الشهيد التشريني الأقدس
إشبيليا الجبوري
ت: من الفرنسية أكد الجبوري
يا نبض السماء الأقدس، يا شهيد!
متسامحة صمتك الأغاني، مثل أمنا النخلة الصاحية،
ومعروفة على سعة فضائها الواسع، حتى لو جاءت جمالها من عندك
في أعماق العشاق أرض٬ لديهم أفضل ما لديهم حزنها الأخضر!
إنهم وإن أبتعدوا تموزها٬ يحصدون الفكر السومري والروح منك،
إنهم عشاق٬ على جسر الجمهورية؛ يحبون قطف العنب، لكنهم يستهزئون الضباع
أنت الماء الحر، عريشة كرمة التحرير٬ الخيمة دونك بلا شكل! انه انت الكرمل البني
يتمايل بك “التوكتوك” على الأرض٬ ويتجول الوريد فيك بعنف.
أنت أرض سومر العبقرية٬ المعرفة الأعلى والأكثر جدية!
يا أرض مجد الحب والحق! أنا أغني لك أكثر٬ نعم أكثر بالفعل،
كثيرا ما أشعر بالغناء والغضب٬ بالجرح والبكاء لأنك دائما الحجر
من الأصغاء أن تنكر النواح روحك.
ولكن إذا لم تخفي تمايلك الصوان عني٬ النخيل فيك٬ يزهو بعض الأشياء الجميلة،
كثيرا كنت أغني دجلة٬ كثيرا ألف ضمادات طبابتي٬ كنت ما كنت أقف
وأنت مثل النورس إلى دجلة مطلاً على ظل النخيل٬ مطلا على اللون الأخضر الجميل للماء،
حيث الحديقة “الأمة/ التحرير” الواسعة أضمد جرح الحجارة إلى حديقتك
بث التوكتوك على الجسر بالأغاني المشرقة ورأيتك.
مشيدة مشيت على ضفاف دجلة٬ نهرك الحر٬ وفكرت فيك وحبك للوطن،
وفي هذه الأثناء حملت إليك “لفة جبنة مالحة ونعناع”٬ وأغني للحرية أعلى الأصوات٬
وأنت “تزمر التوكتوك” ترهف العندليب٬ تغردك الريح بعذوبة
على النخيل المتمايل٬ تغنى الجروح، وفي صمت أغر
بقيت الجروح موجة في قاع الشفق.
وعلى ضفاف دجلة رأيت “جدارية فائق حسن” تزدهر،
الشهداء، حيث الصرخة الصامتة في ورشة “سعدي يوسف” الصارمة،
راية سومر والنخيل٬ أين شمسك
تتألق رقة نخيل “أبي الخصيب” بالجدية.
هل تعرف أبناء جسر الجمهورية؟ اختاروا بعضهم البعض بالحب
ايمان شجرة النخيل في فجر ماء دجلة المبكر٬ وقت وداعها٬ المفضلة؛ هل تعرفها؟
لا تزال الضباع تعيش، ولا تزال فسادها يحكم
آه٬ أيها الشهيد٬ أيها الروح العفيفة
لازلت على النهر أترقب مجيء جريدتك٬ وسطها قصيدتك٬ التي كتبتها هناك
تتغزل في شارع المتنبي٬ والشاي الداكن … لكن جرحك عميق
وضماد طبابتي يجرجر الروح المتأملة لنظراتك الصامتة؛ اصرخك بين الناس
حتى لو لم تعد “حديقة الأمة” الدافئة موجودة
سأغني إليك مع الرجل العجوز الفقير٬ والأم الكبيرة بلون ثوبها الأخضر؛ عند شاطئ نهر دجلة
أو عند المقهى القديم
أنفخ دمي٬ أحرث رماد دمك البطل، و وأمشي بخجل
كما هو طائر القبرة ينعي المكان على التراب.
يا لجسر الجمهورية العظيم٬ يا روحك المقدسة! يا انكيدو! التقى لوحك الطيني بعد كل شيء
مع إشعاع المقابر الرهيبة٬ أنت أيضًا، قريبًا جدًا، ترتقب الشمس
ويسارعوا إليك الحرية إلى إحيائك
النيران ثياب٬ أخضرها إكليل الشجر إلى الأثير؟
ولكن، أنت الشهيد مثل الربيع، يتحرك جنك الطائر العبقرية
من ساحة إلى ساحة٬ ومن جسر إلى جسر. و نحن لنا السماء؟ هو أنت واحد أيضا
من دم شبابنا ولا واحد سواك
معاقبة الخبز، لغز الحليب الأم، العيون الصمت؟
ثناء النخلة العراقية – الأم٬ الحبيبة! لقد حصلنا الدم إلينا
من يحفظ روح العشاق٬ النخلة الخضراء الودية،
و النشيد الحر الجميل الواضح٬ يكفر يوميا
العدالة والسلام والأخاء مرة أخرى٬ أنت حر؛ دم الشهيد المقدس؛
إليك يدي تصدع من يصافح الشر.
أين المقاهي الذين أعطاهم الجمر والحب إياها الآن؟
مثل أمهات الشهداء٬ والعشاق٬ مثل شيوخنا الرائعين، لنكون فرحين بالمطر وأقوياء بالحجر،
أين الحكماء منا؟ اين الشعراء من بطولة “التوكتوك” النبيل
الشهم والجريء، التوكتوك الغير قابل للفساد٬ واستعراض تلفزيوني!
لذا! أصرخ تحياتي في كرمك يا شهيد يا جرحى ويا مغيبين
باسم دمكم الجديد، الشهادة والحرية تتجدد٬ ساحات الفاكهة الأكثر نضجًا للحرية٬ عهد يتجدد
مذ ذلك الوقت ومستدام!
أنت المغني الأخير وأنت الشهيد الأول
يفكر الطائر روحك، ساحة التحرير، الميادين تحياتي!
مازلت مترددًة أغنياتي٬ وصامتًة النخيل، أتفكر في روحك الخالدة؛ عمل بهيج،
الذي روح الأخت إليك؛ أشهد لكم المحبة، أنت الأخ تتخيل شكلاً جديدًا للثورة،
الشيء الوحيد الرائع، مثلك، ذلك الدم
النهر الذي يولد الحب٬ ويكون رائعا رقراقا مثلك –
أين حصيرتك الخاص بك، أين إبريق الشاي الخاص بك، أين كفنك الخاص بنا٬
أن نلتقي جميعا في أعلى الجسر؟ أو تحت “جدارية فائق حسن”
ولكن كيف الموت يخمن القدر ما تفعله الميادين؟
هل أعددتم “حفر قبري” بالفعل أيها السومريين الخالدون؟