تؤشر عملة اليورو اليوبيل الفضي ( 25 سنة) – تلك الفترة الزمنية تعود بالذاكرة إلى مراحل الطريق الطويل للعملة النقدية الأوروبية الموحدة والنظر إلى المستقبل. ما بعد الاستقرار النسبي في الأسواق العالمية في مرحلة ما بعد الحرب العالمية ، ظهرَت بعد ذلك اضطرابات في الأسواق العالمية التي وضعت تحت التهديدات النظام الموحد لأسعار السياسة الزراعية العامة وكقطب للمجتمع الاقتصادي الأوروبي ( النظام الاقتصادي الموحد – ن ق م ) .
كانت تهدف المحاولات اللاحقة تحقيق أسعار مستقرة للعملات الصعبة لا تستسلم إلى التأثير الحتمي لخلفية الأزمات النفطية والهزات الأخرى . بالمحصلة في عام 1979 رأى النور نظام العملة الأوروبية ( ن ع أ ) مع وحدتها النقدية الخاصة المكافأة.
بقيت 20 عام قبل إدخال عملة اليورو. العملة النقدية الموحدة ألأوربية أصبحت واقع في 1 كانون الثاني/يناير من عام 1999 : في هذا اليوم التاريخي، اتفقت 11 دولة أوربية على أسعار التبادل ووثِقَت بسياسة النقد – القروض للبنك المركزي الأوروبي ( ب م أ ). دخلت 11 دولة بعملتها الوطنية وهي : النمسا، بلجيكا، فرنسا، فنلندا، ألمانيا، أيرلندا، إيطاليا، لوكسمبورك، هولندا، البرتغال، أسبانيا. وبشكل متأخر انضمت إلى منطقة اليورو: اليونان، قبرص، أستونيا، لاتفيا، ليتوانيا، مالطا، سلوفاكيا و سلوفينيا.
اليوم عملة اليورو صارت واحدة من أهم العملات النقدية الصعبة في العالم، حوالي 350 مليون إنسان يستخدمونها يومياً، وتُعتبَر الثانية بالطلب عليها بعد الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية. وهنالك 60 دولة ومنطقة من خارج منطقة اليورو، يقطنها 175 مليون إنسان في جميع أنحاء العالم ربطت عملاتها النقدية الوطنية مع عملة اليورو بصورة مباشرة وغير مباشرة.
إلى جانب ذلك، فإنّ عملة اليورو تُعتبَر رمزاً للتشابه ألأوربي، وهي مربحة للمستهلكين لدرجة تحفيز المنافسة. كذلك بمساعدة اليورو بالنسبة للمؤسسات تكون التجارة أسهل وأرخص وآمنة في داخل المنطقة ألأوربية ومع العالم الباقي.
وما بعد ذلك ؟
إنّ الأسرة الأوربية ستتوسع ( بعض البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ( أ أ ) ألتي هي خارج منطقة اليورو) بحسب نظام وقواعد الإنضمام يجب أن تلتزم باستخدام العملة الموحدة بعد ما تلبي المؤشرات الاقتصادية الضرورية وتستعد لإصدار أوراق نقدية جديدة ذات مواصفات فنية عالية وبتصاميم غير قابلة للتزوير .
إلى جانب الإدراك ألأمني، يأمل الاتحاد الأوروبي خفض تأثير العملة النقدية على المحيط البيئي على مدى مسيرة الحياة، والعمل على جعلها في متناول الأوروبيين من مختلف الأعمار.
إلى جانب ذلك وفي وقت سريع، يجري التخطيط لإصدار اليورو الرقمي. في بروكسل، يقولون إنّ العملة النقدية الرقمية ” تضيف العملة الورقية والمعدنية وتقديمها للمواطنين كإختيار إضافي للدفع” ، وهذا سيساعد على المنافسة في صناعة الدفع والسداد ألأوربية.
اليورو ألرقمي، سيتم الإحتفاظ به في الحقيبة الإلكترونية المخلوقة في البنك أو عند الوسيط الحكومي، وهذا سيسمح للمواطنين إنجاز عمليات السداد بمساعدة التلفون أو الكارت أو أون لاين أو أوف لاين. مصير اليورو:
عندما سنرى معجزة تحت مسمّى [ الإتحاد الأوربي – 20 دولة ] سنكون شهود عيان لليورو كيف سينهض كطائر العنقاء من تحت الرماد… وهذا سيحدث بصورة كاملة – الإقتصاد الأوربي الذي يعاني لدرجة تحت ضغط المؤيدين لنهج الإقتصاد الصارم عند عدم كفاية إعادة الرسملة للبنوك بعد مرحلة الأزمة للسنوات 2008 – 2012 .
حالياً، أكثر اقتصادات العالم الأخرى جاهزة للقفز إلى التسليف ولنفقات الميزانية … يوجد بصيص من الأمل لتحقيق هذا السيناريو.
إذا كان اليورو بالضد سينخفض بقوة بسبب المؤسسات المالية التي تدير الاحتياطيات العالمية، ستفقد الثقة في بقائه ” اليورو” ، والمستثمرون سيسعون لشراء الأصول كنِد (للمرحلة الفاصلة) على طريق خلق العملة الصعبة ألألمانية – يكون [ اليورو الجزئي] ليس لجميع دول الإتحاد الأوروبي أو المارك الألماني الجديد.
لقد إتخذت بلدان اليورو إجراءً وقائياً مسبقاً قبل طرح اليورو للتداول، حيث احتفظت بعملاتها الوطنية في مصارفها المركزية تحسباً لفشل اليورو كعملة للدول الأوروبية.