اليوم العالمي للمسرح 2024 من وحي ما يجابه الإنسان في عالمنا اليوم
الدكتور تيسير عبد الجبار الآلوسي
أستاذ الأدب المسرحي
أكتبُ منذ عقود معالجات وهواجس مونولوغ الروح المتطلع لإنسان العصر حراً غني العمق بوعيه وإدراكه بيئته ومحيطه، وفي مرات كانت كتاباتي من وحي واقع عراقي حصرا وفي أخرى بظروف الإنسان ومسارحه عالميا.. هذا العام أستبشر بردود نوعية من إنسان عصرنا، حيث طاقات مشرقة، تسمو بحراك التنوير والتقدم وبآفاق التنمية البشرية.. وبدفاع مكين لمبدعاتنا ومبدعينا عن سلامة النهج في إنتاج ثقافة الأنسنة وهنا تشرق كلمتي بإصباحاتكن وإصباحاتكم احتفالا باليوم العالمي للمسرح وأدواره النوعية الكبرى…
رسالتي في اليوم العالمي للمسرح 2024 من وحي ما يجابه الإنسان في عالمنا اليوم
من أجل حرية الإنسان وتقدمه، فلتعلُو سمفونيات مسارحنا بقيم السلام والإخاء والتسامح
كما وُلِد المسرح، بولادة المدينة وفلسفة وجودها الحضارية؛ تلك الولادة التي أعلت منطق التقدم الإنساني وبناء الشخصية، في ظل السلام والحرية؛ تواصل جملة معانم المسيرة النوع الإبداعي الدرامي بكل أجناسه ومذاهبه؛ على إدامة عطاء ينتصر للتنوير على التجهيل وعلى خطاب الخرافة ودجل أباطيلها.. هنا تغتني المسيرة المسرحية بامتلاء الروح بأروع جماليات الحياة وما أبدعه منتجو تلك الجماليات من منظومات قيمية بكل محمولاتها الفلسفية الفكرية المتقدمة..
إننا نتحدث اليوم والأزمة العامة تعصف بالبشرية عبر تعقيدات تفاصيل اليوم العادي للإنسان وما يكابده من بطالة وتضخم واحتدام التوترات حداً أشعل فتيل حروب مدمرة؛ بالاستناد إلى استراتيجيات قوى الظلم والظلام من جهة، قوى الضلالة ودجل خطاباتها ما هدد ويهدد الاستقرار بعمومه والأمن والسلم الدوليين وشاغَلَ البشرية بعيداً عن التفرغ لموضوعات العيش الحر الكريم وإنتاج قيم الحياة الأسمى بخاصة من جمالياتها..
مسرح بابل
إن ثيمة الجمال لن تحمل متعتها ولا بهاء الدهشة والشد ما لم تأت بمحمولات وليدة عيشنا وبيئته، لأنها ثيمة شكلانية فارغة لمسمى مسرح لا ينسجم وقوانينه البنائية التي نشأ على أساسها ونما وتطور في ضوئها..
من هنا يأتي احتفال اليوم العالمي للمسرح هذا العام ليعزف سمفونياته وينشد للإنسان متطلعا لاستعادة الاستقرار والسلام ونشر مبادئ العدل والمساواة والإخاء بين الشعوب ووسط مكوناتها. وهو احتفال بمحمولات التمدن والتمسك بقيم العقل العلمي وتنويرية ثقافته وتمسكه بروح تنويري يتقدم بالإنسان وعالمه ليتنافس في إحياء كل ما يسمو به؛ على أساس من احترام التنوع والتعددية وقبول الآخر والاشتراك معه بميادين البناء والتقدم.. وهو الأمر الذي لا يمكن إلا في ظل قيم الحرية والسلام..
إن مسارح العالم مازالت حيوية العطاء تنتج كل جديد من جماليات الحياة ومسرحها ومازال جمهور الفرجة المسرحية الركن الأصيل في التجربة المسرحية وإبداع مُثُلها السامية، على الرغم من كل ما أشرنا إليه من مصاعب وأوصاب..
وكم سيكون بهيا أن يجري تسليط الأضواء اليوم وعلى مدار المواسم والأعوام لإدامة احتفاليات مسارحنا لتلبية إقامة مهرجانات مستحقة بجسور التناغم والتكامل بينها بالمستوى العالمي، الإقليمي، والوطني والمحلي لتغتني بمؤتمرات متخصصة متنوعة وجلسات نقدية بمخرجات يمكنها أن تعبر عن إدراك بوجهيه الجمالي والموضوعي لمحاور يومنا وتفاصيله..
وبمثل هذي الاحتفاليات باليوم العالمي للمسرح التي تجرى سنويا، لابد من أن نسجل جملة محاور مازالت وتبقى ملحة بمطالب تلبيتها حتى تتحقق ومنها:
معالجة ظاهرة محدودية صالات المسارح أو تعرضها للتدمير والتخريب سواء نتيجة التقادم والإهمال أم العنف والحروب والصراعات الهمجية الدائرة.. ولابد من دعم مشروعات مسرحة الساحات والميادين العامة وتوفير ما يناسبها واستثمار الفضاءات والمعالم السياحية والأعيان المدنية التاريخية والتراثية بجانب منح أولوية لإشادة ما يليق بعصرنا من دور العرض بما يلتقي وطبيعة التطور التكنولوجي وأدواته.. ومثل هذا أشير إليه عالميا وإقليميا مثلما وطنيا محليا بالإشارة إلى الوطن العراق وظروف المسرح والمسرحيين فيه.
إن إشادة مسارح تتناسب على سبيل المثال وتاريخ مهد التراث الإنساني حيث الحضارة السومرية ونموذج مبناه ستكون رعاية ذاك البناء مما يتسم بقيمة تاريخية: آثارية تراثية مهمة واستثنائية.. ومن أجل ذلك، أتوجه بالنداء إلى اليونسكو وإلى المنظمات الأممية المعنية جميعاً للمساهمة في هذي المشروعات النوعية الكبرى، سواء بما يتعلق بترميم المسارح وبنائها أم بالحفاظ على التراث الإنساني وسلامته؛ أم في مد جسور الارتباط الأنجع والأروع بين احتفاليات شعوب العالم وفنانوها ودولهم بالمسرح وأدواره المشهودة…
ولنضع برامج بأولوية دعم جهود مسرحيي عصرنا لتفعيل حراك فلسفي جمالي قادر على التصدي لمهمة محمولات الجمالية المسرحية في مكافحة جرائم التجهيل ومحاولات إشاعة الأمية والتخلف وسط شعوبنا؛ هنا ستكون أبرز الخطى مجسدة في تفعيل دور المسرح ببناء القيم الروحية الثقافية الجديدة القادرة على مشاركة مهام إعادة إعمار الروح الوطني والانتماء الإنساني وتمسكه بالهوية بما يجمع بين بعديه الكوني والمحلي من مبادئ الهوية وقيمها في إطار الدولة المدنية لا الثيوقراطية ولا التوتيالتارية المنكوبة بخطاب التضليل ومزاعمه الدعيّة!
إن استعادة جمهور الفرجة والعيش وسط وجوده الشعبي العريض هو ما يمكنه من بث جماليات الإنسان والأنسنة ومن ثم التصدي لخطابات تتفشى بزمن الأزمات والتوترات المحتقنة وتبنيها فلسفة التطهير العرقي والديني وأضاليل ذاك الخطاب، ولهذا نتطلع اليوم، إلى مهمة نوعية للمنجز المسرحي الحديث بتعميق صلاته بطابع التعددية والتنوع بإطار وحدة الوجودين الوطني والإنساني عبر تجسيدهما في البنى الدرامية الجديدة بالبعدين الجمالي والفلسفي.
إننا بحاجة اليوم لتفعيل اشتغال (المركز العالمي للمسرح) فاعليته ووجوده الميداني، وكذلك تفعيله وطنيا ببلداننا ومد جسور الحوار بين تلك المراكز وتعزيز سطوع المركز العالمي في مهامه.. كما سيكون لوجود ((اتحاد مسرحي فاعل وروابط تخصصية للممثل ولنقاد المسرح)) ليس عالميا بمسمياتها وهي موجودة بالفعل ولكن بالمستويات الوطنية بطريقة تجري متابعتها على وفق قوانين ناظمة وأسس حماية ورعاية وتنمية لكل بُناة العملية المسرحية إبداعاً جمالياً حقيقياً وتحولا نوعيا لمسار الثقافة الحرة المنتجة المعطاء طبعا وبالتأكيد في فضاء الحريات والحقوق التي تناضل الشعوب لتكريسها…
لقد حصلت تراجعات وتلكؤات كثيرة وتفاقمت بمستويات وطنية محلية وتأخرنا عملياً وربما فشلنا حتى الآن في تأسيس الهيآت الأكاديمية المتخصصة الوطنية والمحلية والإقليمية، إلا أنّني أجدد مناشدتي برسالة هذا العام لاطلاق النداء (الأكاديمي) من أجل الإسراع بهذا التوجه (الملزم) بغاية تطوير الأداء والارتقاء به وتحويل الموجود من مشروعات إلى وجود فاعل بانعقاد مؤتمرات متخصصة مستثمرين الوسائل المناسبة لهذا التوجه وتفعيله وعدم انتظار غودو الرعاية التي قد لا تأتي في المدى المنظور بمستوياتها المحلية لا من وزارة ثقافة مأسورة بهذا البلد أو ذاك ولا من وزارة تعليم بموازناتهما المالية الضئيلة وببرامجهما البخيلة التي يلزم تغيير أولوياتها في إطار الظرف القائم عالميا إقليميا وطنيا.
إن مسرحيو عصرنا يتطلعون لاستنهاض همم جميع الجهات الأكاديمية والقطاعية المتخصصة لتأسيس صحافة ورقية وإلكترونية مسرحية ودوريات بحثية علمية متخصصة في الجامعات والمعاهد العلمية يمكنها أن تنهض بمهام تعزيز أعمال التوثيق والنشر بسلاسل لمسرحيات من واقع المسيرة التراثية والحديثة والمنتخبة أو سلاسل بحسب تبويبات مناسبة معروفة سواء محليا أم عالميا مع وضع استراتيجيات تتناسب والمهمة قبل فوات أوان..
إنني أشدد مجددا ودائما على أن مجابهة العنف الوحشي وظواهر استلاب الإنسان حقوقه المادية والروحية وحرياته تظل بحاجة للبحث في وسائل مناسبة يمكنها الارتقاء بفرص العيش الكريم لمسرحيينا والعناية بأوضاعهم وبتفاصيل يومهم العادي وما فيها من أشكال الأوصاب والمعاناة؛ وقيمياً ينبغي على قوى المسرح إدامة الكفاح لإلغاء النظرة الدونية الموجهة بخاصة للفنون الأدائية تمثيل وما يرتبط به وإزالة ذلك الغبن والانتهاك سواء من بعض ما يشاع مستغلاً أحوال الجهل والتخلف أو ما بقي من ممارسات على المستوى الرسمي كما بتلك المصطلحات ومعانيها في جوازات السفر الخاصة بالفنان..
وسيكون بهذه المناسبة واجب التذكير بضرورة العناية المستقلة المخصوصة بمسرح الطفل والمسرح المدرسي ومسارح الضواحي والمدن والنجوع والقرى والتأسيس لاحتفاليات محلية وإقليمية تنتشر في كرنفالات شعبية حاشدة مدعومة شعبيا رسميا، سيكون ذلك الواجب حتمية ملزمة لاستراتيجية جديدة مؤملة.
إنني بهذا اليوم الأممي المجيد، أجدد التهنئة به عيدا لجموع مسرحيينا نساء ورجالا ولجموع جمهور الفرجة وتنوعات كينوناتهم الوجودية وأتوجه بالتحية إلى جميع مبدعاتنا ومبدعينا بميادين المسرح الحديث، لتصل ناشطات ونشطاء مسرحنا بهدير شعوبنا تحتفل بأداة بارزة مهمة من أدوات كفاحها الإنساني لتصافح تلك التحية اليوم أروع مشاركة بالعيد وكرنفالاته مسرحاً يحمل بين جدران منصاته كل ما يُفتخر به ويجعلنا بشموخ المنجز لا نقف على أعتاب تبادل التهاني فقط بل عميقا حيث الانتصار لا الانكسار في متابعة المسيرة وكل عام وحركة الابداع والعطاء منتصرة للخير والسلام وسط وجودنا الإنساني الممتد بجسوره يوحد الخطابات البشرية بتنوعها وبهويتها متعددة الانتماءات في مصب واحد يديم بحار الأنسنة بالحيوية..
ارتبط المسرح مذ ولادته وحتى يومنا بجمهوره متفاعلا إيجاباً مع منجزه ومدركاً لمعطياته ودلالاتها ببنيتيها الجمالية والمضمونية بمساري السطحي والعميق للبنية، بل ولتعدد خطط الحدث الدرامي على وفق تعدد مسارات الصراع: أسسه ومخرجاته. ولهذا نجد اليوم، أنّ احتفاليات اليوم العالمي للمسرح كونها لا مجرد استعراض كرنفالي عابر بل التعبير الأعمق عن خطابات الحياة الإنسانية بمختلف مراحل العيش ومعالجات الحاضر واستشراف المستقبل.
وإذا كانت شعوب العالم المحتفلة بالمسرح تتبنى مراجعات عقلانية حكيمة مستفيدة من التجاريب فإننا لا نختلف عراقيا عنها في تبني تلك القراءة التي تكشف الثغرات وأشكال الخلل ووسائل استعادة النماذج الساطعة لمساهمات مسرحنا ومنجزه.
فبعد أكثر من عقدين على التغيير في بلادنا وحيث ناهزت المسيرة على ربع قرن من محاولات تلمس طريق التنوير ودمقرطة الحياة العامة بتفاصيلها يتطلع مسرحيونا بدءاً لانعتاق الخطاب المسرحي وتحرره في صياغة مادته جماليا مضمونيا وإلى توثيق المنجزين المعاصر وذاك الذي استقر في المكتبة الوطنية ومن ثمّ لاستثمار إعادة الإعمار في مرافق التعليم والثقافة ومجمل المؤسسات لتمتلك منصاتها المسرحية بجانب صالات العروض المستصلحة والجديدة ومنها إعادة إشادة مسرح أكيتو في حاضنته السومرية البابلية التاريخية ومسرحا وطنيا يباهي به في شرقنا الأوسط الجديد باستقراره وبأفق السلام فيه..
هنا يتبنى مسرحيونا حراكاً نوعيا يسمو بالفرجة المسرحية ليرتقي بها من حال من يريد فرض التلقي السلبي بكل تفاصيل عبثه ومحاولات استغلال المشاعر والانفعالات وتقييدها بسجن من خصال الأحزان واستدرار العواطف بإسدال ستائر سوداء، ليتم الانتقال بعناصر الفرجة إلى منطقة المشاركة الإيجابية في استكمال حلقات الحوار والوصول إلى موانئ إنهاء الصراع وحله لصالح الأنجع ولما يمكنه المساعدة في بناء الشخصية القادرة على صنع التغيير وإعمار الحياة وجوديا..
إنّ أكثر ما يحتاجه جمهور الفرجة عالميا ومحليا وطنيا هو تعزيز حملات السلام كونها الفضاء الذي يمكن للإبداع أن ينمو ببساتينه الفيحاء، وتلكم هي جوهرة حملات جمهور فعل البناء والتقدم وخطى التنمية حيث قدرات التأثير المتوافرة عند الشخصية الإيجابية؛ وهي حتما غير الشخصية المنكفئة على ما تتلقاه نتيجة نهج التلقين وترديد المقولات الجامدة المغلقة، التي تتلقفها ممزوجة بالتأثيرات الانفعالية الصارخة مما يستدر العواطف والانفعالات,,
وهكذا فنحن بمجابهة صور الخلق الإبداعي كتلك التي جاء بها أساطين مسرحنا بدءا بجورج الثاني وأندريه أنطوان وكوستانتين ستانسلافسكي حيث واقعية الاشتغال وخلق ما يطابق الحياة ولكن بما يريده خالق جماليات المسرح لتأتي رمزية بول فورت الشعرية الممزوجة بالواقعي وتغادر نحو رمزية جورج فوخس وجوردن كريج وتنويعات ألوان أضوائه ثم أدولف آبيا وأضوائه المسلطة على الجواهر لإبرازها وتأتي فنتازيا ماكس رينهاردت وواقعيته الخيالية لكن إلكساندر تايروف سيعود بالفرجة نحو ثراء الروح وآبيا وليقدم لنا لويس جوفيه موليير إنسانيا لا أخلاقيا عبر توجيه الممثل للأداء الحسي لشخصيته وتسمو إرادة جورج بيتوييف شعريا بخلاف جاستون باتي الذي استثمر التقنيات بنبضها الشاعري على أننا نغادر الممثل إلى تقديم الحشود والمجاميع بلقائنا مع أروين بسكاتور فنصغي لهدير المجتمع المعاصر وصراعاته بملحمية ستلتقي لاحقا ببيرتولت بريشت وسنمر طبعا ببيتر بروك وأنطون أرتو وغروتوفسكي بتنوعات غنية في تعدد مساراتها الجمالية..
وفي اليوم العالمي للمسرح لا ننسى عراقياً منجز العبودي وجلال وسامي عبدالحميد وقاسم محمد وصلاح القصب ويوسف العاني وعقيل مهدي يوسف وهم يبدعون قيم مسرحنا باستنطاق بعضهم للتراث ومجالسه ومناظراته أو إحياء آخرين لصور واقعه بعد تغييرٍ أو إصلاحٍ حيث تحطيم الوضعيات الأساس في تراجيديات درامية لمحمولات أزمات مجتمعنا وإصلاح تلك الوضعية في كوميديا واقعنا وسخريتها مما قد يجابه حال العراقي من ظروف..
المسرح اليوم غني عميق الفلسفة ثر الثقافة بقدرات تنويرها الفكري وإزاحتها كلكل ما خيَّم ويخيم على أجوائنا.. وإذا كان النظير يوم تأسس وانطلق قد ارتبط باحتفالات الشعب وطقوس حياته فإنه اليوم يصحح الموقف من رؤية تربطه بالعقائد والتقاليد واشتراطاتها القسرية من قيود ومن حال تجميد ليقدم منطق الحرية في احتفالية تنبض بهدير مسيرات جمهور شعوب العالم تتحدى التقييد والتجميد وتستعيد حقها في حيوية العطاء والإبداع..
فلنحتفل معا وسويا بهذا اليوم لا بسياقات سطحية عابرة بل بتبني منجز عصور المسرح والمسرحية بوصفه منجز البشرية وموئل إنتاجها ثقافة التنوير لعصر يسطع كما سطوع عصر التنوير والتقدم البشري قبل قرون..
وشعبنا أسوة بشعوب العالم يستجق ذاك الاحتفال الأبهى والأسمى.. وكل عام ومسرحنا بأروع منجزاته خير مساهم مع منجز البشرية ومسارحها باتساع وجودها..