<h1 style="text-align: center;"><strong>موت الشراع</strong></h1> <h4><strong>سامر خالد منصور</strong></h4> <h4>أرأيتْ أغصان شجرة</h4> <h4>مُشتاقة لعناق الشمس</h4> <h4>نالت عناقاً ؟!</h4> <h4>تلك هي أضلُعي</h4> <h4>حين أسندتْ رأسها</h4> <h4>إلى صدري.</h4> <h4>أنا وهي والليلُ حارسنا</h4> <h4>يا أيُّها الليلُ الجميل ..</h4> <h4>يا أيُّها الليلُ الجميل ..</h4> <h4>الشمسُ قُبيلَ مَجيئك</h4> <h4>تذوبُ في البحر</h4> <h4>ترحابَاً بكِ ..</h4> <h4>فإذا به كأسْ نبيذٍ</h4> <h4>تحملهُ الأرض</h4> <h4>يَضجُّ فيه الحَبابْ.</h4> <h4>الليلُ صدقٌ</h4> <h4>لا يحيا فيه السَراب</h4> <h4>و سورة ُ ذكريات ..</h4> <h4>و جوهٌ و مدنٌ</h4> <h4>تأتيكَ في مَوج ِ الضبابْ</h4> <h4>وعودُ أرواح ٍ</h4> <h4>أضناها الغيابْ..</h4> <h4>انظري صدرَ الليلْ</h4> <h4>تغفو عليه فراشاتٍ</h4> <h4>من ضياء</h4> <h4>الليلُ سكينة ُ عنادل ٍ</h4> <h4>وشدو حناجر بالدعاء</h4> <h4>أصغي ..</h4> <h4>في الليل ما أنقى</h4> <h4>ترانيم المطر..</h4> <h4>الشمسُ يُرهفها جلالهْ</h4> <h4>حتى تُعانقُ فيه الحَجرْ</h4> <h4>قالت: هذي ليلتنا الأخيرة</h4> <h4>فعضَّ الليلُ قلبي</h4> <h4>قالت: آهٍ كم أرغب أن أبكي</h4> <h4>حتى أغدو بُقعة ً بيضاء.</h4> <h4></h4> <h4>******</h4> <h4></h4> <h4>وسط كل المآسي والموت</h4> <h4>كنتِ أنت الفرحَ والحياة</h4> <h4>أرضنا أضحت مَعرضاً فنيّاً</h4> <h4>في ناظريّ الموت</h4> <h4>أبوابُ بيوتنا لوحاتٌ</h4> <h4>على جدران المدينة</h4> <h4>تستهويهِ ،</h4> <h4>ليتهُ ينتزعُ اللوحة كُلّها</h4> <h4>ويُريحنا من هذا العذاب</h4> <h4>لكنهُ ينزعُ</h4> <h4>من كلِّ لوحةٍ ألوانها</h4> <h4>تلفها يدُ الأقدارِ بالكفن</h4> <h4>وتهديها للموت</h4> <h4>آهٍ ما كنتُ أتخيلُ</h4> <h4>أن تلك القماشة البيضاء</h4> <h4>الرقيقة التي تُدعى كَفناً</h4> <h4>تستطيعُ أن تعبَّ</h4> <h4>كل ضحكاتكَ وحركاتكَ</h4> <h4>يا أخي.</h4> <h4>سأسافر وأسعى</h4> <h4>أن أنقذ من تبقى</h4> <h4>بلمِّ شَملٍ</h4> <h4>سأتزوج أجنبياً</h4> <h4>فنحن نكادُ نقتلعُ</h4> <h4>عيوننا</h4> <h4>ونضعها في جُيوبنا</h4> <h4>لنرى كم تبقى</h4> <h4>من مسافة رغيف</h4> <h4>كي لايجوعَ</h4> <h4>إخوتي الصغار</h4> <h4>تركت بقيَّة البوحِ</h4> <h4>لدمعها..</h4> <h4> وأفلتْ بعدها</h4> <h4>وبقينا أنا والليل</h4> <h4>يا أيها الليل..</h4> <h4>هل عانقتك الشمس</h4> <h4>ذاتَ شجن؟!</h4> <h4>مالي إذن أرى</h4> <h4>دموعها تنبض</h4> <h4>على معطفكَ ؟!</h4> <h4>أيها الليل أتذكر</h4> <h4>حين كنا معاً</h4> <h4>كنت إذا أطبقت أجفانك</h4> <h4>على أحلامنا</h4> <h4>وجعلت من أهدابها</h4> <h4>مَطارقاً</h4> <h4>أعدنا فتحها بجناحِ فراشةٍ</h4> <h4>والآن سأحرقُ أقلامي</h4> <h4>وأناملي</h4> <h4>فقد ذابت العينان</h4> <h4>في عتمة غيابكِ</h4> <h4>كل شيءٍ الآن يزعجني</h4> <h4>أنا كسجينٍ</h4> <h4>يَستخدمُ القدر</h4> <h4>حتى الأنوار</h4> <h4>في تعذيبي</h4> <h4>كلّما دنوتُ منك ..</h4> <h4>كلّما مددتُ يدي</h4> <h4>أمسكتُ ظلكِ..</h4> <h4>آهٍ كم يجرحني طيفكِ</h4> <h4>وهو يرقصُ الباليه</h4> <h4>بحذائه المعدني</h4> <h4>ذي النصلين فوق</h4> <h4>جَليدِ مُقلتيَّ</h4> <h4>أقف هناك كشجرةٍ</h4> <h4>تعبت من لعب الورق</h4> <h4>فصفعت وجه الريح المراوغة</h4> <h4>بأوراقها</h4> <h4>ووقفت ترسلُ سواعدها</h4> <h4>وأصابعها..</h4> <h4>تشير إلى كلِّ شيءٍ</h4> <h4>عَجَباً.</h4> <h4>نزعتُ الساعة</h4> <h4>عن الجدار</h4> <h4>فليس من الطبيعي</h4> <h4>أن تراقب</h4> <h4>إزميلها الرشيق</h4> <h4>ينحت لك رحماً</h4> <h4>في جوفِ العَدم</h4> <h4>في غيابكِ تنام صورتكِ</h4> <h4>في مُقلتيَّ</h4> <h4>كجنينٍ يَطفو</h4> <h4>في بستانٍ</h4> <h4>من سنابل الرؤى</h4> <h4>كلّما لامس سنبلة ً</h4> <h4>انفجرت ألف أغنية</h4> <h4>وأمل</h4> <h4>لماذا نولدُ بعضاً</h4> <h4>لا نكتمل إلا بالحبيب</h4> <h4>وكيف ألوم الحبيب</h4> <h4>لأنه أراد أن يُنجي ذويه.</h4> <h4>مدن البلاد</h4> <h4>بلا سماء</h4> <h4>الفراشات تنتزع أجنحتها</h4> <h4>على أبوابها</h4> <h4>وتتطاولُ شَرَهاً !.</h4> <h4>حين فاضت الدماء</h4> <h4>نبتت لأناسٍ أعرفهم</h4> <h4>أنيابٌ لها أنياب</h4> <h4>كم يؤلمني</h4> <h4>أن أرى البحر مسوداً</h4> <h4>تحت سبع سماواتٍ</h4> <h4>من زبدْ</h4> <h4>أما آن أن</h4> <h4>نطهِّر بُستاننا</h4> <h4>من العَفن</h4> <h4>ونحيل بعض أشجاره</h4> <h4>سفينةً</h4> <h4>تُلقي بشراعها</h4> <h4>منديلاً</h4> <h4>في كفِّ الشمس</h4> <h4>أما آن الأوان</h4> <h4>ليتحد الأزرقين</h4> <h4>ويُبحر السفين عالياً</h4> <h4>بشراعٍ من نوارس.</h4> <h4>يصرخُ الواقع</h4> <h4>لاااااا</h4> <h4>القافلة تعوي</h4> <h4>والكلاب تسير</h4> <h4>انظروا أوراقي البيضاء</h4> <h4>البياضُ يبقى بياضاً</h4> <h4>يأبى جليدها</h4> <h4>أن يستحيلَ خيوطاً زرقاء.</h4> <h4>كلما وضعت قلمي</h4> <h4>على الطاولة</h4> <h4>تدحرج بعيداً عني</h4> <h4>هل أضحت كل البلاد</h4> <h4>مائلة !</h4> <h4>أم مادت الدنيا</h4> <h4>حين استقام في قلبي الحنين؟!</h4> <h4>أغادرُ بيتي</h4> <h4>فتنهمرُ بذور الذكريات</h4> <h4>من سحابة أفكاري</h4> <h4>وهواجسي</h4> <h4>وفي طريق العودة</h4> <h4>تكون قد نمت</h4> <h4>غابات حَنين</h4> <h4>أعلقُ فيها</h4> <h4>حتى أكادُ أضلُّ الطريق</h4> <h4>يالهُ من عالمٍ !</h4> <h4>كل النوارس</h4> <h4>باتت تنبحُ</h4> <h4>في وجه المراكب.</h4> <h4>لماذا في عالمنا</h4> <h4>كل ماهو جميل</h4> <h4>هَشٌّ</h4> <h4>كأجنحة الفراش !</h4> <h4>أين قنديلا عالمي؟</h4> <h4>أين عيناكِ المتقدتان</h4> <h4>كبحيرتين</h4> <h4>يرقص فيهما</h4> <h4>قمران من عسل</h4> <h4>شعركِ ذوبانُ الشمس</h4> <h4>في البحر مَغيباً .</h4> <h4>أشربتِ من بركة البدرَ</h4> <h4>حتى تَعشّقَ نورهُ</h4> <h4>أسنانكِ!</h4> <h4>يا من ضحكتها أغنيةٌ</h4> <h4>تُحيلُ أوردتي</h4> <h4>نايات</h4> <h4>أتذكرين كم</h4> <h4>ذوبت أقلامي</h4> <h4>في دواة النجوم</h4> <h4>وعصرتُ المُزن</h4> <h4>في عيونِ الروابي</h4> <h4>وعتقتُ شدو الناي</h4> <h4>والقلوبُ خوابي</h4> <h4>كي أكتب لكِ قصيدة.</h4> <h4>هل حمامات تلك البلاد</h4> <h4>زرقاء دافئة الهديل</h4> <h4>كتلك التي كانت</h4> <h4>تلفنا حين أضمكِ فجأة</h4> <h4>كي تستر قُبلة صغيرة</h4> <h4>أسرقها من شفتيكِ</h4> <h4>أتذكرين..؟</h4> <h4>زرقة حمامات الشام</h4> <h4>كأن قطعة من السماء</h4> <h4>هبطت إلينا</h4> <h4>كل صباح أغسل وجهي</h4> <h4>بندى الأمنيات</h4> <h4>أجبر شفتيَّ</h4> <h4>على أن تلد ضحكة</h4> <h4>فيأتي وليدها مشوهاً</h4> <h4>أهوي من أغوار حنيني</h4> <h4>عبر أغوار السماء</h4> <h4>تتلقفني أرض اللانهاية</h4> <h4>هذه فقط البداية..</h4> <h4>أخبريني ما النهاية؟</h4> <h4>أغابت خلف أحزاني السماء؟!</h4> <h4>أم الشمس مُسجاةٌ</h4> <h4>بين أشداقِ الرزايا؟</h4> <h4>سوداءٌ كلمات الحكاية..</h4> <h4>أشلاءٌ سطور الحكاية</h4> <h4>مستديرةٌ نحو البداية..</h4>