<h2 style="text-align: center;"><strong>لا غير..</strong></h2> <h4><strong>الغزالي الجبوري</strong></h4> <strong>عن الفرنسية أكد الجبوري</strong> <h4 style="text-align: center;"><strong>في الجريدة</strong></h4> <h4>وكأن الأقلام المأجورة غير موجودة٬</h4> <h4>ها هي معي بنظرة حيادية٬</h4> <h4>تجاهلت الحجارة وأرتفاع الأسعار٬ والفقراء التي تتألم٬</h4> <h4>غير أبهين دفء الرحيل.</h4> <h4>أنت تعلم٬ لقد صمت مدينتين٬ زقاقين٬</h4> <h4>الفقراء على رؤوسهم الضرب</h4> <h4>على أطراف أصابعهم البرد٬</h4> <h4>بالتأكيد٬ رأيت أفراخ طائر السنونو الحزينة متشردة في العيون</h4> <h4>وكسرة خبز على الشارع بحرف.</h4> <h4>الصمت المهيب والعزلة الهاذلة</h4> <h4>لها قياس مكانة الله في الفطرة.</h4> <h4 style="text-align: right;"><strong>لاغير..</strong></h4> <h4>تنحت ذاكرة شجرة خالصة٬</h4> <h4>تصنع لها أنفاس الطائر٬</h4> <h4>متجهلا رقة الموت٬ والضرب علي الصدور</h4> <h4>لقد طرت تتذكر فوق شباك صيد الفجر الشائكة٬</h4> <h4>ها هي الجريدة في العزلة الهائلة</h4> <h4>الحروف متداخلة في العيون الحزينة</h4> <h4>حول ما لا يمكن لمسه بالصمت.</h4> <h4><strong>لاغير...</strong></h4> <h4>سوي مسحوقا رماديا٬ غيمة رمادية</h4> <h4>جمرا رماديا ثابتا سيمنع الدفء على الأرض٬</h4> <h4>قبلة وحيدة٬ لها مسحوقا رماديا عارية و وحيدة</h4> <h4>عن عري الغيمة التي أحبها٬ أتحدث٬</h4> <h4>وعن سعال الفقراء التي تسقط أحشائهم في الشوارع</h4> <h4>وهي تتلمس الأسفلت قطعة قطعة بين اليدين</h4> <h4>أحرف الجريدة</h4> <h4> سقطت حرفا حرفا</h4> <h4>ليس لها نبضات القلب</h4> <h4>ولكن أيدي الفقراء لها مسحوقا رماديا</h4> <h4>وليس وداعا كاذبا.</h4> <h4>الجوع لا يكذب.</h4> <h4>الفقراء لا يتخلون عن السلاح.</h4> <h4>الخوف لا يعرف.</h4> <h4>بالأمكان أن تكون لديك آذان الجريدة الشاحبة</h4> <h4>التي لا تحمل السلاح</h4> <h4>التي لا تنطق علي كلماتك بفعل الأنسلاخ.</h4> <h4>يمكن وضع كمامة علي الشوارع غير قابلة للعلاج</h4> <h4>لا يمكنك أن تمنع الصراخ بوجه هذا الصوت المتعفن.</h4> <h4><strong>لاغير...</strong></h4> <h4>الجوع لا يكذب</h4> <h4>مثل موجة (الدانوب) سأرتفع من صمتي.</h4> <h4>كي أستمع لنفسي. أنت الوحيد الجريدة غير المتوقعة مني.</h4> <h4>أنت معي٬ ها قد وضعت فمي عاليا غير قابل للسكوت والعلاج</h4> <h4>هذا صوتي مثل الحنجرة المصابة</h4> <h4>سأرتفع بها مثل عينيك في الغاز المسيل للدموع</h4> <h4>سوف ألتصق بك بلون اللفافات المهملة</h4> <h4>باللون الأحمر الأعزل</h4> <h4>ألتقيك بكل التوقعات المحزنة..</h4> <h4>لن أهملك في عروقي٬ أتعرف عليك عاليا٬ متى ما يمر الدم قلبي</h4> <h4>وأتفتح شفتي بأبتسامة مرتفعة من نفسي</h4> <h4>بأوراق بيضاء ومخططة.</h4> <h4>كل القبلات الحمراء...</h4> <h4><strong>لا غير </strong></h4> <h4>كل اللسعات العطرة حلوة بين شفتيك٬</h4> <h4>كل الأمطار الحلوة المتعرقة تنسكب من بين يديدك٬</h4> <h4>كل هذا التوق للفقراء ...</h4> <h4>لأغلق الجفون مرة أخيرة٬ لإلقاء الجريدة خارج الحروف الظلمة أو النوم</h4> <h4>لتفجر الجدران ذاكرتي علي جبين الثياب المحملة بالخبز٬</h4> <h4>لتتحول كل شئ في خطواتهم لوحة عظيمة بدون صفحة جريدة.</h4> <h4>حينها أرددها معهم: لا غير.!</h4>