تعريف بفنان قلما يعرفه الوسط التشكيلي العراقي – محمد صادق رحيم
د. سناء عبد القادر مصطفى
أصل هذه المقالة هو لقائي الشخصي بالفنان التشكيلي الدكتور محمد صادق رحيم في شهر تموز العام 2002 في لندن وهي جزء من كتاب تطور الفنون التشكيلية في العراق في القرن العشرين باللغة النرويجية قمنا بتأليفه أنا وزوجتي آلا بوغدانوفا في العام 2005.
الفن العراقي – تشكيل وتطور رؤاه وصفاته في القرن العشرين
Irakisk kunst – dannelsen av egne visjoner.
Kunstutviklingen i Irak i 20 århundre
ينحدر الدكتور محمد صادق رحيم من عائلة نجفية شيوعية مناضلة، استشهد والده في العام 1963 . وهو فنان تشكيلي عراقي يقيم في لندن بعد انهاء دراسته العليا في موسكو في بداية ثمانينيات القرن العشرين.
غالبا ما تصور أعماله تجارب سيرته الذاتية. امتلأت الكثير من لوحاته التشكيلية بقصصه المأساوية التي تشابكت في حياته، حيث كان للسجن والتعذيب واستشهاد والده في السجن سنة 1963 تأثير قوي على إبداعاته الفنية. هذه الذكريات المؤلمة تملأ اعماله بالاكتئاب والحزن.
يعاني محمد صادق رحيم نفسه من الاكتئاب المستمر ويقاوم بطريقته الخاصة بمساعدة النقد الذاتي وممارسات التأمل الطويلة. يغورالفنان في اعماق نفسه ويحلل مشاعره في اللوحات، لكنه يتجنب إغراق المشاهد المتلقي بالسلبية وهذا يعكس درجة وعيه للأحداث التي مر بها. وهو يحدد لنفسه هدف إنشاء تركيبة متوازنة لها. تتدفق أفكاره من أجل الوصول إلى صيغة لها من خلال متابعتها، ولهذا تراه غالبا ما يستخدم أصابعه أو المطاط أو قطعة من السجاد بجانب فرشاة وسكين على اللوحة التي يعمل عليها.
أن زخارفه الأكثر شعبية هي شخصيات بشرية في حركة قوية وتعبر هذه الشخصيات عن الحالات النفسية للإنسان ، كما يظهر واضحا من عنوان أعماله: “الغضب” – جسد مجعد ، مليء بالتوتر. “العصبية” – شخصية من جزأين: جسدان كل منهما نصف بشر يعبران عن اليأس.
ومن أعماله: “بلد أجنبي” و “الأخلاق المزدوجة” و “السقوط” هي لوحات تحكي عن الضغط النفسي الذي يعاني منه اللاجئون في البلدان الأجنبية.
يؤكد الفنان على الجانب التشريحي للإنسان ويبرز العضلات والعظام بخطوط واضحة بقوة. كما هو واضح في اعماله: “الراقصة” و “المستحقة” لوحتان تختلفان عن معظم اللوحات الأخرى ، وهنا تسللت مسحة من الرومانسية في المزاج واللون.
يحول محمد صادق رحيم الإلهام الذي توفره روحه ونفسه والواقع الذي يحيط به إلى شكل جديد بوسائل بسيطة نسبيا. وما يميز هذا الواقع هو المواقف المدروسة للحقائق. يقوم الفنان في عمله، بإجراء تحقيق يخبرنا أن النفس البشرية والجسم لا ينفصلان. ومن خلال لوحاته التحليلية، طور الفنان حدود لوحته في استخدام الزخارف الفنية العراقية وفتح آفاقا جديدة في طريقته باستخدام الفن التشكيلي الذي يرتكز على تجربته الشخصية.
يمتلك الدكتور محمد اتجاه خاص به في الفن التشكيلي العراقي نابع من تجربته الخاصة مرتكزا ومنطلقا من دراسته الأكاديمية في الاتحاد السوفيتي في سبعينيات القرن الماضي.
Muhammed Sadik Rahim. Danserinne. Olje på lerret. 37 X 27,5 cm. 1993. محمد صادق رحيم. الراقصة. ريث على الحنفاص. 37 X 27,5 cm. 1993
Muhammed Sadik Rahim. Dobbelt moral. Olje på lerret. 113 X 92 cm. 1993.
محمد صادق رحيم. شخصية ازدواجية. رينت على الجنفاص.
113 X 92 cm. 1993.
Muhammed Sadik Rahim. I fremmed land. Olje på lerret. 98 X 87 cm. 1993.
محمد صادق رحيم. في بلاد الغربة. زيت غلي الجنفاص.
98 X 87 cm. 1993
Muhammed Sadik Rahim. Nervøsitet. Olje på lerret. 112 X 92 cm. 1993.
محمد صادق رحيم. العصبية. زيت على الجنفاص. 112 X 92 cm. 1993.