الموسيقى أسئلة التفكير الموازي
شعوب الجبوري
عن الالمانية أكد الجبوري
تتمتع الأراء التي تبحث أهداف وأهمية وإشكاليات جوهر الموسيقى مكانة مرموقة في تفتح النفوس والعقول. غرضها مواجهة التفكير الموازي٬ مفاتيح الوصول إلى معارف بناء محدد متخيل الفروع على مثبت وضوح الأصول؛ سياقات تتمة إنجاز شرح نـظم وقوعها على تام الموافقات لا عيب فيها٬ وما يعفى عنه متفق ظاهر المسموع٬ تزعم وثيق المضمون من التقبل. والموافقات هنا لا تعني النهي بضدها من أحكام. بل مواجهة مفعول أبرز جديرها٬ احكام مبينة اجراءات إزالة الإستفهام وبخاصة ما خضع بضدها٬ جمع انفتاحهما يتعظم بالنقدين في اختصاص؛ تتمة مواجهة المشقة الموازية بين وجهات الفهم المستوفي٬ حيال اعتبارالعلامة والمقدمة وشرح وتفسيرادلة المتخيل أو التجريب إشارات مواجهتها ناظمة ميتافيزيقا جديدا٬ أو٬ تحقق قيميي في ابداع علمي جديد مضاف. والنظر في مواجهة التفكير تشابه الصورة المطابقة موازية٬ لا يعد توافق نظم نيل المنى في مواطن تحكيم اتجاه المراد والإيراد٬ وإنما مفاتيح مسار تتجاور الوصول لمشقة النفوس والعقول إزاء بناء الفروع على الأصول بـ”الثمة/الأثممة” (ابوذرـ 2012 ) بوصف مكانتها المرموقة في أثر الحكمة المدهشة٬ الذي يفتح وجهات الرفع المعتبر الخاص بالرقي السلوكي والخصب المعرفي بكل منطق٬ إدراك حسي تجريبي٬ لتشق نتائج تقويم تحضر المجتمعات٬ بأعتمدها أدلة مفيدة على الدروب الأمنة للحضارة٬ وتعمق تفهمها أسئلة الإبداع الموسيقي وتصديره. أمامها.
كانت تبرز انتقادات تزعم أن الموسيقى ليست سوى نسخة جرح لا تعديل لكدمة تيه سابق. وكان على الموسيقى الأجدر أن توضح موقفها/افهومها في مقدمات لكل ميتافيزيقيا مقبولة٬ عارضة النقد على المنهج الموسيقي التحليلي٬ ثم كان عليها أن تعيد الكرة في تجديد أنغامها ناقدة نصاب الأفهوم المحض لا المجرد٬ كما أبراز جديد جديرها التصديري الذي تنقله إلى المتلقي٬ بالإضافة إلى ابراز التعديلات والإضافات التي أشارت إليها في هامش عمرانيتها الطويلة في التشابه والتأمل والمقارنة على التصدير النغمي نفسه أو ما كان خارج.
فيما كان يرأي البعض الآخر٬ أن نظرتها إلي الأشياء بتشبيه المحكمة٬ بوصف٫ ما يجب أن توجه ما تسوى أمامها المخاصمات الداخلية التي اجتاحت صيرورة تاريخ الفكر البشري وعرقلت ارتقاء نموه. واثارت إلمحاتها إلى موضوع النقد الإدراكي الجمالي هو العقل البشري نفسه٬ وإن الإشكالية التي عليها أن تطرحها وتجلوها تحليلا جماليا عن كيفي عينت قدرة الرقي السلوكي والمعرفي خارج حدود التجربة؟ وكيف نتابع تحقق شروط الاستمكان الميتافيزيقي الجديد٬ القادم؟. ولم اعتمادها لا تقوم بتصدير ابداعاتها بصورة تامة وأساسية نقدا للدغمائية بما هي أعلم بتجاوزها لتلك الحدود بتقييد النفس وتهفيت العقول.؟
و ليتجلى انطلاق تصدير جديدها من أن غاية النقد التحليلي الموسيقي هو العثور على “تجارب لمصادر سمع آمن”٬ التي تقود المتلقي إلى التحقيق ومتابعة الميتافيزيقيا من قبلية موسيقية كعلم منتج٬ ومهمة التقديم والتصدير أن تدافع عن تحليل نتائج نقد العقل الموسيقى المحض بوصفها المحاولة الشاقة الوحيدة لترصف أسس الأسذلة الموجهة للتفكير الموازي.
وتلجأ الموسيقى عادة٬ في تصدير الأسلئة موجهة تفكير الموازي٬ إلى تحليل المسار الخاص والمحدد من أتمة المنطق عنها. آخذة بنظر الدقة معارف الرياضيات والطبيعة “المادية وأنسنتها”٬ التي فتحت أمامها هذه العلوم العقل المحض “التجريبي الآمن”٬ فتظهر له٬ في الآن نفسه؛ لماذا تعثر التحليل الموسيقي ميتافيزيقيا؟ ولم (بكسر اللام وفتح الميم) صارت الأنغام مع العلوم علوما؟. مما لا غرو فيه إن “الابتكار الكوبرنيقي” في اسلوب ومنهج التفكير جعلت لها مفتاح جذوة المسار المعرفي التجريبي الآمن٬ وهي عنه لا تعدو كونها مركز اشد جذبا في قلب العلاقة القديمة بين تحليل تمايز جمالية تفتح النفس والعقل فيها وموضوعاتهما٬ بمعني جعل الموضوع المتناول موسيقيا ينتظم تأليفه وفقا لما يمليه جمالية تفتح النفس والعقل بعد أن كان الفلاسفة والعلماء ومن الباحث المريد٬ حتى اللحظة٬ يحسبون أن معرفتنا الذوقية للجمال ترتقي بكمال السلوك والمعرفة وفقا للموضوعات التي تساهم فيها وتشترك التناغم والاحتراز الاخلاقي معا. لكن هذه الفكرة المنهجية في سياق الثورة المنهجية تحصر في الوقت ذاته تمكن شغف تفتح النفس والعقل لنظرية “المجردة” في حدود المحض “التجريبي”.
وإن تجلى٬ كان من نافل القول٬ بيان الوضوح أن لهذه الحدود حصرت وحصدت “فائدة عقيمة/سلبية في التوقع من خطأ التهور والأفراط٬ حيث أن الاحتراز هذا لا محاط بأدلة مادية للأثبات المعرفي٬ ما يعني٬ أن ما هو غير دقيق وغير تم الوضوح بذاته هو فائدته الموحية بتعليله الإيجابية. ابراز هذه المنفعة توكد الـ”ثمة” الفائدة الإيجابية التي تمكنها ـ الأنغام ـ أن تستفيد من علمية التصدير الميتافيزيقية الجديدة القادمة كعلم.
ومما لا غرو فيه٬ ستأخذ الموسيقي سمعا متشدد الرهفة في المعنى٬ على التمييز الأساسي بين المعطاة لنا بوصفها ظاهرات٬ والأشياء “الثمم” في ذاتها تظل معرفة غامضة أبدا بالنظر إلى طبيعة محدودية فاهمتنا البشرية الإنسانية. هذا التمييز وحده هو الذي يسمح لنا بأن نقييم هذه الأشياء عن ثمم في ذاتها علاقة من ضرب آخر٬ نعدها “كيفيات”/فروضا ملزمة لحل تناقض النفس والعقل مع ذات الموسيقي بذاتيتهما٬ واستحواذ عملية خلود حس ذائقة الجمال في النفس والعقل٬ واثبات حرية الرقي في مواجهة المتوازي جماليا٬ أثبات انعكاس حرية الموسيقى في عدم تقييد النفس والعقل٬ وإظهار رقي السلوك والمعرفة الاخلاقية الاجتماعية٬ التي مصدرها الحرية المطلقة بوجود الخالق. ضرورة لتأسيس تذوق السمع الموسيقي الجمالي٬ ولازمة خلقية السؤال الأخلاقي و منفعة فائدته مع أغراض نمو وارتقاء رفعة النفس وزهوها مع العقل.
واخيرا٬ موضوعنا٬ في هذا الاصرار تصدر عن إذن على فرضية الموسيقى مواجهة تفكير الموازي شيء في ذاته٬ وهي بالضرورة٬ إذن موجهة ضد الريبية والمثالية المتعالية الذاتية٬ وضد سو الفهم. لكن هذه الإرادة الخيرة توكده لنا٬ في الأن نفسه٬ أنه لا يمكن تجاوز وإلغاء الأسئلة موجهة للتفكير الموازي في ذاته٬ دون تهديم كامل لسياق ومجال نقد التحليل الحسي الإدراكي لعمله٬ عل طلك هو السبب الذي دفع غالبية مريدوه [الموسيقى] وباحثوها ومتابعوها إلى أعتماد الفهم الموجه لاسئلة تفكير الموازي في متابعتهم الذائقة في رقي السلوك وجمالية كمال المعارف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- المكان : طوكيـو
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة)