الأربعاء, يونيو 18, 2025
لا توجد نتائج
اظهار جميع النتائج
  • الدخول
صوت الصعاليك
  • الرئيسية
  • شكو ماكو
  • تقارير وبيانات
  • أقلام وأراء
  • ثقافة و فن
  • كاريكاتير
    • كاريكاتير في زمن الكورونا
    • روافد وفنانين
  • أتصل بنا
  • EVENT
  • IRAQ NEWS
  • الرئيسية
  • شكو ماكو
  • تقارير وبيانات
  • أقلام وأراء
  • ثقافة و فن
  • كاريكاتير
    • كاريكاتير في زمن الكورونا
    • روافد وفنانين
  • أتصل بنا
  • EVENT
  • IRAQ NEWS
لا توجد نتائج
اظهار جميع النتائج
صوت الصعاليك
لا توجد نتائج
اظهار جميع النتائج
الرئيسية ثقافة و فن

سعاد الراعي ـ حين يعبر الضوء ــ خطوات تتحدى العتمة

هيئة التحرير بواسطة هيئة التحرير
21 أبريل، 2025
في ثقافة و فن
0 0
0

 

 

حين يعبر الضوء ــ خطوات تتحدى العتمة

 

سعاد الراعي

 

ساعات قليلة تفصل بين عملها في شركة المقاولات الإنشائية ودراستها الجامعية في دوام مسائي مرهق، ساعات في الانتظار المكتوم تقضيه على مقاعد المكتبة الوطنية أو في أروقة العمل الحزبي، تهدر فيه الوقت الذي يخذلها دوماً، والذي لا يكفي لعودتها إلى بيتها النائي، فتواصل رحلتها الشاقة، كعصفورة تقاوم رياح الحياة بجناحين من أمل، واجباتها الحياتية التي تثقل كاهلها، وأحلامها المعلقة على خيوط إرادة لا تلين.

ففي كل ليلة، بعد انتهاء دوامها الجامعي، تعود بخطواتها المتعبة، يرافقها جسد منهك، يتلبسه الإرهاق كعباءة من ألم، وجوع يتآمر مع الإعياء ليسلبها ما تبقى من قوة، وكثيرًا ما يسقط جسدها مغشيًا عليه، مستسلمًا لثقل ظلامٍ يفوق سواد الليل حلكة، ظلام ينبعث من أعماقها ويغمر روحها المتعبة.

كانت تخوض رحلتها المعتادة كل ليلة. عندما تنزل عند محطة الباص، الأقرب إلى بيتها، تضطر للسير، لما يقارب النصف ساعة على قدميها، على شارع طويل مخصص للطرق خارجية، وحيد كأنه منفى، ساكن كأن الصمت نفسه وقد قرر الاستقرار فيه. جو موحش، وظلام كأنه قد سُكب على الأرض بلا رحمة، يتسلل إلى عروقها وخوفًا بردًا ورجفة تتربص بأحلامها المرهقة.

وفي مواجهة هذه الوحشة، كانت تضم بإحدى يديها ملف محاضراتها إلى صدرها بقوة، وتمسد بالأخرى جنينها الذي ينبض في أعماقها كنبض امل لحياة أحلى. كانت تدندن له بأغانٍ، تنسج من حروفها حصنًا من الدفء والأمان، تغالب بها شعور الخوف والتعب الذي ينخر عظامها.

الطريق لم تكن آمنة دومًا. فبين الحين والحين، كان من يتربص بوحشتها في الظلام، يتلصص على ضعفها المرهق، ووهنها المضن. كثيرًا ما كانت تُفاجَأ بأصواتهم الخشنة، ومضايقاتهم الوقحة، وتصرفاتهم العبثية، التي تتجاوز احيانا حد المعقول وهم يمزقون دفاتر محاضراتها، او يسرقون حقيبتها وكأنهم ينهبون جزءًا من حلمها. كم توسلت إلى زوجها أن ينتظرها في منطقة الباص حين يعود قبلها، غير أنه كان يعود غالبًا متأخرًا، مشغولًا بأعماله ومتاهاته.

في ليلة عابسة، ملتحفة بالسواد، ثقيلة مثل همٍّ يستوطن الصدر، كانت تخطو بخطى واهنة، تتعثر بصمت الشارع الموحش، حتى اعترض اولئك المتربصون، المتعطشون للإساءة والتنمر سبيلها. توهجت عيونهم كجمرات مشتعلة، يُلوّحون بجمرات بسجائرهم.. ساخرين منها، كأنهم يلوّحون بنار لا غاية لها سوى إحراق عزيمتها التي تسكن قلبها المنهك.

تاهت نظراتها في العتمة، تتحسس في ظلالها بارقة نجاة تبدو أبعد من الأمل نفسه. كانت أنفاسها متقطعة، ترتجف كأوراق في مهب ريح عاصفة، وعيناها تهيم في الظلام كمن يبحث عن نجمة ضائعة في سماءٍ خالية. شعرت بالخوف يتغلغل في عروقها، وثقل يجثم فوق صدرها يكاد يسلبها قدرتها على الوقوف، حين لمع ضوء باهر يخترق عتمة الليل وسط كل ذلك اليأس، ضوء يتوهج من شاحنة نقل ثقيلة تجوب الطريق على عجل. تملّكها الأمل فجأة، كغريق يمسك بطرف حبل. لوحت بيد مرتعشة، رافعة ملف أوراقها كأنها ترفع راية استغاثة، أو ربما بقايا حلم مهدد بالانطفاء.

التقط السائق إشارتها، وأدرك تفاصيل الموقف بنظرة ثاقبة لا تعرف التردد. فرملت الشاحنة على مسافة قصيرة منها، كأنه يلبي نداءً غير منطوق، نداءً يستنجد بشهامته المكنونة. كان رجلًا جسورًا، تغمر ملامحه الصارمة غضبًا نبيلًا، وقلبًا يتقد شجاعة يندر مثيلها.

ترجل عن شاحنته ممسكًا بأداة معدنية كأنها امتداد لروحه الحامية. اندفع نحو المعتدين كإعصار لا يعرف الرحمة، وصوته يجلجل بوعيد صارم، شاتمًا إياهم بما يستحقون من كلمات. كانت خطواته تروي قصصًا من النخوة والشجاعة، وملامحه تنطق بتصميم لا يقبل التهاون. وبعدما انفضّوا عنهما هاربين. نظرت اليه بعد ان ترك حولها أثرًا من ضوء شق طريقه عبر ظلام كان يهدد بابتلاعها. وقفت مذهولة بين دهشة النجاة وارتعاشة الرعب. ” انه ملاكها الحارس.. هذا ما مر بخاطرها” مدركة حينها أن الخير لا يزال ممكنًا حتى في أحلك اللحظات.

 التفت نحوها بصوت هادئ حاول من خلاله أن يحتوي فزعها. عرض عليها أن يوصلها إلى بيتها. كان صوته كالحياة التي تعود إلى صدرها المنكوب، تنفست بعمق.. وشعور بالأمان والامتنان يغمرها وكأنها نجت من غرقٍ محتم. صعدت إلى السيارة وهي تجر أذيال ما بقي من التعب والخوف، لكن شيئًا من الطمأنينة كان ينمو في صدرها كزهرة تتفتح رغم كل هذا الظلام.

مشاركةتويتر
المقال السابق

كمال الجبوري ـ السينما العراقية وتطورها: تاريخ وتطور

المقال اللاحق

أسعد الدلفي ـ فضيحة المشاركة في خليجي 2004

هيئة التحرير

هيئة التحرير

المقال اللاحق

أسعد الدلفي ـ فضيحة المشاركة في خليجي 2004

صحيفة صوت الصعاليك

صوت الصعاليك

“صوت الصعاليك” عراقية حتى النفس الأخير، هدفها الدفاع عن سيادة العراق واستقلاله، سيادة الأمن فيه وسعادة أهله.. إعلاء شأنه وإظهار إرثه الحضاري بأبهى صورة.

أبواب الصحيفة



المقالات تُعبر عن رأي كُتابها والموقع غير مسؤول عن محتواها

أعداد الصحيفة

© 2021 جميع الحقوق محفوظة -جريدة صوت الصعاليك.

مرحبا بكم في صوت الصعاليك

ادخل الى حسابك الشخصي معنا

نسيت كلمة السر ؟

Retrieve your password

الرجاء ادخال اسم المستخدم او البريد الالكتروني

الدخول
لا توجد نتائج
اظهار جميع النتائج
  • الرئيسية
  • شكو ماكو
  • تقارير وبيانات
  • أقلام وأراء
  • ثقافة و فن
  • كاريكاتير
    • كاريكاتير في زمن الكورونا
    • روافد وفنانين
  • أتصل بنا
  • EVENT
  • IRAQ NEWS
  • الدخول

© 2021 جميع الحقوق محفوظة -جريدة صوت الصعاليك.