من الواضح ان الطبع العام في المجتمع والدولة يتربى الاجيال عليه ، فان كان يتميز بالمحبة للبلد والخوف عليه فانك ستكون مستعدا للسير على هذ التميز ، وان كان الامر عكس ذلك فستكون مستعدا لان تكون على الاقل تابعا لذلك ، ومن المحتمل ان تكون فعالاً ، والقول واضح : المال السائب يعلم على السرقة ،،،، ومال العراق الان سائب ،،مووووو ،،، نستلة للضيافة بمليونين وثلاثة واربعة ملايييين دينار ،،، هو الصرف مو من جيبي ،،، من المال السايب ،،،
عندما عدت الى العراق واول ما عملت كمهندس في الشركة العامة للصناعات الميكانيكية ،،، لقيتها شئ عظيم ،،، اصوات المكائن والوادم تركض والنظام الجميل والانتاج الرائع ،،، لو بيدي كان جبتها هلاهل وتصفيق من الفرحة بان اشوف بلدي بهذه الروعة ،،، ودخلت فورا بهذا الطبع الجميل ،،، كان استعدادي له ولا اكو شئ اقوى منه ،،،،ووجدت تحديات فنية كثيرة عليَّ ان اخوض فيها ولو انجح …لو اشطح ،،،خاصة واني بوسط ناس ماهري جدا جدا جدا كما يقولها المصريون > من عمالها الى مدرائها الى الادارين ،،، وحتى مسؤلين وقت الدوام ،،، والله كنا نرتجف منهم >،،، والمدير العام (الحجاج آبن يوسف الثقفي ) ،،، حازم واداري حوك ويسند الذي يعمل وكريم ورحيم لليستاهل ، وشوكت ما نكون بالمنشاة يكون موجود ،،،، شنو مايرتاح ، ما عنده بيت ،،، بس اكيد عنده غيرة وشهامة ،،،،، المهم ،،،
واني اكتب هذا الموضوع ،،،استوقفني خبر بالتلفزيون عن فيضانات البرازيل وهناك ضحايا ،، والعراق ماكو مياه ياربي ، يمكن صوچ العراقين اللي مايخافون على بلدهم وخيراتهم ،،،مبتلية الانهر والشطوط بالاضافة الى الترسبات واهمال الحكومة ، نجيب ونفرغ بيها كل الاوساخ والحيوانات الميتة وجذوع الاشجار والمياه الثقيلة وووو ،،، وجريت نفس عميق وقلت لا حول ولا قوة الا بالله ،،،، وراساً سيدتي تتمتم : تعرف المياه الجوفية بالعراق تكفينا مية سنة اذا ما استثمرت بمشاريع صحيحة،،، وما تخلص تدري،،،، وبرطمت ،،،
شوية شطحت خارج الموضوع ،،،من قهرنا على بلدنا .
– عند اللزوم كنا نستمر بالدوام شفتين تبرعاً للوطن وطوعاً ، وكنت اتجول في قسم الادوات الذي كنت رئيسه ، كان يحتوي على سبعمائة ماكنة ، والعاملين خير من الله عددا وعقلاً وهمةً ومهارة،،، كانت الساعة التاسعة ليلاً ،، وكان عدد العاملين بالنوبة المسائية بحدود خمسين ، والجو شتوي والتدفئة بصوتها الواضح تلطف جو البنايات وتشعرنا بالدفئ مع تساقط الامطار في الخارج (حسرة على العراق المطر هذه السنة وبعدنا نقرأ شعر السياب مطر مطر مطر ) ،،، واستوقفني العامل الماهر هادي جبار ليسألني :
– استاذ انت شكد لطيف وانساني ؟ !
– اشكرك يابطل ،،،
– بس اريد اسالك ليش السيد المدير العام من ينزل بجولة في المصانع بس يسال عن الشغل ، وما يسلم ؟!!
واخذتني الحمية … ياسري وابن القرية الكريمة ،،،
وطرق باب مكتبي بحدود الساعة العاشرة مسؤول الوجبة المسائي ليخبرني:
– استاذ ترا المدير العام گاعد يفتر بالاقسام،،،
اييييييي اجاك الموت ياتارك الصلاة : وطلعت من مكتبي ووقفت في باب القسم ،،، وشوية واذا بالسيد العام يصل مبتسما :