فجوة الأوبرا والبالية ـ عناصر الهيبة والأبهة المتعالية
أ.د. إشبيليا الجبوري
ترجمة: عن الألمانية أكد الجبوري
محتويات الحلقة:
2-1 الموسيقى والدولة: الإشكالية المتشاطرة
2-2 الإشكالية المزمنة بين تبادل أبهة الأحكام و نزول هيبة الأرادة الحرة
2-3 الحفاظ على تهيب وحدة الحكم العملي؛
لمدخل تهيب العناصر من الصيرورة إلى إدراك ثقلها٬ هناك نقطة أخرى يتوافق حولها (نيتشه) و (فاغنر) تتعلق برؤيتها للواقع٬ وموقفهما من ”جينالوجيا/ أنساب الأخلاق ”٬ فما يميزها عن العديد من الفلاسفة الذين نظروا لصيرورة التهيب ونمو كينونتها في الأنوجاد ك ”عروض مسرح المدن الفاضلة ”٬ هو أنهما رغم موافقتهما على انحياز قبول/ رفض تلك العروض٬ إلا أنهما يرفضان التنكر نظرة الخطاب للواقع وافتراقه؛ هو الأمر الذي توقف عند كل من فاغنر ونيتشه؛ فهما يرفضان أقوال أصنام المدن الفاضلة٬ ويصفان خطاب مدنهم تصورات بغير المقدور على تحقيقها٬ وذلك في معرض تأكيدهما“ بالتعريف المؤطر”؛ ضرورة الاهتمام بالفعل المدهش٬ أي بالإرادة المتعالية هيبة مدركة بالملموس. وفي هذا السياق التنظيمي٬ نجد أن شارحي (نيتشه) أخذهم غلو يجرف ثقل“ الإرادة المتعالية ”من ثقل كينونة المكون“ الاعتراف بالملموسات”. بمعنى٬ جانبوا الصواب لما رأوا فكرة اهتمامه الأول بالمتنوع الطبيعي٬ والمتحول الأخلاقي٬ والمتعدد المنطقي؛ التي تحفل بها مؤلفاته٬ وذلك بسبب أن تطلعوا خطأ أن تعاليمه تمثل“ نظرية في التغيير الفلسفي ”٬ وهو بالضبط اهتمام بالمتهيب الثابت المتعالي٬ والمتهيب المتنوع المتعالي٬ والمتهيب غير المتحول المتعالي٬ أي بالمتوالي الدائم الإضافة وقيمة الباقية المستمرة. والذي جعل (نيتشه) مشقة سؤاله في فن الأوبرا والباليه مرتكزا جماليا فلسفية للإرادة المتعالية٬ أي ذا وثيقة أنوية بتاريخ الثورة الأخلاقية٬ طبيعة وأخلاق ومنطق٬ الثابت٬ والثابت والمتحول٬ أي بمعنى٬ بحسب ما يلاحظ٬ هو٬ أنه كان من فكر بإمكان تأسيس كيان كسنوني مكونا٬ مكون متحول دائم٬ ومتوال طويل البقاء ومتنوع مستمر…٬ والأهم في سياق موضوع هذه الدراسة٬ أن (نيتشه) كان أول من تصور نشوء ميدان إنساني“ الإنسان المتحرر المتعالي المستقل ”عماده: قوة الإرادة؛ قوة تهيب الطبيعة الإنسانية٬ قوة تهيب الأخلاق الإنسانية٬ قوة تهيب المنطق المتحول والحكم. بمعنى الأخذ بالقوة؛ فن القيمة المضافة٬ أي جمالية تصرف وتعاليها مكون الأوبرا والباليه؛ تكون قوانينه ومبادئه للعمل٬ مستقلة عن تعاليم جاهزية الكنيسة وسلطتها على وجه الخصوص٬ مما أبرز أهمية فكرة جمالية فن الأوبرا والباليه ضمن خطاب الإنسان المهيب٬ قيادة الأولويات المتعالية التي تتجاوز مستوياته الأخلاقية المتهافتة٬ وتجعل من الخطاب الموجه مجمل الشؤون الإنسانية رفعة عموم. بمعنى؛ أن الخطاب الأوبرالي بالباليه يشكل إرادة تحقيق بالتجربة٬ سعيا إلى تصحيح“ المعرفة التجريبية المركبة”. وجعل هذا السبيل حول خلق تصور جديد لمعيار المعنى بالإرادة التجريبية٬ وذلك من خلال ما يمكن أن يكون له ترجمة فاعلة من الإرادة المنطوقة بالخطاب إلى الانوجاد وال ”تراني ”كيف يمكن الفحص عن صحتها تجريبيا. ولهذا السبب أصر صاحب كتاب (زرادشت) على الذين يدخلون عالم الإرادة المتهيبة المتعالية٬ تحطيم صنمية العبيد وجحود السعداء. أي٬ بمعنى أن يتعلموا أولا السعادة بالعمل“ الفعل ”٬ ”قيمة هيبة الإرادة المتعالية”؛ كيف يكونون غير مهانين٬ أي كيف لا يلتزمون بالسنن الكنسية الطيبة المهينة. ووضع قواعد لهذا التصور النيتشوي٬ نحو الأنوجاد: خطاب الأوبرا/ الباليه بمثابة التجريبية المركبة التي يجب أن تكون قابلة للتحقيق“ الانتقال من إرادة الأفول إلى إرادة التجربة ”لتحقيق جديد“ ال (تراني) ”٬ والاعتبار للإرادة خطاب الأوبرا/ الباليه بمثابة إرادة تأكد قابليتها للتأييد تأييدا ملزما تاما وهذا التوجه مبدأ التأييد للفن والجمال. وكذلك الأخذ بموضوعات الأوبرا والباليه بما يجب أن تكون قابلة للجهد بالتأييد والتفحص في الخطاب المبين طرحه مع إظهار الملاحظات في مشقة السؤال المتعلقة بالأحوال التي تكون فيها الصفات المستحقة ذكرها كملاحظات. بمعنى٬ إن الذي يميز نظرة (نيتشه) الجمالية المتعالية٬ أي ال ”تراني ”(أو) ال ”انوجاد ”الأوبرالية والباليه من تأوهات رجال الثورات الفكرية٬ هو أنه فهم الأساس الذي تقوم عليه إقامة قيمة ال ”تراني هوية ”٬ ال ”انوجاد هوية ”الإنسان إرادة مستقلة٬ موحدة الجوهر٬ لتلتحق في خلقها مجموع المكون كينونة جوهر٬ المضاف٬ قيمة سياق تنظيمي جمعي٬ وليس العكس٬ وتأسيس دولة أمة قوة أيديولوجية (الألمانية) لا على غرار النموذج الفرنسي والإسباني٬ بل تهيب بنفسها متعالية٬ متجاوزة حتى ما يألفه البعض“ البسماركية ”٬ لا كما بالنظرة إلى (روبسبير) عند فاغنر٬ بحيث نجد أن نظرته البعيدة٬ القوة الفائقة الإرادة٬ هي ما ينبغي تجسدها إعجابه في تطبيقات ما حققته٬ في تنفيذ خطة الثورة الفرنسية٬ التي كانت مكتوبة بإشارات وتنبيهات في إسهاب في منوه إليها عنه٬ نيتشه.
ونجد الاهتمام نفسه عند (فاغنر) في إطار دفاعه حضور هيبة الأيديولوجيا في الأوبرا والباليه٬ عن ضرورة وحدة قوة إرادة الاجتماع البشري٬ إذ يلح على فرض مسحة الخطاب الأيديولوجي جمالية قيمة متعالية٬ الإخضاع الموحد٬ والفعل الطوعي٬ والتهيب النافذ المقدس؛ بمعنى يعطي بالملموس انعكاس؛ بالمتنوع الطبيعي٬ والمتحول الأخلاقي٬ والمتعدد المنطقي الجمعي؛ بمعنى٬ أنه لا بد لهم في الاجتماع المقدس من وازع يتنقل باستلامه هيبة القائد الملهم٬ ينسبون له مرجعية الإرادة٬ حاكم يرجعون إليه٬ وحكمه فيهم تارة يكون مستندا إلى شرع فنزل من عند الله يوجب أنقيادهم إليه إيمانهم بالثواب والعقاب عليه الذي جاء به فبلغه٬ وتارة إلى سياسة عقلية يجب القيادة إليها ما يتوقعون من ثواب ذلك الحاكم بعد معرفته بمصالحهم”. مضيفا“ وما تسمعه من السياسة المدنية فليس من هذا الباب٬ وإنما معناه عند الحكماء ما يجب أن يكون عليه كل واحد من أهل ذلك المجتمع في نفسه وخلقه٬ حتى يستغنون عن الحكام رأسا٬ ويسمون المجتمع الذي يحصل فيه ذلك بأوبرا وباليه المدينة الفاضلة٬ والقوانين المراعاة في ذلك الخطاب المقيد بالسياسة المدنية٬ وليس مرادهم السياسة بالفرد؛ التي يحمل عليها أهل الاجتماع بالمصالح العامة٬ فإن هذه غير تلك٬ وهذه عروض خطاب المدينة الفاضلة٬ تشكل عندهم نادرة أو بعيدة الوقوع٬ وإنما يتكلمون عنها على جهة الفرض والتقدير.
إن الرفض ل (يوتوبيا) الفلسفة وما ينبغي أن يكون٬ ليدل شديد البيان على أن (فاغنر) كان شديد الارتباط بالواقع لا ينفك عن التفاعل معه٬ حتى أنه يصعب على الباحث الفصل بين تنظيرات هذا العالم/ الموسيقي وما يقترحه كبرنامج سياسي واجتماعي وثقافي واقتصادي٬ وبين ما يستخلصه ويستنتجه ويتأوله من معيشة ودراساته التاريخية. وهذا بالفعل ما حدا بنا على التريث في الجزم بإبراز موقفه من قضية الايديولوجيا بالفن والايديولوجيا بالسياسي٬ فعندما نستنتج أنه من دعاة دمج الفن الأيديولوجي بالسياسي والحكم بالسياقات التنظيمية العليا٬ نجد أنه لا يفعل ذلك من منطلق رصده التجارب الفنية والجمالية والسياسية٬ ولا سيما أنه من الذين يرفضون التنصيص الأيديولوجي على الشؤون الجمالية الموسيقية والسياسية. ولما نلمس له فصلا“ المركب الشبح ”تمييزيا بين إرادة السياسة الدنيوية وإرادة التدبير الأيديولوجي٬ نجده يقيم نوعا من خطاب السلطات المتهيبة العليا٬ والمستندة إلى الأوبرا والباليه٬ أو٬ أنوجاد سياقات السيمفونيات (التنظيمية) الايديولوجية٬ مقدما من خلالها“ الدعوية العامة المقدسة ”٬ معبرا خلالها٬ النصح٬ لمن يملكها معتقدا٬ ويملك إرادة ساكنيها في ال ”تراني ”(الجوقة) ٬ خطاب سلطة لا يتميز فيها نظام الحكم عن الكيان السياسي. وربما هذا ما حدا ب (نيتشه) على الأخذ عليه؛ بأن اتجاه (فاغنر) إلى عالم التأويل الموسيقي٬ هو تداخل الإرادة الايديولوجية في تمكن ”عالم الأوبرا ”صياغة خطاب عن“ لحظة شروع علاقة الإرادة العليا بطموح التهيب ”٬ كما أن اتجاه (فاغنر) إلى آفاق“ عالم اشياء الصيرورة ”كان نتيجة إدراكه حقيقة الهوان٬ وجحود آخد ب ”تراخي الأبهة ”من قيمة الإنسان. وهنا٬ تصبح (الفاغنرية) ٬ منطقا صوريا: لأنا متراخية٬ وصفا قابعا لواقع ريء علينا تجاوزه٬ والفاغنرية علامة برنامج عقلاني من شأنه مساعدتنا على تجاوز الواقع الفاغنري اللا أنا٬ في سبيل تحقيق الطموح الماضي المتماهي عن اليوم؛ فالمضمون الإيديولوجي في الأوبرا البالية٬ لها خطاب متعالي محدد٬ ولكن بالتأكيد إرادة المتهيب فيه ليس المادة المعرفية٬ بل التعالي عليه من خلال مبثوث المتبقىات من فساد التراث٬ مما يدعو بشكل مستمر٬“ المركب الشبح ”كدعوة بالمتنوع الطبيعي٬ والمتحول الأخلاقي٬ والمتعدد المنطقي؛ التي تميل بكفاءة عمل ال ”تراني ”للفصل بين الايديولوجيا والدولة في الفاغنرية وتجنب تدخل الموسيقى في تأويل الواحد على حساب معطيات قيمة إرادة تهيبه بالآخر. فجوة الأوبرا والبالية: تنعت عناصر الهيبة والأبهة المتعالية٬ بأنها فلسفية محدد بأنها“ إرادة المتجاوزة ”القوة المتعالية المهيبة٬ القوة التركيبية التجريبية٬ من إرادة القول إلى التحقيق والفحص٬ إيجاز إليها:
تحرر الحقيقة خارج العقل الإنساني٬ ولهذا فإن الإرادة لموضوع الأوبرا والباليه جوف في الذات. والإرادة نظر وعمل.
تحرر الفرد عن الحقيقة الكلية٬ أي إن الفرد هو تجسيد التحدي لها موضوعات الأوبرا والباليه ٬ غير أن (فاغنر؛ يرى العمل الأيديولوجي٬ مولع يتم في داخل ذاته) ٬ يعكس داخل الأوبرا الفرد مهما ينظر للإردادة إلا بمحمل أنه يفكر أو يعمل.
تحرر طبيعة الإرادة وتطور الأخلاق وتحول المنطق؛ بمثابة تعاليي على العقل٬ بل يسلك سلوكا لا يأخذ بمراصفته٬ بل إن الدورات المتوالية؛ دورات لا وعود فيها٬ بل تنفيذ وتحقيق الدورة على نحو يذهب للتغير والتحرر٬ فالمقبل له انتقال من أقوال خطاب رواده الأوبرا/ الباليه إلى مخاطبة إرادة الفرد للفعل٬ لتعظيم تعالي الإرادة للفرد٬ بالتحقق والفحص من إرادة الانوجاد إلى إرادة ال ”تراني ”ثم إرادة ال ” التزاني ”إلى إرادة“ الانوجاد ”٬ بيد أنه يتجدد في كل مرحلة. والإمكان ٬ هنا٬ لا بفكرة التصور الأرسطي٬ والصورة. بل هوالمكابدة والمشقة نحو كل دورة متوالية بالنسبة لكل“ دورة إرادة ”لاستكمال وإغناء التهيب المتعالي دورته.
الوحدة التركيبية والتمييزالتجريبي يؤطران الإرادة ضمن عمل“ الأوبرا/ الباليه ”٬ أي وحدة الفرد وتعاليه٬ وفرة الهيبة لها تمييز قيمة متعالية٬ بمعنى“ فلا ”سمات وحدة للفرد المتعالي“ بلا ”سمات تمييز تجريبي للتهيب٬ ولا تمييز للأوبرا والباليه بقيمة متعالية بلا وحدة تركيبة الفرد (القول والفعل). فوحدة السلطة المتعالية تتنوع بالصيرورة تفهم موسيقي مهيب متعال٬ يجدد الفرد القيادة طبيعة الأفكار٬ وتنوع المنطق وتحول الأخلاق٬ التي لا تفهم النص في الخطاب إلا بصوتها في السلطة.
2-1: الموسيقى والدولة: الإشكالية المتشاطرة
والتمييز المتعالي في نشاط الموسيقى والدولة؛ بعضه يتخذ من صيرورة الشعر وتطوره/ خطاب/ متعالي قيمة التركيب مع قيمة التجريب والنتائج الفاحصة. فالأول؛ يأخذ من الصيرورة للشعر أو الفلسفة لها دور المتابعة في“ دورته ”إلى الخطاب٬ إلى سلطة المنطق العملي. والثاني؛ التمييز التجريبي٬ الوظيفي٬ أبهة العمل٬ تقسيم الطاقة اقتصادياته٬ أخلاقيات الطاقة في التقسيم والتحولات٬ والتنوع المنطقي٬ لأجل أن تنجو الأوبرا والباليه من الميتافيزيقيا٬ والفن الفاسد٬ والجمال الرث للعبيد الديني٬ دون العناية بالمصالح القادمة بالأيديولوجيا٬ لذا تتجه العناية بالأوبرا والباليه العناية بالفرد ومصالح تحقيق مهابته في أنشطة ميادينه٬ وفي الأخلاق إلي لعناية إلى سعادته٬ وتكون الدولة تحقق عملها ضمن أوركسترا إلى خير الناس جميعا.
والإشكالية للعلاقة أشد تعقيدا عند (نيتشه) بأنه لا يرى الإرادة والواقع ـ الموسيقى والدولة ـ كما هي عند (فاغنر). إلا أنهما يلحقان بظلالهما بعض على بعض٬ من تاريخ الموسيقى والدولة٬ تترافقان لا سعيا وراء صورة من العاطفة٬ ولا أيضا عاطفة خاوية٬ بل هي شكل من أبهة نغمات وتوافقات لها ألوان وخطوط تعبيرية؛أي أنها شكل من أشكال إرادة الأشياء ولا شيء غير الإرادة، وتقوم الإرادة الموسيقية والدولة ضمن حلقة القوة٬ المكانة الفاعلة المتهيبة٬ كفعل فردي ـ نيتشه/ايديولوجي
مؤله ـ فاغنر٬ عبر: ـ تحدي الاستسلام لثوابت الطبيعة؛ الاعتراض على منزلة المؤلهات كل واقع لدولة…٬ ـ تفسير السلطة للدولة بعد التمييز التجريبي٬ وعلى ارتكاز الخطاب للإيضاح والتحقق والتفسير على متوالية تطورية ديالكتيكية٬ بمعنى العملية الموسيقية لها ذاتها مبدؤها إرادة الفرد وتقييم اداؤها الايديولوجي في الفهم. ـ رفض السعادة الرخوة من كل علو تاريخي٬ بمعنى الفلسفة والعلم أن تلتحق بالمعارف الجديدة المتحققة٬ القيمة المتعالية٬ الفحوصات المتحققة بمتهيباتها بـ”الانوجاد” و الـ”تراني”٬ توكد محايثتها بمكون كينونة تماثلها بالكون٬ اساليب الدولة والتاريخ موسيقيا٬ وبعبارة أخرى: توكيد “هوية إرادة الفرد”/الايديولوجيا المؤلهة بين سلطة الموسيقي والدولة٬ سلطة الفعل الاوركسترالي. ـ رد التحديات إلى الإرادة الحالية٬ لا مرجعية أو ردها إلى ؛ تاريخية في الخطاب٬ واقع الموسيقى ونموها إلى لحظة منهجية الفعل وتحقق نتائج قيمها المضافة٬ لتشخيص الإشكالية المزمنة بين تبادل أبهة الأحكام ونزول هيبة الإرادة الحرة. 2-2: الإشكالية المزمنة بين تبادل أبهة الأحكام و نزول هيبة الإرادة الحرة والفهم للأوبرا والباليه عند كل منهما٬ تطور٬ والتطور تغلب عليه إشكالية مزمنة بين تبادل أبهة الأحكام ونزول هيبة الإرادة الحرة٬ بحيث أصبح التغلب والمنافسة مستمر على الذات وتجاوز لها٬ وهو الوقت نفسه استمرار دورة صراع٬ وصدام٬ وتجاوز٬ والمحافظة المتوالية الدؤوبة في تبادل أولوية المتهيبات للأحكام. والإرادة تقدم٬ وكل لحظة من لحظات الدورة متوالية٬ لها قيمة متعالية٬ ودافعة إيجابيا نحو فوق وقائع الأنوجاد قيمة الـ”تراني” بالملموسات الحياتية٬ والتغلب الحسي المستمر في داخل الفرد. من داخله تتدفق وتتسلسل خطواتها القوى وقائع التحقق والنتائج كما تندرج تحتها الوقائع الإنسانية٬ حياة الإرادة؛ صيرورة الأحكام والإرادة الحرة٬ وتحديات الواقع. لأن التحدي له مرسوم بين الطبيعة الكلية والفرد٬ في إرادة تتماسك التربص لكل منهما في داخل الإنسان المهيب٬ تحدي العلاقة؛ بين٬ تعالي الأحكام وأبهتها٬ ونزول هيبة الإرادة الحرة٬ اللذان يشكلان بناءا تجريبيا وتجريديا في آلية المتواليات المبثوثة: كلياتها؛ النموذج المتطور في حياة تحريك المتوالية؛ وتأثير خطاب الأوبرا والباليه٬ نظرية وعمل وتاريخ ابداع في الحفاظ على تهيب وحدة الحكم العملي. 2-3: الحفاظ على تهيب وحدة الحكم العملي؛
وقد يتعلق التحول والتغير والحفاظ على علي تهيب وحدة الحكم العملي من خلال الآخذ بخطاب ومنهاج العمل في تحد؛ طبيعة٬ وأخلاق٬ ومنطق وجمال٬ وتجارب الحق في (الأوبرا والباليه). وأخذت الأهمية في وحدة الحكم على تكوين بث مكتسبات قوة الإرادة من خلاف الأجناس المختلفة في تحديات الطبيعة٬ والتغيير الأخلاقي٬ والتنوع المنطقي التي تقوم بها سمات“ قوة جمال الإرادة”؛ بفلسفة الفن وعلم الجمال واللغة أيما اهتمام، ويمكن وضع مشقة سؤال الحفاظ على تهيب الحكم العملي٬ يمكن وضعها ضمن الفكرة المدهشة المتعالية وخصائصها٬ في:
اعتماد تهيب الفعل في مضمون معين؛ محددة في جوهرها؛ عن صنعة وفن الأوبرا والباليه٬ ولا يمكن أن يشكل هذا التهيب في مضمون الخطاب٬ ولا في إطار محدد إلا بتجسيد قوة الإرادة لتحقيق سعادة الذات متعالية. مما يجعل الحفاظ على قيمة متحققة بالجمال في الأثر الفني٬ هذا لا يعني القيام تضحية بالأخلاق أو المنطق٬ بل الحفاظ على سلطة الحكم؛ بخطاب المتعة المتعالية التي تستقطب بالمتلقي٬ وما يجلب ذلك من جهد مشقة السؤال ودفعه نحو تحرر الفرد/ الجماهير. كذلك الانوجاد الجمالي والأثر ال ”تراني ”السعادة أو التماثل الأكمل والأغنى والانسجام ٬ ما يشكل قيمة إضافة متهيبة بمضمون التفسير والإيضاح والتأويل لعالم المعرفة في سلطة الحكم أو ذاك٬مما يقوم الحفاظ على ظاهرة مضمون الخطاب في تجاذب بتابع الشكل إليه معا.
هذه الرابطة (الأوبرا والباليه) تقوم السياق التنظيمي في الهيبة والسيادة معا٬ الثورة والقوة٬ عبر حلقات متوالية. بمعنى٬ تقديم تفسير متقدم نحو القيمة لا ”تراني ”وتأثره على ساحة الأنوجاد لجمال الحاكمية بمثابة حفاظ التهيب الحيوي. والصيرورة الحيوية٬ القلق الحيوي؛ ضمن الوحدة العضوية؛ وحدة الحكم العملي.
كذلك الحفظ الحيوي لوحدة الحكم يوحد بين سلطة التهيب وبين التعبير عنه٬ فلا توجد صورة جمالية قوة الإرادة دون تنوع الخطاب ولا لمحات حركة المنطق وقيمة مراحل تعاليها٬ كما لا يمكن تحقيق الانوجاد والتواني ؛ إلا بتحقق صورة الموسيقى والدولة؛ السلطة والحكم؛ من علاقة عبر صلة مضمون خطاب عالم الموسيقى للحياة والواقع٬ من الأوبرا والباليه دون توافقات ونغمات.
تهيب وحدة الحكم لا يستغني عن صناعة وموهبة فن الخطاب للهيبة المتعالية٬ أي أن مشقة سؤال الأوبرا والباليه من خلال التعليق النقدي على وحدة الحكم٬ صعوبات تجريبية فيزيائية٬ لا بد من جعلها فاعلة٬ يتغلب عليها وهو قوة الانوجاد والتحقيق ب التواني في التعبير في إظهار التهيب في عملها الفني.
تهيب وحدة الحكم يتوقف على الفعل والسعادة المتعالية أو الأخلاق الفردية/ الأيديولوجية أو الجمالية والتنوع المنطقي أو الازدهار الموسيقي٬ ولا يمكن أن يتحقق هذا التهيب للحكم دون استقلال الفرد بذاته٬ وإلا لم يكن مد انعكاس تنوع ألوانها في خطاب الأوبرا والباليه فنا متعاليا مهيبا
تهيب وحدة الحكم٬ يمنح سعادة متعالية في الفن المتعالي٬ أي احياء لغة الاوبرا والبالية بكل قوتها وصرامتها٬ أي الإرادة لكل فرد/الجنس البشري٬ حامل علم الجمال بوصفه الخزين الحيوي للتعبير..٬ ولهذا يمكن أن يوجد الخطاب الاوبرالي/الباليه٬ دون تهيب تلقي وحدة الحكم٬ وإلا لا يمكن الحفاظ على هذه الوحدة دون أن يكون لها واجبا في الحضارة ليشكل الانوجاد نحو التحرر في التراني٬ للحاق بالمعنى للسعادة. في السياق ذاته٬ وباللغة نفسها٬ نجد أن (نيتشه) متردد في موقفه من دور الأيديولوجيا في الدولة٬ نقرأ له في “زرادشت/ تهافت الأصنام/الجينيالوجيا..” نجده حاسما وصريحا في دعوته إلى تنكر “زرادشت” مثلا إلى كل ما له علاقة بالايديولوجيا٬ لأن ذلك من شأنه أن يصيب الإشارة والتنبيه بالوهن والانحطاط٬ لكن هذا الدور السلبي الذي يؤديه الايديولوجيا عندما تختلط بالمؤلهات٬ لن نجد له أثرا لما نواصل قراءة المتن النيتشوي الذي أعقب “زرادشت”. فـ(فاغنر) يتبع ما ينبغي عليه أن يراعي الشؤون الايديولوجية٬ وعلى القوانين “مؤلهات” أن تتلبس بما هو ايديولوجي إن هي أرادت النفاذ داخل المجتمع٬ فنيتشه٬ والقول قبل النهاية ننهي إليه؛ كان يعرف انعدام تفسير الإرادة من خلال العمل٬ ودون ذلك: ما هو إلا جحود رأي منغمس لأقول واهمة بحقيقة عن فسادها فكرة خاطئة٬ رغم استعارة جمالها جيدا٬ وعلى الأخص فساد مؤسساتها الايديولوجية؛ التي ينبذها على “تهافت الأصنام” افول الفلاسفة. ولكن هذه المفاسدة الذي رآه في دور المؤسسات الايديولوجية قد تلبس في الشؤون للحياة بشكل مقصود و واعي٬ تحافظ على التفسيرية الثقافية٬ أي في المظاهر لخطاب الأوبرا والباليه؛ التي لا تتوافق قواعدها مع تعاليم مشقة سؤال الأوبرا والباليه. بالنسبة إليه “الإرادة الفرد ـ الذي ـ هو تحقيق الذات بالتحرر” و تعالي ” الانوجاد ـ الذي ـ يظهر التراني”. وعن ذلك ما يؤدي التبصر إلى كل من حكم (نيتشه وفاغنر) وهما ينظران إلى الأوبرا والباليه؛ يظلان منفصلين. أما في تغيير الأخلاق لمشقة السؤال وتطوره فإنه ينتقد ما ذهب إليه (فاغنر) وإن ليس بالمعنى السقراطي٬ الفعل هنا لـ”الاثنين ـ في ـ واحد” الخاص بالاوبرا والباليه٬ لا يحتاج إلى الضمير والشعور٬ وإنما بمعنى أن “الإرادة العليا ـ الذي ـ هو ـ التهيب للفرد/الحكم والسلطة المتعالية”٬ ولا يمكن أن يظهر بكينونته الحقيقية إلا أمام القوة الحازمة؛ فإذا حاول أن يظهر أمام الأشياء؛ طبيعة٬ وأخلاق٬ ومنطق في المجال الخاص بمظاهر خطاب فن وطبيعة صنعة الأوبرا والباليه٬ فإنه يكون على اتم كينونته أصلا٬ فإذا ظهر في المشهد الذي هو العالم ـ الانوجاد٬ يظهر تعاليه ـ التراني٬ بزي الفضيلة فما هو بمنافق لا هو يفسد العالم٬ لأن استقامته تظل آمنة أمام العين الأخلاقية المتغيرة نحو الخير والسعادة بأسم الحكم المتهيب٬ الكلي في أنوجاد مكونه نحو تحديات واجب إليها الوجود٬ في حين أن الفضائل جمالية٬ وميلها التي يعرضها تحتفظ بمعناها المحدث الكامل٬ لا في الاختباء مقومات خطابها٬ إنما فقط في كونها عرضت علنا ما ورد ذكره خالدة في الفن واللغة والأخلاق ضمن الاوبرا والباليه القاهرة. وبصرف النظر عن الكيفية التي يحكم بها بالسلطة والنص عليها٬ فإن فضائلها متخيبة تحسن العالم إرادة٬ في حين أن تظل رذائل متخفية بالمكامن في العبيد ٬ والحق٬ هو سيكشف طبيعة الإرادة بالسيادة؛ كيف يخفيها “اعوان” العبيد٬ لا بسبب شعوره بأنها ليست صالحة٬ بل ترجع لاسباب انسابها٬ لكي ترى استسلامها الناقمين على المتفرد بالشجاعة والتهيب..
استنتاجا٬ أمكن القول إن (نيتشه) و (فاغنر) وعلى الرغم من تعارض انتزاعها٬ لبقاء تحدياتهما٬ لأنهما قررا الرفض الدائم للرضوخ٬ والمطالبة بالتعالي دون الزوال على تسلق الجبال أو نحى نحو البحر والزورق الشبح بالغرق٬ وفصل الوجود عن الفرد وقيمة التهيب سنن الإرادة٬ واستعمال الحقائق الانوجاد بالتزاني للتهيب وحفظ الحقائق بتسويق الحرية٬ لتصنيف المجد٬ وتحليل أفعال الإنسان شأنا٬ فيكون الكل فيه سؤال٬ مشقة لتحقيق الانوجاد. فإنهما فتحا أسس صعوبة بث الثورة والتحرر٬ تهيبا حكيما عالما لإرادة الإنسان لطاقته٬ حين أنكرا المشقة في السؤال إلا هو الحقيقة في الانفتاح نحو التحرر٬ لكن هذه المملكة قد انتقت منهما بانتهاز الفهم تمام الأفتهام عن جوهر خطاب الإبداع للأوبرا والباليه منالا٬ وأعز عليهما إشراف تاليها٬ لأنها هي أيضا جزاء المشقات الكثيرة التي إن نزلت لا تنفر نفوذها٬ بهما٬ يقودان نتائج الفضل بتحقيق الفتوحات والتحرر للإرادة على عوالمها٬ ورسمت الموسيقى والأوبرا والباليه معالم حياتهما المعذبة تشرح قوتهما وسلطة وإخلاصهم لإرادتهم القيمة نحو الحرية المتعالية٬ عروة موثقة بالتحقيق والفحص٬ بكل نجاح حكم سلطة مفطورة على التحرر حرة مستقلة.
ـ الحلقة الثالثة:الأوبرا والباليه؛ مشقة عظمة سؤال أصالة تقدم مكانة إرادة التهيب؛
محتوى الرسالة:
ـ الحلقة الثالثة:الأوبرا والباليه؛ مشقة عظمة سؤال أصالة تقدم مكانة إرادة التهيب؛
لقد تحدثنا في الفقرات السابقة عما يمكن وصفه بعناصر التشابه بين طروحات نموذجي الدراسة٬ لكن ما ينبغي التنويه إليه هو أن الرجلين يختلفان في العديد من المسائل٬ وذلك طبيعي ما دام سياق كل منهما مختلف من الآخر. فلا يمكن أن ننتظر من (فاغنر) الذي عايش تشتت/توزيع الأدوار الجامعة في الأوبرا /الباليه “كلية الانوجاد الأيديولوجي”٬ وعنصر انقسامها إلى انشاد والحان وسلطة افتراق اقتضاه سياق فعل “دولة” الأوركسترا٬ أو”سلطة “التراني” في تحرك الانغام والأشياء٬ “دول/أو/ممالك”٬ أي النظر لما بعد عناصر المكان الجمالية إلى ما اقتضاه بعد الزمان لما له من افتراق في سياق القوة والشوكة والأختراق إلى إرادة الرسوخ٬ أن يكون له نفس التصور الذي يحمله (نيتشه). فهذا الأخير يفتتح به٬ غالبا عصر الحداثة الفلسفية الغربية الحرية الأنوية العليا٬ وعصر التنظير لإرادة رسوخ “القيادة” ـ السلطة المهيبة للدولة الحديثة وتوجهاتها٬ حيث ستعرف الأوبرا والباليه لأوربا تجربة جديد فن قوة الأنوجاد والتراني بـ”التقطيع والتجزئة”٬ “الأنا أولا”٬ وتقدمها كنموذج تنوع الوحدات المتعالية٬ وخيار استراتيجي لمتوالية المعرفة الدورية؛ أي بمعنى٬ من خلالها نحو الحرية ـ الأنا٬ القيمة المتهيبة المؤلهة؛ مع عصور تتبدل دوراتها الطبيعية٬ وتحول أخلاقياتها٬ وتعدد منطقياتها؛ وتمنح لنفسها توسم في كثير الأدبيات الفلسفية بـ التفسير والإيضاحات بـ”الرضاضة”٬ الرمادية المضطربة٬ دورة الشك الفلسفي لما بعد الحداثة. الأمر الذي جعل من (نيتشه) أحد مؤسسي الفلسفية الحديثة٬ إرادة التمكن والتحقق٬ وواضعي أسسها٬ بينما أتجه (فاغنر)؛ إلى الاهتمام الأيديولوجي؛ بالعمران الفكري الجمعي٬ الشأن البشري٬ ما جعل بعض الدارسين يطلقون عليه “مؤسس النشيد النازي العنصري الأوروبي”. ومن هنا يمكن أن نلفي أهم اختلاف بين الرجلين. ألا وهو موقفهما من مسألة الأوبرا والباليه عظمة أصالة تقدم مكانة إرادة التهيب فيها؛ أنوجاد رسوخ علاقة “السلطة مع الدولة”. فلئن اعتبر (نيتشه) أحد منظري الدولة بمفهومها الحديث٬ وأهم الذين نظروا وصنعوا أفكارها٬ و وضعوا أسسها الفلسفية “المؤلهة”؛ فإن إسهام (فاغنر) في هذا المجال قد لا ينفصل عما ألفته الكتابات الفلسفية الموسيقية الاوربية/ الألمانية. فهو عندما يتحدث عن الموسيقى٬ كصنعة الدولة٬ لا يقصد بها ذلك الكيان الموسيقي ـ السياسي المستقل٬ بل لا تعدو أن تكون حكم الأمة الشجاعة٬ صنعة ايديولوجية معينة خلال فترة محددة٬ إرادة دافعة مؤلهة. بمعنى أن الأوبرا والباليه هي بمثابة اعتبار الخطاب فيها يشكل إطار متهيب مؤله٬ أي بمعنى “إنها صورة سلطة الدولة المتعالية”٬ هذا ما إليه عند “فاغنر”٬ أي أن “عروضها”٬ أي خطاب الأوبرا والباليه؛ هي مدة حكم الإرادة المالكة٫ إيعاز؛ جمالي ثقافي وظيفي؛ الانتباه٬ والاتجاه٬ والتعدد٬ كيفية المتحول بإطرها المعينة٬ وهي ما تشكله ظاهرة٫ اعتبارات معتمدة في أبعادها؛ مرة تنتهي فيها الدورة الجمالية من تأهيل متواليات دورة رسوخ إرادة الهيبة المتعالية٬ قيمة متعالية متجددة في دوراتها؛ الثقافية٬ والاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
وفق منطق (فاغنر)٬ تكون الأوبرا والباليه عظمة أصالة تقدم مكانة إرادة التهيب؛ ضمن انعكاس الطبيعة في مرسوم انموذج تنبه قادة رسوخ الدولة المتهيبة٬ إلى إنها مسألة مؤقتة يطالها ما يطال الأعمار البشرية٬ فضلا عن أن صاحب (أوبرا بارسفال ـ 1857 ٬ التي ألفها في ثلاثة فصول درامية موسيقية تروي قصة الكأس التي انسكب فيها دم المسيح فوق الصليب)٬ أو (أوبرا رينزي ـ 1842 ٬ وهي ثالث أوبرا يؤلفها في خمسة فصول؛ وهي من الأساطير الرومانية؛ عن ضحية المؤامرة التي دبرها أعوان النبلاء أورسيني و كولونا٬ حين تخلى عنه رجال الدين عندما هدد من قبل الثوار٬) أو (أوبرا تريستان وايزولد ـ 1865؛ دراما موسيقية في ثلاثة فصول متوالية عن ماتيلدا الجميلة٬ زوجة التاجر آوتو فيسيندونك٬ الذي تعرف عليه اثناء اقامته في زيورخ)٬ فإن خطاب وعرض (أوبرا بارسفال)؛ لا يفصل بينهما في الغالب٬ عن إيضاح التهيب لنفسه من تنبه على ما هو مؤلهات مؤقتة٬ وبين ثروة المصادر وتمليك مراجعها “الملك” (= بالضمة) وقيادة فردانية هيبة “السلطة” المتعالية٬ من أنوجاد والتراني. ويؤكد (فاغنر) استعماله هذا٬ حينما يتحدث عن اتصال الخطاب المؤله٬ و وظيفة السياقات الرسائل والغايات في الأهداف لبلوغها إنشاد غاياتها) فينشرح إرادة الرسوخ الأيديولوجي٬ ممثلة؛ إن هذه الوظيفة غير ضرورية في الملك٬ لاستغناء كثير من “قواطع/الأجزاء/ فواصل مستقلة ـ متصلة مؤلهات ضمن سياقات عمل تنظيمي موحد ومتكامل٬ كما هو حال فواصل الانوجاد في الدول عنه؛ خصوصيتها المستقلة المتعالية. غير أنه في موضع آخر يستعمل كلا من؛ الإرادة المتعالية الراسخة والمتهيبة للدولة والملك في سياق واحد٬ وكأنه يرى أحدها مغايرا للآخر؛ غير إن الإرادة الايديولوجية المتهيبة في الدولة والملك هي صورة الإبداع٬ والتي يعمل على تجسيدها٬ أنوجادا في معظم أعماله الفنية٬ متهيبة٬ متؤلهة٬ بقيمة إضافة متعالية٬ ثم يعود فيوحي “الواجب” بأن أحدهما سابق في وجوده على الآخر؛ بمعنى٬ إن خطاب قيمة الإرادة المتهيبة في خطاب الأوبرا والباليه بمثابة سلطة الدولة٬ إنما٬ يحصل لها المشهد المتعدد في رسوخها لدى فضاءات بعدية؛ كما٬ بمثابة الملك المتعالي والاستيلاء المهيب بالغالب للسلطة العليا. فسلطة الخطاب الآهاب٬ يشكل إطار رسالة سلطة الدولة٬ وما تبدو لـ(فاغنر) سابقة على الملك٬ بيد أننا نراه حاليا يستعمل كلا من الملك والدولة (الفرد والايديولوجيا) في موضع واحد: إن هدف سلطة الملك وغاية رسالة الدولة غاية الأيديولوجيا المتؤلهة٬ ثم يستعيض في توجه لغير مكان باستعمال خطاب واحد؛ منهما ليعبر عن نفس المعنى٬ أي بمعنى ٬ إن هدف سلطة الملك هو غاية ورسالة طبيعية للأيديولوجية. ويسود الغموض عن (فاغنر) أحيانا٬ لما يستعمل وظيفة (الموسيقى) بـقيمة الإرادة المتعالية٬ هيبة(حرية الفرد) المؤلهة٬ فهو يستعملها كمرادف لكلمة بقاموسية سلطة هدف الدولة٬ حين يتساوق تصوره كأنها قوة؛ “استحداث البحر والمركب للقبطان”٬ إن جاز التعبير. لكنه يعود فيميز إرادة (القبطان)/قيادة فردانية الهيبة المتعالية الراسخة٬ بمعنى القيمة المؤلهة “صاحب هيبة السلطة المتعالية” من رسوخ خطاب قيمة الدولة٬ أي بمعنى أن نظرته العميقة للأوبرا هو تجسيدا للنظام٬ المتأثر من الخارج على الأنا٬ والانقياد المؤله للذات٬ هو بمثابة انقياد سياقات “النظام السياسي لسلطة الدولة”٬ في حين يعقد فصلا من (أوبرا بارسفال ـ1857) بمعان؛ الطبيعة المتحولة٬ والأخلاق المتبدلة٬ والمنطق المتعدد؛ من خلال مقاصده٬ يصور؛ إن ثروة خطاب الحرية للفرد٬ أي عبر رسمه “للمسيح” وحاشيته/حواريه٬ إنما تكون في وسط مؤلهات عليا؛ تقود مسؤولية مؤلهات “أيديولوجيا الدولة العليا”/ خطاب الغيبيات المؤلهة مع الحرية العليا المطلقة.
يظهر عرض تصور (فاغنر) لمسألة الدولة٬ أن عناصر بيئة البناء الفلسفي المتصل بالاوبرا والباليه؛ الذي ساد تعدد أوجه منطق “الأمة الأوربية عامة ـ من روما ـ الكنيسة خاصة” كان له شديد التأثير في صاحب (المركب الشبح/ أوبرا بارسفال)٬ حيث إنه لم يقوى على التفكير في هيبة سلطة الدولة/الحكم؛ بما هي كيان سياسي مستقل على الممالك الحاكمة/ (أ/و)حاشية الكنيسة٬ ومستمر ـ بغض النظر ـ عمن يشغل منصب هيبة السلطة المتعالية الحاكمة راسخا٬ أو تحول طبيعة خطاب النظام السياسي. فـ(فاغنر) لا يبالي كثيرا بالتمييز التركيب الاستراتيجي المفترض؛ بين الهيبة المتعالي؛ للحكم الملكي/الفردي٬ والحكم الجماعي الأيديولوجي٬ وغيرها من أنواع الخطابات في التدبير السياسي٬ الأمر الذي حال دون أن ينظر بنظرة إيجابية لمن يسميهم المريدون/الحواريين/ الحاشية أو حتى الرعية٬ وإنما جعلهم ضمن الاوبرا والباليه ممن يمتلكون؛ كما تملك الأشياء من مصادر دولة الملك/القائد الفردية٬ ففي (اوبرا بارسيفال)٬ الخطاب فيها يستوضح المؤلهات٬ بإرشادات مقدسة٬ تعالي خطاب هيبة الفرد٬ الحرية الراسخة بقوة الإرادة٬ كما يعتقدها نيتشه٬ بل ينبهه علما٬ بأن حماية وحفاظ إرادة العامة في هيبة القائد في نظام سلطته المتهيبة٬ ليست في ذاته وجسمه؛ من حسن شكله٬ أو٬ ملاحة عظمة نشر صفاته الظاهرة الـ”تراني”٬ أو٬ اتساع جودة خطبه وعلم فراسته أو ثغرات مفارقات ذهنه٬ وإنما مصلحتهم فيه العليا؛ متعلقة من حيث قيمة استمرارية “الانوجاد” هو إضافته إليهم. فإن الثروة والإرادة المتعالية للفرد٬ من هيبة الأمور الإضافية٬ وهي نسبة معدل قيمتها المضافة بين الحاشية/الحواريين/المريدين؛ فحقيقة هيبة تمكن الإرادة٬ هو سلطة الفرد/ حريته٬ أنه قائد مرجعية مهيبة إليهم٬ والقائم في أمورهم عليهم٬ متحكم٬ فالإرادة للفرد القائد من له تمثيل كل ما لدى خطاب الأوبرا والباليه من محتويات تابعة٬ والمحتويات الجمالية العابرة أو الساكنة٬ تشكل من لها سلطة “البطل” المؤله/الرمز المثالي٬ والصفة المهيبة هنا؛ هي٬ التي له من حيث قيمة الدولة لأبنائها. أي بمعنى؛ إضافته إليهم هي؛ التي تسمى مملكة الإرادة العليا وهي كونه يملكهم ايديولوجيا بمؤلهتهم له. فإذا كانت هذه القيمة الراسخة تتهيب بمملكة الإرادة العليا٬ وسياق نظم توابعها من تدبير الجودة بمكان الانوجاد٬ حصل بالـ”تراني” المقصود من سلطة/البطل الرمز/القائد على أتم تدبير الجودة بأتم الهيبة المتعالية٬ فإنها إن كانت خطاب عن جملة صالحة كان ذلك مصلحة العمل الشامل لهم٬ وإن كانت سيئة متهافتة٬ بنطباعات متعسفة؛ كان ذلك ضررا٬ على الخطاب مباشر منه عليهم٬ وإهلاكا لقيمة المعنى الأنوجاد والتراني لهم. إن (فاغنر) ينظر للأوبرا والباليه من أهمية التنبه لهذا التغييب٬ أي تهافت قيمة المعنى لعنصر تعريف الفلسفة العليا “الإنسان” مهمشة٬ في نظرته السياسية الفاغنرية٬ وهنا يجدر بالإشارة٬ قبل نهاية هذه الجلسة٬ ألا و هو؛ ما دفع الكاتبة لأعماله٬ هو إي (فاغنر)٬ حينما يتأمل نظراته في عمق النظرة “التشاؤمية” لشوبنهور٬ نظرة الشك في الحرية العامة٬ وتفاؤل هيبته في التعالي عليها٬ ما لا ينبغي “التفاؤل” إليه٬ أن نفهم من ذلك أنه يعني غالبا التعالي إلى أسمى درجات القيادة تعاليا وهيبة في قوة الإرادة الراسخة٬ تؤله لقيمة الإضافة المحققة وفحوصات نتائجها بالأنوجاد والتراني.
الواقع٬ أن الفرق بين (فاغنر) و (نيتشه) في ما يتعلق بنظرتيهما إلى الأوبرا والباليه؛ كما هو في نظرة القيادة إلى سلطة خطاب الدولة٬ لم يكن وليد رغبات ذاتية لهذين المبدعين٬ ولكنه نتيجة تعددية منطقية لتاريخ طويل من التجربة الجمالية٬ والذائقة الرفيعة الفلسفية٬ المهيبة المتعالية؛ التي أنتجت الواقع الجمالي الفلسفي المتعالي لكليهما. فالتاريخ الموسيقي الذي اندمج فيه الفكر الجمالي بالهيبة والإبداع٬ ومن ثم الفكر الجمالي بالتعالي والسلطوي بخطاب السياسة٬ وغياب فيه عنصر الدولة٬ وقادت فيه الشعوب إلى خطاب سلطة التمرد والرفض٬ أخذ الميل الجمالي إلى تحسب حماسي وانفعال انوجاد بـ”ترانية أنات المقاومات” من أجل نيل حريتها و استقلالها عن الإمبراطورية السياسية٬ وكتل وحدة ارتباطاتها بعلية مع الكنيسة٬ دفع الأخذ بهذا التحرك نحو “داخل” الانوية٬ وتطلع الانوجاد الميل الجمالي الداخلي للخطاب٬ المعنى في الخطاب المتخذ في بعدية الفعل الفني للأوبرا والباليه. مما جعل من (نيتشه) المفك٬ تفكيك ما هو مؤدلج إلى النقاط الأبرز “الأنوية العليا” لمطالب بناء الدولة٬ ببناءه سلطة رسوخ خطاب داخلي فرزه”نقاط الضعف والقوة” بأدوات مرجعيتها؛ الهيبة الراسخة الفاعلة٬ قيمة مكانة الإرادة٬ الذي تبني هذا الخطاب٬ وعبر عنه كأحد المنظرين المؤثرين في تاريخ فلسفة الفن والفكر الأوربي. لقد رأينا كيف أن أحد كبار قادة فكر الثورة والثقافة الفرنسية كان ينظر إلى تطلعاته بإجلال لـ(نيتشه)٬ معتبرا إياه أبا الحداثة لثوار الفكر من الجوهر٬ بالرغم من كل التصورات السلبية التي يبديها البعض حول أفكار (نيتشه). وهذا الأمر لا يقتصر على مريدوا تأثرا بـ(روبيسبير) أو ما شكله من معادلة فكرية حبيسة الثورة٬ بل إن البعض من حاول أن يشكل خطا ثقافيا فرنسيا أسوة بعلاقة الثورة وأبطالها٬ في جادة (جان جاك روسو)٬ وهو كما معلوم بأحد فلاسفة العقد الاجتماعي٬ غير أن مثل هذه الأقاويل لا صلة فيها إلا من ناحية صورة التغيير من الخارج٬ لا الثورة الفكرية من الداخل٬ بالميل فاغنري ٬ من الجائز أخذه التأثير الأيديولوجي من الثورة الفرنسية وقادتها الأكفاء٬ إلى حد تتبع وحدات الأثر “التراني” بها.
لكن “نيتشه” تأثر بخطوات نشوبها الاولى لا بنتائجها. أي٬ بمعنى إن ـ نيتشه ـ وهو يتظاهر بتقديم صورة الدروس لنقدها بمنزلة “الإرادة”٬ أخذها إلى ضعف الملوك العبيد لا السعادة بالاسياد المنتزعة٬ إنما قدم أعظمها إلى الشعوب ثناء ٬ وهنا نجد ملاحظة ما ذهب إليه فاغنر بالرابط الأيديولوجي ـ لإرادة هيبة الأمة في بناء سلطة الدولة. ألا إن كتاب (زرادشت) لـ(نيتشه) لكتاب المنبهين لأفول أصنام الفلاسفة في التنظير إلى من يعبرون إليه الجمهوريين في سلطة الحكم. من هذا المنطلق٬ لم يكن (فاغنر) ينظر إلى أفكار (نيتشه) على أنها تسعى إلى توطيد الطغيان٬ وإنما هدف إلى موضعة الأساليب (الماكرة) للطغيان في وضعية سافرة٬ كما يلحق بهذه الفكرة الناقدة على حسابه.
لقد قسم (فاغنر) فاغنر للأوبرا والباليه كما نظرته إلى الدول إلى فئتين في الانوجاد والتراني: سلطة خطاب إيديولوجيات الجمهوريات ومحتوى سلطة الإمارات في قيمة رسوخ الإرادة. وهذه الأخيرة تنقسم إلى “المدرسة الإبداعية في الفن: تتبع نهجا محددا بسلطة طبيعة “الباليه”٬ بإمارات تدافع الجسد٬ وترابط مرنتها اتصالات “وراثية”٬ أو مرونة تحرك جديدة٬ منبها إلى أنه ليس صعبا٬ على قائد/بطل/مبدعا متهيبا بموهبة خصائصه؛ تميزه بـ التراني والانوجاد بـ(القيادة)؛ الأداء الإبداعي الوراثي في الأعضاء الجسمانية؛ أن يحافظ على دولة “تكفيه صناعة الانوجاد٬ بعيادة فحص واختبار التراني”٬ بينما “كل التحديات تصادف في البالية عند العرض والتحدي الوظيفي بـ”إمارة جديدة”. وربما هذا ما جعل موقف مريدوا (الشوبنهورية) إيجابيا من (نيتشه)٬ ما دام الأخير لم يكن يعالج فن الحكم على وجه العموم٬ بل ممارسة السلطة ضمن الظروف الأشد صعوبة؛ بمعنى٬ أن التحدي لديه في تلك التي يخلقها تأسيس “الإرادة” تعد قوة دولة بواسطة قوة إرادة القيادة. فهو يقدم خطابا عبر الفهم الفلسفي العميق للأوبرا والباليه٬ بمثابة خطاب للأمراء الجدد؛ الذين يحاول تثقيفهم٬ مبينا عليهم نهجا متحولا وبديلا اخلاقيا بديل ضمن تعددية منطق عامل الانوجاد الزمني بإرادة تعالي الـ”تراني” المهيبة بقيمها المتعالية٬ ومتوالية دورتها.
بينما تحكمت البيئة الثقافية الأوروبية المنقسمة إلى أفكار وتجمعات تتصارع٬ أنعكست على فلسفة وإطار مفهوم فن الأوبرا والباليه٬ وبالتي التوجه نحو ما يعكس على قيمة إضافتها على حرية الإنسان٬ في طبيعة تفكير (فاغنر)؛ فبحكم دراسته المستفيضة للتاريخ٬ ومعرفته الوثيقة بكيفية تشكل “الدول”٬ والمراحل التي تقطعها قبل أن تصل إلى الاضمحلال والزوال٬ فإن تفكيره٬ حتى وهو متابع على مشقة الواقع وسؤال عزاء المستقبل٬ ظل هذا البؤس مرتبطا ومنصتا بالانوجاد من خلال التجربة التاريخية وترانيتها٬ ولا سيما أنها تضمنت على كثير من ابداعاته؛ مشتقة من العناصر المضيئة؛ مقارنة مع ما آلت إليه الأمور من تحولات في: الطبيعة العامة والتغيير وتعدد المفارقات لمنطقياتها. ولهذا نجد (فاغنر) يفرق بين صنفين من المشقات أو العزاءات في وحدة كل من الاوبرا والبالية٬ وهما: سلطة الأول المتعالية بوحدة زمنية خالصة٬ وسلطة خطاب الثاني بوحدة الانوجاد بزمنية متعالية دينية٬ مما عاد إليه تعريف الهيبة٬ ترجعه إلى تهيب خطابة الأيديولوجيا٬ عادا افكار الثاني من أرفع الخطابات سلطة٬ بتوجيه المجتمعات. أي ٬ حيث خطابه المميز في (اوبرا بارسيفال ـ 1857)٬ أجتماع خطاب ايديولوجي في وحدة الأوبرا والباليه إلى جانب الدعوة الدينية. فهو أيضا يبني فلسفة الفن بالسياسة على سياسة السلطة العليا٬ تطلعات يسلم بها الكافة٬ و ينقادون إلى أحكامها؛ كما كان ذلك من مهارات قيادة تدبير الاوركسترا للاعمال الضخمة٬ وغيرهم من الأعمال الفنية والقيادة الجماعية في المجالات السياسية ٬ فرضها السلطة والتعالي المنظم في سياق قوة رسوخ الإرادة العامة. وإذا خلت الأوبرا والباليه من تلك السلطة المتعالية٬ كالذي ينظر إلى الدولة من صنعة هيبة هذه السياسة وتعاليها في الانوجاد والتراني٬ يسلمها فتوق لفوضى٬ أو لنقل لم يشهد لها وحدة جمال مستتب٬ وسلطة يستتب لمتلقي أمرها بسعادة السيادة العليا. وعلى طبيعة وتحول اخلاقية خطاب الأوبرا والباليه تبعث الابطال منحاها المعاني إياهم فتوحات متفردة بالمعرفة والتوجيه أخذ الهيبة بالتوجيه بالعاقل٬ لا تعرف إلا إرادة متعالية لصفائها متعالية مهيبة٬ رسوخ قوة الإرادة سعيه فيها لا يفترضها الاعتبار٬ و إلا الزوال٬ وبخيبة وبيلا بالآخرة٬ بحيث الإرادة تتعالى في الأوبرا والباليه عند الملهمين٬ تناهض خصم ابطالها٬ كما خطاب أفترضتها حادثة (اوبرا بارسيفال) أو تعالي (زرادشت) على التأملات الغابرة٬ مما يكون عملها شارحا حاجتها٬ وتدخل عليهم بالمعرفة والحرية لأضمن المسائل في تحول الطبيعة واتحول الأخلاقيات وتعدد منطقها. أي٬ بمعنى الاساس من ذلك؛ هو أن الإبداع والابتكار ليس المقصود بهم ايديولوجيتهم فقط٬ فإنها كلها يتوقفها عبث إطفاء و يقتفون الحظ الباطل٬ إذ بلوغ الحذر من المجد ميل غايتها٬ سهمها٬ الموت والفناء أو القدرة العظيمة ٬ تخفيف العباء٬ وإزالة العواقب٬ بمعنى والمقصود٬ هنا٬ هو الثناء اللازم بالالتزام٬ من طوع بالناس صلاح آخرتهم٬ فوجب بمقتضى القواعد العامة٬ صفات تحملها الإرادة٬ متعالية٬ لهيبة ما لها من بسط الكلفة على الأحكام والشؤون الايديولوجية في ثقافة معضدة٬ ونصيرة أحوال دنياهم٬ بالانوجاد٬ و والتراني بالعناية آخرتهم٬ واثقون بأنفسهم.
الملاحظ أن (فاغنر) يختلف من (نيتشه) من حيث إن الأخير يذهب إلى أن خطاب الأوبرا والباليه عنصر أساسي لبقاء السلطة متعالية مهيبة٬ تماسك حسن الارتقاء٬ ما تمثله الدول بأهلية جناح القوة٬ وإخضاع المتلقي٬ بارتفاع إرادة هيبتها٬ مركز ارتقاء خطابها العبقري بالمواطنين٬ و إلزامهم بالقانون مثالها٬ وظاهرها بعد صبغة بمرتبة إفراغ الجهد في وضع الأسس بالصبغة الأيديولوجية وانتصار والفوز القيادي/وذكاءه وطالعه٬ بصرف النظر عن شكل الأوبرا والباليه فأنها مساعي الدولة و تحول طبيعة جهد الحكم٬ وبناءه٬ بينما يقصر التشييد لـ(فاغنر)٬ ليعرض دور الدين/ايديولوجيا في نشوء خطاب عظمة الأوبرا والباليه والحالة هذه في ثبات/تغيير أمر الدولة٬ على أشكال وتعضيدات محددة للنص في البناء٬ دون إعاقة لتفهم التمسك بانتصاب افتتاح معالم من الدول٬ وفهم المقاصد٬ وبتعبير أدق أن الأوبرا والباليه بالنسبة لكليهما وصلاحة مشقة السؤال٬ ما يخفى وطيسها٬ كشفهما وتمكنهما من على شكلين رئيسين: الأول٬ الأوبرا والباليه كأنهما الدول العامة؛ في الاستيلاء العظيمة لحرية الإنسان؛ همهم المثابرة٬ و حدة الوئام٬ وسوقها بالألفة في قسوة العمل والمنافسة٬ والاستمرار بتعظيها الدورة المتواصلة الدائمة لتأمين المستقبل بلذة العمل٬ والتحدي والمشقة القاسية. الثاني الفاغنرية الوسائل الأيديولوجية في الخطاب العظيم٬ والنفوذ في قيادة الدول التي تقيم عقيدتها على الإرادة العامة٬ و نبراس الخير ومقصد الثناء بالالتزام الوافر دون اعتلال القادم٬ ويهلك تفكيرة في توظيف الـ”كيف” يشغله عمليا٬ لتأمين المصالح ورفعه إلى النص التزاما في الخطاب العقائدي المتعالي في البحث والسعي للتجديد٬ حيث بلوغه لبنية القيمة الفلسفية جديرة بالاوبرا والباليه٬ بلوغ بها مرتبة مهيبة الايديولوجية والحرية الدنيوية٬ وهذا النموذج يرتقي فيه وهو أصر ـ إيضاح الخطاب ـ على أعلى درجة تفسير من نسبتها إلى تأويل أعلى تأهب لبلوغها٬ يمكن أن يصل إليها نيل تطور التغلب على الشدائد في خشونة وقسوة الدولة. وهكذا فمن ناحية يصبح العامل الموسيقي الحكمة المتعالية لمركزها الوطيد في الإرادة٬ مركزها الثقافي ضمانا أكيدا٬ يرقى لاستقرار سلطة الدولة وقدرها اتم ثباتها٬ إذ إنه يقيم العلائق بين رعاياها شغف العاقل٬ استطاع أن يوجه حماس الموسيقى والقدرة الشخصية٬ على أسس رابطة أوسع شمولا وعظمة العظماء٬ والسلطة والحرية٬ من الرابطة الجمالية ويتحدون بها إلى شعائر ليحتمي حاسيته اشد بها مخاطبية ومقاربة توليه أنوية٬ قيمة الإرادة حماية ذاته٬ رابطة تنقذ لها نفسه وتعمل على جمع تفاصيل الفن جوهرا٬ جماليا٬ وتأليفها نيل تقتضي التفكير والتأهب تساعدهم عند الشدائد بالتغلب على التحول على الطبيعة “الخارج إليه شرا” والعدوانية تتبع الاحوال في تحول الاخلاقيات في المحن٬ التي تبثها روح الموسيقى الايديولوجية٬ كما إن قيام الاشياء وتنمو فيها العزائم وهمة انفعال الخطاب٬ وتحولها إلى التحكم بغمز إلى سلطة حكام الدولة من ناحية أخرى٬ سواء كانت هذه الاعمال الفنية آمرة متعالية بنظام الوعود والتأهب المحدق بمسرح الدولة٬ إذا كان البطل ملكا أم بطلا في اعمال فنية محددة٬ لا بد لها من زيادة قوة حشد نحتوى يحتمي بالمعنى وتحصين ثبات الهدف٬ إذ إن كل أمر له محمل التأويل لإيضاح يفسر ما يحمل الناس عليه من توافق والنازلة إلى تشغيل المعرفة والمدينة٬ أي تدفع بالقواعد ترتقي به لا يتم إلا بالمشقة والسؤ المستمر٬ وتارة بفتوحات الانوجاد والتراني بالموقوف على قيمة الإرادة المتعالية لقيمة الدفاع والارتباط بقوة الإرادة٬ وبالمعرفة والمرجعية والاحتفاظ بها في الاوبرا والبالية من تأثير ودائم المشقة حيث المعرفة القوية العادلة.
يتبع… الحلقة القادمة/الرابعة:
الأوبرا والباليه: تعكس إرادة تهيب الدولة/ تهيبة العقل