تشرين
فارس مطر
السِّلكُ الشائكُ
قنبلةُ الغازِ بنادقُهم
وعيونُك واسعةٌ
صدركَ أَعزلُ يا وطني
يخنقُكَ العالمُ عَمْداً
دَبِقٌ هذا الوقتُ الأصفرُ
لا غيمةَ تغسلُ أبخرةَ القمعِ
دماؤكَ فوقَ جسور مدينتا الغارقةِ الآنَ بطوفانِ الصَلواتِ
تُحَنِّي أَنفاس شوارعنا
يأخذُ منها دجلةُ إكسيراً
نعرفُ أعدادَ النخلِ
وأشجار الجوزِ
ونحفظُ أطوار أغانينا
نَعْرِفُكُم عن ظَهْرِ غَريبٍ سَيزولُ
ونَعْرِفُنا عن ظَهْرِ نَبيٍّ من هذا الطِّينِ
يقولُ شهيدٌ :لا ترجعْ
فَهُنا قُطْبُ الكينونَةِ
أنزلني كي تأخذَ دَوري
وَجِّهْني صَوبَ الماءِ قُبالَتَهُم
لأُدِينَ المرحلةَ السوداءَ
وأَجْلِسْني مُنْتَصِباً لأراكم
وأُديرُ شؤوني روحياً
أَغْسِلُ وَجهَ الأَنهارِ بأقمارٍ سَبَقَتنا
وأُشاركُ أطفالاً في الصَفِّ الأَوَّلِ
من درسِ المستقبلِ
أكملتُ دمائي فتعالوا
هيأْتُ التَّمرَ لرحلتكُم
هذا ما يفعلهُ الشُّهداءُ
مواقيتُ الشِّعْرِ
استقبالُ الشَّمسِ
كتابةُ ما قبل القبلِ
كتابةُ ما بعدَ البعدِ
سنبني ضوءاً أبديَّا
أكتملُ الآنَ وتكتملونَ
أُصافح نهريَّ هنا
وأَرى كل ترابي يتجسد فيكم
أَعددتُ الشَّاي أَمامَ بنادقهم
يكفي أَنّي متَّضحٌ
أَرِني وجهك إن كنتَ عِراقيّاً
صدري أوسعُ من خوفِكَ
من طَلَقاتِكَ
لا أَكترثُ الآنَ
أريدُ عِراقاً
أَعرفُ أَنَّكَ لا تعرفهُ
أعرفُ أنَّكَ لا تعرفُ كيف تَصيرُ عراقياً
أعرفُ أنَّكَ لا تحفظُ أسماءَ الأَنهارِ
ولا الأشجارِ
الضَّوءُ يَدُبُّ
يُعيدُ الأشياءَ يُسَمِّيها
ضاعفتُ حنيني قَمرينِ
الأوَّلُ فوق بساتينِ النَّخلِ
الثاني للشِّعْرِ وللأحرارِ
لحِنَّاءِ دماءٍ فوق الأرصفةِ الآنْ
لفتىً يصطادُ دُخاناً،
يُطفئهُ ويغنِّي
للزَّنبقِ ينمو في لوحتنا
لا يعنيني أن أصعدَ للمَلكوتِ
سأبقى كي أنزفَ أُغنيتي
ننبتُ حيثُ سقطنا أشجاراً
نخلدُ في هذي الأَرض
لنا ماءٌ
ولنا شمسٌ
ولنا غَدُنا
ولنا الأسماء الأُولى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ