ما هو شرف الله؟ ما مفهوم الشرف لغوياً؟
إيلاف العامري
شرف: الشَّرَفُ: الْحَسَبُ بِالْآبَاءِ شَرُفَ يَشْرُفُ شَرَفًا وَشُرْفَةً وَشَرْفَةً وَشَرَافَةً، فَهُوَ شَرِيفٌ، وَالْجَمْعُ أَشْرَافٌ. غَيْرُهُ: وَالشَّرَفُ وَالْمَجْدُ لَا يَكُونَانِ إِلَّا بِالْآبَاءِ. ¹
1 ـ هُوَ مِنْ أَهْلِ الشَّرَفِ : مِنْ أَهْلِ الْحَسَبِ وَالنَّسَبِ وَالْمَجْدِ .
2 ـ يُحَافِظُ عَلَى شَرَفِ عَائِلَتِهِ : عَلَى عُلُوِّهَا وَمَجْدِهَا وَمَكَانَتِهَا. يُعَدُّ الْمَوْتُ شَرَفاً لِمَنْ يُدَافِعُ عَنِ الْحَقِيقَةِ. (م. ص. الرافعي).
3 ـ أَعْطَاهُ كَلِمَةَ الشَّرَفِ : كَلِمَةَ الصِّدْقِ الَّتِي لَنْ يَحِيدَ عَنْهَا أَوْ يُخِلَّ بِهَا. ²
ما مفهوم الشرف السائد؟
الشرف في المفهوم السائد يدور وجوداً وعدماً مع المرأة، سواء كانت تسميه _شرف المرأة_ او _شرف الرجل_ الاثنان يعودان على المرأة.
شرف: المرأة يتجسد بغشاء وحشمة.
شرف: الرجل يتجسد بأمه وزوجته واخته وبنات العم والعشيرة أي (بالنساء التي لديه صله قرابه بهن) وهذا أيضاً يعود بنا إلى ان الشرف هو امرأة حتى لو كان يسمى للرجل.
أذن ما هو شرف اللّٰه بين المفهومين؟
“اَللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ شَرَفِكَ بِأَشْرَفِهِ وَكُلُّ شَرَفِكَ شَريفٌ، اَللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِشَرَفِكَ كُلِّهِ،”³
عندما نقرأ هذا الجزء من دعاء البهاء ماذا سنتصور شرف اللّٰه؟
هل سيأخذه القارئ بمعنى الشرف الذي يعرفه هو (الذي يتجسد بالمرأة) أم بمعناه اللغوي؟
اذا نأخذ بمعنى الشرف السائد سنكون هنا في كارثة لأننا نَنسُب هكذا شيء للخالق وحاشه للّٰه من هكذا كلام
شرف الله هو صفات الله الحميدة أي جميع صفاته.
من هنا يجب أن نعرف أن الشرف الصحيح هو ليس كل ما يتعلق بالمرأة بل هو كلمة تكتسبها لأمتلاكك صفات جيدة -الصادق، النزيه،… الخ- او نسب معروف بصفات جيدة وليس بنساء.
لماذا رجال الدين لم يصححوا معنى الشرف؟
اذا كانت الأدعية تدل على معنى الشرف الصحيح الذي يتجسد بالصفات الجيدة فلماذا نرى رجال الدين لم يحرموا قتل النساء تحت معنى الشرف السائد؟
رجال الدين يمتلكون قاعدة شعبية كبيرة لقربهم من المجتمع من خلال المحاضرات الدينية وأي مواضيع يطرحونها ويأكدون عليها وعلى المطالبة بها ستحدث ضجة كبيرة وتصبح قضية رأي عام.
لماذا لم يتطرقوا إلى هكذا قضايا وطالبوا بإيقافها والحد منها؟
أهم خائفون من الرد العشائري (القبلي) أم أنهم يأدون هذا الفعل؟ تحت مسمى الشرف السائد
اذن مسؤولية تمييز الشرف الحقيقي عن شرف القبائل (كون مجتمعاتنا محافظة وتحمل قدسية لعلمائها) تكون على عاتق رجال الدين مثلما هي مسؤولية على الناشطين في المجتمع وتوعيته.
فيجب عليهم أن يتجهوا إلى هذا الجانب لأننا نخسر الكثير من النساء تحت عباءة الجهل السائد وتستر عباءات أخرى.
ماذا سيتغير اذا تم تصحيح الشرف؟
اذا تم تصحيح الشرف هل تطغى النساء وتثور للسنوات السابقة؟
اعتقد أغلب الذين يرفضون التصحيح هم خائفون من ردة فعل النساء لأنهم يعرفون لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار وعكسه في الاتجاه.
أي أنهم يعرفون كم كان فعلهم كبير -الشك المستمر، المنع من الخروج، التحكم بشكل الملابس، تحديد طريقة العيش،… الخ- على فئة النساء فهم يعتقدون أنهن سيثورن عليهم ليأخذن الثائر، لكنهم هنا وقعوا في خطأ أنهم لا يعلمون أن النساء عندما تكسب قضية كهذهِ فإن ردة فعلها ستكون على ذاتها بأعلاء شأنها والعمل لتصبح شيء عكس ما كانت عليه وهي محتكرة في قفص الشرف.
إن النساء اذا بقيت في هذا القفص ستثور بشكل سلبي أي ستثور لتأخذ ثأرها من الرجل لتُخرج كل ما في داخلها وتصبه على الرجل.
هل غشاء الشرف من ضمن الجرائم المخلة بالشرف؟
أولاً لنعرف ما هي الجرائم المخلة بالشرف في القانون:
- ـ السرقة
- ـ الاختلاس
- ـ التزوير
- ـ خيانة الامانة
- ـ الاحتيال
- ـ الرشوة
- ـ هتك العرض
حسب الفقرة سادساً من المادة الواحدة والعشرون من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 .
بعد أن عرفنا ما هي الأفعال التي يعتبرها القانون تهز شرف الشخص – بدون تمييز بين أكان الشخص رجل او امرأة- نستنتج أن الجرائم التي تخل بالشرف هي الجرائم التي تخل بالصفات الجيدة وليس التي تتعلق بالمرأة وبجزء من جسدها.
إذن أين مفهوم الشرف “السائد”؟
لم نجده في اللغة ولا في الدين ولا حتى في القانون!
إنه في عقول ورغبة الأشخاص الذين يريدون أن تكون السيطرة فقط لهم وأن تعاملهم النساء على أساس أنهم الأعلى والأصح حتى لو كانوا غارقين في الخطأ.
بسطر واحد يستطيع رجال الدين أن يقيموا ثورة على عُرف مغروس في المجتمع لكنهم في سكوت وحتى وأن تكلموا لا يتجاوز حديثهم محاضرة واحدة وتنسى كل الدماء التي سالت من أجل قطرات دم لم يرها أحد!
والعشائر فرحى بهذا التأييد الديني والقانوني، فالقانون بسبب العرف واباحته لقتل الشرف خفف عقوبة القاتل في جرائم الشرف واعتبره سبب لتخفيف العقاب، حسب المادة 409 من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969
وهذا يعني أمان القاتل ودمار المجتمع لأن الكل يقتل الضحية ويمجد الجاني ويعتبره بطل زمانه.
يجب ان نذكر نقطة مهمة غفل عنها “المتأشرفون” وهي عقوبة الزنا للمحصن والمحصنة وغير المحصن وغير المحصنة هي (الرجم والجلد) وليس القتل.
وهاتان العقوبتان لا ينزلهما أي شخص بل الحاكم الشرعي وليس كل من هب ودب من أقرباء المرأة، والعقوبتان للرجل والمرأة كلاهما ليس للمرأة فقط.
فالشرف ليس امرأة بل صفات.
¹ معجم لسان العرب
² قاموس البراق
³ دعاء البهاء (دعاء السحر)