تفرس صوته البحر!
إشبيليا الجبوري
نشر في الصحيفة 38 والموقع
عن الفرنسية أكد الجبوري
هل تسمع صوت البحر؟ صوتك.
حين تسمع صوت النهر بين فروع الأشجار
بلطف٬ أنغمس في نشوة القمر
طلاله الطائلة من ورائه.
بلطف
تراقصت مع الشجر٬ وعزفت للنهر عنها
أستاء من سهري٬ دعاني أصمت
إذ رافقني بالآلم٫ والحداد نذير
حين بكيت٬ وجعلتني أنزو تحت الشجرة
غطيتني بصوتك
هل تسمعت صوت البواخر البعيدة؟
هل تسمعتها مع المطر
حين أستاء الطاذر الأبيض
وجعلني البحر أبكي
أفرغت الشوارع من المارة ودفعني أركض
لقد أحتويتني بالمطر٬ والشاي الأحمر المنبه
هل تسمع صوت الجمر مع المطر؟
بدأ الجمر يدندن٬ أدفأ بالصمت
في كل الإرجاء رقصت٬ وعزفت
حيث رسمتك
ألتحفتني الموسيقي بالليل٬
وتسلقت الشجرة بالنظر٬ أنظر إلي القمر
عندما وصلت لأعلي غصن٬
إلي الورقة التي رأيت حلمها٬ يتساقط في النهر
رأيت راحة يديك البعيدة٬ أشرب بالماء
شعرت بأني الرماد والنهر جمر مجنون
هل تأملت البحر وأنت تسمع صوت النوارس؟
أخذت النوارس تفتك الصمت٬ فدعوك
أقتربوا إلى بعضي٬ وصرخوا بصوتك
حلما أنظر إلي الشجر٬ إلي شريط النهر مع القمر٬
يبدأ أنتظاري يتوهج
أغني بصمت٬ أينما ذهب٬ حملت أراقصه حلمك
إذا ألقيت نظر علي القارب٬ فأنت أنسراحي
في هذا العالم الفسيح الهائم بالهدوء
الطين لا يوجده مثلك في النهر
مسار وداعك المفاجئ أفزعني..
جعلني أنينا جدا
حزن يسمعه صوت مذياع مقهي الميناء البعيد
هل تأملت البحر وأنت تسمع الطائر الأبيض٬ ينادي؟
بدأت الأشجار تغنيني٬ تغطس برؤوس أغصانها النهر
تستحم بلطف شفيف٬ أصوات أمواجها تتدافع نحوي
لا يوجد مثلها لحن في هذا العالم
جعلنتني حزينة جدا
نعم أغني٬ الغناء جعلني أهرب٬ خلف الشجرة
من القمر الذي يزحف نحوي إلي الشاطئ
أسارع مروحة النار٬ لقد أربكت الجرف
بدأ القمر يتحدثني
تطاير رماد حقيبتي مني
أدرت وجهي إلي النهر
وأنا أري المركب عينيك غافيتين
أينما أدرت وجهك وبحثت عني
كنت وجهك أن تراني.
آه٬ عندما نظرت إلي البحر٬ كان القمر هناك
طويت ضفيرتي وبحثت شريطها الأسود
بدأت الميناء أتكلم٬ لقد أربكت طريق المقهي
أدرت وجهي النافذة٬
بردت نسيم البحر٬ ونظراتي أتنقلها في كل مكان سقطت٬
كنت أسمك للبحر
عندما وصلت وتسلقت البياض ضفيرتي
شعرت بصوت السفائن٬ يتساقط وهو يتسلق
جنوني.
آه٬ أبتدأت أتكلم نوافذ المقهي
عندما نظرت إلى البحر٬ كنت جنوني
وأنا أتطلع وجهي بالحزن٬ أرى ضفيرتي رماديتين جدا
أشتقت الموسيقي كثيرا٬ وجنون جمال الرقص لوجهك
أيها اللوز..
هل تسمع صوت البحر؟
هل تسمع صوت هفيف أوراق الشجر في النهر؟
هل تسمع سقوط القند في “الاستكان”؟
وهي تدور كما الأرض تدور
نظراتها تتكلم ونظرات وجهي إلي البحر
هذا المقهى بداخلي ؛ هذا الشوق يتغرس بالحداد
يبرم صمتي بعمق.. هذا الحزن يقوس الظل ورائي
هذا الحزن يقوس تقاطعاتي
يقوس بي أنسجام الشرق عن طائل حواسي حواسي…
حزن الشرق الغامض
هل تأملت البحر وأنت تسمع صوت النوارس؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 08.19.22
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة)