<h1 style="text-align: center;"><strong>ما وراءَ الحجابِ</strong></h1> <h4><strong>د. عدنان الظاهر</strong></h4> <h4>خاطبتُ الحاجبَ قطّبَ لم ينطقْ حرفا</h4> <h4>صدَّ وأنزلَ أستارَ التصهالِ حِجابا</h4> <h4>أطلقَ صيحاتِ عُواءِ ذئابِ الآبارِ</h4> <h4>كشّرَ عن نابِ</h4> <h4>وسّعَ أحداقَ السَوءةِ في عين الرُمّانِ</h4> <h4>لا مِنْ حلٍّ لا مِن بابٍ أو بوّابِ</h4> <h4>خفّتْ أجراسُ نواقيسِ الإنذارِ</h4> <h4>صَدِءَ المِزلاجُ ونامَ الهُدهُدُ والسنجابُ</h4> <h4>إبليسُ يُخاصمُ إبليسا</h4> <h4>لَبْسٌ في أُسِّ متاريسِ التأسيسِ</h4> <h4>تزدادُ العَتمةُ في حَدَقِ الحارسِ تركيزا</h4> <h4>تنهارُ قناديلُ زُجاجِ النورِ حُطاما</h4> <h4>تظلّمُ الدنيا</h4> <h4>يغدو البوّابُ تعيساً منحوساً منفوسا</h4> <h4>يطلبُ سِكّةَ ممشى سلواها</h4> <h4>أثقلها طوقُ النرجسِ في ريمِ ثراها</h4> <h4>قَمَرٌ يُهديها قَزَحاً أقواسا</h4> <h4>ويُعلَقُ في عَقْدِ زُمرّدِ عينيها ماسا</h4> <h4>طيّرني أنآني</h4> <h4>جرَّ الشُرفةَ من بين القضبانِ</h4> <h4>عرّاني في أقصى حرِّ صيوفِ الهجرانِ</h4> <h4>شاغلتُ مقامَ غرابةِ إغضاءةِ عينيها</h4> <h4>قفّيتُ مسارَ النورسِ تحليقاً فيها</h4> <h4>ما خانَ ولا خالفَ أعرافَ خطوطِ مِلاحةِ إبحاري</h4> <h4> كنتُ الوالهَ لا أدنو لا أنأى</h4> <h4>ريشاً يُمسكُهُ مجدافي</h4> <h4>يرقى فوق العرشِ المائي كُرسيّا.</h4>