الأيزيديون يحتجون على عمليات الترحيل إلى العراق ويضربون عن الطعام
منذ التاسع من أكتوبر لا زال اللاجئون الزيديون العراقيون يحتجون أمام البرلمان الألماني “الرايخستاغ” لتعرضهم منذ فترة إلى إجراءات ترحيل صارمة، وتحول الاحتجاج إلى إضراب عن الطعام أدى إلى تفاقم الأوضاع الصحية لعديد من المشاركين، نقلوا على أثرها للمستشفى، فيما قام مسعفو الطوارئ بنقل متظاهرين آخرين بعيدا. الهدف من الحملة هو لفت الانتباه إلى وضع العديد من الإيزيديين في ألمانيا، ولكن ليس هناك طريقة أخرى أمام الكثير من الذين يشعرون بالخوف من الترحيل إلى العراق. وتجدر الإشارة إلى أن حوالي 150 شخصا بدءوا الاحتجاج يوم الإثنين 9 أكتوبر وسط رذاذ ورياح ثلجية، وجاء البعض من ولايات فيدرالية أخرى خصيصا للمشاركة وشقوا طريقهم إلى المنطقة الحكومية في برلين.
إن عمليات الترحيل تؤثر بشكل خاص على الأشخاص الذين فروا من وطنهم بعد الهجمات التي شنها ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية. ولكن المطلب الأساس هو “وقف ترحيل الإيزيديين فورا”، لان، لا الجزء من العراق، الذي يقع تحت سيطرة الحكومة المركزية في بغداد، ولا الجزء الكردي الذي يتمتع بالحكم الذاتي في شمال البلاد آمن حاليا بالنسبة لليزيديين. بيد أن كثيرا من اليزيديين لا يستطيعون أن يفهموا سبب اعتراف البوندستاغ بجرائم داعش ضد الإيزيديين باعتبارها إبادة جماعية، ومع ذلك، في شهر مايو أيار، بدأ ترحيل العديد من الأشخاص الذين فروا من مناطق سكناهم وأعمالهم خوفا من انتقام داعش. كما أنهم لا يعرفون “من الذي يقرر أن العراق آمن للإيزيديين”، أو للكثير من العراقيين الذين فروا بسبب العنف والاضطهاد السياسي والعقائدي.
في عام 2014، غزت ميليشيا داعش الإرهابية جبال سنجار في شمال العراق، حيث يعيش اليزيديون منذ مئات السنين. وقتلوا واغتصبوا آلاف النساء والفتيات والرجال، وجندوا الأطفال قسرا. ولا زال هناك العديد من المختطفين الإيزيديين ما يصل إلى 7000 بيع بعضهم كعبيد، ووفقا للأمم المتحدة، لا يزال أكثر من 2700 شخص يعتبرون في عداد المفقودين وعشرات الآلاف من النازحين والذين غادروا مناطقهم التاريخية أو هاجروا إلى المنافي.
وعلي الرغم من مناشدة منظمات حقوق الإنسان والدفاع عن اللاجئين إيقاف حملات الترحيل القسري، إلا أن اللاجئين اليزيديين، المهددون بالترحيل، يرون أن الجهود المبذولة أقل من مستوى الخطر الوجودي الذي يتعرضون له بسبب انجرار أحزاب التحالف الحكومي الحاكم إلى ضغوط اليمين المتطرف. إن عمليات الترحيل التي تنتهجها وزيرة الداخلية الألمانية “نانسي فيزر” من الحزب الديمقراطي الاشتراكي بحق اللاجئين اليزيديين العراقيين، من الناحية الإنسانية والقانونية، غير مقبول، إذ يعرض حياة الكثير منهم إلى الخطر والمصير المجهول، بالإضافة، إلى إنكار أن ما تعرض له اليزيديون، بأنه حرب إبادة جماعية بحق آلاف الأبرياء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ