التشابه بين نظام هتلر ونظام صدام -1-
الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي
شهد القرن العشرون العديد من الأنظمة السياسية التي أسست على القوة والتسلط، وبواسطة الانقلابات الدموية, والتي تحققت بفعل دعم وتخطيط المخابرات الغربية خصوصا البريطانية والامريكية, ومنها ما حصل بالعراق في الستينات والسبعينات, والتي يتم تسميتها ثورات جزافا! وحقيقتها انها مجرد انقلابات عسكرية, وبدعم غربي لتحقيق اهداف القوى العالمية عبر دمى محلية, وحديثنا عن نظام صدام المجرم, الذي استغل الظروف ليتسلق للوصول للحكم في بغداد, بعد نهر من الدم, وتاريخيا نجد تشابه عجيب بين نظام صدام التكريتي ونظام أدولف هتلر في ألمانيا النازية رغم الفارق الزمني والمكاني بين النظامين، إلا أن هناك جوانب مشتركة عدة تجمع بينهما، تتعلق بالطموح القومي، ووسائل القمع المتبعة، واستخدام الحرب لتحفيز الولاء الوطني, ولا يمكن ان يكون التشابه مصادفة.
اولا: النظرة القومية المتطرفة.
كل من هتلر وصدام استخدموا القومية كأداة لتعبئة الجماهير, هتلر على سبيل المثال، طرح فكرة “العرق الآري” كفكرة تفوّق لتبرير سياساته المدمرة ضد القوميات الاخرى والأقليات وتبرير العنف, كذلك استخدم صدام القومية العربية كوسيلة لتعزيز سلطته واداة مهمة لتعبئة الجماهير، معتقدًا بأنه يمثل مصالح العرب في مواجهة الأعداء الخارجيين، وخاصة الجارة إيران والتي جعل منها عدو, وايضا الكيان الصهيوني جعل منها عدو للتسويق الاعلامي فقط.
هتلر ارتكز على مفهوم (العرق الاري) كقاعدة اساسية له, وهكذا أنشأ نظرية شائنة تُعرف بالتفوق الآري، والتي اعتبرت أن الألمان من أصل نازي هم أرقى الكائنات البشرية, في كتابه *كفاحي*، قدم هتلر أفكاره حول العرق وشدد على ضرورة تطهير ألمانيا من “العرق الأدنى”، الذي تضمّن اليهود، والغجر، والشعوب السلافية, لقد استخدمت هذه الأيديولوجية لتبرير الجرائم الوحشية، وكنت تسمى تلك الاعمال بالسعي “لتنقية” المجتمع الألماني.
في المقابل استخدم صدام حسين القومية العربية لخلق شعور بالوطنية وتعزيز سلطته, حيث نصب نفسه حاميًا للقومية العربية! وممثلًا لمصالح العرب في مواجهة التحديات الخارجية، في خطبه كان يعبر عن ضرورة وحدة العرب ضد الشعوب “غير العربية”، مما ساهم في تشجيع مشاعر القبائل العربية للولاء للنظام, من دون الاكراد والمسيحيين وباقي الاقليات في العراق, واستخدم القومية العربية خلال حرب العراق ضد إيران (1980-1988)، حيث تم تقديم الحرب كصراع من أجل السيادة القومية العربية، مع معاقبة اي انتقاد داخلي للنظام.
كذلك, استخدم كل من هتلر وصدام القومية كوسيلة لتعبئة الجماهير، حيث قاما بتنظيم مظاهرات واحتفالات وطنية تحت مظلة القومية, حفزت هذه الأنشطة الانتماء والولاء، مما جعل الشعوب أكثر تقبلاً للسياسات القمعية والعدوانية التي اتبعاها كلاهما, في ألمانيا، تم تقديم الجيش الألماني (الفيرماخت) بوصفه درعًا لحماية الهوية الألمانية، في حين أن الأجهزة الأمنية العراقية كانت تلعب دورًا مماثلاً من خلال تصدير فكرة أن النظام هو الخط الدفاعي عن القومية العربية.
كذلك, استخدم كل من هتلر وصدام حسين صورة العدو الخارجي لتعزيز موقفهم القومي وإسكات المعارضة, هتلر استغل الأنماط الثقافية والدينية المتأصلة في المجتمع الألماني للتحريض على الكراهية ضد الاقليات كأعداء داخليين، بينما صدام حسين قدم إيران كتهديد دائم للنظام العراقي، وهو ما ساعد في تكريس الولاء للنظام خلال فترات الصراعات المسلحة.
يتضح أن النزعة القومية لدى هتلر وصدام لم تكن مجرد أداة سياسية فحسب، بل كانت أيديولوجية متجذرة في المفاهيم العنصرية والتسلطية، أدت إلى دمار إنساني كبير, هذه العوامل تبرز أهمية الوعي النقدي تجاه الأيديولوجيات القومية المتطرفة لحماية المجتمعات من الاضطهاد والعنف.
ثانيا: القمع السياسي
عُرف النظامان بقمعهم العنيف للمعارضة بالأساليب القاسية التي استخدماها لقمع المعارضة وإسكات أي صوت يهدد سلطتهما, لقد اقام هتلر نظامًا بوليسيًا دقيقًا من خلال “الغيستابو” (الشرطة السرية)، حيث قمع أي صوت معارض وأعدم أو سجن العديد من المعارضين بشكل وحشي, وكذلك، استخدم صدام الأجهزة الأمنية لخلق مناخ من الخوف، حيث يتم استهداف أي شخص يُعتقد أنه يمثل تهديدًا للنظام، مما أدى إلى إرهاب واسع النطاق ضد الشعب العراقي.
ويمكن تحديد اساليب القمع السياسي التي اعتمد عليها هتلر ضد الشعب الالماني.. بالتالي:
الآلية البوليسية في النظام النازي.
في ظل حكم هتلر، تم تأسيس نظام بوليسي صارم يعرف بـ “الغيستابو” (الشرطة السرية), كانت هذه القوة تعمل بشكل مستقل وفعّال في مطاردة أي معارضة سياسية أو فكرية, وكانت مهام الغيستابو تشمل: التجسس والمراقبة: حيث قام رجال الغيستابو بالتجسس على المواطنين، وتحليل رسائلهم الهاتفية والبريدية، ومراقبة أنشطتهم اليومية, كان لديهم السلطة الكاملة لإجراء الاعتقالات دون محاكمة.
الاعتقالات التعسفية.
تم اعتقال الخصوم السياسيين بشكل عشوائي دون أي دليل قانوني. وكان يتم اقتياد هؤلاء المعتقلين إلى معسكرات الاعتقال مثل “داتشاو” و”أوشفيتس”، حيث تعرضوا للتعذيب والإعدام.
أعمال العنف المنظم:
قام النظام النازي بتنفيذ عمليات تطهير عنيف ضد الأقليات الأخرى، مما ساهم في نشر الرعب بين السكان. كانت هذه السياسات تعمل على تعزيز “الولاء” للنظام من خلال خلق حالة من الخوف.
اما اساليب القمع السياسي التي اعتمد عليها صدام ضد الشعب العراقي, فقد تم استخدام مجموعة من الأجهزة الأمنية لتحقيق نفس الأهداف القمعية, وكان أبرز هذه التنظيمات:
الاستخبارات العسكرية:
كانت تعمل كمراقب رئيسي على الأنشطة السياسية والاجتماعية، وتمتلك صلاحيات واسعة للاعتقال والتعذيب.
الحرس الجمهوري:
كان يُعتبر القوة الأكثر ولاءً لصدام، وتم استخدامه لقمع الاحتجاجات الداخلية وضمان السيطرة على الوضع الأمني.
ترويع المواطن العادي:
استهدفت الأجهزة الأمنية أي شخص يُشتبه في كونه معارضًا للنظام، سواء كان سياسيًا أو مثقفا أو صحفيًا. كما كانت تصدر تهديدات علنية للمعارضين ولأسرهم بهدف إخماد أي دعوات للمقاومة.
أساليب القمع والعنف:
عُرف النظامان بعنفهما في قمع المعارضين، فقد تبنى كلٌ منهما أساليب ترويع متشابهة، منها, اولا: (التعذيب): استخدمت كل من الغيستابو والأجهزة الأمنية العراقية أساليب تعذيب وحشية مع المعتقلين, كانت هذه الأساليب تشمل الضرب، الصدمات الكهربائية، وطرق أخرى تهدف إلى كسر إرادة الأفراد… ثانيا:(الإعدامات الجماعية): نفذت كل من نظام هتلر ونظام صدام عمليات إعدام جماعي للمعتقلين السياسيين، حيث كانت تُستخدم كوسيلة لترهيب الجماهير وإخافة كل من يفكر في المعارضة… ثالثا: (زراعة ثقافة الخوف): كان الهدف الرئيسي من هذه السياسات هو خلق مناخ من الخوف الشديد, الذي يجعل المواطنين غير قادرين على التعبير عن آرائهم أو معارضتهم للنظام, هذه الثقافة كانت تسهل على النظام الحفاظ على سلطته بلا معارضة.
وكانت النتائج المترتبة على القمع السياسي: هي تدمير الحياة السياسية والاجتماعية: لقد أدى قمع المعارضة إلى غياب أي أفق ديمقراطي، حيث توقفت النقاشات السياسية وأُغلقت جميع وسائل الإعلام المستقلة. وايضا تسبب القمع السياسي في إضعاف المجتمع المدني, حيث ساهمت أعمال القمع في تدمير البنية التحتية للمجتمع المدني، مما جعل من الصعب على أي مجموعات أو منظمات معارضة أن تنشط.
ويمكن القول إن القمع السياسي الذي مارسه نظام هتلر ونظام صدام لم يكن مجرد عنف عشوائي، بل كان جزءًا من استراتيجية منهجية لتخويف المجتمع وفرض السيطرة. كان أثر هذا القمع واضحًا في تجريف الحياة السياسية والاجتماعية، مما يذكرنا بمخاطر الأنظمة الاستبدادية وأهمية الدفاع عن حقوق الإنسان والحرية.
التشابه بين نظام هتلر ونظام صدام -2-
الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي
عندما نتحدث عن التشابه بين نظام هتلر ونظام صدام فأننا نجده من عدة جوانب, بعضها يتعلق بالسلطة، واخر بالسيطرة، وثالث بالتنظيم الاجتماعي، ورابع بالشأن الاقتصادي, رغم أن كلا النظامين ينتمي إلى سياقات تاريخية وسياسية مختلفة، حيث ان كلا النظامين كانتا استبداديتين، استخدم هتلر وصدام سلطتهما لتعزيز حكمهما من خلال القمع والعنف, استخدم هتلر جهاز الأمن ومخابرات الدولة لقمع المعارضين والفئات المستضعفة، بينما استخدم صدام جهاز الأمن والمخابرات (مثل جهاز الأمن العام والمخابرات العسكرية) لترهيب وتحجيم خصومه السياسيين.
وكل من هتلر وصدام استغلا الحروب لتعزيز سلطتهما. هتلر شن الحرب العالمية الثانية كوسيلة لتعزيز نفوذه وفرض الهيمنة، بينما أدت حرب العراق مع إيران (1980-1988) في الثمانينات والغزو الكويتي في 1990 إلى تكثيف السيطرة العسكرية والسياسية لدى صدام.
وكل هذه الخطوات تهدف في السيطرة وخلق الولاء المطلق للطاغية. ونكمل اليوم تشابه النظامين:
اولا: الخطاب الحماسي والتضليل الإعلامي
كان لكل من هتلر وصدام القدرة على استخدام وسائل الإعلام للأغراض الدعائية, لدعم خطابهم الحماسي وتعزيز سلطتهم، وبناء صورة إيجابية عن نفسيهما، وتعزيز الأيديولوجيات التي تبناها كل منهما, استخدم هتلر البروباغندا بشكل واسع عبر الإذاعة والسينما لنقل رؤى نظامه إلى الشعب , بالمقابل شكل صدام آلة إعلامية ضخمة تقودها وزارة الإعلام، حيث كان يتم تصويره كقائد عظيم ومخلص، في حين كانت الحقائق تُخفي أو تُحرف, حيث تم استغلال المؤسسات الاعلامية الحكومية للتلاعب بالرأي العام والسيطرة على المعلومات المتاحة للشعب.
وقد كانت ادوات هتلر للتأثير بالشعب الالماني هي:
الإذاعة:
كانت الإذاعة في فترة الثلاثينيات والأربعينيات وسيلة فعالة لنشر الأخبار والمعلومات, وقد استخدم هتلر الإذاعة لنشر خطبه وكلماته الحماسية، مما سمح له بالوصول إلى أعداد كبيرة من الناس في منازلهم, لقد كانت الخطابات تُبث بشكل دوري وتُصاغ بلغة تحفيزية, تلهم الحماس الوطني وتعزز شعور الوحدة.
السينما:
أنشأ النظام النازي إنتاج أفلام دعائية مثل فيلم *انتصار الإرادة* (Triumph of the Will)، الذي أخرجه ليني ريفنستال, الصورة الموجودة في هذه الأفلام كانت تهدف إلى تعزيز فكرة العظمة الألمانية والولاء للهتلرية، من خلال تصوير العروض الجماهيرية بشكل مبهر.
لملصقات والنشرات:
كانت تُستخدم الملصقات بشكل واسع لنشر الرسائل الداعمة للنظام، حيث كانت تتضمن شعارات تحث على الوطنية وتُظهر “العدو” في حالة ضعف، مما يُسهم في تعزيز الشعور القومي.
التعليم:
تم دمج البروباغندا في النظام التعليمي، حيث تم تعليم الأطفال والشباب على قيم النظام النازي وتاريخ العرق الآري، مما ساعد على تشكيل جيل كامل من الألمان يؤمن بأفكار هتلر.
اما آلة الإعلام في العراق في عهد الطاغية صدام, فاعتمدت نظامًا إعلاميًا يعتمد على مبدأ السيطرة والدعاية، مستخدمًا أجهزة الدولة كمركز للتحكم في المعلومات وبث الرسائل الداعمة لنظامه, وأبرز خصائص هذا النظام تشمل:
وزارة الإعلام:
كانت وزارة الإعلام هي المسؤولة عن ضبط المحتوى الإعلامي وإصدار البيانات الرسمية, تم استخدامها لتنفيذ الدعاية، وكان يتم التحكم بشكل صارم في جميع وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة، مما يضمن عدم وجود أي معارضة.
التلفزيون والإذاعة:
لعبت وسائل الإعلام هذه دورًا هامًا في تصوير الطاغية صدام كقائد عظيم ومخلص, وكانت تُبث على مدار الساعة أخبار عن إنجازات النظام وتجسس وتضليل عن الأعداء. تميزت هذه البرامج بالعاطفية والمبالغة في الثناء على القيادة.
الصحافة والمطبوعات:
تم إغلاق الصحف المستقلة، وتم دمج الصحف الحكومية في مشروع سياسي يستهدف تلميع صورة النظام. كانت تُكتب المقالات بطريقة تحرض على الوطنية وتعزز الصورة المثالية لصدام.
واعتمد النظامان على:
اولا: إخفاء الحقائق: كان المسؤولون في كلا النظامين يمارسون الرقابة على الأخبار والمعلومات التي تُعتبر غير مرغوب فيها. كانت الصحف ووسائل الإعلام تمتنع عن نشر أي أخبار تُظهر العيوب أو الفشل، مما يخلق صورة إيجابية زائفة للنظام.
ثانيا: تحريف الحقائق: في بعض الحالات، كان يتم تحريف الحقائق لإظهار إنجازات النظام. على سبيل المثال، تم تصوير الفشل في الحرب على أنه انتصار، بينما كان يتم إخفاء الأرقام الحقيقية عن الضحايا والمعاناة.
ثالثا: فرض الخطاب الرسمي: أي شخص يخالف هذا الخطاب الرسمي يُعتبر خطرًا على الأمن الوطني، مما يُكرس مناخ الخوف الذي يمنع حتى التفكير في الانتقادات.
نتائج التضليل الإعلامي:
هناك العديد من النتائج المترتبة على استخدام هتلر وصدام للخطاب الحماسي والتضليل الإعلامي، منها: اولا: تشكيل الرأي العام: أدت البروباغندا المدروسة إلى تشكيل آراء الجماهير وتعزيز الشعور بالولاء للنظام، مما جعل الناس أكثر تقبلاً لسياسات القمع.. ثانيا: إضعاف المعارضة: من خلال السيطرة على المعلومات، تم تهميش جميع الأصوات المعارضة وتخويف المجتمع من التعبير عن الآراء المختلفة.. ثالثا: تعزيز الهوية الوطنية المزيفة: تم بناء صورة عن القائد كرمز للوطنية، مما جعل المواطنين يشعرون بأن مشاركتهم في الاحتفالات والانتصارات المدعومة إعلاميًا هي واجب وطني.
ثانيا: الرمزية والتقديس الشخصي
شجع كلا النظامين عبادة الشخصية, كان هتلر متمركزًا بشكل كبير في الثقافة والشعار النازي، حيث تم تصويره كمخلص للأمة, كذلك، بنى صدام حسين صورته كرمز للبطولة والفخر العربي، حيث كانت هناك تماثيل وصور له في كل مكان، مما ساهم في خلق صورة زائفة عن القائد الذي لا يُهزم.
عبادة الشخصية هي إحدى الأساليب التي استخدمها كل من أدولف هتلر وصدام لتعزيز سلطتهم وترسيخ نفوذهم على المجتمعات التي حكموها. اعتمد كلا النظامين على الرمزية والتقديس الشخصي لبناء صورة مثالية عن الزعيم، مما ساهم في خلق ولاء أعمى وغير مشروط للنظام, عبر هذه الرمزية، وقام كلاهما بتطوير شخصية مهيمنة تُعتبر مركز القوى والهوية الوطنية.
عبادة الشخصية في النظام النازي
كان هتلر يمثل تجسيدًا للقوة والنقاء العرقي، حيث تم تصويره بمثابة المخلص للأمة, واعتمد على:
اولا: الخطاب الزائد: استخدم هتلر لغة تحريضية في خطاباته، حيث كان يتحدث عن تجسيد الشعب الألماني وأحلامه في بناء “الإمبراطورية الثالثة”. استخدم مركزيته في الخطاب كوسيلة لتقوية ارتباط الجماهير بشخصه.
ثانيا: الرموز الثقافية: تم تناول رموز نازية مثل الصليب المعقوف والشعار النازي في كل مكان، حيث كانت هذه الرموز وسيلة لتوحيد الشعب الألماني حول أفكار هتلر، مما ساهم في ترسيخ صورته في الوعي الجماهيري.
ثالثا: السينما والتصوير الفوتوغرافي: أُنتجت العديد من الأفلام الوثائقية التي تروج لهتلر كقائد عظيم، مما ساعد في خلق صورة زائفة عن قوة غير قابلة للهزيمة. كانت الصور تُعاد صياغتها لتظهر هتلر كقائد تاريخي مخلص يعمل من أجل مصلحة الشعب.
التقديس الشخصي لدى صدام حسين
في العراق، اختار صدام حسين طرقًا مشابهة لهتلر لبناء صورته الشخصية والتقديس الذاتي.. واهمها:
اولا: الصور والتماثيل: انتشر في أنحاء العراق العديد من التماثيل والصور لصدام حسين، مما جعل من الصعب على المواطن العراقي تجنب الرمزية المرتبطة بشخصه. كانت هذه الصور تجسيدات للبطولة والفخر العربي، مما أعطاها صبغة دينية تقريبًا في نظر بعض الناس.
ثانيا: الخطابات والدعاية: كان صدام يروج لنفسه من خلال وصف نفسه كقائد بطولي يدافع عن الأمة العربية في وجه التحديات. استخدم خطاباته كوسيلة لتحفيز الحماس الوطني وتعزيز الشعور بالفخر، حيث كان يتم تقديمه كقائد يحارب من أجل الكرامة والسيادة.
ثالثا: احتفالات وعروض ضخمة: كانت تُنظم احتفالات ضخمة تُبرز قوة نظامه، حيث تُستخدم الموسيقى والتصوير الضخم لنقل انطباع عن عظمة القيادة, كانت هذه الفعاليات تُبرز صورة صدام كقائد، مما يعزز من ولاء الجماهير.
العواقب الاجتماعية والسياسية لعبادة الشخصية