الزمان
د. عدنان الظاهر
1ـ آينشتاين /
نظريتُكَ النسبيّةُ لم يُثبتْ صِحّتها
مَلِكٌ من بعدِكَ مُجتهدٌ إنسانُ
فالوقتُ الضائعُ مهزلةٌ
تلتفُّ كعاصفةٍ لا أهوجَ منها في فنجانِ
والعمرُ خُرافةُ محكومٍ يتدّلى في حبلِ الإعدامِ
نظريُتكَ النسبيّةُ لا مِن نَسَبٍ أو عَصَبٍ فيها أو شريانِ
فكّكْ ما فيها من أرقامٍ ولُغاتٍ خرساءٍ عمياءِ
الساعةُ قد هبَطتْ للأرضِ بسلسلةٍ من ذهبٍ إبريزٍ
لا يصدأُ في زَندِ مليكتنا
علّقها مَلَكٌ من نارٍ إبليسٌ شيطانُ
وتمرُّ الدُنيا من تحتِ الشُرفةِ عصراً عصرا
مَلَكوتُ الكونِ يدقُّ بعِرقِ الأرضِ عقاربَهُ
رجلٌ وامرأةٌ في الدنيا قُطبانِ
يلتقيانِ مع الليلِ الساحرِ لُقيا الودِّ وإنْ
جاءَ الصُبحُ تناثرت الأقطابُ فذا
في المغربِ والآخرُ في الشرقِ الأقصى
العمرُ؟ رويدكَ ما العمرُ سوى
دورةِ دولابٍ في مركبةٍ للغزوِّ أُعدّتْ
دَحرجها نوحٌ من أعلى التلِّ
وجهّزَ أخشابَ الفُلكِ الميمونِ
وهيّأَ للريحِ شِراعَ سفينتهِ المُكتطّةِ بالأنسِ وشتّى أنواعِ الحيوانِ
وتسّلقَ صاريَ مركبهِ المشحونِ ونادى :
ها قد جاءَ الطُوفانُ !
من أين أتى هذا الطُوفانُ وكيفَ تفاجأتَ بهِ يا إنسانُ
وكيفَ يكونُ الأمرُ بُعيدَ الطوفانِ ؟
2ـ غاليليو /
كُرةُ الأرضِ لَهوتَ بها زَمناً
لا أَحسبهُ أسوأَ من باقي الأزمانِ
فاتركها تتدحرجُ فوقَ التلّةِ مركبةً
يركبُها مَلِكٌ يتنفسُّ خمسةَ آلافٍ تحت الأهرامِ
دَعْها .. فرؤوسُ الناسِ جسورٌ مُدّتْ لعبورِ الطغيانِ
الساعةُ تحتَ اللُجّةِ قد غَرِقتْ
لا يُدركُ ما فيها من وقتٍ أو صوتٍ إلاّ الموتى
وسوى ميزانٍ مُضطَرِبٍ مثقوبٍ مقلوبٍ للأعلى
صحّحْ ساعتَكَ الذهبيّةَ فالوقتُ يشدُّ عقاربَها
للخلفِ إلى ما قبلَ الطُوفانِ ولا
تُمسِكُ ثانيةً واحدةً منها مرّتْ قبلَ الآنِ
ما أعجزَ جُهدَكَ يا إنسانُ …
3ـ عُمر الخيّام /
في الجنّةِ لا أفقهُ من أمري شيئا
ما كنتُ سوى مخمورٍ سكرانِ
الساعةُ من كفّيَ قد سقطتْ في كأسِ الجانِ
والحارسُ في نوبتهِ غافٍ لا
شمسٌ لا قَمَرٌ لا ظلٌّ يتحرّكُ جرّاءَ الدَورانِ
لا يعرفُ سرَّ الوقتِ مكانٌ لا تفنى فيهِ الأبدانُ