البرلمان الالماني يعترف بجريمة الابادة الجماعية ضد الإيزيديين
أعلن البرلمان الالماني تقريبا بالاجماع يوم الخميس 7 تموز2022 تصنيف جرائم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المسماة ” بداعش الارهابية ” ضد الإيزيديين في العراق عام 2014، بجريمة الإبادة الجماعية ضد الإيزيديين حيث قتل اكثر من 5000 إيزيدي بصورة بشعة في مناطق سنجار في العراق وتعرضت الفتيات والنساء الى الخطف والاغتصاب والسبي.
ان القرار الصادر كان ثمرة جهود لمنظمات حقوقية وجمعيات وشخصيات مدافعة عن حقوق الانسان والايزيديين، قاموا بتقديم طلبات الالتماس الى لجنة الالتماسات البرلمانية الالمانية في شهر شباط الماضي وتم مناقشتها في لجنة حقوق الانسان والمساعدات الإنسانية الالمانية ، واخيرا في السابع من تموز 2022 استحصلت الموافقة البرلمانية على الاعتراف الكامل بانها جرائم إبادة جماعية ضد الإيزيديين.
قرار الاعتراف بجريمة الابادة الجماعية لابد ان تتمخض منه قرارات و توصيات لإسناد ضحايا الابادة الجماعية بعد ان تقر جريمة الابادة الجماعية من قبل الحكومة الفيدرالية الالمانية. تعتبر الجالية الإيزيدية المتواجدة في المانيا كبيرة قياسا بتواجد الايزيديين في مناطق اخرى من اوروبا حيث استقبلت المانيا العديد من الناجيات والضحايا الإيزيدية في مراكز المعالجة والتأهيل من آثار العنف والاغتصاب والاضطهاد من جراء جرائم داعش الوحشية وكافة اعراض ما بعد الصدمة النفسية والجسدية.
ان مساعي الايزيديين والمنظمات الحقوقية في شتات العالم في الحصول على اعتراف دولي على ما تعرض اليه الايزيديون منذ 2014 الى يومنا هذا من تمييز ديني وعرقي وتغيير ديمغرافي ممنهج، اضافة الى الاضطهاد والتهميش في مناطقهم التي كانوا يقطنونها وشردوا منها ليحتموا تحت ظل خيم متهرئة في مجمعات النازحين والمشردين في داخل وطنهم العراق، ويمنعون من العودة الى مناطقهم في سنجار لاسباب مختلفة. ان سعي المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان وبصورة خاصة عن المواطن الايزيدي، الى طرق كل الابواب من اجل ايصال صوته ومظلوميته الى المحافل الدولية وفي وطنه العراق، من اجل تحقيق العدالة بحق الجناة وملاحقة مجرمي داعش ومن تعاون معهم في بقاع العالم لتسليمهم الى المحاكم الجنائية .
لقد اكد الباحثون والمختصون في الشأن القانوني في المانيا ومن خلال اطلاعهم على تقارير وزيارات ميدانية الى مناطق سنجار قامت بها منظمات حقوقية تابعة الى الامم المتحدة ومتخصصين في الابادات الجماعية ان ما تعرض اليه الايزيديون من جرائم على يد تنظيم الدولة الاسلامية داعش ترتقي الى جرائم ابادة جماعية. كذلك اكد المختصون بالشأن الخدمة الاجتماعية والمشرفين على معالجة الضحايا الذين يعانون من صدمات جماعية ومشاكل نفسية لكل ضحية قد ترتقي ما تعرضوا اليه الى جرائم انسانية. ويذكر ان قرار البرلمان الالماني يحث على ضرورة تحقيق الاستقرار والامن في المناطق التي يسكنها الايزيديين وحث الحكومات على ملاحقة الجناة.
تجد الامانة العامة لهيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق، باعتبارها من المنظمات التي بذلت كل ما في وسعها من اجل الدفاع عن ما تعرض له اتباع الديانة الايزيدية، واكدت في بياناتها ومذكرات الالتماس الى الجهات الدولية والعالمية المعنية ان الايزيديين قد تعرضوا الى جريمة الابادة الجماعية وفقا لكل الضوابط والادلة الجنائية و وفقا لشهود العيان واعترافات الضحايا الناجية من الجريمة.
تقدم الامانة العامة شكرها الكبير الى البرلمان الالماني على هذا الاعتراف الكامل بجريمة الابادة الجماعية للايزيديين، املة من الحكومة الفدرالية الالمانية ان تعلن هي الاخرى الاعتراف بجريمة الابادة الجماعية، كما تؤكد الامانة العامة ضرورة عدم الاكتفاء بالمواقف الاعلامية والتعاطفية التضامنية الدولية مع الايزيديين، بل لتتجه صوب اقرار القرارات والتوصيات الواجبة الاعلان عنها في حالة الاعتراف بجريمة الابادة الجماعية وذلك بتعويض ضحايا هذه الجريمة واسنادهم بكل الطرق القانونية التي تقرها القوانين الدولية في حالة الابادة الجماعية. ان الامانة العامة لهيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق تدعو دولة العراق ودول العالم لإنصاف الضحايا فعليا وليس الاكتفاء بالقرارات الاعلامية التي لا تلئم الجروح ولا تعوض خسارات الضحايا وعوائلهم .
الامانة العامة لهيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق 10 تموز 2022