القمرُ المذبوحُ
عدنان الظاهر
صَحّت أو غامتْ
وتلفّتَ صبري نحوَ النِحرِ
لا أسعى للعودةِ صوبي عَدْوا
أوفى أو أغفى مِلْحُ اللُجّةِ في ماءِ العينِ
الضوءُ مضيقٌ مستورُ الحالِ
قَلَقٌ يتمرّدُ في الداخلِ من تأثيرِ السرِّ
تحمِلُني أعجازُ نخيلِ الموجِ المُغري
فالساحلُ مفتاحُ وصيدِ الصُبْحِ المُبتلِّ
شَغَفٌ يطفو ومرايا تدّلى سَقْفاً في سَقْفِ
النأيُ المُلتفُّ صهيلُ
فإلى أينَ أُوجّهُ مرساةَ نجاتي
وأُصيخُ السمعَ لدقّاتِ وجيبٍ في صدرٍ ينحلُّ رميما
تَعَبٌ يُضنيني
جُهدٌ من لُبِّ شراراتٍ يُطفيني
يسقيني منقوعَ خُمارِ التدخينِ
يجعَلُني مِشكاةَ فتيلِ القنديلِ
فالمُّ الطَرْفَ على ما جفَّ وما أشرفَ من ماءِ التأويلِ
مُقَلٌ تصهَرُ دمعاً في قارِ النارِ
وسيولٌ تتدحرجُ بالحدِّ الأقصى من عُنفِ الطُوفانِ
أفنى كيما أشفى
وأُجهِّزُ مِفتاحَ البابِ الموصودِ
بحثاً عن مهبِطِ وحيِّ الهاربِ من خذلانِ الألوانِ
الأصفرُ لا يمشي إلاّ خوفَ شحوبِ النجمِ الجافي
في شارةِ بَرقٍ تتحاشى بؤسَ التأويلِ
يا قاصدَ آثارِ السقفِ الهاري حَذارِ
سَعيُكَ منكوسٌ رأسا
أقفاصُ عِظامٍ تبلى في صدري
سجّيلٌ في وادٍ مهجورِ
وخسوفُ الدمعةِ في عينِ الأقمارِ
الحوتُ جهنّمُ تسري كالنهرِ الجاري
يا للعارِ
قَمَرٌ ينزفُ مذبوحا
مَضغُ الصخرِ بجدحِ النارِ
في نابِ النَفَقِ المُتفلِّقِ أبوابا
حيثُ الصارِخُ واللونُ الفاني سيّانِ.