<h1 style="text-align: center;"><strong>عودةُ المغول</strong></h1> <h4><strong>عدنان الظاهر </strong></h4> <h4>1ـ أُفُقُ الشرقِ الرازحِ تحتَ القيدِ القسري</h4> <h4>جاءتْ راياتُ الغازينَ أكفُّاً ورؤوسا</h4> <h4>تحملُها الخيلُ السودُ وحدُّ السيفِ التتريِّ</h4> <h4>ضدَّ قلوعِ المدِّ البحري ..</h4> <h4>إرفعْ عينيكَ لسمتِ قتيلٍ بالقهرِ</h4> <h4>هذي امرأةٌ ثكلى جاءتْ تسعى فزعى</h4> <h4>أنْ تمسحَ بالرأسِ المنفوشِ وبالصدرِ أصابعَ أقدامٍ جُرْدِ</h4> <h4>كالشوكِ المغسولِ بأعصابِ الصبْرِ الصُفْرِ</h4> <h4>إرفعْ عينيكَ فبابُ القدسِ مُشوّشةُ الألوانِ وسيُدنا عيسى</h4> <h4>يفترشُ الحيطانَ ويأمرُ موتاها أنْ تمشي</h4> <h4>إلى أين ؟</h4> <h4>تبقى تمشي</h4> <h4>إلى أين ؟</h4> <h4>تمشي تمشي حتّى آخرِ مِسمارٍ في النعشِ المبني من قِشِّ</h4> <h4>2ـ إشربْ نَخَبَ النهرينِ أنيسي نوحِ الفُلْكِ</h4> <h4>يصبّانِ بخلجانِ العربِ الباقيةِ الأخرى مُذْ ما بعدَ الطُوفانِ</h4> <h4>إشربْ نَخَبَ الأحياءِ الموتى</h4> <h4>ما زالَ الحلاّجُ يُناجي بغدادَ وراءَ السورِ حسيرَ الرأسِ</h4> <h4>يُذيبُ حشاشتَهُ وَجْداً صوفيَّ التوحيدِ حلوليَّ الأيمانِ</h4> <h4>يقرأُ في القرآنِ الآياتِ ويختمُها بالإسراءِ</h4> <h4>3ـ أُقسِمُ بالنجمِ إذا يهوي</h4> <h4>في وجدانِ امرأةٍ زرقاءِ العينينِ</h4> <h4>خاضتْ لُجّتَهُ مَلِكاتٌ سبأياتٌ يتقدَّمهنَّ الطيرُ المَلَكيُ الرأسِ</h4> <h4>بريدَ شعوبٍ لا تعبدُ إلاّ قُرصَ الشمسِ</h4> <h4>بلقيسُ هَوتْ أبراجُكِ في أعلى السدِّ أعدّي ألواحِ البردي</h4> <h4>فُلْكاً مشحوناً بالضدِّ</h4> <h4>وخذي هارونَ وزيرا</h4> <h4>وسُليمانَ مليكَ الجنِّ يقودُ الريحَ تجاهَ القُدْسِ القبرِ !</h4> <h4>4ـ أقرأُ في يومِ النَحسِ كتاباً</h4> <h4>في النحوِّ العربيِّ أرى شَبَحاً مقلوبَ الرأسِ</h4> <h4>أرى ( الشدّادَ العبسيَّ ) ذبيحاً مكسورَ القوسِ هشيمَ التُرسِ</h4> <h4> مفتوحَ العينِ يُحدِّقُ شَزْراً في أسرابِ الغربانِ :</h4> <h4>ألا تَبّاً لبني عبسِ !</h4> <h4>خفّفْ عنكَ دموعَ الموتى والسوطَ الطاغي بالغدرِ</h4> <h4>وتحمّلْ فُرقةَ أحبابٍ ودّعتَ ومن ثُمَّ نسيتَ</h4> <h4>تُضئُ ظلامَ بيوتٍ صامتْ في شهرِ حرامِ</h4> <h4>5ـ أسمعُ طفلاً في الوادي يُنادي أجداداً صيدا</h4> <h4>وسيفُ العربِ المسلولُ يُطهِّرُ ما بينَ النهرينِ</h4> <h4>أميرَ البرِّ أميرَ البحرِ هناكَ غُلامٌ</h4> <h4>يتقلّبُ في اللوعةِ طيراً مجروحاً تحتَ التعذيبِ الوحشي</h4> <h4>أنْ يتبرأَ من أصلٍ في الأهلِ</h4> <h4>حتّى مرّتْ ...</h4> <h4>عَرَباتُ الشحنِ مُحملةً بالسُكّرِ والملحِ على أنضرِ جسمٍ يتلوّى</h4> <h4>والرايةُ يحمِلُها نذلٌ أفعى وجبانُ</h4> <h4>إشربْ شَرِبَ الإسكندرُ حتّى خارتْ بابلُ سكرى</h4> <h4>سكرتْ روما حَرْقا.</h4> <h4></h4>