سامر خالد منصوريعتلي شعراء البلاط الصغار جثة شهرزاد جُثث الحكايا تتدلى قصائدهم تتدلى بين أرجلهم وهم يرون الجواري والحرير وصاحب النِعم ومانح كلِّ لَقب عاش شهريار .. عاش شهريار ويشربون الذلَّ في أكوابٍ من ذهب يغطون الحكايا بالمرايا ويقولون للملك ما أجملك ما أجملك جثة شهرزاد تفوح أحرفَ من لهبْ تعرّش على الجدران تفتح بأناملها الصغيرة كل النوافذ فيُحضرُ الشعراء المزيد من المرايا ويربطون عند باب القصر ديكة علموها النباح على الصباح كمموا وجه الضحى ابتدا فِعلُ السِفاح وشهريار يُقلبُّ الراح ونهدٌ بكفهِ الأخرى كأنه التفاح تحت ظل دودة تزحف على بساط الليل نحو وردة القمر دار القضاء عجوزٌ تتكئ على غابةٍ من العكاكيز وميزان العدل أضحى أليف لا يرى الناس فيه إلا وجه الرغيف ميزان العدل أضحى أليف كصنجين يصطفقان بين أنامل غانية ميزان العدل كمكيال النذل يطهون فيه خريفاً بأشجارٍ عالية أصابعها مِخرزٌ لعين الشمس جذورها أشلاءٌ قانية النرجس يعبُّ الدماء كإسفنجٍ وشهريار ظلَّ مُختالاً ينادي هاتوا أمَّ المرايا لتحكي لي عن جلالي حكاية تعثر شهريار بالأشلاء رفع السيف فوق الكتاب فوق القِباب فوق السحاب فنادى فيهم منادٍ أن حطموا المرايا عسى يُصلح قليلاً من شأن البلاد المرايا أضحت من حديد ومنقار الديك النبّاح أطول من كل الحبال شهريار يرفع سيفه فوق الأنامل فوق السنابل سيفه يُمطر الدنيا بالثكالى والأرامل شهريار يرفع سيفه فوق الأنامل فوق السنابل سيفه يُمطر الدنيا بالثكالى والأرامل صاح القريب والغريب يا شهريار دودة فوق القمر دودة فوق القمر مستلقية على الضيا مُستقوية ضحك وقال: بل وجهه لي يبتسم و هذا فمهُ يرتسم . شهريار .. أهدابهُ أجفانهُ أحداقهُ من نرجسٍ. صاح أفراد الحاشية : يا شهريار الحال مال وملكك إلى زوالٍ إلى زوال فقال: سأقطع بسيفي كلَّ احتمال سأرفع سيفي فوق المُحال فتساقط من سيفه مزيدٌ من اليتامى و الأرامل ومن خلف الحكايا حكاية صوتٌ يقول: ألم تتعلم من الطغاة الأوائل ؟! هربت الحاشية ومن بساتين الأشلاء وضفاف أنهار الدماء نبت أيادٍ وأنامل ما همّها ذهبٌ أو حرير ما همّها نهدٌ مكوّرٌ كبير شرعت تبحث تضفر الحروف في كلمات تمد الضفائر حبالاً نحو الشتات وتجمع الشعب المُمزق تذوب كل المرايا وتبدأ من جديد الحكاية . يقال أن شهريار أراد قطع رأس الصبح لكن سيفه تكسر ففي محار الفجر برزت لآلئ . بطونٌ حُبلى بالشهرزاد