إلى ابْنِ بَطّوطَةَ
حميد الحريزي
أعْلِموني
مَنْ يُمثِّلُ العُشّاقَ في
هَيْئَةِ الأُمَمِ
مَنْ وَضَعَ الحَواجِزَ
وأنْشَأَ لِكُلِّ أرْضٍ
حكومَةً
وعَلَماً
ألا
يَعلَمونَ أنَّ العُشُاقَ
كالطّيورِ
كالرّياحِ
كالأمْطارِ والغُيومِ
تَسيرُ حيْثُما تَشاءُ
لا تَعرفُ الفِراقَ
والألَمَ
متَى تَسْتَفيقونَ ؟
طُغاةَ الأرْضِ
سَمَحْتُم لِ((كورونا)) بالعبور
وأغْلَقْتموها بِوَجْهِ
البَشَرِ
كما اللهُ واحدٌ
العالَمُ واحدٌ
جُلُّ مايَخْشاهُ العُشّاقُ
أنْ تتَقاسَموا
القَمَرَ!!
تُصادِرونَ النُّجومَ
والغُيومَ فإلى أيْنَ
المَفَرُّ؟
خَفِّفي مِنْ رَوعِكِ
حبيْبَتي
واسْتودِعي النَّسيم جَواهرَ
القُبَلِ
فمَهما صارَ
ومَهما
حَصلَ
عِطرُ أنْفاسِكِ يَحملُها
الأثيرُ
عِطرُ أنفاسِكِ قَدْ
وَصَلَ
تَنانيرَ الرُّوحِ تَفورُ تَلْعَنُ
أحْكامَ
القَدَرِ
تقولُ حبيْبَتي
هذِه أحْكامُ المَسافاتِ
أحْكامُ الفِراقِ
فَلا مَفرَّ
فكيفَ لي أنْ أطيرَ
أعْبرَ المُحيطاتِ
والصّحارَى
والحُدودَ
مِنْ دونِ جَوازِ
سَفَرٍ ؟؟
هنيْئاً لَكَ يا ((بنَ بَطّوطَةَ))
كالطّيْرِ تَعيشُ
تُهاجِرُ حَيْثَ تُريدُ
بِلا قُيودٍ
وَلا حَذَرٍ
*