منظمة دولية تؤكد عودة نحو 5 ملايين نازح إلى مناطقهم الأصلية
ترجمة: حامد احمد
كشفت منظمة دولية عن عودة نحو 5 ملايين نازح إلى مناطقهم الأصلية، لكنها تحدثت عن معرقلات كبيرة ما زالت تحول دون رجوع الآخرين، أبرزها انعدام فرص العمل وصعوبة الاندماج المجتمعي فضلاً عن نقص الرعاية الصحية والاهتمام بالتعليم. وذكر تقرير لمنظمة (ريتش)، الدولية للإغاثة الإنسانية ترجمته (المدى)، أن “حركة عودة النازحين لمناطق سكناهم الاصلية متواصلة في العراق”.
وأضاف التقرير، أن “هذه العودة ترافقها تحديات مستمرة متعلقة بالتماسك الاجتماعي وقلة الخدمات وتهالك البنى التحتية في المناطق الاصلية وفي بعض الحالات تحديات امنية”.
وأشار، إلى أن “عدد العائدين لمناطق سكناهم الاصلية 4.9 مليون شخص، لغاية تموز من العام الحالي”.
وأكد التقرير، أن “السبب الرئيس وراء زيادة عودة النازحين وكذلك حالة النزوح الثانوي هو غلق مخيمات النزوح او إعادة تصنيفها وتوحيدها”.
وزاد، “خلال المدى ما بين كانون الثاني وتموز من العام الحالي لم تغلق مخيمات او اعيد تصنيفها”.
لكن التقرير تحدث، عن “خطط تجري دراستها بخصوص المخيمات التي ما تزال مفتوحة في العراق والعمل على تحديد مستقبلها”.
وشدد، على “ضرورات في ضوء هذه التطورات تم تحديدها بخصوص التخطيط لحلول مستدامة فيما يتعلق بفهم أفضل لديمومة عمليات العودة وظروف إعادة اندماج النازحين والعائدين بالمحيط الاجتماعي وتأثير ذلك في إمكانية حصولهم على خدمات ورعاية اجتماعية”.
ولفت التقرير، إلى أن “التحديات التي ما تزال باقية بوجه العائدين هي صعوبة تحسين ظروف العيش، حيث انعدام فرص العمل ومعدلات البطالة العالية بين الشباب”.
وأفصح، عن “احصائيات أظهرت ان غالبية العوائل تواجه تحدياً في إيجاد مصدر للمعيشة في مناطق سكناهم الاصلية وفي القرى التي عادوا لها وقلة فرص العمل وهناك من يحصل على فرص عمل بأجر يومي قليل لا يسد حاجات العائلة الأساسية”.
وينقل عن أحد العائدين في منطقة الحويجة بمحافظة كركوك القول، “بشكل عام اغلب الناس هنا يعتمدون على أجور العمل اليومي لتأمين احتياجاتهم الأساسية، الان وبعد انخفاض فرص العمل وهبوط الأجور أصبح العثور على وظيفة لإسناد عائلتك امر اهم من البقاء آمن في البيت.”
وأوضح التقرير، أن “الاضرار التي لحقت ببيوت النازحين والحاجة لإعادة تأهيلها هي من بين أكثر العقبات امام العودة التي عبرت عنها العوائل وتأتي بالدرجة الثانية بعد انعدام فرص العمل كتحد امام مزيد من فرص العودة”.
وعد، “صعوبة عودة الاندماج الاجتماعي من التحديات الأخرى التي تواجه بعض العائدين ولكن روابط اجتماعية وعشائرية تساعد في تحقيق ذلك ويتطلب بذل جهود من قبل وجهاء العشائر والمدينة في تحقيق هذا الامر ليزداد الشعور بالترحيب بهم”.
وبين التقرير، أن “أحد النازحين قال: يجب ان تتوافر هناك بيئة كاملة للترحيب ومحو حالة الاحراج من قبل العوائل النازحة الذين يعيشون في المنطقة، المجتمع المضيف يجب ان يكون مرحبا بالقادمين وحتى لو لا يمتلكون بيتا فيجب التخفيف عن كاهلهم من بدلات الايجار”.
ونوه، إلى أن “العوامل الأخرى التي تشجع لمزيد من حالات العودة هي تحسن خدمات القطاع العام في مناطق النازحين الاصلية وإعادة اعمار البنى التحتية فيها وتحسين ظروف عمل القطاع الخاص والصناعي والزراعي والتجاري في المناطق الريفية والسكنية”.
ويستند التقرير، إلى “استطلاع اجري في أحد مناطق العائدين في كركوك جاء فيه ان توقعات عودة مزيد من النازحين ستؤدي الى زيادة بالأيدي العاملة فيما يخص قطاع البناء وخصوصا في اعمال إعادة اعمار البيوت وترميمها، مشيرين الى ان عودة أصحاب مهارات الإعمار من النازحين تساعد في تحسين نوعية البناء داخل القرية والمدينة”.
ويواصل، أن “عائدين شددوا على ضرورة تركيز السلطات الحكومية والمنظمات الدولية على إعادة اعمار البنى التحتية والمنازل مما يشجع على عودة مزيد من النازحين وسيوفر ذلك فرص عمل لهم أيضا، خصوصا إذا كان من بين العائدين من لديهم مهارات في مجال الحدادة والنجارة مما يعزز ذلك حضور القطاع الخاص وتوفير فرص عمل لهم”.
وأردف التقرير، أن “خدمات الرعاية الصحية هي من الأمور التي طالب بتوفيرها العائدون، حيث ذكر الكثير منهم وجود شحة بالأدوية وبالكادر الطبي في مراكز الصحة وعدم وجود ادوية كافية لعلاج المرضى وكذلك نقص في المعدات الطبية الخاصة بالأشعة وتخطيط القلب وعدم وجود أطباء طوارئ اثناء الليل”.
وتابع، أن “هناك مبادرات يجري البحث عنها بشأن الجانب التربوي وخدمات التعليم بين سلطات محلية ومنظمات غير حكومية لتعزيز الوضع المتعلق بسهولة الوصول لخدمات التعليم في القرى والارياف”.
ومضى التقرير، إلى أن “هذه المبادرات تشتمل على بناء مدارس جديدة وتأهيل المدارس القديمة من الاضرار التي لحقت بها اثناء المعارك ضد تنظيم داعش الإرهابي”.
وكان وكيل وزارة الهجرة والمهجرين كريم النوري قد أفاد في تصريحات سابقة بأن “انهاء المخيمات في العراق يواجه تحديات وعقبات وصعوبات”، مبينا أن “وزارة الهجرة بذلت قصارى جهدها لإعادة النازحين”.
وأضاف النوري، أن “الوزارة أغلقت خلال الفترة الحالية 50 مخيما ولم يبق الا مخيم الجدعة في الموصل و26 مخيما في الاقليم”، معربا عن امله في “أن يتعاون اقليم كردستان مع الوزارة وانهاء ملف النازحين”.
وأشار، إلى أن “اغلب النازحين هم من سنجار وهناك من الموصل وصلاح الدين”، مشدداً على أن “الوزارة بدأت برنامج الاندماج المجتمعي، وهناك تجاوب كبير من الاطفال النازحين للبرنامج، وخاصة الذين انتقلوا من الحسكة الى العراق”.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن: موقع (ريليف ويب) الدولي