في عالم السينما كما في عالم السياسة تبرز أسماء وتحقق شهرة واسعة ، وذاكرتنا تحتفظ بأسماء الكثير منهم ، لكن الحدث المهم الذي لفت أنظار وسائل الإعلام العالمية و حتى الناس البسطاء هذه الأيام هو زيارة الفنانة الممثلة والمنتجة البارزة في صناعة الأفلام نجمة هوليود ، الحائزة على جائزة اوسكار انجلينا جولي إلى سنجار وتفقدها أحوال النازحين ، بل أحوال اللاجئين في أوطانهم . إنا أرى في هذه الزيارة تذكيرا وتأكيدا على الرسالة الإنسانية للفن ، والتي تحتّم على الفنانين أن ينشروها في كلّ مكان ، لأنّ الفن أذا تبنى قيم الخير والجمال والعدل ، فإنّه سيساعد في خلق وعي كوني يجنب البشرية الكثير من الكوارث ، وسيصلح ما أفسده السياسيون وفي مقدمتهم تجار السلاح والحروب . لقد اعتذرت انجلينا جولي عن تلبية الدعوات التي وجهت لها من قبل دهاقنة السياسة في العراق بمختلف ألوانهم وأشكالهم وقومياتهم وطوائفهم ،والتي عبّرت عن الرغبة في استضافتها واللقاء بها ، ويبدو أنّ السبب يكمن في أنّ مهمتها إنسانية وليست سياسية .وبررت عدم الإستجابة بضيق الوقت ، متفادية الولوج في مستنقعات السياسة وأكاذيبها ونفاقها. وحرمت المتعطشين للشهرة أن يستغلوا شهرتها في عالم الفن ، فهي تدرك بغرائزها الطبيعية أنّ هناك مخلوقات طفيليلية في دنيا السياسة تعتاش على طاقات الآخرين، وتحاول أن تجيّر كلّ شئ لمصلحتها. الفنان الحقيقي لن يموت ضميره وإن امتلك الملايين ، وانجيلينا جولي هي من أوفر ممثلي هوليود مالا وكسبا ، لكنها بقيت تلك الإنسانة البسيطة ، التي تتحسس آلام الفقراء ومعاناة المحرومين ، وتتألم من أعماقها لا تمثيلا بل حقيقة وتدمع عيناها أمام مشاهد انتهاك حرمة الإنسانية من قبل الوحوش الآدمية ، التي فاقت الوحوش الحيوانية قسوة وغدرا. زيارة هذه الفنانة إلى سنجار هو إدانة وتنديد بجرائم عصابات الوثنيين المتوحشين ( الدواعش).وهو موقف يختلف عن موقف ساسة بلدها بزاوية مقدارها 180 درجة. لأنّ بين ضلوعها يخفق قلب انسان فنان ، لا قلب سياسي براغماتي ، غطّى عليه الصدأ حتى تحوّل الى ما يشبه الحجارة بل أشدّ قسوةً.
* تنويه الى القراء الكرام
كان الدافع وراء كتابة هذه المقالة المقتضبة هو خبر تبرع هذه الممثلة ب 20 مليون دولار لمساعدة اللاجئين العراقيين ، في حين هناك في بلادي من يسرق اللقمة من فم الجائع وفي حوزته أموال قارون