صمت بالقرب من دجلة أني بالقرب من نصب الحرية٬ كوني معي ايتها الحرية الرائعة طليقة عندما يكون ضوء المساء منخفضًا، إلى ضفاف دجلة عندما يزدحم طيور النهر البيضاء يزحف الدم، و رائحة النهر الصافية تنغز الأعصاب أدندن مع نفسي لحن “هاينريش شوتز Heinrich Schütz” وارتعش. والقلب المتفاني يمتد بلوعته٬ خصب يلج يفتق٬ بأصواته الناعمة وجميع عجلات النسائم وأوراق البنفسج الحلو يمرر الروح في شوق التباطؤ. الحرية بالقرب من دجلة عندما يكون المعنى الحسي مثقل بالآلام التي تقهر الثقة بالموت؛ وروائح الزمن مكومة معتوه الدهشة عبر أفق ونخيل ينثر الغبار على سرير النهر والأصوات تتعالى٬ قادمة لأجل الحب وأرواحهم هكذا مرتبطة بأفكارهم والحياة لديهم لهب٬ يهز مقلاع الغضب. حريتهم العنيدة الحلم – أفكارهم عندما لا ترحل. صمت بالقرب من دجلة … كن مع تلك الروائح النهرية الصافية كن الموسيقى٬ كن بالقرب مني ايتها الجميلة الناعمة عندما يجف إيماني، حين أتسارع إليك والرجال القتلة ذباب الخريف الأخير، التي تضع هراواتهم، وتلدغ وتقتل وهي تنسج آفاقهم الصغيرة أمراض على سفك دماء٬ روائح الدم الغاضب سترافقهم عندما يمرضون بالخوف والرعب يطاردهم الجسور والموسيقى يهز بيهم الذاكرة ويموتون. الحزن بالقرب من دجلة عندما أتلاشى هذا المساء، للإشارة إلى نهاية سفر أعمى أو على الأقل بتجاه ما عليه وعلى حافة نهر دجلة المنخفضة المظلمة نسيم شفق جميل يغسل أفكارنا عن هذا اليوم ونحن نسرع الوردة الحلوة وردة البنفسج وروائح نهر دجلة. وأدع نفسي أدندن مع نفسي لحن “هاينريش شوتز Heinrich Schütz” وارتعش. مزدحم بالطيور النهرية البيضاء وأعيش الحب نفسه الذي لا ينام٬ مكوما نفسي بأوراق الورد ملامسا صمت بالقرب من دجلة.