<h1 style="text-align: center;"><strong>الزمان</strong></h1> <h4><strong> عدنان الظاهر </strong></h4> <h4>1ـ آينشتاين /</h4> <h4>نظريتُكَ النسبيّةُ لم يُثبتْ صِحّتها</h4> <h4>مَلِكٌ من بعدِكَ مُجتهدٌ إنسانُ</h4> <h4>فالوقتُ الضائعُ مهزلةٌ</h4> <h4>تلتفُّ كعاصفةٍ لا أهوجَ منها في فنجانِ</h4> <h4>والعمرُ خُرافةُ محكومٍ يتدّلى في حبلِ الإعدامِ</h4> <h4>نظريُتكَ النسبيّةُ لا مِن نَسَبٍ أو عَصَبٍ فيها أو شريانِ</h4> <h4>فكّكْ ما فيها من أرقامٍ ولُغاتٍ خرساءٍ عمياءِ</h4> <h4>الساعةُ قد هبَطتْ للأرضِ بسلسلةٍ من ذهبٍ إبريزٍ</h4> <h4>لا يصدأُ في زَندِ مليكتنا</h4> <h4>علّقها مَلَكٌ من نارٍ إبليسٌ شيطانُ</h4> <h4>وتمرُّ الدُنيا من تحتِ الشُرفةِ عصراً عصرا</h4> <h4>مَلَكوتُ الكونِ يدقُّ بعِرقِ الأرضِ عقاربَهُ</h4> <h4>رجلٌ وامرأةٌ في الدنيا قُطبانِ</h4> <h4>يلتقيانِ مع الليلِ الساحرِ لُقيا الودِّ وإنْ</h4> <h4>جاءَ الصُبحُ تناثرت الأقطابُ فذا</h4> <h4>في المغربِ والآخرُ في الشرقِ الأقصى</h4> <h4>العمرُ؟ رويدكَ ما العمرُ سوى</h4> <h4>دورةِ دولابٍ في مركبةٍ للغزوِّ أُعدّتْ</h4> <h4>دَحرجها نوحٌ من أعلى التلِّ</h4> <h4>وجهّزَ أخشابَ الفُلكِ الميمونِ</h4> <h4>وهيّأَ للريحِ شِراعَ سفينتهِ المُكتطّةِ بالأنسِ وشتّى أنواعِ الحيوانِ</h4> <h4>وتسّلقَ صاريَ مركبهِ المشحونِ ونادى :</h4> <h4>ها قد جاءَ الطُوفانُ !</h4> <h4>من أين أتى هذا الطُوفانُ وكيفَ تفاجأتَ بهِ يا إنسانُ</h4> <h4>وكيفَ يكونُ الأمرُ بُعيدَ الطوفانِ ؟</h4> <h4>2ـ غاليليو /</h4> <h4>كُرةُ الأرضِ لَهوتَ بها زَمناً</h4> <h4>لا أَحسبهُ أسوأَ من باقي الأزمانِ</h4> <h4>فاتركها تتدحرجُ فوقَ التلّةِ مركبةً</h4> <h4>يركبُها مَلِكٌ يتنفسُّ خمسةَ آلافٍ تحت الأهرامِ</h4> <h4>دَعْها .. فرؤوسُ الناسِ جسورٌ مُدّتْ لعبورِ الطغيانِ</h4> <h4>الساعةُ تحتَ اللُجّةِ قد غَرِقتْ</h4> <h4>لا يُدركُ ما فيها من وقتٍ أو صوتٍ إلاّ الموتى</h4> <h4>وسوى ميزانٍ مُضطَرِبٍ مثقوبٍ مقلوبٍ للأعلى</h4> <h4>صحّحْ ساعتَكَ الذهبيّةَ فالوقتُ يشدُّ عقاربَها</h4> <h4>للخلفِ إلى ما قبلَ الطُوفانِ ولا</h4> <h4>تُمسِكُ ثانيةً واحدةً منها مرّتْ قبلَ الآنِ</h4> <h4>ما أعجزَ جُهدَكَ يا إنسانُ ...</h4> <h4>3ـ عُمر الخيّام /</h4> <h4>في الجنّةِ لا أفقهُ من أمري شيئا</h4> <h4>ما كنتُ سوى مخمورٍ سكرانِ</h4> <h4>الساعةُ من كفّيَ قد سقطتْ في كأسِ الجانِ</h4> <h4>والحارسُ في نوبتهِ غافٍ لا</h4> <h4>شمسٌ لا قَمَرٌ لا ظلٌّ يتحرّكُ جرّاءَ الدَورانِ</h4> <h4>لا يعرفُ سرَّ الوقتِ مكانٌ لا تفنى فيهِ الأبدانُ</h4> <h4>4ـ سِقراط /</h4> <h4>ما لَثَمتْ شفتاكَ السُمَّ خلاصاً</h4> <h4>من وَهْمِ وخوفِ التعذيبِ وبطشِ السُلطانِ</h4> <h4>كلاّ ...</h4> <h4>الموتُ بدايةُ مرحلةٍ يتكوّنُ فيها الإنسانُ.</h4>