوح للشكل عن صفات صراعه الاجتماعي والسياسي في اللون الفني٬ كثافة الصلابة وتماسك المرونة٬ الشدة والرخاوة في الانتماء٬ ثقل القرار الاستراتيجي ورسوخ نفاذه٬ والإنقاذ الأيديولوجي في تجديد خطابه التنظيمي؛ فسيبقى المتفكر لنا متشيئا احترافيا مع ذلك المكان الذي لا يمكن لقبليتنا إزالته٬ والذي كان يحتله الجمال (وإن تخفي في إضمار ملامحه) أو تأجيل إظهارها في ارتياح تماما. كذلك٬ إذا أهملت جانبا كل المميزات التي تفيد فاعلية التنظيم النقدي الاحترافي إياها بالتجربة في متفكرنا الحيوي والمنهجي الكمي عن أي موضوع٬ سواء كان متصورا في التجسيم الذوقي أم غير متخصبا في تجسيمه للجمال٬ فسيبقى لدينا استراتيجية متفردة لا يمكننا أنتزاعها٬ وهي التي تجعلنا في العملية التنظيمية للصراع النقدي الذوقي تفكر لأجله بوصفه ذاتا أو ملازما لجوهرا نقديا للذوق الاحترافي في الأحكام٬ على الرغم من أن المعايير التي تتلاقح مع الأفهوم النقدي القيمي الأخير يتفكر فيه تعينا أكثر مما في افهوم الاستقراء موضوع ذوقي بعامته. ما يلزم به إذن٬ هو٬ مرغما بالضرورة التي يحتكمنا بها هذا الأفهوم الاحترافي٬ أن تقر خلاله بأن إمكانته النقدية الادبية معترفة بما هو قبلي في بنية قدرات المشاريع النقدية الادبية في إرادتها المعرفية.
ثمة ما هو أعمق وأدق جدارة بالنظر من كل ما تقدم في كل من الحلقة (١ ٬ ٢)٬ وهو إن بعض المعارف النقدية الأدبية تخرج حتى عن حقل جميع التجارب الممكنة (والتي سنتطرق إليهما لاحقا)٬ ويبدو أنها توسع ما دقة أحكامنا لها من مصداقية واضحة٬ فيما يتعدى جميع حدودها٬ من خلال متشيأت لمتفكرات لا تناسب معها أي موضوع قد يعطي في التجربة متواعى أحترافي.
وفي هذه المعارف النقدية الأدبية تتخطى متواعيات العالم الحسي٬ وبما أنه لا يمكن للتجربة النقدية الادبية أن تعدل أو تصحح٬ حيث تعجز٬ تقع مباحث متواعياتنا العقلية (= المتشيأت بالضرورة) التي نعدها٬ من حيث الهدف الاستراتيجي٬ أفضل جدوى وأهمية تنافسية متفكرة٬ وأسمى بكثير من كل ما قد تفيدنا به المتواعىة المتشيئة في حقل الظاهريات القبلية٬ فترانا نميل حذوا إلى محاولة كل شيء نقدي٬ باستخدام الاصطلاحات٬ عفويا٬ والمجازفة في التعميم٬ حتى بأن نخطئ٬ ولا نتخلى عن أبحاث بمثل هذه الأهمية لأي علة أو سبب سواء أكان عوقا أم ازدراء أم صعوبة مزرية لا مبالاة. ومشكلات التشيأت النقدية الأدبية الخالصة هذه التي لا مفر منها هي الحكمة والحرية والانبعاث الإبداعي. أما النقد الأدبي الاحترافي الذي ليس هدفه النهائي مع كل كل وسائله سوى حل تلك المعضلات فيسمى “عين الميتافيزيقيا الفاحصة”٬ ومنهجه هو في البداية الدقة و الصرامة والحسم الواضح الصريح٬ بمعنى إنه يحاول بثقة تحقيق الهدف دون أن يتفحص قبليا٬ أدبيات مسبقة على قدرة المتشيأ أو عجزه أمام مشروع استراتيجيات ضخمة كهذه.
و لا غرو في ذلك٬ والحال٬ إنه يبدو من الجلي ألا نحكم أحترافيتنا٬ لمجرد مغادرتنا لطبيعة أرضية التجربة٬ وبمصادر معارف نمتلكها من دون أن نتفكر من أين أصلها٬ وعلى ذمة مبادئ نغفل نبعها٬ ألا نحكم بتشيأ عمران معرفي قبل أن نتأكد من أسسه بأساليب ووسائل منهجية فائقة تقام بعناية٬ وبالتالي من دون أن نبين مسألة “كيف” يمكن للمتواعية المتشيئة أن تتوصل فاهميتها إلى كل هذه المعارف النقدية الأدبية القبلية٬ وأي ما نتج و نتائج وقيمة إضافته يمكن أن يكون لها٬ يمثل إليه جدارة بالنظر والأخذ بأعمق ما تقدم. وبالفعل٬ ليس ثمة من أمر أقل شأنا من تشيأ تفكره إذا أخذنا بمتشيأ متفكره ما ينبغي أن يقام به عقلا نقديا مترقبا ومتشيئأ عمرانيا احترافيا. لكن إذا فهمنا بدلك ما ينتج عادة فليس استثناء٬ فثمة بالمقابل٬ من أمر أكثر مسوغا وأقرب تفكرا فاهميا من الإهمال الذي امتد طويلا مستمرا لهذا البحث النقدي. بمعنى٬ إن قسما من هذهه المعارف النقدية التجريبية٬ كالمعارف الأدبية النقدية٬ وبتمنطقها الصوري الرياضي٬ هو من زمان في محتكم اليقين٬ فقد ترهفت زينة لنا حسن الحظ بالأقسام والتخصصات الأخرى على الرغم من أنها قد تكون من طبيعة مختلفة تماما في المحتوى.علما٬ أضف أننا خارج متشيأ التجربة٬ ونحن على يقين من أن التجربة الادبية النقدية لن تناقض توجهنا. ويبلغ الترهف زهوا بزيادة معارفنا النقدية حدا لا يسعنا معه وقف تشيئنا وتقدمنا إن لم نصطدم بتناقض واضح. غير أن٬ قد نتوخى بتجنب هذا التناقض بنسج أوهامنا المتفكرة تشيئا بتأن دون أن يقلل ذلك من كونها توهمات نقدية متفكرة بالتشيأ٬ كونها أوهاما. فمنطق النقد الادبي الرياضي يقدم لنا موضوعات ساطعة على كيفية ما يمكن أن نذهب بعيدا في المعرفة النقدية الاحترافية القبلية بمعزل عن التجربة. من الطبيعي أنها لا تعتني أهمية بموضوعات ومعارف إلا بقدر ما تمثل ظاهرياتها التاريخية في الحدوس. إلا أنه يمكن إهمال هذا الظرف بسهولة لأن الحدوس المبينة عينها يمكن أن تعطى قبليا٬ فلا يكاد بالتالي يميز من مجرد المتشيأ ـ المتفكر بالأفهوم الخالص. فلا تتوالى رغبة التمدد والأخذ بالتوسع٬ وقد اضطلع عليها استحواذ لمثل هذا البرهان على تمكن متواعيات عمرانية العقل٬ تظهر المتشيأ حدودا متفكرا. وقد تتخيل من يتعايش مع “كهف أفلاطون” البسيط٬ وهو يميز الخارج بما يستعر بمقاومته في الاستمرار الح أنها ستنجح حقيقة أفضل نحو واقعه المنعزل. هكذا اصطحب الناقد الأدبي الحسي افافه٬ مغادرا متفكره المتشيأ في الخلاء٬ لأنه يضع منطق متفكرة حدودا متشية بالغة التعسف والضيق٬ فحين تكون ناقدا تجريبيا خارج هذا العالم لمجرد متفكرا حسيا في خلاء متواعيات عمرانية العقل الخالص. ولم يلحظ أن جهود طاقته الفاعلة لم تمكنه يتقدم في المشروع لتحقيقه لأنه لم يكن لديه أي موضع متشيأ يرتكز إليه لإستعمال قواه كي يحقق طفرة إبداعية لمتواعيات عمرانية عقليته الاحترافية. لكن النصيب الأوفر المألوف للناقد الاحترافي القيادي في الاعتبار هو أن ينجز عمران متشيأه بأسرع ما يمكن متفكرا لأجله٬ وأن لا يفحص إلا لاحقا ما كانت الأسس والقواعد قد وضعت ضمن معايير وسياقات جيدة. إلا أنه سينتحل عندها أصناف الذرائع كي يتعزى بصلابة الأسس العمرانية الفاعلة باحترافية٬ أو بالأحرى كي يشجب٬ أو يتمر رافضا تماما مثل هذا الأختبار المتأخر والصعب. لكن ما يحررنا من كل توهم وظن٬ أثناء المتشيأ المتفكر به٬ هو الاستمرارية المتواعية٬ وهو ما يؤملنا بتعمق متلبس٬ موهوم العمران النقدي الذوقي٬ هو شعبة٬ أو لعله الشعبة الأكبر من شغل عمرانية النقد الادبي الاحترافي الذوقي لعقولنا٬ ما يقوم على النقد الأدبي التحليلي للمتفكر الأفاهيمي التي سبق أن كانت لدينا متشيأ الموضوعات عمرانية. وهذا ما يرفدنا بمجموعة من المعارف النقدية الأدبية الاحترافية٬ التي وأن لم تكن سوى خرائط إضاحية ودليل لشروحات على ما سبق أن غمر تفكرنا في أفاهيمنا المتشيئة٬ مركبة حاليا٬ ومختلطة٬ تختبر فحوصاتها من حيث التشكل العياني٬ على الأقل٬ وتحسب معها٬ علر نتاج التطلعات الجديدة رغما من أنها لا توسع المتفكر الأفاهيمي التي لدينا من حيث المتشيأ المعرفي الظاهر أو المتفكر المعرفي المضمر في الأفهوم٬ ومن أنها تقتصر على تصنيفها وفرزها. وبما أن هذه الوسيلة البحثية تعطي معرفة نقدية لمؤشر القبلية الفاعلة للمتفكر المتشيأ٬ معرفة احترافية متحققة٬ وتشكل مؤشرا معياريا موثوقا وتقدما نافعا٬ فأنه يتراءى للمتواعية العمرانية النقدية٬ إظهارا ذرائعيا للعقل ودون أن يوجه٬ وتحت تأثير مزاعم من نوع مختلف تماما٬ أن يضيف متواعية قبليا إلى متشيأ سياق الأفاهيم المولدة٬ منحا أخرى ـ مركبة غريبة ـ غير مألوفة تماما وعلى نحو قبلي٬ سبق موضوعاته المتفكرة٬ من دون أن يعلم الناقد الادبي التحليلي كيف توصل إليها٬ بل حتى من دون أن يخطر في البال هذا الاستفهام الإشكالي. ولهذا لا بد من القيام ببحث التمييز وبيان الفروقات ما بين هذين النوعين من المعارف النقدية الأدبية الاحترافية (التي عرجنا بالذكر إليها أعلاه وحلقات سابقة؛ والتي سنبين لاحقا ما لهما من النفع والإيضاح٬ وما يخطر في البال من تفاصيل إجابة السؤال).
في أغلب الأحكام الاستراتيجية التي تفعل العمل النقدي الأدبي الأحترافي فيها علاقة قيمة بمضاف٬ والمعنى هنا٬ صياغة منظومة ممارسة الأحكام الاستراتيجية النافعة فقط٬ حين يكون الأيسر التطبيق لها بالنظر إلى الأحكام القبلية المتهافتة. بمعنى أن تكون هذه العلاقة مراد إمكانها النظر من ارتكازين٬ أولهما: التمعن محمول المصادر ومرجعية نجاعة التفكر (ماذا؟) كونها محمول علة إلى (كيف؟) في حال التكلم عن المتشيأ الموجب القطب٬ المقبول القبلي بالمتفكر٬ وعند جعل “الإرادة” فاعلة في (كيف؟) حاملة بمحمول قيم مضافة٬ يكن الهدف الاستراتيجي لا بوصفه هو الحامل الاستراتيجي فقط بل بوصفه شيئا متضمنا الإرادة في الأفهومية الاحترافية في (كيف؟) قيمة مضافة لطاقة جمالية ذائقية متجددة٬ تحمل بطريقة المعرفة “الضمنية” القبلية الموجهة.
في حال٬ أن يكون الـ(ماذا؟ المتفكر) يفعل عمله النقدي الأدبي خارجا عن الـ(كيف؟ المتشيأ) خروجا تاما٬ على الرغم من رابط العلاقة الملتحمة به٬ أي بمرجعيته المعرفية ونجاعة أفهوماته “الصريحة من خارجه”٬ في هذه الحالة لابد من إخضاعه لمسمى منهجي جديد آخر٬ وهو بعيد حاكميا عن الـ(كيف؟ المتشيأ) منه٬ أي بعيدا عن حكم الـ(الماذا؟ المحتوى)٬ بعد أن أصبح يمثل خروجا٬ واصفا مضمونه٬ منعزل فعله عن الأول فاعله وارتباطه٬ غير متقبل مضامن إطره المصاغة٬ ولا عملياته الموحدة به٬ عندئذ تكون الحالة الأولى يمكن أن نسميها (النقد الأدبي الاحترافي التحليلي). أما في حالة الأخرى يمكننا أن نطلق عليها بـ(متشيئ النقد الأدبي الاحترافي/المتشيأ الدياكتطيقي).
والحال٬ إنه من السهل علينا أن نجمع الأحكام الاستراتيجية للنقد الأدبي الاحترافي التحليلي “قيمته النافعة المضافة” هي التي ٬ أي أحكامها٬ تلك٬ التي تتشكل لدى المتفكر فيها٬ هو علاقة الاقتران بين القبلي المتشيأ ومحمولاته المتفكرة استراتيجيا بالأهداف لتحقيقها٬ تعبيرا عن الهوية٬ المعرفة الضمنية خلالها. لكن٬ بالضرورة علينا نعين أحكام مؤشراتنا ونسميها متشيئة دالكتيطيقية. إذن٬ حال قضية المتفكر النقدي: إن وجدت إشكالياتها في الأدبيات تفكر هي وملازمتها ضرورة معا٬ فتكون حتميتها متجهة صوب ناقدية أدبية أحترافية قبلية٬ بمعنى؛ فإن لوحظ وجود لهذه النقدية٬ إشكالية٬ إلى حيث وجدت٬ غير مشتقة إلا من إشكالية نقدية ضرورية٬ هي دون شك ستكون نقدية تحليلية٬ ميتافيزيقية٬ قبلية. وفي حال قضية المتشيأ النقدي تجريبي٬ إن معطياته لا تمنح قط لأحكامها قيم كلية حادة مضافة لها علامة حقيقة ومعرفة صارمة٬ بل علامة الشيء ونحوه٬ أي تعلمنا المعرفة٬ بل معرفة الكلية المفترضة ومقارنة المتماثل قبليا من خلال المتفكر ـ الاستقرائي٬ أي تطمئن بالحدود٬ العلامات المعرفية في كل ما هو معطى للمشاهدة٬ غير أن التجربة التي لها ضروب قاعدتها خارجة عن تلك المحددات. وبالتالي٬ ينتج٬ أن حكما لمتفكر نقدي ينتقد بكلية صارمة على هذا النحو لا يتقبل أي استثناء مرن ممكن٬ وهو بالأخر نقدا غير مشتقا من التجربة٬ مواصفاته النقدية لم تعطينا ما نريد أن نعثر عليه٬ أي النقد في ضروبها ليس فيه أكثر من تعسف نعثر عليه٬ وهنا الإقرار صرامة ماهوية قاسية٬ وأحكام غير مبيت أشتقاقيا من محدد التجربة٬ بل نحو إستقراء مفترض معا٬ بمعنى الحكم متفكرا به٬ ومصادقا عليه قبليا تاما.
وما الكلية النقدية القبلية٬ التصورات العددية٬ حكم نقدي متفكرا لأجله٬ مرتقيا لما هو صادقا في معظم الحالات٬ رافعا الحكم التعسفي بعيدا عن أساليب أدواته النقدية الصارمة إلى ما هو للتحقق صادق في دراسات حالاته٬ كما في ذلك ٬ مثلا : كل الجماليات الذوقية “هي شفافية نقدية” رفيعة. وعلى العكس٬ إذا ما تمتع الحكم الجمالي بكلية ذوقية صادقة صارمة قبليا٬ فإن ذلك يعد على أنه من مرجع معرفي معين٬ هو الإمكان والاستطاعة المعرفية (الضمنية/الصريحة) القبلية. وبالتالي الأهمية والإطار الفلسفي ـ العلمي هما الضرورة والكلية الصارمة للنقد الأدبي الأحترافي٬ لأنهما ميزتان لمرتكزان موثقتان للمعرفة ضمن الإطار الإستقرائي٬ قبليا٬ معرفة مطمئنة٬ تطمأن المعرفة الخالصة بعلاقات أرتباطات إحداهما بالأخرى أكثر إقناعا وتفكرا من إظهار ضروراته العملية العلمية حينا آخر٬ مما يعكس ما هو ظاهر فيما يجدر إليه النحو أو ذاك٬ في أستعمالاته النقدية التقليدية٬ وحين نستعمله ببعض الأحيان بشكل منفصل٬ غير أن كلا من المعيارين الموضحين بذكرهما لا يخطئان.
والحال٬ فالنقد الأدبي التحليلي (التداولي/النفعي) هو دون شك ذلك الذي يفكر فيها التماثل بين الفاعل وإرادته “المحمولة” من خلال “الأنا المتعالية” أو “الإرادة المتجاوزة”٬ لكن٬ علينا أن نسعى مؤكدين بالتسمية عن نقد الادبيات التحليلية هي نقدية ادبية تفسيرية٬ إشتقاقا مبثوثا عن المتفكر القبلي بمحمولاته. أما بالنسبة النقد الأدبي الاحترافي هو نقد المتشيأ الديالكتيطيقي بالنقد الادبي٬ متشيأ المتمدد المعرفي٬ أو نقد أدبي لمنظومات التوسيعية استراتيجية شارحة عن الأخرى ـ جراء القيمة المتوقع إضافتها ـ هنا الإضافة تفكيك للمعاني الجزئية خلال الهوية المذكورة٬ و تخطي انتشارها لمسبب قبلي مثبت ـ لأن النقد التحليلي (المحمول فيه) ينتمي لمتفكر بوصفه الحامل للأفهوم بأسلوب معرفي غير صريح (معرفة ضمنية)٬ ولغرض الأقتران والمعرفة المضافة التي يمكن التسهيل على الأحكام للأحتراف ممكنه فيه٬ لابد من تفككه٬ وعزل الاقتران المحمول المتشيأ فيه إلى أفهومات حاملة متجددة٬ ولا حاجة لفرض التفسيرية إلا من خلال تفكيك التحليلية عليه إلى معاني جزئية التي سبق أن أدركت التفكر فيه٬ أو أختلط التأثير بينهما.
غير أن٬ وكما هو معلوم٬ أن النقد الأدبي التحليلي تضيف فاعلية فاهمية إلى الحامل المعرفي ـ المتفكر ـ قيمة مضافة٬ التي يصعب علينا الاستنباط ما استمده منه بأي “وقف زمني ذاتي”. لذلك فحين تظهر هناك تمددات توسعية في المنظومات الثقافية للأشياء٬ لها هوياتها وأحكام مضافة٬ إذن لابد من أن يكون الإقرار عليها حكما تحليليا٬ فحسب. ما يعني٬ أنه ليس علينا تجاوز أو تخطي محمول المتفكر ـ بأفاهيمه ـ الذي يؤهل/يتشيأ عضويا كي يجد في الأمتداد المعرفي المتعالي٬ مرتبطا به٬ بقيمة معرفية نقدية مضافة٬ مما يعي نفسه نقدا أدبيا لمنظومات توسعية تقترن حاجتها إلى أفهوم حامل تفسيري له إسمه وهويته الخاصة به. بل وأيضا علينا أن نقوم بتحليل هذا الأفهوم المتشيأ٬ أي نتنبه فقط إلى المتنوع الذي نفكر فيه تماما٬ دائما٬ كي نعثر فيه على هذا المحمول من عناصر استراتيجية تعطي للأهداف حافزا عضويا للنقد العضوي وطبيعة امتداده المرتبط به في الإضافات القادمة٬ أي أن نضع له حكم نقدي أدبي تحليلي٬ أستراتيجية أنفتاح ـ فتح ارتباط الأختيار. وفي حال العكس٬ عند الأخذ بالمنظومات النقدية المتشيئة ديالكتطيقيا٬ عندها يمكننا القول؛ أن المنظومات الاستراتيجية حجومها النقدية تتضخم معرفيا٬ وهنا٬ الأفاهيم القبلية لها تمدد٬ زاحفة٬ ثقيلة؛ إذن المحمول للأفاهيم أخذة أساليب منهجية مختلفة تماما عما هو تقليدي الاقتران من خلال محمولاته الهوية لمعارفه٬ الذي يعطي للجسم التحليلي٬ عما كنا نفكر فيه في كونه مجرد أفهوم تحليلي مألوف بغالبيته. فالقيمة المضافة التي اقترن لدفع أحكامها التحليلية نحو فاعل التفسيرية ـ محمولة أخذ معطى امتداد مرتبط بأحكاما ـ مؤهل منظومة نقدية أدبية المتشيأ٬ ذات مكانية وزمانية٬ متعالية معرفية٬ توسيعية منتمية توليفيا ديالكتيطيقيا٬ احترافية.
إن القواعد والمعايير التجريبية٬ بما هي واقعة بمضافات قيمها المقترنة بالمحمولات من خلال الهوية الثقافية٬ معظمها٬ كيانات نقدية أدبية توليفية ـ أحترافية٬ متخطية التحليل الذي أعطي لها كجسم هوياتي٬ إلى افهوم آخر٬ بوسعنا أن نستمد منه التحليل لمعطيات جديدة للاختيار والتداول. لأنه سيكون من المولد إلى المحفز٬ مؤسسا دافعا حاكميا للذات الزمنية التحليلية٬ على أسس التجربة القبلية له٬ حيث لا يجوز لأحد منا ـ حينئذ ـ أخراجه من عضوية الأفهوم الفاعل ـ الحامل المعرفي والمتخطي الهوياتي عن إضافته ـ لتشكل هذا التفكر والإقرار فيه٬ ولا يجوز لنا إذن بحاجة إلى إيعاز “تزكية” التجربة. ما يعني إذن٬ هو إن النقد الأدبي لموضوعات تشمل الامتداد فيه٬ إشكالية واجبة قبليا٬ الأولوياتية الفاهمة للتجاوز٬ وليس حكما تجريبيا مجددا. لأن ما يظهر لدينا٬ وهنا قبل الأنتقال من المرجعية الأوالية إلى التجربة المتعالية٬ لابد من جمع شروط حكمي معياري في طبيعة القيمة المضافة كأفهوم متجدد٬ أفهوم نقدي أدبي٬ هوياتي متشيأ/ تحليلي٬ حيث يجعل لنا أن نستخرج المحمولات النقدية من مبدأ المتشيا الديالكتيطيقي ـ وسم التناقض ـ وحسب٬ وننتبه بذلك٬ الوقت عينه٬ لزوم القرار المتخذ تباعه ضرورة لا يمكن للمراحل الاستراتيجية٬ أن تجعل له مكرر ذو خصال نافعة٬ مفيدة لنا. بل على العكس من ذلك٬ رغم أن ذلك لا يجعل لنا ضمانه من اختراقات معرفية تفتك بالمنظومة التي نعتقد على إنها٬ ذات أفهوم متماسك٬ يعزز ثقل الاعتماد عليه في التجربة. لذا النقد الأدبي الاحترافي٬ تكون مثقلة٬ منظوماتها هذه “وازنة” عن “ثقلها الاستراتيجي”٬ هذا الطابع يدل على موضوع التجربة من خلال الأواليات الجزئية من قيمها السابقة؛ ما يمكننا الإيعاز إليه هو أن تعرج القول به أيضا إن أجراءات قيمية أخرى٬ من أجزاء سابقة أخرى من المعارف التجريبية عينها٬ لها انتماء أجزاء “جينالوجيا ـ معرفة ضمنية” وازنة٬ أي لها دور المكون الحلزون المعرفي٬ “خوارزميات” في تركيب الأفهوم الاستراتيجي للنقد الأدبي. ما يجعلنا أن نعترف قبليا بالمعارف٬ الأواليات النقدية الأدبية٬ عن إطارها التحليلي؛ عن تحليلاتها لإشارات استراتيجية الامتداد٬ والاختراقات٬ ومعايير أحكام المواجهة من الإنفاذ٬ وعن البنية العضوية المركبة…إلخ٬ التي تجعلها تتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الأفهوم النقدي لإحتراف.
غير أن الحال٬ كيف إذا اتسعت المعرفة لدينا٬ كما هو حاصل الآن٬ التحديات التي أرتبط ثقلها في تطلعات التجربة التي من نستمد المنظومة الاستراتيجية للبنية النقدية الادبية٬ لهذا الفن أو ذاك منها؟. كيفية الإحالة لهذا التجربة بالتأسيس سيكون؟٬ إذن٬ نحن أمام نقدية أدبية تحيلنا للوقوف على إمكان “إرادة” تأليف منظومة نقدية المتشيأ “الوازن لثقلها” هو ترابط أفهوم المحمول القبلي مع الامتداد المتعالي المعرفي بوصفه إشارات سابقة٬ وستضاف٬ بالتالي٬ توليفيا لأفهوم جديد في الصراع. لأن النقد الأدبي التحليلي ما له من محمولات قبلية إلى الحامل المستقبلي٬ على الرغم من توالد الأواليات فيه٬ غير أنه لا يشكل من منظومة واحدة٬ لأن الواحد منهما لا يتضمن الآخر إطلاقا بالتمام٬ وإن جاء ما استمده عرضيا إلى الآخر٬ متمثلا بأقترانا واصفا جزء من كلياته٬ غير أن تجربة كل معرفة لها رابط توليفي محدد رابط علامته بعضا عن بعض بالحدوث الذاتي الزماني والمكاني في أهداف استراتيجيتها الأوالية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة)