22 آب اليوم الدولي لأحياء ضحايا اعمال العنف القائمة على اساس الدين او المعتقد و 21 آب اليوم الدولي لضحايا الارهاب والعنف
تستذكر الامانة العامة لهيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق ضحايا بناتنا وأبنائنا من الاقليات وأتباع الديانات في العراق في هذين اليومين الدوليين اللذين اقرتهما الجمعية العامة للأمم المتحدة و نقول فيه لضحايا العنف انتم خالدين في ضمير الانسانية العالم اجمع لم ولن ننساكم … نقول للذين رحلوا منكم و للضحايا الاحياء وعوائلهم، ما زالوا يعانون ألم وجرح في الكرامة ومعاناة من قسوة الفكر الطائفي ونظام المحاصصة الذي يحكم العراق منذ عقود و هيمنة ارهاب ميليشيات الاغلبية المذهبية على كافة مرافق الحياة والاستيلاء على الممتلكات و مصادرة العقارات وحتى زهق الارواح لمن يقول انه من أقلية او مذاهب مستضعفة في ارض اجدادهم. هناك استباحة للدم العراقي لغلبة العنف والسلاح المنفلت دون محاسبة او رادع قضائي يفرض سيادة القانون.
ان كثيرا من العادات والتقاليد في مجتمعاتنا لعبت دورا وما تزال تساهم في تأجيج الفتن وتحفيز العنصرية والتفرقة بين ابنائه. وهناك العديد من الشواهد التي اضرت بالنسيج العراقي واخترقت المعايير الاخلاقية في التعامل بين افراد المجتمع العراقي بعضها لاسباب وتوجهات فئوية واخرى شخصية او الفقر والعوز تدفع البعض الى تنفيذ اجندة معادية للتنوع الديني والمذهبي والقومي في العراق، وهذا ما حصل للإخوة الصابئة المندائية في جنوب العراق وتفريغ مناطقهم بالقوة والترهيب والتهجير والقتل وتهديم دور عبادتهم محاولة لمحو ارض أقدم حضارة في وادي الرافدين وقلع جذور الأجداد ليتبقى قلة قليلة من الصابئة حيث كان المجموع الكلي للصابئة في العراق 100000نسمة ليصبحوا 10000 يسكن اغلبيتهم في اقليم كوردستان. ناهيك عن المسيحيين السريان الكلدان الاشوريين وما عانوه من سوء المعاملة والتطرف في شتى مناطقهم وتعرضت كنائسهم الى التخريب والتفجير، واجبار الاهالي على ترك بيوتهم وممتلكاتهم وتسليمها الى عصابات ارهابية واخرى طائفية وحرمانهم من تولي وظائف حكومية أمنية او عسكرية، كان غزو تنظيم الدولة الاسلامية داعش على مناطق سهل نينوى والموصل ذات الاغلبية المسيحية من اشدها قسوة واجرام غايتها محو المسيحية من ارض العراق لتصل الى مستوى إبادة جماعية، وتشريد المسيحيين في مجمعات داخل اقليم كوردستان، ورغم مرور اربعة سنوات على تحرير مناطقهم من تنظيم داعش لكنهم لم يتمكنوا من العودة الى قراهم ومدنهم الا اليسر القليل لسيطرة بعض من ميليشيات تابعة للحشد الشعبي لتزيد من تعقيد في استرجاع حقوقهم وممتلكاتهم واراضيهم وكنائسهم وتقييد حرية العقيدة ما دفع العديد مجبرا الى الهجرة الى الخارج ليصبح تعدادهم لا يتجاوز 350000 مسيحي غالبيتهم من كبار السن في حين آخر تعدا لهم كان مليون ونصف مسيحي. الحال تكرر على كافة الاقليات مثل الكاكائيين والشبك والبهائيين تهمتهم كانت عقيدتهم الدينية. ان جريمة الابادة الجماعية ضد الايزيدين على يد داعش نموذج مرعب للارهاب والعنف والوحشية والسب والاغتصاب شهده العالم اجمعه وتعجز الكلمات عن وصفها. ما تزال اراضي الايزيدية المحررة مقيدة بأيدي صراعات سياسية واجندات خارجية يدفع ثمنها الايزيدي وفتاته المغتصبة والمخطوفة بيد داعش ليفترش الارض داخل مخيمات منذ سبع سنوات ومازال هناك اكثر 3000 ضحية ايزيدية مفقودة.
لنستذكر معا ضحايا انتفاضة شباب تشرين 2019 – 2020 الذي يصل عددهم اكثر من 800 شهيد وشهيدة والالاف الجرحى والمفقودين وما يزال مسلسل الاغتيالات مستمر لكل صاحب راي او فكر يعبر عن رفضه للظلم والفساد وسوء اداء الحكومة . ضحايا القصف المدفعي والطائرات التركية على المناطق التي يسكنها اغلبية كوردية ومسيحية اكثر من 250 قرية هجرت واحرقت البساتين والحقول والمحاصيل وفجرت مساكنهم لانهم مسيحيين .نستذكر معاناة ضحايا شعب العراق و كوردستان نتيجة لسوء الادارة وتفشي الفساد والمحسوبية والمنسوبية نستذكر ضحايا الصحافة والاعلام والمصورين وكيف تتعامل معهم السلطات الحكومية والمليشيات الطائفية
دعونا نستذكر في يوم ضحايا العنف والارهاب ونتابع الاجراءات الحكومية التي قدمتها لضحايانا وتأثير ذلك الدعم والإسناد من حكومة ملزمة بتطبيق الدستور العراقي الداعي الى المساواة في المواطنة وحرية العقيدة والفكر وحرية الرأي وتحقيق العدالة ، ما نراه اليوم من تقصير حكومي ومؤسساتها المعنية في ادارة ملفات الضحايا وعوائلهم والإشراف على معالجات التأهيل الصحي والنفسي التي خلفتها آثار الارهاب والعنف لضحايا الارهاب الداعشي الابادات الجماعية التي حدثت وتحدث بحق اتباع الديانات والمذاهب والقوميات من المسيحيين السريان الكلدان الاشوريين والايزيديين والشبك والكاكائيين والصابئة المندائيين والبهائيين والكورد والتركمان لا يمكننا غض النظر عنها وجعلها تمر دون اي محاكمات ومحاسبة قانونية و اجراءات دولية بحق مرتكبيها
ان الامانة العامة لهيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق تطلب من حكومة العراق الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان ان تعيدا النظر بجدية كاملة بحق حقوق هذه المجموعات وايقاف اعمال الانتهاكات بحق الضحايا وعوائلهم وايقاف اعمال التغيير الديموغرافي بحقهم. وتطالب بضرورة تاسيس محكمة دولية معنية بمحاكمة مجرمي داعش في العراق وخاصة في اقليم كوردستان الهدف منها معاقبة كافة المجرمين العاملين في صفوف داعش الاجرامية من كافة الجنسيات والدول. نطالب بإعادة ضحايا التهجير والابادات الجماعية الى عقر دورهم ومناطق سكناهم مع تامين كافة انواع الخدمات الإدارية والبنى التحتية لهم. نطالب بإنصاف الشباب المهاجر الذي اصبح لقمة سائغة لحيتان واسماك البحار والمحطات لهجرتهم من دولهم هاربين من بطش الانظمة الحاكمة باحثين عن لقمة عيش هادئة ومستقبل واعد واخيرا نقول متى يقوم القضاء العراقي بمحاسبة المجرمين وتقديمهم للعدالة .
اننا بحاجة ماسة الى تشخيص نقاط الخلل والسعي الجدي في ايجاد الطرق والسبل الكفيلة لغرس مفاهيم التعايش السلمي المجتمعي والحزم في تطبيق مبادئ حقوق الانسان عمليا في الحياة اليومية وايفاءا بالمعاهدات الدولية التي وقعتها الحكومة العراقية في اغلب المحافل الدولية وعليها الالتزام بها. لابد ان يكون هناك سقف زمني للوصول الى مستوى وعي مجتمعي للحقوق والواجبات
الامانة العامة لهيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق
22 اب 2021