سِجنُ الراياتِ الحُمرِ
عدنان الظاهر
نكّسْ فوقَ اللجةِ أعلاما
سارَ الفُلْكُ على سطحِ الماءِ الغامرِ زحفا
أعطبهُ تصخابُ جناجيلِ الموجاتِ السودِ
والليلُ ثقيلُ الماءِ عليلُ
بشّرْ أصحابي أنّي غادرتُ مكاني
أتلفتُ الأخضرَ واليابسَ أحرقتُ لساني
وغدوتُ أسيرَ جوازِ مرورِالطعنةِ في ذُروةِ حاجاتي
أخترقُ الظُلمةَ سهماً مكسورا
ألزمني داري دهرا
لأرى سُرُراً تتوازى وتكايا خُضرا
وحشايا من ريشِ الهُدهُدِ والطاووسِ الأسطوري
في دارٍ أُخرى
أسألُ فيها مَنْ جاءَ يجرجرُ أقداما
يالماشي خذْني
خذْني منّي ..
الدنيا مهزلةٌ تتلاعبُ فينا شئنا أم لا
ماذا يعني فقدُ متاعِ الدُنيا سَمْعاً أو رؤيا
أسمعُ إنذاراً يستدعي ردّا
ماذا لو أهملتُ وكلّفتُ الحارسَ أنْ يرمي ثِقْلا
ويَشُقَ ظلامَ الغُبرةِ بالنصلِ المسمومِ
هذا حتفُ الراوي والشاهدِ مطويِّ الأطرافِ
سلّمْهُ الوصلَ وقلِّدهُ شاراتِ التدجينِ الطبّي
أوسمةً للفاقدِ جذرِ الأصلِ
كي يفتحَ للقُدرةِ دنيانا أبوابا
الداخلُ بوّابٌ نصّابُ
والخارجُ مأزومٌ مفقوءُ العينِ جبانُ
أُنظرْ :
الوحشةُ أكبرُ من رهبةِ قرصانِ
ماذا لو قالت
القولُ الفصلُ جهازُ التنظيمِ السرّي
يفتعلُ الأسبابَ ليمضي رَهْوا.
الدكتور عدنان الظاهر