كتب المؤرخ الروماني توكيديد( 53ق.م) يقول لامبراطور روما : ان التاريخ لا جديد فيه ، وان كل ما يحدث اليوم حدث بالأمس مرارا قبل ذلك ، وسيحدث مرارا اخرى في مقبل الزمان ، والتاريخ كله ليس الا دائرة شريرة لا يزال البشر يدورون فيها ، وكلما أتموا الطواف فيها مرة بدأوا من جديد.
وكتب أردشير بن بابك مؤسس دولة آل ساسان الى خلفائه يقول : ..في التاريخ حوادث تدور..ولا زال الزمن يكررالفكرة ، ويحذر الملوك والحكام من الأغترار بالدنيا والجاه والسلطان ، ويؤكد ان الزمان لا جديد فيه ..فأحذر الايام وعواقب الزمان..فمن قصر وقف ، ومن عدل وصل..أنظر وصية أردشير.
وكتب ابن خلدون يقول : للزمان اربعة ادوار سماها بادوار الشرف وهي أعلى درجات القوة والسلطان السياسي ..في الدولة..
الأول: هو باني المجد عالم بما عاناه في بنائه ومحافظ على الخلال التي هي اسباب كونه وبقائه..فعلاً هكذا كان محمد(ص) نبي الاسلام..
والثاني :أبنه من بعده مباشر لأبيه ، قد سمع منه ذلك وأخذ عنه الا انه مقصر في ذلك تقصير السامع بالشيء عن المعاني له..الخلافة الراشدة ..وأحداثها الجسام الردة والفتوح والسيف .
والثالث :كان حظه الأقتفاء والتقليد خاصة ،فقصر عن الثاني تقصير المقلد عن المجتهد في البناء والعمل ..الدولة الاموية ..الحكم العضوض.
والرابع : قصر عن طريقتهم جملة ، واضاع الخلال الحافظة لبناء المجد واحتقرها حين اعتقد ان البناء لم يكن قد جاءه بمعاناة ولا تكلفة ، وانما هو امر وجب لهم منذ الازل..فهم مكتوبون في اللوح المحفوظ ..وهنا كانت نهاية المجد او الشرف ،اي نهاية الدولة وحضارتها..الدولة العباسية وسقوطها..ونهاية المستعصم على يد المغول ؟.ولا زال اتباع أهل البيت الى اليوم يعتقدون..لذا فهم يعتقدون أنهم المفضلون على العامة وحقوقهم..ما ينزل من السماء انتاجه لهم..وما يستخرج من باطن الأرض فهو مشاع لهم..وهم خاطئون . فالمال مالالله يقسم بين الرعية بالعدل والقانون.
ويقول العالم والفيلسوف البريطاني شبنكر ..من لم يحافظ على مجد ابيه ،خسر نفسه وأبيه معاً..ويعني به تراث الامة وعدم التفريط به. ..فخيانة التراث وبيعه للاخر الغريب جريمة …فما رأيكم في بيع الاثار العراقية بعد جريمة الأحتلال..؟
يقول الامام علي (ع) : أعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا ..وأعمل لأخرتك كأنك تموت غدا.
هنا جسد الامام الحياة الدنيا والحياة الاخرة بمفهوم العمل بالعدل والامل للخلاص من ً..كل ندم..”ابلغ ما قرأت”..فالامل هو الحياة والندم هو الموت ..فكن حذرا من ان تقع في دائرة الندم. فالندم شر مستطيرلا ينفع النادمين ..قال معاوية بن ابي سفيان وهو على فراش الموت ..يا امير المؤمنين هل ندمت في حياتك فقال : نعم ندمت..لكن الندم لاينفع على فراش الموت النادمين. فهل سيندم مع باع الوطن وسرق الثروة وقتل العلماء والمفكرين عمداً.
ويقول المؤرخ باسويه الفرنسي : بين البداية والنهاية للدول طريق واحد هو العدل الذي لا يجوز للحاكم تخطيه ..ويعتقد ان العدل خطة آلهية من تجاوزها سقط.
والمؤرخ الطبري (ت310 للهجرة) يفسر التاريخ بالدين حين فسر موقف ابراهيم الخليل بأنه موقفا ازال من رأس الانسان القبول بتضحية البشر، الذي استبدلها بالكبش..وهي أعلى مراحل العدالة الأنسانية ..ولو انها اسطورة قديمة لكنها تنفع من وعى احداث التاريخ .
وقال الخليفة المنصور: انما أنا سلطان الله في ارضه اسوسكم بتوفيقه وتسديده اطيعوني ما اطعتا الله..هنا يبن لنا التاريخ ان الغطرسة مألها الى هلاك كما هلك المنصور نادما.زفهل سيندمون..؟
ويقول لنين : المثقف هو الاسرع في الخيانة الوطنية..لأنه الأقدر على تبريرها اما الشعب .
ويقولفولتير الفرنسي :اينما وجد الظلم فالكُتاب والمثقفين واصحاب السلطة الذين عماهم المال والكرسي هم المسئولون عنه.
وهناك العشرات من المؤرخين والكتاب الذين اسهبوا في هذا الموضوع..وردوا العلم الطبيعي لاختراع الانسان الذي مكنته الطبيعة من التفكير لكنهم يؤكدون على سلامة الطريقة في التطبيق..ومنهم فرنسيس بيكون والفارابي في كتابه تصنيف العلوم.
ويصر العلماء على ان الحكم يجب ان يرافقه العدل والاحسان بالرعية من تكوينه وتطبيقه لأستيفاء الجانب الشرعي فيه.لأن الحكم الغاشم المنقطع الصلة بالناس لا يدوم وان رافقته القوة.
على الحاكم ان يدرك ،ان الذي يضعف البشر حتى ولو كان حاكما قويا .. هو سوء استخدامه لنعَم الحضارة..وهي الأيمان بالخالق والعدالة المطلقة ..لذا عليه ان لا يسرف في الظلم والتنعم ويخلد الى التبطل والدعة، ويزهد في العدل والعمل..وينسى الدنيا ودوران التاريخ،..ساعتها سيضعف في قبضته على السلطان ،فتفلت زمام الامور من يده وهو لاهٍ ،فيتمهد الطريق لغيره لانتزاع الملك منه والسيادة من يده..فيكون مصيره الهلاك..وسيهلكون ..
نعم ان تفكير المؤرخين في غالبيتهم يؤيدون هذا المحور حتى ولو اختلفوا في المسار..حتى قال احد المفكرين العرب ان المسلمين الذين سلموا امرهم للفقهاء فقدوا الالتزام بالصراط المستقيم بعد الرسول(ص)لارتباط بعضهم بمصالح السلطة التي لا تعير الاهتمام الا لمصالح السلطان.
نرجو ممن يحكمون اليوم ان يتنبهوا لما قاله التاريخ حفاظا على المصلحة والامة معاً….وغدا فالندم لا ينفع على فراش الموت النادمين.؟
واخيرا نقول للحاكم العراقي اليوم ؟لاتبقى تلعلع بصوتك امام الصحافة بحقوق الوطن والعدلة ..فأنت اليوم اول الناكرين لها .. ان ما جرى على خلاف القياس لغيره لا يقاس عليه .فأحذر الجايات من عصر الزمن..صدام والقذافي أمامك..