فاعل و مفعول
سناء شامي
طلب إبني مني
كلمة على وزن فاعل
فاجئني، و إعتراني الذهول
إلتزمت الصمت…
كلمة على وزن فاعل؟
فوقفت أمامه مذلول
كلمة على وزن فاعل!
فضحتني، و كشفت المستور
طوال عمري
أمام أبي أطأطئ رأسي
كي أكون لديه ولد مقبول
و في الصباح و المساء
أطيع أمي طاعة عمياء
كي ترضى بأن أكون،
إبنها المحبوب
لا تَقَاسمْ للسلطة في بيتي
قرار زوجتي الطيبة الداهية
على الجميع، ساري المفعول
قراري محاصراً مع حكومتي
لكنها تحبني، لأني معها مكتوم
طبّال يقرع الطبول
أشتري الصعود و أصنع النزول
أتسوّق بشق الأنفاس
بعض الخبز و الشعير و الفول
و في طريق عودتي للمنزل
أزور سراً جارتي الطيبة البتول
لطيفة هي جارتي،
تُجيد تحويل الفراش إلى مروج
و أشباه الرجال إلى خيول
بين أحضانها أصول و أجول
ترافقني ضحكاتها حتى باب شقتي
أدخل بيتي، تخيّرني زوجتي
أتريد العشاء شعيراً أم فول؟
أجيبها، لست بجائع
سأخلد للنوم بعد أن أبول
أدخل غرفتي المظلمة
و هاتفي بيدي يضيئ دربي
يبني لي جسوراً …
مع نوال و سوسو و نور
أخبرهنّ تارةً…
بأني رجل أعمال شعلول
و تارةً أخرى…
زعيم مغوار يملك القصور
و ربما أيضاً، يملك القرار
المعلوم منه، لا المجهول
نتضاحك حتى الصباح
تقهقه نوال، تتغنج سوسو
و يرتفع سقف الوعود مع نور
بطارية هاتفي صارت بلا طاقة
المؤذن ينادي لصلاة الفجر
أودعكن حبيباتي…
لقد حان موعد الطهارة و الغسول
أستيقظ منتصف النهار باحثاً
عن كلمة على وزن فاعل
تصرخ زوجتي و هي تقول
إنهض من الفراش يا كسول
فالفقر في البيت صار مهول
أقفز من فراشي مداعباً لها
لا تجزعي يا زوجتي
إلى الخير ستؤول الأمور
سأخرج من البيت حالاً
لكن بعد أن أبول
اليوم سأقبض مرتّبي الشهري
و سأشتري لك به بصلاً و بقول
سنصبر، لنهزم العدو و العذول
ما همّي من كلمة على وزن فاعل
فحياتي كلها كانت من أجل المفعول.